اليهـود شعـب مكر وخداع ولوم وخسة، شعب حقد وحسد، وشعب طمع وجشع، شعب غدر وخيانة، يكيدون للبشر ويلحقون الاذى ببني الانسان.
ونظـرة واحـدة الى الانجيل نجده مملوءا بالشكوى من اليهود، فالمسيح عليه السلام يقول: اعمى الرب قلوبهم وسكن الذهب في عقولهم وخاطبهم بقوله: ابطلتم وصية الله لا تعبدوا دين الله والمال.
والقرآن الكريم وصفهم بتحريف الكلم عن مواضعـه سمـاعـون للكـذب اكالـون للسحت، فاليهـود الـذين اعرضـوا عن شـرع الله وبدلوا دينهـم يقـول جلـت عظمته فـي وصفهم (وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت ايديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء وليزيدن كثيرا منهم ما انزل اليك من ربك طغيانا وكفرا والقينا بينهم العداوة والبغضاء الى يوم القيامة كلـمـا اوقدوا نارا للحـرب اطفأها الله ويسعون في الارض فسادا والله لا يحب المفسدين (المائدة 64).
ومن اساليبهم قديما وحديثا اشعال الفتن، فالفتنة نائمة لعن الله من ايقظها، ولهم اساليب قديمة وحديثة في الغدر والخيانة.
ومن اساليبهم في تفريق الوحدة اثارة النعرات الجاهلية كما حدث في المدينة بعد ان من الله على اهل المدينة بتوحيد صفهم تحت راية الاسلام ونبذوا الخلافات الجاهلية وتمثلوا قول الله الخالد (واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم اعداء فألّف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته اخوانا (آل عمران: 103).
وخطط لهذه الفتنة حبر من احبار يهود بني قينقاع واسمه شاس بن قيس وكان شيخا موغلا في معاداة الاسلام وعظيم الكفر شديد الحقد على المسلمين شديد الحسد.
فمر على نفر من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الاوس والخزرج فوجدهم في مجلس واحد يتحدثون، وقد جمع بينهم الحب في الله، فغاظه ما رأى من الالفة والمحبة بعد الذي كان بينهم من العداوة في الجاهلية، فأمر شاس فتى شابا من يهود كان معه فقال له: اعمد اليهم فاجلس معهم ثم اذكر يوم بعاث وما كان قبله وانشدهم بعض ما كانوا تقاولوا فيه من الاشعار.
وكان يوم بعاث يوما من ايام حروب الجاهلية، اقتتلت فيه الاوس والخزرج، وقد سبق هذا اليوم اياما كثيرة كانت الحرب فيه سجالا بين الفريقين.
فأقبل هذا الشاب اليهودي الذي دفعه شاس، فجلس بين المسلمين وانتهز الفرصة، فتحدث عن يوم بعاث وانشد ما يحفظه من الاشعار وذكرهم بالايام التي تقاتلوا فيها.
فلم ينتبهوا الى مقصده، فتكلم القوم عند ذلك بأيامهم في الجاهلية وتطور الامر فتنازعوا وتفاخروا حتى تواثب رجلان من الحيين احدهما اوس بن فيظي وهو من الاوس والآخر جبار بن صخر وهو من الخزرج، فتلاسنا وتقاولا ثم قال احدهما لصاحبه: ان شئتم رددناها الآن، فتصايحوا موعدكم الحرة، السلاح السلاح فخرجوا ليقاتلوا، واليهود اصحاب الفتن كعادتهم في الماضي والحاضر يراقبون ما جرى بفرح وغبطة ويدسون ما يوقد نارها ويؤججها.
فبلـغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج اليهم فيمن معـه مـن اصحابه المهاجرين حتى جاءهم في الحرة يستعدون للقتال، فقال: يا معشر المسلمين الله الله ابدعوى الجاهلية وانا بين اظهركم بعد ان هداكم الله للاسلام واكرمكم به، وقطع به عنكم امر الجاهلية واستنقذكم به من الكفر والف بين قلوبكم.
فلـمــا سمــع الاوس والخـزرج ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم عــرفـوا انــها نـزغة مـــن نــزغات الشيـطان وكيد عدوهم، فبكـوا وعانـق الرجال بعضهم بعضا، ثم انصـرفوا مـع رسـول الله صلى الله عليه وسلم سامعين مطيعين.
وهكـذا، اطفأ الله فيهم نار الفتنة ورد كيد اليهـود فـي نحـورهـم، وانتهـت المكيـدة بالفشل وخاب سعي اليهود، وفي ذلك نزل قول الله تعالى (قل يا أهــل الكتـاب لـم تكفـرون بآيات الله والله شهيـد على ما تعملون. قـل يا أهـل الكتـاب لـم تصــدون عـن سبيل الله مــن آمــن تبغـونـها عـوجـا وانتم شهداء وما الله بغافل عما تعملون. يا أيها الذين آمنوا ان تطيعوا فريقا من الذين اوتوا الكتاب يردوكم بعد ايمانكم كافرين. وكيف تكفرون وانتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله ومن يعتصم بالله فقد هدي الى صراط مستقيم. يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون. واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم اعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته اخوانا، وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منهــا كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون(آل عمران: 98 ـ 103).
وفـي ايـامنـا هـذه، تسلط المفسـدون علــى كثير من مرافق التعليم والاعلام، واصبحت ايديهم الخفية تلعب دورها في تحقيق ما يريدون من هـدم وضـياع وعزل المسلمين عن دينهم وتشويه صـورته الجميـلة تحـت الكـوادر المعاصرة من تخلف وتزمت وارهاب واصوليين ورجعية وتشدد.
- اصبر على كيد الحسود فإن صبرك قاتله
- فالنار تأكل بعضها ان لم تجد ما تأكله
محمد أحمد