- القبندي: «الهباب والشونة» تتضمن تنظيف السفن ودهنها بمادة النورة والزيت الحار لمنع تسرب المياه إليها ثم تنزيلها في المياه للتأكد من صلاحيتها قبل الرحلة
- السيار: الرحلة تسهم في زيادة اعتزاز الجيل الحاضر بتراث الرعيل الأول
عادل الشنان
أجرى شباب رحلة إحياء ذكرى الغوص الـ 30، التي ستنطلق يوم 29 الجاري تحت رعاية صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، أجروا مراسم «الهباب والشونة» للسفن التي ستشارك في الرحلة، وذلك بعد عصر أمس الأول في مقر النادي البحري الكويتي، بحضور مسؤولي النادي وعدد من الأهالي.
وقد أبدى الشباب المشاركون حماسا كبيرا في إنجاز أعمال الهباب الشونة وتجهيز متطلبات السفن استعدادا للرحلة، وسط جو من الألفة والمودة والبهجة، حيث تغنوا بالأغاني التراثية وأدوا عددا من الاستعراضات الشعبية، فيما كانت روح الفريق الواحد تعكس مدى التعاون والتفاهم بين الشباب، بما يؤكد أهمية هذه الرحلة في تخليد ذكرى الآباء والأجداد وتنمية الاعتزاز بالتراث في نفوس الأجيال الجديدة.
وفي مبادرة طيبة رفع المشاركون صورة مستشار اللجنة النوخذة خليفة الراشد (بو عدنان)، داعين المولى عز وجل له بالشفاء العاجل بعد أن غيبه المرض عن هذه الرحلة وهو الذي كان يشارك بهذه الفعالية كل عام منذ انطلاقها في عام 1986.
وعلى هامش مراسم «الهباب والشونة»، قال رئيس لجنة التراث في النادي البحري علي القبندي إننا نحتفل في كل عام بهذه الفعالية، وهذه هي الرحلة الـ 30 منذ انطلاق رحلات إحياء ذكرى الغوص عام 1986، حيث لم تتوقف إلا عاما واحدا بسبب ظروف الغزو في عام 1990 والرحلة تحظى برعاية سامية من صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، لما تحمله من أهمية كبيرة وتراث بحري ومثل وطنية وتجسيد للولاء والانتماء والمواطنة والمحافظة على التراث البحري الوطني.
وأوضح ان عملية تنظيف السفن من الأسفل أو ما يسمى بـ «الهباب والشونة» بعد انتهاء رحلة العام الماضي، متعارف عليها منذ الأزل للتأكد من صلاحية وكفاءة المركب وإغلاق المسامات بين خشب المركب وتعريضه للحرارة بعد إنزال السفن بالماء كاملة لمدة ثلاثة أيام، ومن ثم تأتي عملية دهن المراكب بمادة النورة والزيت الحار لتمنع تسرب المياه للداخل وبعدها يتم إنزالها للبحر للتأكد من صلاحية المراكب بشكل تام.
وأشار القبندي إلى أن هذه الفعالية تحظى بمشاركة شبابية على نطاق واسع من خلال انتظام الشباب في المعسكر التدريبي الذي يسبق الرحلة بأسبوعين، وقد بلغ عدد الشباب 180 شابا بالإضافة إلى النواخذة والمجادمة بمجموع 200 مشارك، أما عن السفن المشاركة بالرحلة هذا العام فعددها 14 سفينة جاهزة، وهناك سفية أخرى مصابة بعطل ميكانيكي، نسعى لتجهيزها أيضا.
وتمنى القبندي الشفاء العاجل للعم خليفة الراشد من العارض الصحي الذي ألم به، وهو يعتبر الأب الروحي لهذه الرحلات، حيث بدأ منذ الرحلة الأولى عام 1986 حتى رحلة العام الماضي.
من جهته، أشار مشرف عام لجنة التراث والمشرف العام على الرحلة النوخذة حامد السيار إلى أن رحلة إحياء ذكرى الغوص الثلاثين لهذا العام ستنطلق يوم الخميس المقبل 19 الجاري بهدف تأكيد مدى اعتزاز الجيل الحاضر بتراث الرعيل الأول من الآباء والأجداد والذي كان يمثل الشيء الكبير لأهل الكويت باعتبار أنه كان مصدرا للرزق، مشيرا إلى مشاركة الشباب بشكل واسع متناسين حياة الرفاهية في ظل هذه الأجواء الحارة.