- خطيب مسجد عبدالله بن جعفر: الأمن والأمان من أعظم نعم الله وواجبنا الحفاظ عليها
- الكليب: العيد فرحة عظيمة وقربى وعبادة تدعونا لرفع الشحناء والعدل بين الأولاد والأزواج
محمد راتب ـ ثامر السليم ـ عاطف رمضان
مع بزوغ الخيوط الأولى من نهار أمس، أول أيام عيد الأضحى المبارك رددت أصوات المصلين ذكر الله والتكبير والتهليل، ابتغاء مرضاة الله وتلمسا لرضاه سبحانه وتعالى ومعايشة لإخوانهم الذين بادروا إلى أداء الركن الخامس من أركان الإسلام ممن استطاعوا إليه سبيلا. وتعطرت مساجد الكويت، وكذا الساحات ومراكز الشباب، بأصوات الذاكرين المؤدين لصلاة ثاني عيدين أنعم الله بهما على المسلمين. وركز الخطباء في خطبة العيد على ما تنطوي عليه هذه المناسبة من قيم نبيلة ومبادئ إسلامية أصيلة من الحض على كل ما من شأنه إصلاح شأن الإنسان في حياته وآخرته. كما تطرقوا إلى شعائر هذا اليوم المشهود وأهميتها وتعظيمها، ومن بينها الأضحية وشروطها الشرعية.
ففي مسجد عبدالله بن جعفر في منطقة الرحاب بمحافظة الفروانية أكد الخطيب محمد يوسف أنه يجب علينا استذكار فضل الله علينا، وتأمل نعمه التي لا تحصى، وعلى رأسها نعمة الأمن والأمان التي افتقدها الكثيرون، وفقدوا معها كل نعمة بعد ذلك، مشيرا الي ان نعمة الأمن والأمان إذا نزعت من قوم انقلبت حياتهم خوفا وهلعا، مصداقا لقول الله عز وجل: (فليعبدوا رب هذا البيت، الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف).
وأضاف يوسف أنه يجب المحافظة على نعمة الأمن والأمان والاعتصام بحبل الله، ونبذ التفرق والشقاق، ففي الوحدة يكمن الخير والنصر والتمكين، وفي الفرقة تكون أسباب الهزيمة والضعف والهوان، لقوله تعالى (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون).
وأشار الى أهمية التراحم وصلة الأرحام بين الناس وفضل صلة الأرحام في سائر الأيام عموما، وفي هذه الأيام المباركة خصوصا، مؤكدا أن العيد فرصة للصلح ونبذ الخلافات والقطيعة مهما كانت أسبابها، فينبغي المبادرة للصلح وزيارة الأهل والأرحام ومد يد السلام أولا، ومحذرا من مغبة الهجر والقطيعة.
ولفت الى أن العيد الحقيقي هو عندما يتخلص المرء من قهر النفس وشهواتها، والشيطان ونزغاته، والدنيا وزخرفها، مشيرا الى أنه يشرع في هذا الأيام الفرح والسرور والبهجة أسوة بما كان يحث عليه المصطفى صلوات الله عليه وسلامه الصحابة.
ودعا إلى الاستفادة من قصة سيدنا ابراهيم عليه السلام وابنه إسماعيل عليه السلام، التي تذكرنا بالإيمان العميق والطاعة المطلقة والتضحية الخالدة من إبراهيم عليه السلام عندما أراه الله في المنام أنه يذبح ابنه الوحيد وفلذة كبده، وذلك ليختبره الله في ولده، فما كان من ولده إسماعيل إلا أن قال: (يا أبتِ افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين).
واضاف انه علينا أن نتذكر في هذا اليوم إخلاص إبراهيم لربه وطاعة إسماعيل لوالده، وعلى الآباء أن يكونوا قدوة للأبناء وعلى الأبناء أن يعلموا أن رضا الآباء من رضا الله وأن غضبهم من غضب الله وأن الله أمر الأبناء ببر الآباء في حياتهم وبعد مماتهم، داعيا نساء المسلمين الى الحرص على طاعة أزواجهن ورعاية حقوقهم والعناية بالأولاد وتنشئتهم على الفضيلة والاحتشام ولباس العفاف وعدم التبرج.
أما صلاة العيد في مركز شباب منطقة مبارك الكبير فكانت ذات طعم خاص مع عودة المصلين إلى الساحات ومراكز الشباب لأداة صلاة العيد في الأماكن المفتوحة. كما كان الحضور كبيرا في المركز، الذي يشرف عليه عبدالله مشعان العتيبي، إذ بلغ عدد الرجال قرابة 950 مصليا والنساء بلغ 650 مصلية، وسط حضور لافت من جمعية مبارك الكبير التي قامت بتوزيع العصائر والمياه على المصلين.
وخلال الخطبة أكد الامام والخطيب علي سعود الكليب، الذي قام بأداء الصلاة وخطبة العيد أن الإسلام هو النعمة العظمى، وهذا اليوم عظيم عند الله فقد رفع الله قدره، وشرف ذكره، وحرم صومه وأوجب فطره، إنه يوم الحج الأكبر الذي جعله الله عيدا للمسلمين، وبهجة لقلوب عباده المؤمنين. وذكر أن التقرب إلى الله بالضحايا سنة عظيمة، وشرعة قويـمة، سنها أبونا إبراهيم، ورضيها نبينا محمد عليهما أزكى الصلاة والتسليم، فالنحر وإراقة الدماء من شعائر الله في هذا اليوم، ولا يعظم شعائر الله إلا أهل العبادة والتوحيد، وأولو الطاعة والتسديد، قال الله تعالى: (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)، وأشار إلى أن نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم، ضحى فعلا، وأمر بها قولا، وذلك عن نفسه وعن أهل بيته، وأقام بالمدينة 10 سنين يضحي، طلبا لما عند الله، واستجابة لأمر مولاه، فعن عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بكبش أقرن، يطأ في سواد، ويبرك في سواد، وينظر في سواد، وقال: «يا عائشة هلمي المدية» أي السكين ثم أخذها وأخذ الكبش فأضجعه ثم قال: «باسم الله، اللهم تقبل من محمد وآل محمد، ومن أمة محمد ثم ضحى به» ثم استعرض الشيخ الكليب شروط الأضحية فبين أنه يجب تكون صحيحة، ولابد من توافر شروطها الشرعية، وهي أن تكون من بهيمة الأنعام، الإبل والبقر والغنم، وأن تكون قد بلغت السن المعتبرة شرعا، وهي من الإبل ما تم له 5 سنين، ومن البقر ما تم له سنتان، ومن المعز ما تم له سنة، ومن الضأن ما تم له نصف سنة، وأن تكون سليمة من العيوب المانعة من الإجزاء. وفي الخطبة الثانية شدد الشيخ الكليب على تقوى الله وصلة الأرحام وحفظ الجوارح من الآثام، والأكثار من التكبير والتهليل والتحميد عقب الصلوات وفي سائر الأوقات، واستمرار التكبير بعد الصلوات حتى عصر اليوم الثالث من أيام التشريق. ودعا إلى التجمل في العيد والتزين بالتقوى فإن القلوب محل نظر رب الأرض والسماء، فالعيد قربى وعبادة، وفرحة وسعادة، مع إحسان معاملة الجيران والأهل، والأصحاب والإخوان وبذل المعروف وإغاثة الملهوف، والتواصي بالحق والصبر، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبر الوالدين وصلة الأرحام، والعدل بين الأولاد والأزواج، ورحمة الضعفاء والأيتام، ورفع البغضاء والشحناء من القلوب.
جهود جبارة من القوات الخاصة لتأمين مصلى العيد.. وتنظيم رائع من إدارة مساجد المحافظة
بذلت القوات الخاصة في وزارة الداخلية ومركز شباب منطقة مبارك الكبير جهودا جبارة لتأمين مصلى العيد والحفاظ على الامن وسلامة المصلين، وقد بدا هذا جليا من خلال الانتشار الكبير والواسع والمحكم الذي اكد ان الكويت دار امن وامان وساحة محبة للجميع.
وثمن المشرف العام لمصليات عيد الأضحى أحمد محمد العتيبي حرص مدير إدارة مساجد محافظة مبارك الكبير د.نايف عبيد العجمي، والمراقب الثقافي جابر داود العنيزي، والمراقب الإداري خالد طرقي العازمي على تسهيلهم العمل في مصليات العيد وتوفير كل ما يلزم لإنجاح العمل، كما قام مشرفو المصليات بأداء واجباتهم على اكمل وجه، ووفروا كل الاحتياجات الأساسية للمصليات وضمان الراحة فيها.
كما توافد عدد كبير من المصلين على مسجد نورة بوردن بمنطقة خيطان ق ٨ لصلاة عيد الأضحى المبارك، حيث امتلأ المسجد بالكامل، كما شارك عدد من الأطفال مع المصلين الذين حضروا مبكرا لتأدية التكبيرات التي سبقت ركعتي العيد.
والقى أمام المسجد مصطفى كمال العصفوري خطبة العيد بعد صلاة ركعتي العيد، حيث ذكر المصلين بفضل يوم النحر يوم العيد الذي شرف الله ذكره، ورفع على الايام قدره، لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «ان اعظم الأيام عند الله تبارك وتعالى يوم النحر»، رواه ابو داود.
واضاف العصفوري ان هذا اليوم سمي يوم الحج الاكبر لان غالب اعمال الحج تقع فيه. ولفت الى ان يوم اهل عرفة يتطهرون من ذنوبهم بالوقوف والتضرع والتوبة، وفي يوم النحر يأذن لهم ربهم في زيارته والدخول عليه في بيته، فيوم عرفة كالطهور والاغتسال بين يدي هذا اليوم المجيد. وحث العصفوري المسلمين على تقدير هذا اليوم حق قدره، بتحقيق تقوى الله تعالى، وحفظ الجوارح والمداومة على ذكر الله، كما قال تعالى: (واذكروا الله في أيام معدودات).
وايضا باظهار البهجة والفرحة بفضل الله على عباده، حيث ان يوم عرفة يوم غفران الذنوب وعتق الرقاب من النار، لذا جعل الله تعالى عقب ذلك عيدا بل هو العيد الاكبر.
وايضا بالاحسان الى الاهل والجيران والاصحاب والاخوان وبذل المعروف وصلة الارحام والعطف على الفقراء والايتام ممتثلين وصية النبي الحبيب صلى الله عليه وسلم «يايها الناس افشوا السلام واطعموا الطعام وصلوا الارحام وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام».
وقال العصفوري: الا وان من اعظم ما نتقرب به الى الله تعالى في يوم النحر ذبح الاضاحي لقوله تعالى: (فصلي لربك وانحر).
العتيبي لـ «الأنباء»: مصليات العيد في محافظة مبارك الكبير تجربة ناجحة بعد سنوات من الانقطاع
تجربة هي الأولى من نوعها عكست اهتمام القائمين عليها، وأثبتت نجاحها بشكل لافت للأنظار، ولاقت استحسان وتقدير الجميع لارتباطها بالسنة النبوية الشريفة ورغبة الناس في الاجتماع على إمام واحد في مكان واحد لأداء صلوات العيد، وهذا ما كان في محافظة مبارك الكبير، حيث اجتمع المصلون في مدرسة ثانوية صباح السالم وساحة الرياضة بمركز مبارك الكبير.
هذا اللقاء الجماعي هو الأول من نوعه بعد سنوات من التوقف لأسباب أمنية حفاظا على السلامة العامة، ولكن هذا العام كان مختلفا بكل المقاييس فالإجراءات الأمنية المتخذة والحضور الجماهيري الكثيف فاق التوقعات ومرت الأمور بسلاسة ويسر وسهولة، ما دفع القائمين على مصليات العيد إلى العمل على تكرار التجربة في السنوات المقبلة.
المشرف العام لمصليات عيد الأضحى أحمد محمد العتيبي أشار في تصريح لـ «الأنباء» إلى ان الصلاة خارج المساجد جاءت بناء على توجيهات وزير الأوقاف والشؤون الاسلامية المستشار فهد العفاسي والوكيل م.فريد عمادي ومتابعة خاصة من وكيل قطاع المساجد م.داود العسعوسي الذين أكدوا ضرورة العمل الجاد والمسؤول على تطبيق السنة وسلامة المشاركين في الصلاة لضمان عيد مبارك على الجميع، وعدم إذهاب الفرحة بأي وسيلة من الوسائل.
وذكر أن أداء صلاة عيد الأضحى المبارك تمت في مصليات محافظة مبارك الكبير بنجاح فاق التوقعات، فالجهود تضافرت لتكون بالصورة اللائقة والمناسبة للعيد المبارك الذي جعله الله زمانا للفرحة والسرور، فقد قامت وزارة الداخلية باتخاذ الإجراءات المناسبة من خلال نشر قواتها وتوزيعهم بالطرق المناسبة لضمان الأمن للجميع، وعدم وقوع ما يضر بهذا الحدث أو يقلل من فرحة المصلين.
وأضاف ان من الجهات التي كان لها حضور لافت ومحوري الهيئة العامة للرياضة التي فتحت لنا أبواب الصالة وقدمت كل ما يلزم لإنجاح الصلاة إلى جانب منطقة مبارك الكبير التعليمية، وجمعية صباح السالم التعاونية، وجمعية مبارك الكبير التعاونية الذين قدموا المستلزمات الضرورية من ماء وضيافة، مشيرا إلى أن هذه التجربة هي الاولى من نوعها وقد نجحت نجاحا كبيرا وباهرا، وكان لها أصداء طيبة عند المصلين، وهذا قد يدفعنا الى تكرار هذه التجربة في السنوات المقبلة.