عاطف رمضان
حل عيد الأضحى المبارك ليكون بمنزلة «الإنعاش» لأسواق الملابس بعد فترة من الركود على مدى عطلة الصيف بسبب موسم السفر وارتفاع الأسعار.
تباينت آراء مواطنين ومسؤولي أسواق ملابس بين «وجود إقبال على شراء ملابس عيد الأضحى المبارك» وعزوف عن الشراء «مقارنة بالفترة المقارنة من العام الماضي، في حين اتفق الجميع على ارتفاع أسعار الملابس بشكل ملحوظ.
وفي لقاءات متفرقة أجرتها «الأنباء» مع مواطنين ومقيمين من مرتادي أسواق الملابس وعدد من التجار الباعة، أجمع أغلب المشاركين على ازدياد الإقبال على شراء الملابس خلال الأيام القليلة الماضية، معيدين ذلك إلى أنها من المستلزمات الضرورية لهذه الأيام بمناسبة عيد الأضحى المبارك وقرب انطلاق العام الدراسي الجديد، إضافة إلى أن كثيرا من الأسواق حرصت على تسويق منتجاتها من خلال العروض والتنزيلات مما نشط حركة المبيعات.
وفي المقابل يرى عدد قليل من المشاركين في التحقيق تراجع الإقبال على شراء ملابس العيد مستندين لعوامل أيضا منها، سفر كثير من المواطنين والمقيمين للخارج خلال هذه الفترة بالذات من كل سنة وذلك يلاحظ من خلال الازدحام الذي شهده مطار الكويت في صالة المغادرين، وأن المواطن يستغل فترة سفره ويشتري الملابس من الخارج نظرا لأسعارها الأقل مقارنة بأسعارها في الكويت.
ويرى البعض أن الإقبال على شراء الملابس النسائية أكبر مقارنة بشراء الملابس الرجالية وأن ذلك يتضح من خلال كثرة أعداد النساء داخل الأسواق المركزية. وفيما يلي التفاصيل:
بداية، ذكر صلاح الشطي أنه رغم دخول عيد الأضحى إلا أن الإقبال أكبر على شراء ملابس المدارس وليس ملابس العيد.
وأضاف ان الإقبال على شراء ملابس عيد الأضحى المبارك أقل مقارنة بالإقبال على شراء ملابس عيد الفطر المبارك الماضي، مرجعا ذلك إلى تزامن عيد الأضحى مع موسم العطلات والسفر.
وأضاف ان إقبال العمالة الوافدة على شراء ملابس عيد الأضحى أكبر مقارنة بإقبال المواطنين على شراء تلك الملابس وذلك بسبب سفر معظم المواطنين خارج البلاد حاليا.
الأسعار مرتفعة
من جانبه، قال عبدالله الغضوري إن أسعار الملابس هذه الأيام مرتفعة مقارنة بالأسعار خلال الفترة نفسها من العام الماضي، مشيرا إلى أن ذلك يثقل كاهل رب الأسرة خاصة أن الأسر تحتاج إلى ملابس العيد بالإضافة إلى ملابس ومستلزمات المدارس.
وأضاف ان ارتفاع أسعار الملابس في الكويت جعل كثيرا من المواطنين يشترون ملابس أسرهم من الخارج خلال سفرهم لقضاء العطلة في بعض الدول.
وأرجع الغضوري سبب ارتفاع الأسعار إلى جشع بعض التجار.
وفي الإطار ذاته، أفاد رملي أبو نايف الظفيري بأن الإقبال على شراء ملابس عيد الأضحى والمدارس هذا العام أكبر من العام الماضي، مرجعا ذلك للعروض والتنزيلات التي تجريها بعض الأسواق والتي تستقطب الزبائن لشراء الملابس.
السفر والحج
وخالفه في ذلك راشد الجويعان إذ يرى أن هناك عزوفا أو تراجعا في شراء ملابس عيد الأضحى المبارك، وذلك بسبب سفر المواطنين إلى خارج الكويت بالإضافة إلى توجه عدد من المواطنين لقضاء فريضة الحج وتركيز الأسر على شراء مستلزمات وملابس المدارس.
وأضاف أن تزامن موسمي العيد والمدارس أثر على عمليات الشراء بالنسبة لموسم العيد.
ولفت إلى أن كثيرا من المواطنين يحرصون على شراء ملابس أسرهم من خارج الكويت نظرا لجودة صناعتها خاصة الماركات ونزول سعرها، مقارنة بأسعارها في الكويت.
من جهته، قال مؤمن فوزي إنه بالرغم من قرب فترة موسم المدارس مع عيد الأضحى وارتفاع أسعار الملابس إلا أن كثيرا من الأسر لا تستغني عن شراء الملابس كونها من المتطلبات الضرورية.
وأضاف أن رب الأسرة مجبر على شراء ملابس العيد وكذلك مستلزمات وملابس المدارس مما يثقل على كاهل رب الأسرة.
الملابس النسائية
من جانبه، قال مدير أحد الأسواق المركزية دريد أحمد الدراوشة إن هناك زيادة ليست كبيرة على شراء الملابس خلال عيد الأضحى المبارك حاليا مقارنة بالفترة المقارنة من العام الماضي، وذلك لتوجه الأسواق للتركيز على عمليات التسويق والإعلانات وإجراء التخفيضات والتنزيلات التي تستقطب الزبائن وتؤثر إيجابا على زيادة مبيعات أسواق الملابس.
وأضاف الدراوشة ان كميات مشتريات الملابس للمواطنين تفوق مشتريات الوافدين، وأن نسبة شراء الملابس النسائية أكثر من شراء الملابس الرجالية.
ملابس المدارس
من جانبها، قالت أم يوسف إن المواطنين يشترون ملابس العيد مع ملابس المدارس حاليا بسبب تزامن الموسمين، مضيفة أن التنزيلات والتخفيضات تؤثر إيجابا على زيادة المبيعات.
تنوع الماركات
وفي السياق ذاته، قال أبوعمر إن المواطنين عادة يقبلون على شراء الملابس خلال الأعياد بشكل عام، مشيرا إلى ان مشتريات الأسرة من الملابس تزيد عاما بعد عام بسبب زيادة أعداد الأسرة.
وأضاف ان تنوع الماركات وجودتها والتخفيضات والتنزيلات من عوامل زيادة مبيعات الملابس. ولفت إلى أن مشتريات ملابس العيد تكون خلال يوم واحد أو يومين، مقارنة بملابس المدارس التي تستمر خلال العام الدراسي، حيث هناك متطلبات مدرسية ومستلزمات يحتاجها الطلبة والطالبات.
وقال إن موسم السفر يؤثر سلبا على مبيعات أسواق الملابس خاصة ان أصحاب الدخل المتوسط لا يقبلون كثيرا على شراء الملابس بسبب إنفاقهم على موسم السفر.
ولفت إلى أن مشتريات الأسر خلال عيد الفطر تفوق مشتريات عيد الأضحى المبارك خاصة ان عيد الفطر يأتي بعد شهر رمضان المبارك وأن رب الأسرة منذ شهر رمضان المبارك وحتى شهر سبتمبر يزيد إنفاقه على أسرته بسبب مشتريات ملابس العيدين وكذلك موسم المدارس.
تراجع المبيعات
وفي لقاء مع مسؤول سوق مركزي بمنطقة المباركية رفض ذكر اسمه، أكد تراجع إقبال المواطنين والمقيمين على شراء الملابس بنسبة 70% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي رغم عدم ارتفاع الأسعار.
ولفت إلى أن المباركية تعتبر سنتر العاصمة وأن الركود الذي يشهده سوق الملابس في الكويت بدا ملاحظا منذ شهر رمضان الماضي، مرجعا ذلك إلى عوامل مثل سفر المواطنين والمقيمين إلى الخارج خلال هذه الفترة بالإضافة إلى تراجع أعداد الزيارات السياحية إلى الكويت.
واستدل مسؤول السوق على سفر المواطنين والمقيمين بالازدحام الذي شهده مطار الكويت الدولي في صالة المغادرين خلال الأيام القليلة الماضية.