- القمص بيجول: الكويت ضربت أروع الأمثلة في تجسيد المحبة بين جميع الأطياف والأديان
أسامة أبوالسعود
في غبقة «المحبة» السنوية التي تقيمها الكنيسة المصرية بالكويت كانت المحبة حاضرة في القلوب والبسمة على الوجوه وهي رسالة محبة وتأكيد بان ما يجمع أمتنا أكبر بكثير مما يفرق بين أبنائها، انها وحدة الديانات السماوية ووحدة الدم ووحدة الأرض والمصير.
وفي كلمات معبرة عما يجيش في القلوب وتفيض به النفوس من محبة خلال غبقة «المحبة» التي أقامتها الكنيسة المصرية بالكويت وسط حضور كبير، أثني السفير المصري لدى البلاد طارق القوني، على هذا التقليد السنوي الجميل والغبقة الرمضانية التي تجمعنا في ضيافة الكنيسة المصرية مع نخبة من ممثلي المجتمع الكويتي ورجال الدين الإسلامي والقيادات المسيحية وأعضاء السلك الديبلوماسي ورجال الإعلام بالكويت الشقيقة.
وأكد القوني ان هذا التجمع السنوي يعكس روح الإخاء والمحبة التي تحملها الديانات السماوية وما جاءت بها جميعا من رسالة سلام وطمأنينة ورسالة تعلي قيم التعايش والإخاء والمحبة والمواطنة.
وتقدم القوني بكل الشكر والتقدير إلى الكويت الشقيقة أميرا وحكومة وشعبا على اهتمامها بأبناء الجالية المصرية والكنيسة المصرية، كما شكر نيافة الدكتور الأنبا انطونيوس مطران الكرسي الاورشاليمي والكويت والشرق الأدنى، ونيافة الأنبا بيجول وقيادات كنيسة مارمرقس للأقباط الأرثوذكس على الدعوة الكريمة.
ومن جانبه، أكد راعي كنيسة مارمرقس القمص بيجول الأنبا بيشوي، ان الكويت ضربت أروع الأمثلة في تجسيد المحبة بين جميع الأطياف والأديان والجنسيات التي تعيش على أرضها المباركة بفضل قائد المحبة وراعيها صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد.
وشدد على حرصه على عدم السفر خارج البلاد خلال شهر رمضان للمشاركة في فرحة هذا الشهر المبارك، لافتا إلى انه منذ قدم إلى البلاد وعلى مدى 17 عاما لا يتحدث إلا عن المحبة في كل غبقة أقامتها الكنيسة.
وأكد ان رباط المحبة أقوى من اي رباط آخر بين البشر لأنه لا ينحل مهما بعدت المسافات او طال الزمن او تغيرت الظروف «فالمحبة لا تسقط أبدا»، مشيرا إلى ان هذا ما يحدث في الكويت، وهذه الغبقات خير دليل، حيث نجتمع من مختلف الأديان، والمذاهب، والجنسيات، واللغات تحت سقف واحد بفضل حكمة وحب صاحب السمو الأمير.
وبين ان العالم كله ينظر اليوم ويرى اجتماعنا وارتباطنا الذي أوصلنا إلى هذا الموضع، بل إلى هذا الوضع، ويأخذوا منا الدرس، كيف تعيش الكويت، وكيف نعيش في الكويت، متسائلا ماذا لو عشنا بالمحبة؟! ولماذا لا نعيش بالمحبة؟!وأشار بيجول إلى انه في كل الغبقات والمناسبات التي نتلاقى فيها، قلوبنا تسبق أرجلنا، لأن الحب الذي يملأ القلب، يبدو على الوجه، ولأن ما يخرج من القلب يصل إلى القلب، مؤكدا ان هذا الترابط والتلاحم والاتحاد لا يصيرنا خليطا بل مزيجا، ومجموعة ليست مختلطة بل متجانسة.
وأكد ان المحبة هي أقصر طريق يوصل إلى الله، وهي أيضا التي تصلنا مع الآخرين لأنها المفتاح المضمون لقلوبهم، فهي تجعلنا نتغاضى عن أي أخطاء فيمن نحب.
وبدوره، أكد رجل الأعمال د.علي عباس النقي، ان قيم التسامح في المجتمع تتجلى من قواعد أساسية كونها «ضرورة وجودية»، فسنة الحياة اقتضت وجود الناس على الأرض مختلفين، ومتنوعين، ولا شك أن الحوار بين الثقافات طريق مهم لترسيخ التسامح، وقبول التنوع، والاعتراف بالآخر وخصوصيته، وتمتعه بكل حقوقه.
ومضى قائلا، إننا نعيش في بلدٍ آمن، مسالم، متسامح، جسد احترام الأديان والمذاهب، شذاه المحبة، ولحمته الإخاء، إيمانا وعملا بما نص عليه دستور البلاد، وقد سعى منذ تأسيسه بالدعوة للسلم والتعايش السلمي بين بني البشر، وذلك بفضل القيادة الحكيمة لحكام الكويت، على مر عصورهم، وصولا لصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، الذي حصد بجدارة واستحقاق لقب قائد إنساني، وسميت الكويت مركزا إنسانيا عالميا.
وأشاد بمبادرات سمو الأمير الإنسانية الخلاقة، التي ساهمت في نثر بذور التسامح بكل أشكاله، وعبرت حدود القارات، وساهمة في تخفيف المعاناة عن الشعوب المتضررة، ومواجهة آثار الكوارث والأزمات، وسعيه إلى السلام وتحقيقه بمساعيه الحميدة لتوحيد الصفوف، ورأب الصدع، وإيقاف نزيف الحروب، وجهوده الجبارة في سبيل مكافحة الإرهاب، وتحصين وحدة المجتمعات، والدفاع عن كرامة الأمة.
وبدوره، أشاد الخبير الإعلامي محمد مرعي، بأجواء الحرية والمساواة التي تتميز بها الكويت، مشيرا إلى انه عاش على أرضها أكثر من 50 عاما عاملا في مجال العمل الإعلامي، مؤكدا انه لم يصادر له رأي ولم يفرض عليه رأي، ولم يكسر له قلم.
ومن جانب آخر، أشاد بالوحدة الوطنية التي تتميز بها مصر على مر العصور رغم محاولات الاحتلال العديدة للتفرقة بين جناحي الأمة، منوها بدور العديد من الشخصيات القبطية التي استطاعت ان تضع علامة فارقة في تاريخ مصر.
الأب بيجول مبعوث السلام
أشاد علي النقي بالأب بيجول واصفا إياه بمبعوث السلام وعنوان التسامح، منوها بحضوره الراقي وبسماته النبيلة في المجتمع الكويتي طوال العقود التي قضاها، ودوره في إذكاء روح الألفة والتواصل المحمود بين أطياف المجتمع، ومختلف أتباع الأديان والمذاهب والملل، وفي أفراح الأمّة وأتراحها، وتفعيل الحوار الباحث عن القواسم المشتركة بين الجميع.