- لقائي بصاحب السمو لا يفارق مخيلتي ولمست فيه بوضوح عمق العلاقات الثنائية بين بلدينا
- الكويت تلعب دوراً بناءً على الصعيدين الإقليمي والدولي ونعمل بشكل وثيق معها ونساند دورها في مجلس الأمن
- أخطط لتنظيم لقاء مشترك في فرنسا الخريف المقبل لجمع صنّاع القرار الكويتيين والفرنسيين للتعريف بالفرص المتاحة في الكويت
- أوروبا ترى ضرورة استمرار الاتفاق النووي مع إيران ونودّ حماية الشركات الأوروبية العاملة هناك وأبلغنا الجانب الأميركي بذلك
- لدينا مشروع مع بلدية الكويت لمعالجة نصف النفايات الكويتية وتحويلها إلى طاقة نظيفة
- وحدة فرنسية من الجنود والضباط الفرنسيين في معسكر عريفجان يلعبون دوراً مهما في عمليات قوات التحالف الدولي لمحاربة «داعش»
- هناك تعاون عسكري وثيق بين البلدين ومئات الضباط الكويتيين يتلقون تدريبات في فرنسا
- القسم القنصلي بالسفارة يصدر أكثر من 50 ألف تأشيرة سنوياً ونسبة الرفض للكويتيين صفر
- الكويت هي الوسيط الرئيسي في الأزمة الخليجية وندعمها بتبادل الرؤى وتعزيز المشاورات
- فرنسا تساند حلّ الدولتين في القضية الفلسطينية والمفاوضات المباشرة بين الجانبين وحدها تحدد مصير القدس
أجرى الحوار: أسامة دياب
أكدت السفيرة الفرنسية لدى البلاد ماري ماسدوبوي تميز العلاقات الفرنسية ـ الكويتية التي بنيت على أسس صلبة من الثقة والاحترام والتفاهم المتبادل، مشيدة بتطورها على كل الأصعدة ومختلف مجالات التعاون، مشيدة بدور الكويت الفاعل والبناء على الصعيدين الإقليمي والدولي، لافتة إلى أن بلادها تعمل بشكل وثيق معها وتساند دورها النشط والمميز في مجلس الأمن. وكشفت ماسدوبوي في لقاء خاص لـ «الأنباء» عن أن صفقة طائرات الكاراكال على الطريق الصحيح، وأن الدفعة الأولى منها ستصل الكويت العام القادم، لافتة إلى وحدة فرنسية من الجنود والضباط الفرنسيين في معسكر عريفجان يلعبون دورا مهما في عمليات قوات التحالف الدولي لمحاربة «داعش». وأشارت إلى أن الكويت هي الوسيط الرئيسي في الأزمة الخليجية وفرنسا حريصة على أن تظل هذه الوساطة صلبة وبناءة وتدعمها بتبادل الرؤى وتعزيز المشاورات، مشيدة بالدور الذي تلعبه الديبلوماسية الكويتية، وموضحة أن كل الديبلوماسيين الكويتيينالذين تعاملت معهم على درجة عالية من الاحترافية والكفاءة.. وإلى التفاصيل:
في البداية حدثينا عن موقف فرنسا من القضية الفلسطينية؟
٭ بداية فرنسا لديها موقف واضح وصريح تجاه القضية الفلسطينية يعكس نهجها الثابت وسعيها الدؤوب لتحقيق العدالة من أجل الوصول إلى حل عادل لهذا النزاع طويل الأمد، والذي يجب أن ينتهي ليحل السلام في الشرق الأوسط.
نرى أن الحل العادل لهذه القضية يجب أن يكون من خلال المفاوضات المباشرة والالتزام الكامل بالقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، وفرنسا بكل تأكيد مع حل الدولتين، والقدس يجب أن تكون عاصمة لهما والمفاوضات وحدها بين الجانبين هي التي ستحدد وضعها.
انسحاب الولايات المتحدة الأميركية من الاتفاق النووي مع إيران يحتاج إلى تعليق يوضح الموقف الفرنسي.
٭ بكل تأكيد موقف فرنسا وباقي الدول الأوروبية كان مع استمرار وتطبيق الاتفاق النووي مع إيران، خصوصا أن المفاوضات جرت بشأنه لفترة طويلة. لكن علينا أن نتفق على أنه لا اتفاق كاملا في هذا العالم لكننا وجدنا في هذا الاتفاق انعكاسا حقيقيا لمصالح مختلف الأطراف من جهة، وانه يغطي الكثير من النقاط المهمة وليس كلها إلى عام 2025، ويشمل مراقبة النشاط النووي الإيراني في إطار رفع العقوبات المفروضة على إيران تدريجيا.
كنا مع استمرار هذا الاتفاق وتكملته فيما بعد بعدد من الإجراءات التي تنتهي بإطار عام من شأنه تحسينه ورفع فاعليته.
هل ابلغتم الجانب الأميركي بوجهة نظركم هذه؟ وماذا عن رد فعلهم حيال هذا المقترح؟
٭ قام الرئيس ماكرون بتوضيح موقف فرنسا من الاتفاق النووي وانسحاب الولايات المتحدة منه، وبالفعل هناك تفاعل من كل أطراف الاتفاق ونعمل على ذلك الآن. نود حماية الشركات الأوروبية التي تعمل في إيران وقلنا ذلك بوضوح للجانب الأميركي.
إلى أي مدى تدعمون الكويت في مجلس الأمن؟ وكيف تقيمون الدور الذي تلعبه إلى الان إقليميا ودوليا؟
٭ نعمل بشكل وثيق مع الجانب الكويتي ونساند الدور الفعال الذي تلعبه الكويت في مجلس الأمن، وللأمانة هناك تطابق في وجهات النظر بين البلدين حيال الكثير من الملفات والقضايا على الساحتين الاقليمية والدولية.
الكويت تلعب دورا بناء على الصعيدين الاقليمي والدولي منذ وقت طويل، أولا من خلال دورها الإنساني الرائد في إغاثة وتقديم العون للاجئين والمتضررين من الكوارث الطبيعية والإنسانية من خلال الجهود الحكومية والأهلية وهذا ما جعلها نشطة جدا ولها حضور كبير على الصعيد الإنساني في سورية واليمن ولبنان وفي مناطق كثيرة في مختلف أنحاء العالم، ثانيا على المستوى السياسي تجمعنا مع الكويت علاقات مميزة ومشاورات مستمرة ونثمن عاليا حكمة صاحب السمو الأمير والمعروف بمواقفه الشجاعة في التصدي للوساطة في الأزمات والقضايا الصعبة والتي كان آخرها وساطة سموه في الأزمة الخليجية والتي تعتبر نهجا حميدا يحسب للكويت للحفاظ على الأمن والسلم الإقليمي عن طريق حل النزاعات.
فيما يتعلق بالأزمة الخليجية، ما الدور الذي من الممكن أن تلعبه فرنسا في هذه الأزمة وخصوصا أنها تجمعها علاقات مميزة مع مختلف الدول الخليجية؟
٭ في الواقع أن فرنسا لديها علاقات مميزة بمختلف دول المنطقة، ولكننا نرى أن الوساطة الكويتية تعتبر الوساطة الرئيسية في هذه الأزمة، ولذلك نعمل على أن تستمر صلبة وبناءة عن طريق دعمها عن طريق تبادل الرؤى وتعزيز المشاورات بين البلدين.
كديبلوماسية مميزة، كيف تصفين الديبلوماسية الكويتية؟
٭ انا هنا في الكويت منذ أكثر من 7 أشهر وبالرغم من أنها فترة إلى حد ما قصيرة إلا أنني استطيع أن أجزم بأن كل الديبلوماسيين الكويتيين الذين تعاملت معهم على درجة عالية من الاحترافية والكفاءة. وفي مطلع هذا العام الكويت أصبحت عضوا غير دائم في مجلس الأمن لمدة عامين وهذا في حد ذاته عزز من مشاوراتنا لتبادل الرؤى والتحليلات، كما اتاح لنا متابعة العديد من المبادرات الكويتية حول العديد من القضايا الدولية وليست الإقليمية أو الشرق أوسطية فقط ولذلك نثني على هذه الجهود الرائدة والتي تبذل تحت رعاية وتوجيه من صاحب السمو الأمير وتنفيذ نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد وفريق عمل الوزارة.
إقليميا نجد أن المشهد في منطقة الشرق الأوسط مشهد معقد وملتبس، ودعينا نبدأ من الصعيد السوري، كيف ترين التغيير الدراماتيكي في السياسة الأوروبية تجاه الرئيس الأسد من رئيس يقتل شعبه إلى جزء من الحل السياسي في الأزمة؟
٭ بالتأكيد كما وصفته هو مشهد معقد وملتبس، ولكننا نرى المشهد السوري من خلال محورين رئيسيين، الأول الرئيس الأسد عدو لشعبه وارتكب في حقه جرائم كثيرة، أما الثاني فمجموعات المتطرفين بما فيها داعش الموجودة على الأراضي السورية ليست عدوة للشعب السوري فحسب ولكنها عدوة للبشرية كما ظهر جليا في تصرفاتها على أرض الواقع، ولذلك نحن في موقف نواجه فيه عدوا مزدوجا وهذا ما يضيف تعقيدا للتعامل مع المشهد ديبلوماسيا وبالرغم من كل ذلك نجد أن فرنسا تواصل جهودها وسعيها الدؤوب للتوصل لحل سياسي ومفاوضات سياسية، فضلا عن كوننا جزءا من التحالف الدولي لمحاربة «داعش».
ونعتقد أن المفاوضات الجارية بين مختلف أطراف الأزمة يجب أن تأخذ بعين الاعتبار ضرورة التخفيف من معاناة الشعب السوري.
أعلم جيدا أن التفاؤل والتشاؤم كلمتان لا وجود لهما في القاموس الديبلوماسي، ولكن هل تعتقدين أن المفاوضات الحالية على الطريق الصحيح؟ وإلى أي مدى ترين المعطيات الحالية في الأزمة السورية ستؤدي إلى حل وشيك لها؟
٭ آمل أن تكون المفاوضات الحالية على الطريق الصحيح وأن تؤدي إلى حل للأزمة يضع حدا لمعاناة الشعب السوري.
حدثينا عن أبرز جهود فرنسا في محاربة الإرهاب.
٭ الارهاب أضحى خطرا داهما يهدد الجميع ولا توجد دولة في العالم بمنأى عنه، وبعض الجماعات الارهابية أضحت خطرا داهما يهدد مختلف دول العالم، إذا نظرنا إلى الدول الغربية نجد أن فرنسا دفعت ثمنا باهظا في مواجهة الارهاب، ولذلك طورت من بنيتها القانونية وأضحت الآن تمتلك واحدة من ابرز البنى القانونية لمواجهة الارهاب في العالم ولذلك نسعى إلى تشجيع شركائنا الأوروبيين وشركائنا في حلف الناتو والأمم المتحدة لاتباعها والسير على خطاها خصوصا بعد أن اثبتت كفاءتها وفاعليتها، فرنسا كانت ولازالت وستبقى أبرز الدول المساندة بقوة لحقوق الإنسان وحريته بمختلف مناحيها في العالم وستعمل على مساعدة المجتمعات الأخرى في محاربة جذور الارهاب والتعصب.
دول الخليج لديها مخاوف كبيرة من إيران وبرنامجها النووي من جهة ومن تدخلها في شؤون دول المنطقة من جهة أخرى، ما هو أفضل سبيل للتعامل مع إيران في ضوء العلاقات الجيدة التي تجمع بلادك معها؟
٭ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يتعامل مع مختلف دول العالم وفق معايير واحدة وبنفس الطريقة ووفق المبادئ والأعراف الفرنسية الثابتة، فلا يفرق بين دولة وأخرى ولديه نوع من الواقعية ويقول ما يجب أن يقال، الرئيس لديه نية لزيارة إيران عندما تكون الظروف مهيئة لها وعندما سيقابل نظيره الإيراني، أنا على يقين أنه سيتحدث بوضوح عن المصالح المشتركة والتحفظات مثل برنامج تطوير الصواريخ الباليستية وتدخلها في الشؤون الداخلية لدول المنطقة.
أود أن اشدد على ضرورة الحوار مع إيران وبعض دول لديها حوار معها بالفعل سواء في المنطقة أو خارجها، وإن كان لدينا أي تحفظات عليها يجب أن تطرح من خلال الحوار المباشر والفعال.
ماهي رؤيتكم للأزمة اليمنية ودور فرنسا في حلها؟
٭ نسعى دائما إلى دعم وتعزيز ومساندة الحل السياسي في اليمن، ونهتم كثيرا بالبعد الإنساني والتخفيف من المعاناة الإنسانية هناك.
كيف تصفين لقاءك الأول مع صاحب السمو الأمير أثناء تقديم أوراق اعتمادك؟
٭ قابلت صاحب السمو الأمير بعد ثلاثة أيام من وصولي إلى الكويت، وفي الحقيقة كان لقاء رائعا لا ينسى لمست فيه بوضوح عمق العلاقات الثنائية بين بلدينا، ولقد كان هذا اللقاء فرصة مميزة مع قائد استثنائي، حكمته وخبرته السياسية العريضة محل إشادة مختلف قادة العالم.
بعد أكثر من 5 أشهر في الكويت، كيف وجدت المرأة الكويتية ودورها في المجتمع؟
٭ بداية يجب أن أوضح أني رأيت في الكويت مجتمعا منفتحا لديه القدرة على قبول الآخر وهناك حالة من التنوع الفريد في الاتجاهات والآراء والسلوكيات في إطار من التعايش والتسامح بين مختلف شرائحه. مما لا شك فيه أن المرأة الكويتية تلعب دورا مهما ومحوريا في المجتمع الكويتي من خلال مبادراتها الرائدة والمتنوعة في مجالات عدة والتي تعتبر فريدة في المنطقة، وفي هذا الصدد أود أن أشير إلى لقاء جمعني مع وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل ووزيرة الدولة لشؤون التخطيط هند الصبيح والتي أثني على شجاعتها السياسية أثناء تكريمها عددا من السيدات في الحفل الختامي لبرنامج «إعداد القيادات الوطنية من السيدات» الذي يقام في إطار التعاون بين الأمانة العامة للمجلس الأعلى للتخطيط والتنمية وبرنامج الامم المتحدة الانمائي بالشراكة مع مركز أبحاث ودراسات المرأة في كلية العلوم بجامعة الكويت والذي يهدف إلى دعم وتمكين المرأة سياسيا واقتصاديا، في الحقيقة أن المرأة الكويتية أثبتت دورها الريادي والفاعل في مسيرة التنمية التي تشهدها الكويت في شتى المجالات وأرى أن الكويت يقع على عاتقها دور ريادي في المنطقة فيما يتعلق بالمرأة ودورها في المجتمع.
كيف تصفين العلاقات الفرنسية ـ الكويتية وافاقها المستقبلية؟
٭ العلاقات الفرنسية ـ الكويتية علاقات متميزة وتاريخية في مجملها لأنها بنيت على أسس صلبة وإرث كبير من الثقة والاحترام والتفاهم المتبادل، وهي علاقات تتطور باستمرار على كافة الأصعدة ومختلف مجالات التعاون برغبة أكيدة ورعاية من القيادة السياسية في البلدين لدفعها لأفاق ارحب تعود بالنفع على الشعبين الصديقين.
وأرى أن هناك فرصة كبيرة لتطوير هذه العلاقات على الصعيد الثقافي لتعزيز التفاهم ليكون أرضية مشتركة نستطيع البناء عليها، وهناك مجال كبير لتطوير العلاقات الاقتصادية ولذلك أعمل بجد على تعريف الشركات الفرنسية بالفرص المتاحة في السوق الكويتي وخصوصا أن هناك نقصا في المعلومات في هذا المجال.
للكويت رؤية تنموية طموحة تمخضت عن مشاريع تنموية عملاقة، ما مدى اهتمام الشركات الفرنسية في هذه المشاريع؟ وكم عددها في الكويت؟
٭ الرؤية التنموية الكويتية تستحق الإشادة والشركات الفرنسية لديها اهتمام بها ولذلك أخطط لتنظيم لقاء مشترك على مستوى رفيع في الخريف لصناع القرار الكويتيين الذين سندعوهم لفرنسا لتقديم عرض لصناع القرار الفرنسيين عن الفرص المتاحة في السوق الكويتي بما فيها خططهم ومشاريعهم الكبرى بما فيها المناطق الشمالية والتي تعتبر الكويت الجديدة.
أعتقد أن الشركات الفرنسية المشهود بكفاءتها وصاحبة السمعة العالمية الكبيرة يجب أن تكون على دراية كافية بالاقتصاد والسوق الكويتي والفرص والمشاريع التنموية العملاقة المتوافرة فيه من خلال رؤية الكويت 2035.
أما عن عدد الشركات الفرنسية فإن كنت تقصد الشركات التي تأسست في الكويت فعددها حوالي 25 شركة ولكن على أرض الواقع هناك الكثير من الشركات الفرنسية التي تعمل في الكويت، ولك أن تعلم أنني منذ أن توليت مهام عملي في الكويت وأنا أولي زيادة أعداد الشركات الفرنسية في الكويت أهمية قصوى.
كم عدد الطلاب الكويتيين الذين يدرسون في فرنسا؟ ما ابرز جهودكم في دعم العلاقات الاكاديمية؟
٭ أعمل على تقوية أواصر العلاقات بين الطلاب الكويتيين والجامعات الفرنسية المشهود بكفاءتها ونظامها التعليمي عالي الجودة، مما يتطلب في البداية دعم وتعزيز دراسة اللغة الفرنسية في الكويت، ما يجهله الكثيرون أن فرنسا تولي الطلاب الاجانب رعاية خاصة وامكانية كبيرة لدراسة المناهج باللغة الانجليزية في الجامعات والمدارس العليا مما يذيل وهم عقبة اللغة.
أما بخصوص عدد الطلاب الكويتيين الذين يدرسون في فرنسا، فهم لا يتجاوزون الـ 300 طالب وطالبة واعتقد أن العدد مخجل لأنه قليل جدا ولا يتناسب وحجم فرنسا ولا امكاناتها الثقافية والاكاديمية، ولذلك اسعى لدعم وتعزيز الدراسة في فرنسا كوجهة مميزة عن طريق عدد من الفعاليات التي من شأنها تعريف الكويتيين بالفرص المتاحة في فرنسا على كافة الأصعدة.
ماذا عن حجم الاستثمارات الكويتية في فرنسا؟
٭ الاستثمارات الكويتية في فرنسا قديمة واغلبها في قطاع العقار. وفقا لبيانات مصرف فرنسا فإن رصيد الاستثمار الكويتي المباشر بلغ ١٥١ مليون يورو في عام ٢٠١٧، مع العلم أن هناك امكانيات كبيرة لزيادة حجم هذه الاستثمارات بعد الاصلاحات الاقتصادية الجذرية التي قادها الرئيس إيمانويل ماكرون والتي من شأنها أن تكون عنصر جذب قوي للمستثمرين الاجانب ومن بينهم المستثمرون الكويتيون.
ماذا عن حجم التبادل التجاري بين البلدين؟
٭ وفقا للجمارك الفرنسية فإن الصادرات الفرنسية في الربع الأول من عام ٢٠١٨ بلغت ١٦٣٫١٢ مليون يورو، في حين بلغت الواردات الفرنسية ٥٤٫٧٣ مليون يورو من المنتجات الكويتية وخاصة الهايدوكربونات، إلا أن المؤشرات توضح وجود نوع من التوازن الايجابي ولكن يجب أن يعزز بصورة تعكس امكانات البلدين الصديقين.
فرنسا من أبرز بيوت الخبرة العالمية، فما أبرز المجالات التي من الممكن أن تقدموها إلى الكويت؟
٭ سأذكر مجالين حيويين أولا البايوتكنولوجي في القطاع الصحي تحديدا وثانيا المجال البيئي حيث نمتلك شركات رفيعة التأهيل والمستوى العالي من الخبرة التكنولوجية، ونسعى حاليا لدعم العلاقات الثنائية في هذين المجالين بالإضافة إلى مجالات أخرى عديدة، ولدينا مشروع حاليا لمعالجة نصف النفايات الكويتية وتحويلها إلى طاقة نظيفة، هذا المشروع في مراحله الاخيرة لإتمام الموافقات والبدء في التنفيذ مع بلدية الكويت، وأعتقد أن هذا المشروع سيغير الكثير من حياة الناس في الكويت.
حدثينا عن التعاون العسكري بين البلدين. وإلى أي مدى تشاركون في تسليح القوات المسلحة الكويتية؟
٭ التعاون العسكري الفرنسي ـ الكويتي مميز ويتطور بشكل ملحوظ، ولدينا العديد من المشاريع المشتركة الحالية بالإضافة إلى مشاريع أخرى مستقبلية، وهناك شركة فرنسية - نتاج شراكة بين القطاعين الحكومي والخاص ـ هي من تقوم بصيانة للعديد من المعدات العسكرية في الكويت وخبرتها الفنية وكفاءتها محل تقدير الجانب الكويتي. ولدينا حوار مثمر وتشاور دائم مع القوات المسلحة الكويتية لدعم وتحسين وتطوير هذا التعاون.
وبخصوص التسليح، فرنسا بالفعل نقوم بتوفير عدد من المعدات للقوات المسلحة الكويتية فيما يخص البحرية والقوات الجوية.
ما هي أخر أخبار صفقة طائرات الكاراكال؟
٭ بالفعل تم التوقيع على عقد صفقة الكاراكال بين الجانبين والأمور طبيعية ونحن الآن في مرحلة تنفيذ بنود العقد والصفقة على الطريق الصحيح والدفعة الأولى ستصل الكويت العام القادم.
ما عدد الجنود والضباط الفرنسيين في الكويت في إطار قوات التحالف؟
لدينا وحدة من الجنود والضباط الفرنسيين في معسكر عريفجان يخدمون في إطار قوات التحالف الدولي لمحاربة داعش ويلعبون دورا هاما في العمليات، وهنا أود أن اشيد بدور الكويت المحوري في الدعم اللوجستي للتحالف ولقد حضرت بنفسي أحد الملخصات الاسبوعية للعمليات في معسكر عريفجان.
ماذا عن التعاون في مجال التدريب؟
٭ بالفعل لدينا تعاون مميز على صعيد التدريب وهناك المئات من الضباط الكويتيين الذين يتلقون تدريبهم في فرنسا، حيث يتم تدريبهم بعضهم في الكويت كمرحلة أولى على اللغة الفرنسية ثم ينتقلون إلى فرنسا لدورات إضافية في اللغة ثم يبدؤون تدريبهم العسكري.
كم عدد التأشيرات التي يصدرها القسم القنصلي سنويا؟
٭ يصدر القسم القنصلي بالسفارة أكثر من 50 ألف تأشيرة سنويا، ونسبة الرفض لتأشيرات الكويتيين تقريبا صفر. ما أود أن أؤكد عليه هنا أننا ندعم طلب الكويت لإعفاء مواطنيها من تأشيرة الاتحاد الأوروبي.
إلا أن عدد التأشيرات لا يعكس العدد الحقيقي للسائحين الكويتيين الذين يزورون فرنسا ويعتبرونها وجهة سياحية مميزة.
وزير الخارجية الفرنسي كان من المفترض أن يقوم بافتتاح سفارتكم في الكويت مع وزير الخارجية الألماني، متى ستتم هذه الزيارة؟
٭ بالفعل كان من المقرر أن يزور وزير الخارجية الفرنسي الكويت لافتتاح السفارة في فبراير الماضي على هامش مشاركته في مؤتمر إعادة اعمار المناطق المحررة من تنظيم داعش في العراق ولكن هذا الحدث تزامن مع تشكيل الحكومة الألمانية الجديدة ولذلك تأجل الافتتاح بسبب انشغال الوزير الألماني، ولكنني على يقين أن الافتتاح سيتم في القريب العاجل.
متى سيزور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الكويت؟
٭ أعمل بجدية على ترتيب زيارات رفيعة المستوى إلى الكويت وعلى رأسها زيارة الرئيس ماكرون بالطبع ولكن لا استطيع التعليق على ذلك في الوقت الحالي.
صداقات من مختلف الجنسيات
أوضحت السفيرة الفرنسية أنها تقضي معظم وقتها في الكويت ولكن عندما تتاح لها فرصة تقضيها في زيارة الاماكن الجديدة والمتاحف والاستمتاع بالطبيعة، بالإضافة إلى زيارة الأصدقاء، حيث إن لديها صداقات كثيرة من مختلف الجنسيات.
عبدالحليم حافظ مطربي المفضل
لفتت السفيرة الفرنسية إلى أنها تستمع إلى الأغاني العربية، موضحة أنها تعرف العديد من المطربين المصريين إلا أن عبد الحليم حافظ يظل مطربها المفضل، وإن كانت تحب عمرو دياب وفيروز أيضا.
سعيدة بنتائج المنتخب الفرنسي
أعربت السفيرة الفرنسية لدى البلاد ماري مادسبوي عن سعادتها بالنتائج الطيبة التي يحققها المنتخب الفرنسي في كأس العالم، متمنية أن تستمر هذه النتائج حتى يتوج بكأس العالم، لافتة إلى أنها من محبي وعاشقي نادي باريس سان جيرمان العريق.