- «الزبيدية» البيضاء بأقل الأسعار
- باعة: نعاني وضعاً مأساوياً لغياب المتسوقين وكثرة المعروض ما يعرضنا للخسارة
- ارتفاع درجات الحرارة داخل السوق وتعطل التكييف ترك أثرا سلبيا على رواد السوق
محمد راتب
لم يكن بائعو الأسماك يتوقعون أن تمر عليهم مثل الأيام التي تسبق «عيد الفطر» بهذه الحالة من الركود، فحركة البيع معدومة والأصناف المتنوعة متكدسة بانتظار من يشتريها، هذه الحال لم ترض أيا منهم، ولعل انخفاض الأسعار بشكل غير مسبوق يجعل من هذا الوقت فرصة ذهبية للراغبين في تموين مختلف الأصناف من الأسماك وشرائها بأقل الأسعار.
«الأنباء» جالت في سوق السمك واطلعت على الوضع المأساوي الذي يعاني منه باعة الأسماك الذين أعربوا عن استغرابهم الشديد من الحال الذي وصل إليه السوق، فقلما يقصده الناس للشراء، فهم يجلسون أمام بسطاتهم وعيونهم ترقب أبواب السوق لاصطياد أي زبون قادم لشراء أي نوع من الأسماك المتوافرة لديهم.
فعلى الرغم من درجات الحرارة المرتفعة التي وصلت إلى 35 داخل سوق السمك بسبب «التكييف الخجول جدا» يواصل بائعو السمك جلوسهم أمام بسطاتهم يعدون الأسماك المعروضة لديهم، ويضعون فوقها ألواحا من الثلج لضمان عدم فسادها، في مشهد يتكرر كثيرا مع دخول «مربعانية الصيف البوارح»، فالأجواء في الداخل طاردة للمتسوقين قبل أن تكون مفسدة للأسماك ما لم يتم علاج هذه المشكلة التي يعاني منها السوق منذ فترة طويلة.
الأسعار الحالية هي الأفضل للتموين، وشراء الكميات الكبيرة فرصة لا تعوض، هذا ما ذكره بعض الباعة الذين التقيناهم، واستمعنا إلى شكواهم، فالصيادون يعانون من القوانين التي تحظر عليهم الصيد في حين يستمتع الصيادون من الدول المجاورة بالصيد بكميات كبيرة، وأخذ جميع المصيد ما يتسبب في حرمان الكويت وأهلها منه ليشترونه «مستوردا» رغم صيده في نفس خليجهم وبحرهم.
وخلال جولتنا صادفنا بعض المتسوقين الذين حضروا لشراء بعض الكميات وكان بعضهم قد جاء للشراء بداعي السفر، فوجهته التي يقصدها لا تتوافر فيها اسماك مشابهة لاسماك الكويت اللذيذة وذات الطعم الشهي، فآثر شراء بعضها وتثليجه واصطحابه معه إلى وجهته.
البائع والصياد أحمد خواجة تحدث لـ «الأنباء» عن الواقع المأساوي الذي يعيشه السوق خلال هذه الأيام، وخصوصا قبل عيد الفطر، حيث بيّن أننا في مثل هذه الأوقات من السنوات السابقة والتي تبدأ من 10 رمضان فما بعد، كان السوق مليئا بالمتسوقين الذين يحضرون من مختلف الأماكن لشراء السمك، إلا أننا في هذا العام فوجئنا بركود اقل من الصفر، فلا توجد حركة في السوق إطلاقا ما تسبب بخسائر لجميع الباعة.
وأشار إلى أن الأيام الحالية والأخيرة من شهر رمضان المبارك تمثل فرصة مميزة جدا لشراء الزبيدي والبالول، لأننا في أيام ركود، ونتوقع أن ترتفع أسعار السمك بعد العيد مباشرة، بسبب عودة الكثيرين من السفر، موضحا أن هذه الحالة من الركود في مثل هذه الأيام هي الأولى من نوعها منذ 30 عاما.
وطالب المسؤولين بزيادة الاهتمام بقطاع السمك والسوق وتوفير كل ما يحتاج إليه من التكييف وعدم رفع الإيجارات، فالجميع تعرض لخسائر بسبب هذه الأوضاع إلى جانب ارتفاع درجات الحرارة التي تتسبب بفساد السمك، ما يدفعنا إلى شراء الثلج، وهذه كلفة إضافية نتحملها لتقديم السمك بالشكل المناسب للزبائن.
وبسؤاله عن أسباب الركود الذي يشهده السوق في الوقت الحالي، ذكر أن هذه السنة تختلف عن كل السنوات السابقة في كمية السمك، فالصيادون الإيرانيون حصلوا على كمية كبيرة فوق الخيال من الزبيدي في 3 رمضان، وقاموا بتوريدها للسوق الكويتي، ووصل سعر كيلو الزبيدي إلى 3 دنانير، والجامبو إلى 4 دنانير، فتناقل الناس هذا الخبر عبر وسائل التواصل وحضر المتسوقون من مختلف الأماكن، وسحبوا كميات كبيرة للتموين، ولم يمض أسبوع على هذا الأمر حتى بدأت كميات الزبيدي تنخفض وتقل في الأسواق ما أدى لارتفاع سعرها مجددا، لتصل السلة إلى 70 دينارا.
وبين خواجة انه جرت العادة على ان يقوم الكويتيون بتناول السمك ابتداء من 10 رمضان، أما هذا العام فكان الأمر مبكرا حيث بدأوا التموين من 3 رمضان، وبقينا نعيش حالة من الركود غير المسبوقة طوال الشهر، والاسماك معروضة بكثرة والسمك نظيف، فسعر كيلو الزبيدي الإيراني 6 دنانير، والأصغر حجما 600 غرام بـ 5.5 دنانير، مشيرا إلى ان السبب الآخر في عدم إقبال المتسوقين على الشراء هو سفر البعض منهم خارج البلاد، وتوجه الكثيرون لشراء حاجيات العيد، متوقعا ارتفاع الأسعار بعد العيد والعودة من السفر ليصل سعر الكيلو إلى 7 دنانير.
وتساءل: لماذا يتم السماح من قبل الدول المجاورة للصيادين بالنزول إلى البحر وأخذ جميع المصيد وحرمان أهل الكويت منه، مشيرا إلى أن الصيادين الايرانيين لديهم اكثر من بحر يصطادون منه، في حين ليس أمام الكويتيين إلا وجهة واحدة فقط للاصطياد، فالمنافذ أمامهم محدودة جدا.
أسعار السمك في السوق
٭ النويبي الكويتي: 5 دنانير
٭ الشعوم الكويتي: 3.5 دنانير
٭ الزبيدي الجامبو الكويتي: 5.5 إلى 6 دنانير
٭ الهامور الإيراني: 3.5 دنانير
٭ البالول الإيراني: 4.5 إلى 5 دنانير
٭ الشعري: 2 دينار
٭ العندق: 1.5 دينار
٭ القبقب 1.5 دينار
الأسعار معقولة وفرصة للتموين
اكد المواطن حمد الجاسم الذي حضر إلى سوق السمك للشراء بداعي التزود به للسفر والإقامة خارج البلاد، أن الأسعار معقولة ومقبولة في هذا الوقت من العام، مشيرا إلى أنه قام بشراء اسماك البالول والشعم والزبيدي، ليعمل على تثليجها، قبل سفره فالوجهة التي يقصدها ليست فيها اسماك مثل سمك الكويت الطيب ذي المذاق اللذيذ.
ودعا محبي السمك للحضور في هذا الوقت للشراء فالأسعار مناسبة جدا، متوقعا أن ترتفع بعد عيد الفطر السعيد، وذلك لان جميع الموائد الكويتية تحب تناول اللحوم خلال شهر رمضان المبارك فترغب في التنويع والعودة إلى السمك بعد انقضاء الشهر الفضيل.