- مشروع سد مروي مكرمة أميرية منحت السودان إنتاج 150% من الطاقة الكهربائية تبلغ 1250 ميغاواط
- الكويت لها دور بارز في اتفاقية السلام بجنوب السودان وتبرّعت بـ 11 مليون دولار لإنشاء قرى نموذجية في دارفور
- السودان مستهدف من أغلب الدول الغربية بسبب ثرواته الطبيعية وبلد حضارته تمتد إلى 5 آلاف سنة لا يمكن أن ينصاع لأي أطماع
- المحكمة الجنائية الدولية لا يقوم لها اختصاص إلا إذا كان القانون الوطني غير قادر أو راغب في اجراء التحقيقات والمحاكمات
- لدينا ارتياح كامل لقرار الجنوبيين سواء بالبقاء في الدولة الواحدة أو الانفصال وسيكونون جيراناً أعزاء لنا
- الاستثمار في بلادنا متاح بفرص متعددة ورابح و«سكر كنانة» مشروع بين بعض الدول الخليجية والشريك الأول هو الكويت
بشرى الزين
اشاد السفير السوداني د. ابراهيم ميرغني بالعلاقات الكويتية ـ السودانية، مؤكدا انها بدأت بعد استقلال الكويت، حين تحرش عبدالكريم قاسم بالكويت وكان وقتها السودان من ضمن 4 دول سارعت عبر الجامعة العربية لدعم وتأييد الموقف الكويتي، وقد شارك وقتها بلواء سوداني عسكري، حيث قاد قوة من الدول العربية وظل مرابطا في الكويت حتى تم القضاء على قاسم في الانقلاب الداخلي بالعراق، واستمر بعدها اللواء السوداني في البقاء في الكويت وساهم في تأسيس الكلية الحربية. وتطرق السفير ميرغني الى دور الكويت البارز في اتفاقية السلام بجنوب السودان وتحدث عن المساعدات الكويتية السخية للسودان ومنها تبرعها بـ 11 مليون دولار لانشاء قرى نموذجية في دارفور، وكذلك اقدامها على التبرع بإنشاء سد مروي الذي يعتبر مكرمة اميرية ساهمت في إنتاج 150% من الطاقة الكهربائية للسودان. وعرج ميرغني الى فرص الاستثمار في بلاده مؤكدا انها متعددة، واهمها المجال الزراعي نظرا لخصوبة التربة ووفرة الايدي العاملة. ولدى سؤاله عن تأثير قرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقال الرئيس البشير على السودان اكد السفير ميرغني ان هذه المحكمة لايقوم لها اختصاص في بلاده الا اذا كان القانون الوطني غير قادر على اجراء التحقيقات والمحاكمات، ولفت الى ان السودان مستهدف من اغلب الدول الأوروبية نظرا لكثرة ثرواته الطبيعية والى تفاصيل اللقاء:
كيف تنظرون الى العلاقات بين السودان والكويت؟
تاريخ العلاقات السودانية ـ الكويتية بدأ مع استقلال الكويت حينما تحرش عبدالكريم قاسم بالكويت طلبت الكويت الدعم من جامعة الدول العربية واستجابت في تلك الفترة اربع دول وهي المملكة العربية السعودية ومصر والاردن والسودان وكانت العلاقات في ذلك التاريخ متوترة بين مصر والمملكة العربية السعودية بسبب حرب اليمن، واتفقت كل الدول على ان يكون السودان هو قائد القوات وكان اللواء السوداني هو قائد تلك القوات وظلت مرابطة ومدافعة عن الكويت الى ان تم القضاء على عبدالكريم قاسم في انقلاب داخلي، وبعد ذلك عادت جميع القوات باستثناء القوات السودانية التي طلب منها البقاء واسست الكلية الحربية في الكويت التي تخرج منها رجالات الكويت مثل النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الشيخ جابر المبارك ووزير الداخلية الشيخ جابر الخالد، ومن جذور هذه العلاقات الاخوية ايضا وجود علاقات قبلية فقبيلة الرشايدة لها وجود متميز في السودان ونحن فخورون بذلك.
اما في المجال العلمي فهناك وجود لعدد من اساتذة في المدارس والجامعات الكويتية ومراكز عديدة.
صحيح انه بعد حرب الخليج الثانية حدث سوء تفاهم ولكن نحمد الله اننا تجاوزنا الموقف، والرئيس السوداني زار الكويت مرارا واستقبلنا وفودا عزيزة من الكويت في السودان أما العلاقات الاقتصادية فتنمو نموا ممتازا، والكويت هي المستثمر الاول في غير المجال البترولي، والصين هي الاولى في هذا المجال، وهذا التعاون قد تجسد في أسمى صوره في سد مروي، وهو اصغر من السد العالي والفكرة جاءت أساسا من مدير صندوق التنمية العربية عبداللطيف الحمد وبمساندة مدير الصندوق الكويتي للتنمية عبدالوهاب البدر، وهذه مكرمة من صاحب السمو الأمير ونائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ د.محمد الصباح تم جمع 2 مليار دولار من دول مجلس التعاون وهي تكلفة السد ودول المجلس لم تبذل جهدا يذكر لدراسة المشروع ثقة في مدير صندوق التنمية العربية عبداللطيف الحمد والرئيس السوداني عند افتتاح السد كرم نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ د.محمد الصباح بأرفع الاوسمة، وايضا عبداللطيف الحمد وعبدالوهاب البدر ونحن فخورون بأن الكويت اخذت أرفع الاوسمة من سبعة أوسمة وزعت على الممولين والممثلين، فهذا المشـروع زاد بنسبة 150% من الطاقة الانتاجيــة للكهرباء بعد ان كــانـت 850 ميغا واط وأصبحت 1250 واعتبر هذا السد انه اعظم نموذج لمؤتمر القمة الاقتصادية العربية الذي دعا له صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، والآن لا يمر أسبوع واحد إلا ونستقبل عدة طلبات للتأشيرات لرجال الاعمال الكويتيين، والاستثمار في السودان متاح بفرص متعددة في كل القطاعات وهي استثمارات رابحة، ونذكر هنا على سبيل المثال مشروع «سكر كنانة» وهذا يعد مشروع شراكة بين بعض من الدول الخليجية والشريك الاول هو الكويت وصاحب السمو الأمير كان له الفضل في ذلك وتحصل الكويت على 35% والسودان 29% والسعودية 19% وهذا المشروع اليوم دخل بالسودان الى آفاق كبيرة وأمس صدرت السودان نحو 65 مليون لتر مكعب من الميثانول بمستوى عالمي الى الاتحاد الاوروبي بقيمة 150 مليون دولار وهناك استعداد لتصل الشحنة الى 200 مليون لتر مكعب.
هذا ويعد نموذجا للتعاون العربي ـ العربي والدعم الذي وجدناه من الكويت منذ خمسينيات القرن الماضي، ومصنع «سكر كنانة» أصبح جامعة تخرجت منه عدد من الاختراعات وتم تطوير الماكينات، وهذا في حد ذاته مفخرة اقتصادية وعلمية وبيئية للعالم العربي.
بالعودة الى جهود الكويت في اتفاقية السلام بجنوب السودان ودارفور.. كيف تقيمونها؟
الكويت كان لها دور بارز في اتفاقية جنوب السودان للسلام، وقدمت دعما تمثل في مستشفى الصباح في مدينة جوبا وكان السفير الكويتي المرحوم عبدالله السريع الذي أطلق اسمه على احد شوارع السودان تقديرا لدوره في هذه العلاقات، فالكويت كانت لها أياد بيضاء في مبادرة السلام في شرق السودان، ولم تتدخل أي جهة أخرى باستثناء الكويت التي تبرعت بـ 12 مليون دولار لإنشاء قرى نموذجية في ثلاث ولايات بدارفور والآن هي قيد الانشاء، وأمس وصل وفد من الهيئة الخيرية الاسلامية للاطلاع على أول مبنى فيه أول قرية تقيمه الهيئة اضافة الى الدعم الحكومي الكويتي والمشكلة في دارفور يدعي الناس على ان التنمية تركزت في الخرطوم العاصمة، ولم تهتم بالاطراف، والحل كان لها هو التنمية، ونحن نقدر الجهود التي تسعى الى احلال التنمية باتجاه البنية التحتية من مستشفيات ومدارس وكهرباء، بهذا الجهد الآن تتجه نحوه وأيضا الصندوق العربي الى اجتماع يعقد هذا الشهر في الخرطوم لمنظمات العمل التطوعي الرسمية والخاصة لدعم دارفور. والكويت تولي عناية لهذا الموضوع، وكهرباء سد مروي وصل شرقا الى 660 كلم في بور السودان و600 كلم الى حدود جنوبه وغربا الى منطقة متاخمة الى دارفور وهي جهود تنموية لحل نزاع دارفور.
مشروع سد مروي هل هناك نية لربطه بمشروع الربط الكهربائي الخليجي الذي دشن في القمة الخليجية الـ 30؟
اولا الربط الخليجي ويوجد ايضا الربط المتوسطي «الاردن، مصر، سورية، لبنان وقد يصل الى تركيا» والآن نعد العدة لربط السودان مع كهرباء مصر وبالتالي الحلقتان يمكن ربطهما في القريب العاجل.
أين وصلت اعمال اللجنة العليا المشتركة بين البلدين والتي تأسست منذ أربع سنوات؟
ستعقد اجتماعها الاول من الجانب الكويتي برئاسة نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ د.محمد الصباح وستكون في اواخر مارس المقبل في الخرطوم، ويوجد نحو 23 مشروع اتفاق تشمل مجالات التعاون «العدل، القضاء، الثقافة والاقتصاد» وهذا يعتبر حدثا تاريخيا نتطلع له لانه سيكون اول لجنة وزارية تعقد بين البلدين.
مازال الحديث يروج حول ازمتي الجنوب ودارفور رغم الجهود المتوالية للحكومة السودانية وهما ما قادتا الى مواجهة السودان مع المحكمة الجنائية والمجتمع الدولي، متى نرى حلا لهما؟
للاسف السودان ظل مستهدفا من معظم الدول الغربية والسبب في ذلك موارده الطبيعية، وكان هناك ظن لاستنزاف هذه الموارد لكن السودان شعب حضاري وتاريخنا مسجل منذ 5 آلاف سنة قبل الميلاد، ففي مصر يوجد 60 هرما أما في السودان ففيه 188 هرما ولدينا مملكة في العهد الوسيط من عام 750م الى 350م ويوجد 54 هرما منها 19 لملكات كن يحكمن في تلك الحقبة ونعتز بذلك، وكنز حضاري مثل هذا يمثل اقدم حضارة في افريقيا السوداء (حضارتا النوبة ومروي) فليس من السهل ان تنصاع لما تطلقه هذه الدولة او تلك بغير وجه حق، وكنا ولانزال نرحب بكل من يريد استغلال ثروات السودان لكن بشروط عادلة في حين اننا رفضنا الشروط غير العادلة وجدنا في المستثمرين الآسيويين قمة العدالة والنزاهة وفتحنا لهم الابواب والآن الصين لديها استثمارات بترولية تصل الى 7 مليارات دولار وانشأت 4 أنابيب نقل النفط واغلبها يصل الى 110 كلم وبتشغيل 97% من العمالة السودانية، فالسودان يرحب الاستثمارات الخارجية المنصفة والعادلة، لكن بعض الدوائر الاستعمارية سابقا لم يعجبها ذلك ولانزال نقول لهم الى الآن مرحبا بكم ولكن بعدالة.
والآن فإن الازمة في دارفور تقلصت ولم يتبق الا جيب من قطاع الطرق لقوافل الاغاثة.
لكن هناك من يشير الى وجوب تقديم الحكومة السودانية لتنازلات فيما يخص الحريات وبعض الخطوات على الصعيد الداخلي كمدخل جيد لحل ازمتي دارفور والجنوب ما تعليقكم؟
اتفاقية جنوب السودان كان من اهم ما تمخض عنها هو دستور انتقالي جديد هذا الدستور اشتركت الدول الغربية في مساعدتنا في عمله وهو يحتوي على كل الاتفاقيات الدولية في مجال حقوق الانسان والتي نعترف بها اعترافا كاملا واحتوى على نظام اللامركزية وتم تقسيم السودان الى 25 ولاية 15 في الشمال و10 ولايات في الجنوب والآن اصبح لكل ولاية وال ومجلس تشريعي وحكومة من 5 الى 7 وزراء وجامعة، ففي يوم واحد انشأنا 25 جامعة في حين خلال 97 عاما كانت لدينا 5 جامعات اعتقادا منا ان التعليم العالي من حقوق الانسان، ونعترف انه قبل 20 عاما كانت هناك تجاوزات ولكن الحكومة كان نهجها عدم الانكار اذا حدث ما يخل بهذه المبادئ، وتقدم على هذا الاساس الشخص المعني للعدالة، ونهجنا نهج واع، فالمتمردون سابقا من جنوب السودان قد اشرفوا معنا على وضع الدستور ونحن نعتز الآن بالدستور الموجود واهتمامنا بالتنمية وليس بالنصوص، وكل دول العالم توجد فيها تجاوزات لحقوق الانسان لكن المهم الاعتراف بها اذا حدثت ومعالجتها واعتقد ان شعبنا واع ونكاد لا نجد تعديا على حقوق الانسان في اي بقعة من السودان.
كانت فرنسا عرضت تسليم بعض المتهمين في أزمة دارفور مقابل تجميد اجراءات المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لويس اوكامبو لماذا رفضت السودان؟
المحكمة الجنائية الدولية اختصاصها وفقا لدستور انشائها محدود فلا يقوم لها اختصاص الا اذا كان القانون الوطني غير قادر أو غير راغب في اجراء التحقيقات والمحاكمات واوكامبو تعرف عن قرب على القضاء السوداني الذي تأسس عند دخول الانجليز في العام 1898 وهو من أعرق الانظمة في العالم، بل يوجد لدينا كتاب عن القضاء في السودان منذ العام 1505، وبالتالي صيرنا خمسة قرون من القضاء في السودان كنظام راسخ، اضافة الى نظام «الصلح» ونعتقد انه نظام فريد اذا حدث قتل بين قبيلتين أو جارين يؤخذ بالثأر في حال قتل اي شخص وندفع الدية، وأنا تخرجت في جامعة هارفارد التي بادرت لاختراع «نظام قضائي بديل» العام 1976 وأرسلت الولايات المتحدة وفودا لإيجاد نظام بديل لأن رئيس القضاء في ذلك الزمن وصف النظام القضائي في الولايات المتحدة بأنه مكلف ويؤخر الفصل في القضايا فلم يجدوا افضل من قضاء الصلح الذي اخذوا به، ولذلك نعتقد ان نظامنا القضائي مؤهل وكذلك نظام الصلح للبت في النزاعات وحسم التجاوزات التي حدثت ونعترف بوجود تجاوزات في أماكن كثيرة في دارفور، وبالتالي فالمحكمة الجنائية الدولية فقدت اختصاصها ما لم تستطع ان تثبت ان قضاءنا غير قادر أو غير راغب في اجراء التحقيقات وارسال المتهمين الى المحاكمة.
بالامس تم النظر في قانون الاستفتاء المعروض على البرلمان وواشنطن تنتقد هذا المشروع وتؤيد انفصال الجنوب كيف تنظرون الى هذا الموقف الاميركي؟
أولا التدخل نرحب به اذا كان بناء، منذ 1983 كان هناك نزاع في السودان، كثير من الاشقاء والدول المجاورة قدموا المساعدة وحلولا ايجابية، ووصلنا الى اتفاقية سلام، لماذا يسعى البعض الى تدخل غير بناء؟! فاتفاقية السلام انجاز تاريخي، لماذا لم يؤيد تأييدا كبيرا ومطلقا، وقانون الاستفتاء هذا مكون من عدد من المواد، والخلاف الآن فيه على مادتين، لماذا لم ينظر الى القانون بمجمله وتم انتقاد مادتين بسبب سوء فهم في شيء بسيط. هذا الامر يضر بكل افريقيا، ولماذا يطلب منا نحن فقط تفتيت دولنا والعالم يتجه الى التكتل؟
وهل تتوقعون انفصال الجنوب؟
هذا القرار لأهل الجنوب والخطوة التي أقدمنا عليها كانت خطوة شجاعة، كان ينبغي على الدول الغربية أن تباركها، فليس على بريطانيا أن تنفصل ايرلندا الشمالية عنها ولا اسبانيا ان ينفصل الباسك وأميركا أن تعود كاليفورنيا الى المكسيك كما كان سابقا، فلماذا لا يقدر السودان الذي أعطى حق الانفصال لأهلنا في الجنوب، وهذا القرار لهم ويتم الاستفتاء وبمراقبة دولية، واذا شاءوا ان ينفصلوا نتمنى ان نكون جيرانا، واذا قرروا ان يبقوا معنا في دولة متحدة فنحن منحناهم السلطات بحيث يكادون يحكمون أنفسهم بأنفسهم ولديهم نصيب من ثروة البترول، ونتمنى ان يبذلوه في جهود التنمية ونساعدهم في ذلك، لكن اذا لم يتم تحقيق التنمية بكل هذه السلطات هل الانفصال سيزيد الوضع تحسنا للجنوبيين؟! لدينا ارتياح كامل للقرار الذي سيتخذونه سواء ظلوا ضمن الدولة الواحدة أو قرروا الانفصال.. مرحبا بهم كجيران أعزاء، لكن ستكون دولة مغلقة ليس لديها منافذ بحرية.
ذكريات مع الشيخ د.محمد الصباح
يتذكر السفير السوداني د.ابراهيم ميرغني سنوات دراسته في الولايات المتحدة في جامعة هارفارد وكان يزامله نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ د.محمد الصباح واصفا إياه بأنه كان معروفا بالتواضع الجم، فلم يكن الشيخ د.محمد الصباح يستقل السيارة للتوجه الى الجامعة بل كان يركب الحافلة برفقة الطلبة من السكن الجامعي الى الجامعة التي تبدأ المحاضرات فيها الساعة 9 صباحا، ونتناول الغداء لنعود معا الى السكن في الساعة 12 ليلا على مدى 6 ايام في الاسبوع.
واضاف ان الشيخ د.محمد الصباح كان يتصف بالهمة والذكاء والخلق الرفيع، ومثالا للكرم والتواضع واهنئ الكويت اميرا وحكومة وشعبا على الشيخ د.محمد الصباح الشخص الفريد الذي يضطلع بمهمة كبيرة وهو اهل لها.
السودان وتشاد.. صبر
عند حديث السفير السوداني د.ابراهيم ميرغني قال: هناك تداخل قبلي بين البلدين كما هو بين السودان وتسعة من جيرانه. واضاف: احيانا بعض الدول اذا وجدت بها خلافات داخلية فإنها تريد تصديرها، والسودان حريص على ان تكون هناك تنمية وسلام وعلاقات حسن جوار مع تشاد، مشيرا الى انه حدثت سبع اتفاقيات مصالحة ولكن فجأة يحدث ما يخل بها، لافتا الى ان السودان صبر وسيصبر لاننا نعتقد ان الجار يجب ان يكون على علاقة جيدة مع جاره سواء كان يقبل هذا المبدأ او لا، مؤكدا اصرار بلاده على حسن الجوار مع تشاد.
المرأة السودانية ولبنى
في تعليقه على المآخذ الدولية على خلفية قضية الصحافية لبنى حسين وحرية المرأة في السودان، قال السفير السوداني: هذه هي مشكلة الاعلام الغربي الذي يتصيد حالة واحدة من ضمن 40 مليونا من سكان السودان نصفهم من النساء لماذا لا يتحدث هذا الاعلام عن دور المرأة في الجامعات والقاضية في اعلى المستويات ووالية في اكبر الولايات التي يتجاوز سكانها 7 ملايين وعملها في كل المرافق.
وذكر ان هذا الاعلام يسيء الى سمعة الدولة بسبب حالة وحيدة، مشيرا الى انه اذا حدث خطأ فلا يجب ان يكون مذمة تشمل 40 مليون رجل وامرأة في السودان يعيشون بكرامة واحترام وهو ما يكشف سوء النية لدى هذه الجهات.
إنجازات سودانية
يحل في فاتح يناير العيد الوطني السوداني وبهذه المناسبة قال السفير السوداني ابراهيم ميرغني في العام 2009:
حدث تطور اقتصادي بصورة جيدة والسلام استتب في جنوب السودان وشرقه، النزاع خمدت ناره بصورة كبيرة ولم تبق الا جيوب صغيرة في ولاية دارفور.
واضاف ان السودان ينمو بنسبة 8% من الناتج الاجمالي الوطني وهذه اعلى نسب في العالم على مدى العشر سنوات الماضية، والصين الوحيدة التي ظلت في هذا الافق.
واشار الى انه بشهادة البنك الدولي فإن الوضع الاقتصادي متطور رغم بعض النزاعات، مشيرا الى اجراء انتخابات في 8 ابريل والتي تعد اول انتخابات منذ 23 عاما وتوجد كذلك لدينا تعددية حزبية، مذكرا بانه منذ الثمانينيات يوجد 25% من المقاعد في كل المجالس التشريعية للمرأة معربا عن اعتزازه بدور المرأة السياسي في السودان، ويوجد عدد مهم من النساء هن رؤساء لجان في المجلس الوطني، لافتا الى ان اول امرأة سودانية انتخبت في العام 1966 معبرا عن تطلع بلاده لهذه الانتخابات المقبلة التي ستجلب نظاما ديموقراطيا ودستوريا يتميز باحترام الدستور والقانون والحريات والديموقراطية.