- بارون: قلة المعروض رفعت الأسعار
- علي: المخالفة تعرض صاحبها للمساءلة
- خليل: تأخير الموسم هو الخيار الأمثل
- أم محمد: أين الرقابة على هذه الأسعار؟
محمد راتب
في أول يوم لمنع صيده والذي صادف أمس، شهدت أسعار الروبيان على وجه الخصوص ارتفاعا كبيرا، اشتكى منه رواد سوق السمك، ومحبو وجبة «سيد المائدة»، أما بقية الأنواع من السمك، فلم تختلف هي الأخرى عن الروبيان، حيث شهدت أسعارها ارتفاعا ملحوظا، وإن لم يكن بدرجة ارتفاع الروبيان. «الأنباء» جالت على بسطات سوق السمك في شرق، واستشفت آراء أصحاب مكاتب صيد السمك، وبعض الصيادين وبعض الباعة، وكذلك بعض الزبائن، وفي حين أرجع معظم هؤلاء ارتفاع الأسعار إلى قرار منع صيد الروبيان من قبل الهيئة العامة للزراعة والثروة السمكية، طالب رواد السوق بوضع حد لهذا الارتفاع الذي طال معظم أنواع السمك، وفيما يلي تفاصيل الجولة:
مفتش الهيئة العامة للزراعة والثروة السمكية في سوق شرق عبدالله بارون وصف إقبال الناس على سوق السمك في أول أيام منع صيد الروبيان بالبارد، مقارنة بأيام موسم صيد الروبيان، وقال: إن هناك قرارات باستيراد الروبيان المستزرع من السعودية وإيران، لافتا إلى أن سعر السلة المخلوطة كان بمتوسط 85 دينارا، أما اليوم فهو أغلى، نظرا لقلة المعروض، فكلما قل الشيء زاد سعره، وأشار بارون إلى أن الكميات الموجودة من الروبيان لا تتجاوز 12 سلة خلال اليوم الأول من منع صيده، لافتا إلى أن بعض الباعة متخوفون من ارتفاع أسعار الروبيان إلى حد كبير في هذا اليوم تجنبا للمخالفة، رغم أن الهيئة سمحت لهم ببيع الروبيان الكويتي الذي تم صيده في آخر يوم من أيام الموسم الماضي لمدة 3 أيام من يوم منع صيده.
الاتجاه للمستورد
أما مفتش البلدية وليد علي فأكد أن البلدية تراقب في سوق السمك تطبيق قرار الهيئة بمنع صيد الروبيان، لافتا إلى أن أسعار الروبيان ارتفعت عاليا بعد ذلك القرار، مبينا أن الكميات التي ستكون متوافرة من السعودية وإيران ستكون كافية خلال موسم المنع.
وأشار إلى أن أي مخالفة ترصدها البلدية أو الهيئة أو التجارة في سوق السمك سواء من قبل الباعة المتجولين أو من يصطاد الروبيان وينزلها خلال فترة المنع، تعرض صاحبها للمساءلة القانونية في المحكمة والغرامة وإتلاف الكميات التي بحوزة المخالف.
حاجة للتغيير
أما الصياد ممدوح خليل، فيصف سوق السمك بعد قرار إيقاف صيد الروبيان بالعادي، فالمزاد الذي كان يشهده السوق على ذلك النوع من الكائنات البحرية توقف أمس، والبائعون ليس لديهم إلا الكميات المتبقية من يوم الخميس وهو آخر أيام الموسم السابق، لافتا إلى أن الجهات المعنية تعمل على توفير الروبيان الإيراني والسعودي المستزرع بعد نحو أسبوع من بداية السنة الجديدة.
وأشار خليل إلى أن سعر كيلو الروبيان «الجامبو» يباع اليوم بأربعة دنانير ونصف الدينار في أول أيام المنع، أما المتوسط فيباع بثلاثة دنانير ونصف الدينار، متوقعا أن يتراوح سعر الروبيان المستورد خلال بداية فترة الحظر بين دينار ونصف الدينار ودينارين، وذلك تبعا للكمية المتوافرة في السوق.
وعن إمكانية السماح المبكر بصيد الروبيان خلال السنة المقبلة، استبعد خليل ذلك، وقال: لقد أثبت الواقع أن تأخير فتح باب صيد الروبيان إلى أول شهر سبتمبر أو في منتصف شهر أغسطس أفضل بكثير من فتحه مبكرا في أول شهر أغسطس، وهو ما قامت به الهيئة العامة للزراعة خلال الموسم الماضي في 2009.
وعلل ذلك أن أكثر المواطنين والوافدين يكونون في إجازتهم السنوية خارج الكويت، كما أن الروبيان يكون في أفضل مواصفاته في الفترة بين 18 أغسطس وأول شهر فبراير.
ارتفاع في الأسعار
أما عبدالعزيز علي فيرى أن أسعار الروبيان كانت قبل يوم المنع مقبولة إلى حد ما، فمتوسط سعر السلة كان في حدود 30 دينارا وفيها 20 كيلوغراما، أما «الجامبو» فكان سعر السلة يتراوح بين 85 و90 دينارا، أما اليوم فيباع الكيلو الواحد بأربعة دنانير، وسعر السلة أغلى من أمس إلى حد ما.
وأكد علي أن تأخير السماح بالصيد إلى أول شهر سبتمبر هو الحل الأمثل لتكاثر الروبيان بطريقة صحية، كما أن توفيره في أول شهر أغسطس وأغلب الناس غير موجودين بسبب إجازاتهم، يؤدي إلى عدم وجود المشترين للروبيان خلال هذا الشهر.
أحمد حسن، صاحب أحد مكاتب الصيد في سوق السمك بشرق، وصف السوق خلال اليوم الأول بعد قرار منع صيد الروبيان بالبارد، وذلك لأن صيادي الروبيان يجهزون أنفسهم للرحيل إلى بلادهم ليعودوا خلال فترة السماح، مشيرا إلى أن أسعار السمك خلال هذه الأيام تكون مرتفعة، نظرا لأن بعض «البسطات» التي كانت مختصة بالروبيان ستتحول إلى العمل بالسمك، مما يؤدي إلى حدوث ضغط على السمك.
وقال حسن: إن الروبيان المتوافر من يوم الخميس الماضي يباع بأسعار غالية نظرا لأنه لن يكون متوافرا بعد ذلك، باستثناء الروبيان السعودي المستزرع، وفيما بعد ذلك الروبيان الإيراني إذا وافقت الهيئة على استيراده لاحقا.
بدوره، أشار الصياد محمد علي إلى أن الكميات المتوافرة من السمك والروبيان أقل من الأيام الماضية نظرا لأن «اللنجات» تتوقف لعدة أيام إلى أن تعاود العمل في أنواع أخرى من السمك مثل «الجرجور» وغيره، كما أن جميع صيادي الروبيان يسافرون الآن ليعودوا في أول شهر أغسطس، واصفا أسعار الروبيان اليوم بأنها لم تختلف عن أمس.
تأثر الأنواع الأخرى
أما الصياد ناصر علي، فقد وصف سوق السمك بعد أول يوم من منع صيد الروبيان بقلة السمك فيه، فالسمك النويبي بعد أن كان سعر السلة 15 دينارا، أصبح اليوم 40 دينارا، فالسمك بشكل عام ارتفع، أما الروبيان، فإن الذي يباع هو آخر المتبقي من اليوم الأخير في الموسم الماضي.
وأشار علي إلى أن جميع صيادي الروبيان يغسلون مراكبهم بعد منع الصيد ويرحلون إلى بلادهم ليعودوا قبل شهر من بداية موسم السماح ليجهزوا المراكب من جديد. وقال: إن مراكب «الليخ» يسمح لها بصيد الروبيان خارج المياه الإقليمية خلال موسم المنع.
كما شكر الهيئة العامة للزراعة على تأخير السماح بصيد الروبيان إلى شهر سبتمبر، وقال: إن السماح المبكر يؤثر على ثروة الروبيان، ويتسبب في صيد كميات كبيرة من الروبيان بأحجام صغيرة، في حين أن تأخير السماح سيجعل من كل سلة عشر سلات من الروبيان الناضج، وبالتالي فإن السماح المبكر خلال الموسم الماضي لم يكن في محله.
استفسارات
أم محمد، إحدى رواد سوق السمك، وصفت أسعار الروبيان خصوصا والسمك عموما بالمرتفعة جدا، متسائلة: أين الرقابة على السوق؟ وأين وزارة التجارة؟ ولماذا لا تضع أسعارا مقبولة للسمك خلال هذه الأيام؟
ولفتت أم محمد إلى أن على الجهات المعنية وعلى رأسها الهيئة العامة للزراعة والثروة السمكية أن توفر كميات كبيرة من الروبيان خلال فترات الحظر على الصيد في المياه الكويتية، نظرا لأن هناك الكثير من العائلات ممن لا يستطيعون الاستغناء عن هذا النوع من السمك، وقالت: إن توفير كميات كبيرة كفيل بأن يخفض الأسعار على المستهلكين.
أما المشتري أحمد عماد فاستغرب ارتفاع أسعار السمك والروبيان في اليوم الأول من السنة الجديدة 2010، فسعر كيلو الروبيان 4 دنانير ونصف الدينار، في حين كان سعره قبل يومين دينارين ونصف الدينار، لافتا إلى أنه يفضل الروبيان الكويتي على الروبيان المستزرع السعودي أو الروبيان الإيراني.