يوسف غانم
انطلاقا من دوره الثقافي ورسالته الأدبية والفنية، صدرت عن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب مجموعة من الكتب والإصدارات المتنوعة والتي وإن اختلفت في موضوعاتها وبما احتوته إلا أنها اجتمعت على فكرة التوثيق والتأريخ التي عمل مؤلفوها ومعدوها على تحقيقها لتكون مراجع للباحثين والمهتمين في تلك المجالات، وجاءت بإخراج متميز وتنسيق رائع، إضافة إلى ما شملته من صور ووثائق داعمة للمعلومات الواردة في طياتها والتي تجعل من قراءتها والاطلاع عليها متعة وفائدة، وفيما يلي بعض من هذه الإصدارات:
الأمالي الكويتية
كتاب «الأمالي الكويتية» للدكتور يعقوب يوسف الغنيم جاء جامعا لسلسلة مقالات نشرها في الزميلة جريدة «النهار»، وقد وجد أن من اللائق جمعها في كتاب حتى يحفظها من الضياع، وليسهل الرجوع إليها مجتمعة أو منفردة.
وموضوع هذه السلسلة هو الأمالي الكويتية بما احتوته من معلومات متنوعة وأشعار وذكر الأماكن والأشخاص مما كان يمليه بعض علماء العربية الأوائل على طلبة العلم، مذكرا ببعض الكتب التي تضم إملاءات أولئك العلماء، من الذين اهتموا بالإملاء بداية من الحديث والتفسير والفقه، تم تحولهم بالتدريج إلى موضوعات أخرى منها الشعر والتاريخ وغير ذلك من الفنون الأدبية.
ومجموعة مقالات د.الغنيم تشبه ما كان يمليه الأولون، ولكنها تختلف من حيث ان موضوعاتها جديدة، فهي ذات علاقة بتاريخ الكويت ورجالها وشعر شعرائها، كما تحكي قصصا من ماضي أهلنا وعاداتهم وتقاليدهم، إنها أمالي الأمس بحكم اختلاف الزمان، حيث كان الشباب تواقون إلى مزيد من المعلومات عن وطنهم وأهل وطنهم، خلال مرحلة أربعينيات وبداية خمسينيات القرن الماضي وكانت مصادر المعرفة شحيحة، فكانوا يدعون أحد الملمين بما هم في حاجة إلى معرفته ليملي عليهم وهم يكتبون ويسجلون ما يتم خلال اللقاء، وكان هناك أكثر من مملٍ وفي موضوعات متنوعة لكي لا يكون هناك تكرار للموضوعات ولتحقيق أكبر قدر من الفائدة.
ومن الإصدارات «مراسلات دار المعتمد البريطاني في الكويت حول وفاة الملك إدوارد السابع واعتلاء الملك جورج الخامس العرش» والتي جمعها وأعدها الباحث عيسى يحيى عبدالرسول حسن محمد علي دشتي، الذي يضيء لحادثة الوفاة المذكورة التي وقعت عام 1910م، مستعرضا الوثائق القيمة والتي توضح مدى حرص الحكومة البريطانية على إطلاع حاكم الكويت آنذاك الشيخ مبارك الصباح على هذا الحدث المهم، إذ تعد فترة حكمه من الفترات الأساسية لنشوء العلاقة بين البلدين والتي ساهم المغفور له في بنائها بشكل اتسم بكثير من الوعي والحكمة، فأثبتت العلاقات الثنائية بين البلدين قوتها وعمقها في مختلف المجالات السياسية والتجارية والعسكرية، كما قدم الباحث نبذة عن الشخصيات التي ورد ذكرها في المراسلات والوثائق التي يستعرضها الكتاب.
كما صدر للباحث أيضا كتاب «كشك الشيخ مبارك الصباح» كمبنى تاريخي ذي قيمة تراثية كبيرة، والذي قام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بإعادة إحيائه وافتتاحه، للحفاظ عليه وعلى طابعه العمراني وليكون مرجعا للباحثين ومقصدا لزوار الكويت وأبنائها.
طوابع اتحاد البريد الدولي
كذلك جمع الباحث عيسى دشتي مجموعة واسعة وقيمة من المعلومات والوثائق والصور ضمن مؤلف «طوابع اتحاد البريد الدولي 1949» وذلك بأسلوب متسلسل وشيق عارضا نبذة عن الاتحاد، وعن الملك جورج السادس وقصة تلك المجموعة من الطوابع، ونشأة الإصدار البريطاني واختيار المصممين والفنانين وأول بروفة تم إنتاجها والتغييرات عليها وغيرها من الأمور التي جاءت لتدعم الفكرة وتجعل من الإصدار مرجعا توثيقيا للمهتمين.
جزيرة فيلكا في البطاقات البريدية
ومن الإصدارات المميزة كذلك «جزيرة فيلكا في البطاقات البريدية» للباحث د.حسن جاسم أشكناني، وذلك نظرا لما تحمله البطاقات البريدية من قصص مثيرة لشعوب سادت وثقافات بادت على أرض جزيرة فيلكا، فبالرغم من أنها تحمل شواهد لمواقع وقطع أثرية عثر عليها في زمننا هذا، إلا أن خلفها قصصا جميلة أبدعتها تلك الأيادي التي ساهمت في الكشف عن تاريخ بلدنا وفي تقديم صورة جديدة لتاريخ الكويت وبعد عميق للدور الحضاري لمنطقتنا وتفاعلها مع المراكز والكيانات الثقافية قبل مئات بل آلاف السنين، وقد اعتمد الباحث على ستة مصادر لمجموعة البطاقات البريدية الفريدة والتي ينشر بعضها للمرة الأولى.
محطات في تاريخ البريد الكويت
يومن الإصدارات المهمة للمجلس أيضا «محطات في تاريخ البريد الكويتي» أعده الباحث محمد عبدالهادي جمال والتي بدأها الباحث منذ عهد الشيخ صباح الأول عام 1756-1762م، وحتى أيامنا هذه بما تضمنته تلك المراحل من رسائل وإصدارات بريدية والكويت في الخرائط القديمة وتوثيق العديد من الأحداث التي مرت على الكويت خلال تاريخها.
وكذلك صدر للباحث محمد عبدالهادي جمال كتاب «محطات في تاريخ العملة والنقود في الكويت» بدءا من أول عملة استخدمت في الكويت والتي تعود إلى حوالي العام 300 قبل الميلاد والمكتشفة في فيلكا في العامين 1958 و1959م، وكذلك العملات التي راجت في الكويت خلال الفترات المتقدمة من تاريخها مثل الليرة العثمانية والغران الإيراني والريال النمساوي والجنيهات الذهبية الإنجليزية والفرنسية والريال البرغشي الزنجباري والبيزة العمانية وصولا إلى أول محاولة لإصدار عملة وطنية كويتية عام 1886م، وتاريخ الروبية الهندية في الكويت وإصدارات شركة الهند الشرقية الإنجليزية: روبيات الملك وليام الرابع، الملكة فكتوريا بأشكالها المتعددة، وكذلك إصدارات الملك إدوارد السابع والملك جورج الخامس والملك جورج السادس وفئاتها.
كما استعرض الباحث الإصدارات الورقية لحكومة الهند الإنجليزية التي استخدمت في الكويت، والإصدارات الورقية لجمهورية الهند المستقلة 1950-1957م، إلى العملة الورقية الهندية المخصصة للاستخدام في بلدان الخليج العربي 1959م، وإصدارات حكومة الهند الوطنية «عهد الاستقلال»، لنصل إلى المرسوم الأميري بإصدار الدينار الكويتي عام 1960م، وأول إصدار للدينار الكويتي 1961م لتبدأ عملية استبدال روبيات الخليج الهندية بالدنانير الكويتية في 1 أبريل 1961م، والإصدار الثاني للمسكوكات المعدنية والورقية للدينار الكويتي وفئاته 1962م وطرحه عام 1970م، والإصدار الثالث للدينار 1980م، وفي 1986م صدرت فئة العشرين دينارا، والإصدار الرابع 1991م وذلك بعد التحرير من الاحتلال العراقي، والإصدار الخامس 1994م، والإصدار السادس الذي طرح في يونيو 2014م، إضافة إلى الإصدارات التذكارية للكويت في المناسبات الوطنية والقومية والاجتماعية والاقتصادية المختلفة، والتي كانت معدنية ذهبية أو فضية أو ورقية وكان أول إصدار بمناسبة الذكرى الخامسة عشرة لعيد الكويت الوطني في فبراير 1976م، والذي تلته إصدارات عديدة متفرقة.
ومن الإصدارات المميزة للمجلس أيضا «ندوة العلاقات الكويتية - الهندية» من منتصف القرن الـ 18 الميلادي حتى استقلال الكويت.
والذي أعدته إدارة البحوث والدراسات والتخطيط في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، والذي تناول «التجارة والعلاقات التجارية والعلاقات الأخرى» لرئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لبرنامج دراسات الخليج في الهند د.أفتاب كمال باشا، «الجالية الكويتية في الهند منذ عام 1896م حتى عام 1960م للأستاذة حصة عوض الحربي، و«العلاقات الهندية - الكويتية في زمن مضى.. ذكريات ومحطات» للأستاذ عبدالعزيز الشايع، في استعراض لما حملته العلاقات الكويتية ـ الهندية من روابط تعتبر نموذجا مميزا، مع العديد من الشهادات والوثائق.