ضاري المطيري
أكد الداعية محمد العصيمي ضرورة أن يتحلى الداعية إلى الله بالأخلاق الكريمة وبالتعامل الحسن، لافتا إلى أن دعوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم قامت على الأخلاق، وأن حسن معشره وصدق تعامله مع الآخرين كانت سببا في قبول ما جاء به.
وأوضح في محاضرته التي كانت بعنوان «مكارم الأخلاق ووسائل الثبات عليها»، والتي أقيمت مساء أمس الأول ضمن الأسبوع الثالث للمخيم الربيعي الـ 18 لجمعية إحياء التراث الإسلامي ـ فرع الجهراء، أن كثيرا من الدعاة والمصلحين قد ينفرون الناس من الاستجابة لدعوتهم وتثقيفهم في الدين نتيجة سوء أخلاقهم وغلظ طباعهم.
وبــــين العــصيمي في بداية حديثـــه أن الحديث لن يــــدور حــــول مـــاهية الأخلاق بقدر ما سيكون حول سبل توطين النفس على ملازمة الأخلاق، مشيرا إلى أن العلم بالشيء ليس كالعمل به، لذلك فالنفس تحتاج إلى مزيد جد واجتهاد للتخلق بالأخلاق الكريمة، وفي الحديث قال النبي صلى الله عليه وسلم «البر حسن الخلق».
وأشار إلى أنه نشاهد في أحيان كثيرة في ممارساتنا انفصالا تاما بين التدين وحسن الخلق تتمثل في كثير من الممارسات الخاطئة والسلوكيات المشينة التي نتعامل بها مع الآخرين، لافتا إلى أن بعضا من الدعاة والخطباء وأئمة المساجد هداهم الله ينصرف عنهم الناس نتيجة جفائهم وغلظتهم وسوء معاشرتهم.
وأضــــاف أن الـــله عــــز وجل قـــال في وصـــف أخلاق نبـــيه صلى الله عليه وسلم وحـسن معشره: (فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك)، محذرا من أن يكون الداعية إلى الله سببا في صد الناس عن الدين وقبولهم الحق.
وشدد العصيمي على أن المسلم عليه ألا يعرف فقط مكارم الأخلاق بل عليه أيضا أن يتلمس وسائل الثبات عليها حتى تصبح سجيته التي لا تتأثر بموقف أو تصرف، ومنها أن يستشعر النصوص التي تدعو للتمسك بالأخلاق، مشيرا إلى أن السيرة النبوية مليئة بذلك، منها قول النبي صلى الله عليه وسلم «إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم»، وكذلك على المسلم أيضا أن يستشعر النصوص التي تدل على ذم سوء الخلق، كقصة المرأة التي كانت قوامة صوامة وصاحبة عبادة ولكنها تؤذي جيرانها بلسانها، فقال عنها النبي صلى الله عليه وسلم «هي في النار»، مبينا أن عبادتها لم تنفعها عندما لم تتجنب سوء الأخلاق مع الناس.
وأنكر العصيمي تصرف الكثير من الناس حينما يحاولون مراعاة ومداراة صاحب الخلق السيئ، موضحا أن فعلهم هذا ومجاملتهم له فيه تكريس لسوء الخلق، حيث ومن واجب المسلم أن ينكره ويبينه.
واختتم العصيمي محاضرته بضرورة أن يلجأ الإنسان إلى الله ويدعوه للثبات على حسن الخلق، لافتا إلى أن أن النبي صلى الله عليه وسلم رغم أنه أكمل الناس أخلاقا إلا أنه كان في استفتاح كل صلاة يدعو ويقول: «اللهم اهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت».