أسامة أبوالسعود
الوحدة الوطنية سلاحنا لمواجهة اعداء الفتنة، هذا هو المعنى الذي ركز عليه كثير من خطباء المنبر الحسيني خلال احياء ليالي عاشوراء ذكرى استشهاد سبط الرسول الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم الإمام الحسين بن علي عليهما السلام والذي يوافق العاشر من المحرم مـن كل عام.
وأكد الخطباء اهمية الوحدة الوطنية باعتبارها السياج الواقي من الفتن والاضطرابات التي تحاول النيل من الأمة الاسلامية، داعين الجميع الى الاقتداء بثورة الامام الحسين بن علي الذي حاول جاهدا لملمة صفوف امة جده رسول الله صلى الله عليه وسلم في وقت كثرت فيه الفتن وزدات فيه الاطماع.
وقال خطيب حسينية البكاي في منطقة الشعب السيد محمد الشوكي ان «ثورة الامام الحسين كانت تركز على مفهوم ثوري وايماني كبير اضافة الى مفاهيم العطاء والبذل والتضحية في سبيل نصرة دين الله ورسوله»، مشيرا الى ان «الايمان ليس مجرد عقيدة يختزلها الذهن او ادعاء وانما هو عقيدة وموقف يؤمن ويشعر بها الانسان».
واضاف الشوكي «ان الله يفتن الناس من اجل ان يميز بين اصحاب الايمان الكاذب السطحي واصحاب الايمان الصادق الثابت»، موضحا ان من علامات الايمان ان يكون المؤمن على استعداد تام للتضحية في سبيل الله وتحمل المشاق والمتاعب وان يكون مستعدا للعطاء دون اخذ.
وتابع: ان طريق الحق والايمان دائما يكون شاقا، ولذلك نجد ان الاشخاص الذين يسلكونه قلة مقارنة بالدروب السهلة التي نجد سالكيها كثرا، مشيرا الى ان الامام الحسين عليه السلام وقبل توجهه من المدينة الى كربلاء اختبر ايمان اصحابه من خلال قوله «من كان باذلا مهجته مؤثرا لقاء الله على نفسه فليرحل معنا».
وقال: يتساءل الكثير ان من عادات الثوار المقبلين على تنظيم ثورة ما جمع الناس من حولهم الا ان الامام الحسين اراد تفريق مناصريه من حوله، وهذا التساؤل جوابه ان الامام الحسين اراد ان يرحل معه المؤمنون الباذلون لا الطامعون الانتهازيون، مؤكدا انها كانت ثورة شاملة في مبادئها.
واستشهد الشوكي بنموذجين ايمانيين الاول لزوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم السيدة خديجة بنت خويلد وكيف وهبت مالها وكل ما تملك في سبيل اعلاء الرسالة المحمدية الى ان وصل بها الحال الى افتراش الارض بعد ان كانت تنام على الفراش الوثير، والثاني لفتى قريش مصعب بن عمير ذلك الفتى المدلل الذي آمن بالله ورسوله وآثر هذا الايمان على ملذات وشهوات الدنيا ومساومة والدته له بحرمانه من المال في عدم رجوعه عن دين محمد صلى الله عليه وسلم.