تقدم النائب د.يوسف الزلزلة باقتراح بالغاء نظام البصمة في الحضور والانصراف على العاملين المعينين بمختبرات وزارة الصحة لما لهذه الوظائف الفنية من خصوصية في طريقة توزيع العاملين وانتقالهم بين المراكز والمستوصفات، وجاء في نص الاقتراح:
إن قطاع المختبرات الطبية في جميع دول العالم سواء المتقدمة أو الدول النامية كما تسمى عند البعض جميعها ترى أن الجسم الطبي والخدمة الصحية لا تقوم إلا على أركان من أهمها هو قطاع المختبرات، حيث إنه لا يمكن للطبيب تشخيص أي مرض دون النظر لنتائج التحاليل الطبية المخبرية. وإن تحدثنا عن أهمية هذا القطاع من الخدمات الطبية المساندة فإنه لا يسعنا إلا أن نشيد بالعاملين بالمختبرات الطبية، حيث إنهم رغم الضغوط الكثيرة الادارية والمالية المحيطة بهم مازالوا يعملون كخلية نحل كل من فيها يعلم أن عمله مهم جدا ويكمل عمل باقي قطاعات الصحة وذلك لعلمه الأكيد أن علاج المريض لا يكتمل إلا بعمله.
إن الغالبية العظمى من العاملين بقطاع المختبرات الطبية وما يقارب 80% منهم من حملة الشهادات العلمية الجامعية وهناك الكثير منهم من يحمل شهادات عليا كالماجستير والدكتوراه وأقل تحصيلا علميا بالمختبرات هم فاصدو الدم الحاصلون على شهادة دورات متخصصة لمدة سنتين دراسيتين بعد الثانوية العامة ونستطيع القول إنه حتى حملة الدورات المتخصصة هم مازالوا أفضل بالشهادة والدراسة من أي قطاع آخر بأي فرع من فروع الخدمة الطبية المساندة. ورغم هذه الشهادات والمضاف لها الخبرة فإن هذا القطاع يعامل بطريقة كأنها أقل من أقل شهادة بوزارة الصحة وظهر هذا جليا عندما قامت الوزارة بتطبيق نظام البصمة واستثناء فئات معينة وتركوا أهم فئة وهم العاملون بالمختبرات لكي يقوموا بالتبصيم الساعة السابعة صباحا والساعة الثانية ظهرا كإثبات بأنهم ملتزمون بعملهم وتناسوا طبيعة عملهم الفنية. ألا يعلم المسؤولون بالصحة أنهم بهذا لا يجبرونهم على الالتزام بل يطلبون منهم عدم العمل، إذ كيف يعملون وهم يحاسبون على ثانية تأخير ويخصم من رواتبهم التي لا تعادل نصف جهدهم وتعبهم ألا يعلمون أنهم آباء وأمهات وأخوات. ألا يعلمون أنه في المناطق الصحية توجد مراكز رعاية أولية وقد تصل إلى أكثر من عشر مراكز في بعض المناطق الصحية وقد يصل أعداد العاملين بالمختبرات من اختصاصيين وممارسين وفنيين اكثر من 120 شخصا بالمراكز هذا عدا الفنيين والاختصاصيين بمختبرات المستشفى. وهذا أيضا ينطبق على المستشفيات التخصصية التي غالبا يتبع لها مراكز وكثيرا ما يتم نقل الفني من المستشفى للمركز وبالعكس أو يتم النقل من مركز رعاية أولية إلى مركز آخر وذلك للضرورة وللتغطية في حالة نقص الفنيين، وهذه الضرورة دائمة وكل ذلك من أجل تنسيق العمل وإتمامه على أكمل وجه. ورغم ذلك يجب أن يقوم الاختصاصي والفني بالتبصيم، فأين يبصم وبأي مستشفى أو مركز أو مستوصف وهل يذهب السابعة لمنطقة كي يبصم ثم يخرج ليذهب لمنطقة أخرى حتى يقوم بعمله الذي يجب ألا يتأخر عليه لأن هناك أجهزة تحتاج لتشغيلها وموازنتها بالكنترولات والتأكد من صحة ودقة عملها وذلك اتباعا لقوانين الرقابة النوعية العالمية وبعدها يترك عمله والمرضى مضطرا لكي يذهب للمنطقة الأخرى حتى يبصم لنهاية الدوام وإلا تم اعتباره متهربا من العمل علما أن خفارات المراكز الصحية تكون في نفس العمل من الساعة الرابعة إلى الساعة العاشرة مساء مما يشكل عبئا على الفنيين للحضور مرة أخرى للخفارات.
لقد كان هؤلاء طوال الأعوام السابقة التي قامت الكويت بها بفتح اوائل المختبرات إلى الآن وهم يعملون بجد وبشكل ممتاز ولا توجد أي شكوى وإن وجدت فهي قليلة وغير ملحوظة بحيث لا تذكر، وللعلم هناك اختصاصيون وفنيون لهم بالخدمة سنوات تفوق 15 عاما اضافة الى شهاداتهم الجامعية، ورغم ذلك يجب أن يقفوا مع الموظف الإداري الذي تعين بالأمس ليقوموا بالتبصيم، حتى رئيس الفنيين والاختصاصيين لم يسلم من بلاء البصمة، إنها ليست بصمة بل وصمة في حق جميع العاملين بالمختبرات الطبية فغيابهم يظهر جليا في نتائج مرضاهم، النتائج التي لا يمكن أن يتأخروا بها وذلك خوفا على حياة المرضى وقبلها مخافة الله في عملهم.
كانوا ومازالوا يعملون بجهد وتعب ولا يشتكون مثل سواهم ولكن وصل السيل الزبى.