- مشاعر الشوق تختلط بدموع الفرحة.. ورؤية الكعبة تنسي الحجاج الحرب والعوز
اكتمل وصول أكثر من مليوني حاج إلى مكة المكرمة أمس استعدادا للبدء بالمناسك اليوم، حيث يتوجه ضيوف الرحمن الى منى لقضاء «يوم التروية» في الصلاة والدعاء، قبل الانتقال الى مشعر عرفات لأداء ركن الحج الأعظم غدا، حيث يقضون «وقفة عيد الاضحى» ويستمعون الى خطبة عرفات، ثم ينفرون الى مزدلفة لجمع الحصوات ويعودون الى مشعر منى، للبدء برمي الجمرات صبيحة يوم العيد ثم العودة الى مكة وأداء طواف الإفاضة.
وأكد المتحدث باسم وزارة الداخلية اللواء منصور التركي أن أعداد الحجاج تجاوزت المليوني حاج من داخل وخارج المملكة، مبينا أن مصلحة الإحصاءات العامة ستعلن الأعداد النهائية للحجاج كافة الذين تمكنوا من أداء فريضة الحج في صباح اليوم العاشر «عيد الأضحى المبارك».
ونقلت وكالة الانباء السعودية الرسمية (واس) عن التركي قوله في مؤتمر صحافي أمس «إن الجهات المشاركة لخدمة حجاج بيت الله الحرام في هذه المرحلة على أهبة الاستعداد لاستقبال الحجاج في المشاعر المقدسة»
وأضاف أن المهمة تقتضي «تمكين أكثر من مليوني حاج للتحرك من مكة المكرمة إلى منى، ثم التوجه إلى مشعر عرفات للوقوف بعرفة، ثم النفرة إلى مزدلفة والعودة إلى مشعر منى، وتستغرق تلك العملية حوالي 48 ساعة».
وقال المتحدث، إن الوزارة اتخذت إجراءات لمواجهة أي تهديد أمني من هجمات المتطرفين إلى الاحتجاجات السياسية، لكن لم يتم رصد تهديدات بعينها بحسب ما نقلت عنه رويترز.
وأضاف: «أنظمتنا تمنع أي أعمال تخرج عن مناسك الحج وتمنع أي أعمال يمكن أن تؤثر على سلامة الحجاج أو تؤثر على أدائهم لنسكهم».
وقد سخرت المملكة التكنولوجيا لإدارة تدفق ملايين الحجاج في نفس المكان وفي نفس الوقت.
ويشمل ذلك أساور إلكترونية تحدد هوية الحاج مرتبطة بنظام تحديد المواقع العالمي (جي.بي.إس).
وأضاف التركي خلال مؤتمر صحافي من مشعر منى «هناك شبكة طرق جيدة، حيث يتم نقل الحجاج بواسطة حافلات، ولكن عمليات التصعيد والنفرة والعودة إلى منى من خلال وسائل مختلفة: مشاة (15% من الحجاج، أي نصف مليون)، وهناك بواسطة القطار، والحجاج المشمولين بالنقل بالحافلات، وهؤلاء بالرحلات الترددية وفئات أخرى بالرحلات التقليدية)».
وتختلط دموع الفرحة المنتظرة بعواطف الشوق لدى الحجاج الواصلين الى البيت العتيق، حيث نسي هشام مصطفى الحرب في وطنه سورية ومتاعبه المالية وهو يتطلع للمرة الأولى إلى أقدس البقاع الإسلامية ويقف وسط مئات الآلاف من المسلمين في ملابس الإحرام البيضاء.
وقال مصطفى البالغ من العمر 50 عاما وهو ينظر إلى الكعبة «أول مرة أرى الكعبة والمسجد الحرام... أفضل شعور في حياتي شعوري بالحج لبيت الله الحرام».
وسافر المحاسب السوري إلى السعودية قادما من تركيا التي عاش فيها خمس سنوات منذ فر من حلب. وقال «الحرب دمار لكل شيء... الحياة في تركيا صعبة و(بالكاد) المصروف بيكفي».
وقال نايف أحمد، وهو يمني عمره 37 عاما، لرويترز إنه اضطر لبيع قطعة أرض في بلده من أجل الحج.
ومن جهته، وقال وزير الحج والعمرة السعودي محمد بنتن لرويترز: «الآن هناك أجندة إلكترونية متكاملة لكل حاج أو معتمر. أيضا وفرنا تطبيقات... بإمكانهم استخدامها للإرشاد».
وأضاف: «لدينا أكبر أسطول للحافلات لنقل الحجاج، ما يزيد على 18 ألف حافلة جميعها مرتبطة بنظام تحكم يحدد مواقعها».
الحج بالأرقام
نحو 280 ألف مصلٍّ و107 آلاف طائف كل ساعة في الحرم المكي
وكالات: نشرت الهيئة العامة للإحصاء ضمن الروزنامة الإحصائية لحج هذا العام أعداد المصلين والطائفين في الحرم المكي بالساعة، حيث تجاوز عدد المصلين في الحرم المكي 278.000 مصل كل ساعة تقريبا، بينما تجاوز عدد الطائفين حول الكعبة الـ 107.000 طائف كل ساعة.
وقالت وكالة الانباء السعودية «واس» انه يعمل على خدمة ضيوف الرحمن أثناء موسم الحج أكثر من 10.000 موظف من منسوبي الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي في الحرمين وعلى مدار الساعة مدعومين بـ 54.501 معدة وآلية يعملون على توفير مياه زمزم وتقديمه مبردا في مواقع قريبة من المصلين والحجاج والمعتمرين داخل الحرمين الشريفين وساحاتهما وفي المشاعر المقدسة، حيث يتم ضخ 2000 طن من ماء زمزم في الحرم المكي، و300 طن في الحرم النبوي بالمدنية المنورة بشكل يومي.
كما تهيئ الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي 25.000 (ترمس زمزم) يوميا وتقوم بتعبئتها على مدار الساعة لتسهيل عملية شرب الحجاج والمصلين، إضافة إلى تأمين عربات متعددة الأنواع لذوي الاحتياجات الخاصة وتقديمها لهم مجانا، حيث تم توفير أكثر من 13.650 عربة منها 700 عربة كهربائية.
ويقوم على رفع الأذان في الحرم 20 مؤذنا، ويتناوب على إمامة الصلوات 10 أئمة، ويتم تنظيم خطبهم، وتسجيلها مع القراءات، وفهرستها، وإعدادها في أشرطة مسجلة وأقراص ضوئية، ومراقبة سير العمل في الجهاز والوحدات التابعة له، والتأكد من مطابقة الأنظمة واللوائح والإجراءات المعتمدة بصورة شاملة، والإسهام في التوجيه وتقديم النصح والإرشاد وخدمات الطوافة للرجال والنساء حيث يتواجد في ساحات الحرم أكثر من 123 مرشدا ومطوفا.
من جهة أخرى قدم معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة (42) بحثا ودراسة علمية، لتطوير منظومة متكاملة ومستدامة للحج والعمرة والزيارة، تحقيقا للمقاصد الشرعية، وترتكز مهام المعهد في إجراء الدراسات والبحوث العلمية التي تهدف إلى تيسير أداء المناسك، وتقديم خدمات أفضل لحجاج بيت الله الحرام وزواره، وزوار مسجد رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، وذلك من خلال دراسة الأوضاع الراهنة، وجمع البيانات والمعلومات المفصلة عن مختلف جوانب ومراحل الحج والعمرة والزيارة، ومتطلبات واحتياجات الحجاج والمعتمرين والزوار.