- ترجمة الدليل إلى لغة برايل جعلته الأول من نوعه في الكويت وشهد إقبالاً من الحركات الكشفية العربية
- منذ 3 سنوات لم تكن هناك مرشدات من ذوي الإعاقة في التعليم الخاص
دارين العلي
طغى الجانب الإنساني التوعوي على الجانب التربوي البحت في الرسالة التي تؤديها د.أمل الخليفة، الموجهة الأولى للزهرات والمرشدات في التعليم الخاص، وذلك بخروجها عن الإطار التقليدي لتأدية الوظيفة المطلوبة منها، إلى حدود أبعد من ذلك تهدف من ورائها إلى خدمة ذوي الاحتياجات الخاصة والارتقاء بمستوى التعامل معهم.
وقد أثمرت هذه الجهود إصدار كتاب «الدليل الإرشادي لقائدات ذوي الإعاقة»، وذلك أثناء عملها كموجهة أولى للمرشدات في التربية الخاصة، ويهدف إلى إرشاد القائدات الى كيفية التعامل مع المرشدات والزهرات من ذوي الاحتياجات الخاصة وكيفية التواصل معهم.
أهمية هذا الإصدار كدليل في التعامل مع هذه الفئة المهمة في المجتمع دفع الخليفة الى ترجمته إلى لغة «برايل» للمكفوفين، وهو أول كتاب يصدر في الكويت كدليل إرشادي وبهذه اللغة ما جعله من أبرز الكتب التي تلقى رواجا وإقبالا على صعيد الحركات الكشفية والإرشادية في مختلف الدول العربية.
«الأنباء» استضافت د.أمل الخليفة المبادرة لتشكيل حركة المرشدات لذوي الإعاقة في التعليم الخاص، والتي أكدت أنه لابد من تناول قضية الإعاقة والأشخاص ذوي الإعاقة من أجل الارتقاء بمستوى الخدمات التي تقدم لهم،
وفيما يلي تفاصيل اللقاء:
بداية، هل لنا ان تحدثينا عن مسيرتك في العمل التربوي والإرشادي؟
٭ حاليا، أعمل كموجهة أولى للزهرات والمرشدات في التعليم الخاص وذلك منذ 3 سنوات، وذلك بعد 9 سنوات عمل قضيتها كموجهة للمرشدات والزهرات في التربية الخاصة أثمرت عملا إرشاديا تمثل بإصدار كتاب «الدليل الإرشادي لقائدات ذوي الإعاقة» للمراحل الابتدائية والمتوسطة والثانوية ذلك لخدمة هذه الفئة في الحركة الإرشادية.
ما تقومين به إنساني إلى جانب كونه تربويا، فما أبرز ما جعلك تفكرين بهذا العمل؟
٭ من خلال تعاملي في مجال ذوي الاحتياجات الخاصة عندما عملت في مدارس التربية الخاصة لاحظت أنه لا يوجد منهج معين للقائدات للتعامل مع ذوي الإعاقة من المرشدات والزهرات ما يمكنهن من التعامل معهن باحترافية وبشكل أفضل، وبالتالي فكرنا بعمل «الدليل الإرشادي لقائدات ذوي الإعاقة» وهو كتاب إرشادي يوجه القائدات لطريقة التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة من المرشدات والزهرات، ثم مؤخرا تمت ترجمته الى لغة «برايل» للمكفوفين بهدف وصول الحركة الإرشادية لهذه الفئة وإتاحة الفرصة لهم لمعرفة ماهية البرامج الخاصة بهم.
خطوة مهمة ترجمة الكتاب إلى لغة «البرايل»، فكيف كانت ردة فعل المهتمين على هذا الأمر؟
٭ نعم تمت ترجمة الكتاب منذ 3 سنوات وقد شهد إقبالا كبيرا من قبل مختلف الحركات الكشفية والإرشادية في مختلف الدول العربية في لبنان والمغرب وتونس والأردن والإمارات والسعودية وقطر، وهو يتماشى مع قوانين ومبادئ الحركات الإرشادية في هذه الدول، وهو أول كتاب يصدر في الكويت بلغة الـ «برايل» وأول كتاب يتحدث عن الحركة الإرشادية وكيفية التعامل مع ذوي الإعاقة فيها.
انتقلت الى التعليم الخاص، فكيف تصفين الحركة الإرشادية في هذا القطاع؟ وهل هناك مرشدات وزهرات من ذوي الإعاقة في التعليم الخاص؟
٭ الحركة الإرشادية في التعليم الخاص نشطة سواء على صعيد الأسوياء أو ذوي الإعاقات، ونحن نسعى للدمج فيما بينهم في كثير من الأنشطة، وأؤكد أنه قبل 3 سنوات لم يكن هناك فريق من المرشدات والزهرات من ذوي الإعاقة في التعليم الخاص، ولكن بعد أن تم نقلي من التربية الخاصة كموجهة أولى في التعليم الخاص وبحكم خبرتي في التربية الخاصة كونت فريقا خاصا من البراعم في رياض الأطفال والزهرات بالمرحلة الابتدائية والمرشدات بالمرحلة المتوسطة والمرشدات المتقدمات في المرحلة الثانوية من ذوي الاحتياجات الخاصة، وقد شارك في آخر نشاط قمنا به 300 مشاركة من ذوي الاحتياجات من 21 مدرسة خاصة.
دائما ما تتم المطالبة بدمج ذوي الإعاقة مع الأشخاص الأسوياء، فهل ذلك يدفعهم للنجاح أم يحبط همتهم؟
٭ أنا أؤمن بأنه يجب معاملة ذوي الإعاقة مثل الأسوياء لأنهم لديهم الرغبة الملحة للاندماج في المجتمع وهم أيضا قادرون على التواصل مع الأسوياء لأنهم لا يختلفون عنهم ويمكنهم القيام بالكثير من الأعمال بقدر استطاعتهم وعلى حسب إمكاناتهم، فمنهم متعلمون ومثقفون ومهندسون ومنتجون ومبدعون، وتأتي أهمية الدمج في كسر حاجز الإعاقة والخوف والرهبة لديهم، وذلك عبر مشاركتهم بالفعاليات والأنشطة مع الأسوياء.
وما الأنشطة والبرامج المشتركة التي يمكن تحقيق الدمج فيها؟
٭ يمكن الدمج في مختلف الأنشطة سواء في المخيمات أو الرحلات الترويحية أو ورش العمل وغيرها، وتعتبر هذه الأنشطة المتنفس الحقيقي لذوي الإعاقة، حيث تخرج ميولهم وإمكاناتهم وانفعالاتهم، وهي في الوقت نفسه سبيل لغرس حب التطوع في نفوس الأسوياء وتعويدهم الخير وخدمة الآخرين بدون مقابل، لأن العمل التطوعي له طعم ومذاق خاص وطيب، وله أثر حميد ومردود مختلف يتمثل في الشعور بالرضا والسعادة الصادقة.
وطبعا هناك أنشطة منفصلة لهذه الفئات، فما أبرز الأنشطة والبرامج التي تنظم لذوي الإعاقة من المرشدات والزهرات؟ وما أهميتها؟
٭ نعتبر ان شغل أوقات ذوي الإعاقة بأمور مرحة ومسلية تدخل في قلوبهم المتعة والسرور ويمثل الجانب الترويحي لذوي الإعاقة أول خطوات العلاج النفسي والمعنوي والبدني التي لا يمكن فصلها عن باقي البرامج العلاجية والتأهيلية، والبرامج والأنشطة التي تقدم لهذه الفئة تسهم الى حد كبير في إكسابهم الخبرات والمهارات المتعددة وتنمي إحساسهم ومشاعرهم في تعزيز الولاء والانتماء للوطن والمجتمع، بالإضافة الى إتاحة الفرصة أمامهم لاكتساب عادات اجتماعية ورياضية وصحية سليمة وإشباع رغباتهم وشغل أوقات فراغهم بما هو مفيد ونافع، ومن هذه الأنشطة المخيمات وهي على أنواع تدريبية وترويحية وتطبيقية وتعتبر أحد الوسائل المهمة التي تسعى للترويح عنهم ورفع الروح المعنوية لديهم، ومن ضمن الأنشطة ممارسة الأشغال اليدوية التي تنمي الجانب المهني لدى ذوي الإعاقة وتزرع لديهم حب العمل وتكسبهم المهارة وتعزيز الثقة بالنفس وتقويهم على الاعتماد على النفس وتحمل المسؤولية.
وهل تجدون أن هناك تقصيرا في دعم هذه الفئات؟ وهل هناك من سبيل لرفع مستوى التعامل معهم؟
٭ الكويت تعتبر من الدول الرائدة في مجال الاهتمام بذوي الإعاقات، إلا أنه لابد من تناول قضية الإعاقة والأشخاص ذوي الإعاقة من أجل الارتقاء بمستوى الخدمات التي تقدم لهم، ولا بد من مناقشة أمور هذه الشريحة المهمة في المجتمع بما يشكل إطارا أساسيا لتمكينهم من المشاركة الفعلية في تطوير مجتمعاتهم وتحملهم المسؤولية والتعايش مع إعاقتهم، ويعتبر الأشخاص ذوي الإعاقة ومهما كانت إعاقتهم لهم الحق في الاندماج والمشاركة في تنمية المجتمع من خلال توفير الخدمات لهم والدعم والمساندة كي يتمتعوا بكل الحقوق الإنسانية المتاحة لغيرهم من أجل تحقيق المشاركة في التنمية.
ولا بد من العمل على إيجاد السبل التي تساعدهم في تخطي المصاعب التي تواجههم من خلال دعم قضايا الإعاقة ومواكبة العولمة في رسم السياسات الداعمة لتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة لتمكين وتفعيل دور ذوو الإعاقة في التنمية الوطنية.
رسالة لذوي الإعاقة
وجهت د.أمل الخليفة رسالة لذوي الاحتياجات الخاصة خلال اللقاء جاء فيها: هذه رسالة لأشخاص قريبين من قلبي وأناس أحببتهم كثيرا، فأقول لهم: أنتم أناس مبدعون موهوبون منتجون، ترجموا إبداعاتكم وموهبتكم للمجتمع المحيط بكم، فأنا أثق بقدراتكم وإبداعاتكم ولكن المجتمع لم يطلع عليها. والمجتمع لم يعرف عنكم إلا جانبا واحدا هو الرحمة والشفقة عليكم، ويجهل كثيرا مما يمكنكم عمله والقيام به أو ما تم عمله وإنجازه من قبلكم. وإني في هذه الرسالة النابعة من القلب والتي أرجو أن تصل إلى القلب، أدعوكم جميعا إلى إبراز الجانب المشرق والطاقة الهائلة التي تمتلكونها لكي يعلم المجتمع بأسره أنكم لستم أصحاب احتياجات خاصة، وإنما أصحاب قدرات خاصة.
واجبات القائدة تجاه ذوي الإعاقة
للمدرسة القائدة للمرشدات من ذوي الإعاقة عدة صفات يجب أن تتمتع بها أوردتها الخليفة بشكل تفصيلي وتتلخص في:
٭ أن يكون لديها الإصرار والإقبال على فهم وتعلم هذه الفئة.
٭ تشكيل علاقات حميمة مع ذوي الإعاقة.
٭ النية الصادقة لله لخدمة هذه الفئة الغالية.
٭ أن تجعل عملها معهم خالصا لوجه الله ولا تنتظر شكر الآخرين لها.
٭ تحاول أن تحتويهم بأخلاقها وصبرها وحلمها.
٭ أن تستجيب لندائهم في كل المناسبات كالأنشطة والندوات والفعاليات والمناسبات وورش العمل.
أهمية الدمج لذوي الإعاقة مع الأسوياء
٭ مساعدتهم على تنمية مداركهم عن العالم المحيط بهم.
٭ مساعدتهم في تكوين صداقات ومنحهم الإحساس بالانتماء للجماعة.
٭ تعليمهم الأنشطة المختلفة التي تساعدهم على القيام بدورهم في الأسرة والمجتمع ليكونوا أعضاء فاعلين.
٭ تنمية ما لديهم من قدرات وإمكانات ومواهب ومساعدتهم على تعويض العجز.
٭ تعليمهم الالتزام بقواعد النظام وتحمل المسؤولية والاعتماد على النفس.
٭ تعليمهم كيفية التعامل والانسجام مع الآخرين.