دعا رئيس بيت الكويت للاعمال الوطنية يوسف العميري الى استخلاص العبر والدروس من الأزمات الوطنية التي مرت بها الكويت وخرجت منها بفضل الله تعالى ووحدة شعبها وترفع مواطنيها الذين وقفوا رجالا ونساء وشيوخا واطفالا في صف واحد، منوها ان احدا لم يفكر في ذلك الوقت في قبيلته او طائفته او انتمائه السياسي او تياره او اي شيء من هذا القبيل على الرغم من الظروف القاسية التي كان من الممكن ان تؤدي بأي شعب آخر الى اليأس والاستسلام لها.
وأكد العميري ان شعوب العالم بأسره استفادت من التجربة الكويتية النادرة اثناء فترة الغزو العراقي والتي كانت سابقة في تاريخ العالم المعاصر حيث وقف العالم ينظر مندهشا الى المشهد الراقي والحقيقي لتلاحم الكويتيين قيادة وشعبا وتعاونهم والتنسيق فيما بينهم بكل اخوة ومحبة ووطنية، مناديا الكويتيين اليوم الى ادهاش العالم مرة اخرى بالعودة الى حقيقتهم واصلهم الطيب ومعدنهم اللامع الذي لا يمكن لبعض الغبار ان يخفي بريقه وتألقه.
كما اكد العميري ان التعابير والمصطلحات المستحدثة التي يتم التطرق اليها من قبل البعض في بعض المناسبات غريبة على المجتمع الكويتي وليست من مفرداته الأصلية المتوارثة التي زينت اطار العيش والتعايش بين كل افراد المجتمع، لافتا الى ان كلمات مثل «السنة والشيعة والحضر والبدو وغيرها» لم تكن تستخدم في الماضي القريب الا في اطارها الصحي والعادي وبشكل نادر ايضا، مناشدا الجميع بالرجوع الى المسار الصحيح تحت قيادة الكويت الحكيمة وحكومتها الرشيدة التي لم تنل فرصتها للعمل وتحملت اكثر مما تحتمل دون اي حاجة او مبررات مقنعة لذلك.
وبين العميري ان الجو الديموقراطي وهامش الحريات الجيد الذي تتمتع به الكويت اقليميا على المستوى الصحافي والحريات العامة يجب استثماره بأفضل الوسائل لما فيه خير الكويت ورفعة شأنها ورفاهية شعبها بدلا من تحويل هذه الديموقراطية الى سلاح يضرب بين الاهل والاشقاء ورفاق السلاح والدم خاصة وان بعض القوى الخارجية تراهن على فشل المسيرة الديموقراطية في الكويت.
وشدد العميري على ضرورة زيارة بيت الكويت للاعمال الوطنية ليرى الناس الدم الكويتي الشيعي والسني والحضري والبدوي والسياسي بأنواعه مختلطا برمل صحراء الكويت الذهبي وماء بحرها الازرق، ليصبح الرمل اكثر توهجا ويصبح الماء اكثر زرقة ونقاء، مناشدا الجميع وضع الخلافات جانبا ومناقشتها ضمن قنواتها القانونية والدستورية دون تأزيم وتصعيد وتجييش لان الكويت دولة قانون ودستور وستبقى كذلك دائما.
وختم العميري موجها الدعوة لجميع الكويتيين من اعضاء الحكومة وأعضاء مجلس الامة والمواطنين كافة لزيارة بيت الكويت للاعمال الوطنية في ذكرى الضربة الجوية لتحرير الكويت والتي بدأت 17 يناير 1991، لان هذا اليوم يجب ان يكون تاريخا لا ينسى ولا يمكن مسحه من ذاكرة الكويت والكويتيين.