في المناسبات العالمية ككأس العالم أو الألعاب الأولمبية تستعد الدول حوالي أربع أو ثلاث سنوات من إعداد الفنادق والملاعب والخدمات اللوجستية ومع ذلك يطرأ طارئ من ظروف جوية أو إرهاب أو غيره من المنغصات فلا تنجح الدولة المنظمة نجاحا كبيرا في ذلك.
وعلى النقيض تماما نحن نرى أن موسم الحج السنوي لا يتعدى الشهر وأداء المناسك للحج فقط خمسة أيام، وجموع الحجيج ما لا يقل عن مليوني حاج يتنقلون في وقت واحد في بقعة صغيرة من الأرض يجتمعون لطاعة الله وذكره ومع ذلك لا نرى شغبا أو أي تعد، يساعد في ذلك الجهود الاستثنائية التي يقوم بها خادم الحرمين الشريفين وحكومته بتسهيل أداء هذه المشاعر، ونحن في كل عام نرى ما يمكن أن نسميه بالعجائب من رجال الأمن السعودي وكذلك الكشافة السعودية لخدمة الحجيج، فنرى من يحمل بعض الحجاج على ظهره، ومنهم من يلبسه نعله أعزكم الله، ومن يطفئ ظمأ الحاج بتوزيع المياه الباردة، ومن المشاهد المؤثرة التي رأيناها في هذا العام حمل الأطفال والتخفيف عن الحجاج.
فهل هم مطالبون بهذه الأعمال أم فقط حفظ الأمن؟ ان هذه الأعمال التي يقوم بها هؤلاء الرجال ما هي إلا بتوجيهات كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله وقيادة المملكة واستشعارا من هؤلاء بالأجر العظيم لخدمة الحجيج.
وكذلك اللافت للنظر ما يقوم به الهلال الأحمر السعودي ووزارة الصحة السعودية من خدمات جبارة للحجيج ومما زاد تقديرنا للدور الرائع الذي تقوم به المملكة هو نقل المرضى من المستشفيات إلى عرفة لإتمام حجهم، وهذا ينم عن الخلق العظيم الذي يتحلى به هؤلاء الرجال.
وفي مشعر مزدلفة هذا المكان الصغير الذي يفد إليه أكثر من مليوني شخص خلال ساعات تكون السكينة هي العنوان، ناهيك عن الحرم المكي الشريف وهذه التوسعات العظيمة التي قامت بها حكومات خادم الحرمين عبر الزمان.
وفي «المرجم» وهذا الترتيب الخرافي وتيسير حركة الدخول والخروج التي تتم بيسر وسهولة.
وإذا أردنا الوقوف على عظم هذا العمل بالأرقام فسنجد ما يلي: 30000 طبيب وممرض، 18000 دفاع مدني، 13000 رجل أمن، 5000 موظف جوازات، 4140 مسعفا، 2724 داعية ومرشدا دينيا، 2000 موظف جمارك، 6000 جمعية الكشافة، 10000 موظف شؤون الحرمين، 2170 موظف طيران مدني، 1500 مهندس وفني كهرباء، 15000عامل نظافة، 13650 عربة لذوي الاحتياجات الخاصة، 25 مستشفى بسعة 5500 سرير، 980 سيارة إسعاف، 100 غرفة عناية مركزة متنقلة، 5 طائرات إسعاف، 59741 معدة وآلية وجهازا، 7956 سيارة خدمات 280 مركز مرور، و52 مركز شرطة.
وكل هذا يقدم بالمجان للحجاج، فلا يدفع الحاج أي مبلغ من ساعة دخوله إلى الأراضي السعودية حتى المغادرة منها باستثناء أكله وشربه.
إن كلمة شكرا تكون بسيطة في حق هؤلاء.
لذا نقول لإخواننا في المملكة العربية السعودية: عملتم فأبدعتم بل وتميزتم، وأديتم حق هذه الفريضة العظيمة، فجزاكم الله خيرا لكل ما عملتم.