- سنوجه دعوة قريبة لعضوات مجلس الأمة الأربع للالتقاء بنظيراتهن في قبرص من أجل توثيق العلاقات البرلمانية
- قبرص معروفة من قبل الكويتيين حيث يقضون بها العطلات ويستمتعون بمناظرها الخلابة والبعض لديه مساكن هناك
بشرى الزين
أشاد ممثل مكتب التجارة الحكومية لجمهورية شمال قبرص التركية لدى الكويت اوكطاي اوزتورك، بدعم ومساندة الكويت في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في جميع المجالات.
وأوضح اوزتورك ان حكومة بلاده تسعى لتوثيق العلاقات وتطويرها مع العالم بشكل عام والدول العربية بشكل خاص، كونها القريبة من حيث الثقافة والدين وغيرها من الروابط التي تجمعها والعالم العربي، لافتا الى ان هناك عددا من المكاتب التجارية التي تم اعتمادها في عدد من الدول الخليجية من اجل الاستمرار في قنوات التواصل. وأضاف «رغم عدم وجود خطوط طيران مباشرة والعزلة التي يعانيها شعب القبارصة الأتراك منذ أكثر من 45 عاما الا ان بلاده تشهد نشاطا وحركة متزايدة من قبل السياح الذين يتمتعون بما تملك هذه الأرض من مقومات الطبيعة الخلابة والبنية التحتية، إضافة الى طالبي العلم الذين يقدر عددهم بعشرات الآلاف من مختلف دول العالم ملتحقين بست مدن جامعية تم تصميمها وفق أحدث الطرز والتكنولوجيا لتقديم المعرفة بشتى أنواعها».
وكشف ان هناك نية لتوجيه دعوة الى النائبات في مجلس الأمة د.معصومة المبارك ود.سلوى الجسار ود.أسيل العوضي ود.رولا دشتي، لزيارة بلاده للقاء 4 نائبات شمال قبرص من أجل توثيق العلاقات البرلمانية، لاسيما على صعيد المرأة، مؤكدا ان بلاده ترحب بأي زائر سواء كان رسميا أو شعبيا، داعيا الجميع الى اكتشاف بلاده، وقال ان الكويتيين يعرفون شمال قبرص التركية جيدا من خلال الرحلات التي يقومون بها الى هناك، كما توجد لديهم منازل هناك.
وبيّن اوزتورك ان بلاده تمكنت من إقامة المؤسسات من اجل العيش في مجتمع حديث وديموقراطي على أمل ان يكون هناك شريك للدولة الاتحادية وعلى قدم المساواة في الجانب الآخر من قبرص الاتحادية، لافتا الى ان القبارصة الأتراك أثبتوا رغبتهم في التوصل الى تسوية سلمية بما يتوافق ومع قرارات منظمة المؤتمر الإسلامي، وكذا الدعوة التي وجهها الأمين العام للأمم المتحدة السابق كوفي عنان.
وقال أوزتورك إن قبرص معروفة جيدا من قبل الكويتيين، حيث توجد شرق المتوسط هذه الجزيرة الجميلة لقضاء العطلات والاستمتاع بمناظرها الخلابة، والبعض لديه مساكن هناك. لكن القليل يعرف عن مصير القبارصة في شمال قبرص التركية والقليلون قد يعرفون ان لديهم وظيفة بكل مؤسسات «الجمهورية التركية لشمال قبرص». ولكن الحقيقة ان شعب القبارصة الاتراك هم الآن في عزلة مستمرة منذ 46 عاما لأمر واقع أقل شهرة.
وأضاف الحكم البريطاني الذي بدأ في عام 1787 وصل الى نهايته في عام 1960، ما ادى إلى ولادة جمهورية قبرص التي حكم فيها الاتراك واليونانيون في قبرص معا، ولكن الدولة الجديدة لم تتمكن من اكمال 3 سنوات من العمر. وفي ديسمبر عام 1963 من المفارقات ان مكاريوس رئيس قبرص (البطريرك الذي كان ايضا رئيس الكنيسة الارثوذكسية في قبرص) كان ايضا احد المبادرين لخطة شريرة تدعى «اكريتاس». هذه الخطة، التي كانت ايضا نتاج تعاون مع منظمة ارهابية مسلحة ايوكا، وكان يتوخى طرد القبارصة الاتراك من الدولة وحتى المذابح بعد رفضهم قبول التعديلات المقترحة من مكاريوس التي كانت تستهدف القضاء على جميع حقوق القبارصة الاتراك التي منحها لهم الدستور والاتفاقيات الدولية المؤسسة لجمهورية قبرص.
واشار الى انه لم يكن من الصعب بالنسبة للقبارصة اليونانيين المتفوقين عدديا والمتسلحين تسليحا جيدا جنبا الى جنب مع الشرطة إجبار الاتراك من أصل 103 قرى، وذبح وخطف مدنيين، في حين منع ممثلوهم من جميع وظائف الدولة بما في ذلك البرلمان والوزارات والإعلام. وعبر خطتهم ظنوا انهم نجحوا في نشر الاخبار والترويج لـ «قانون قوات تحاول السيطرة وانهاء الانتفاضة التي بدأت من قبل القبارصة الاتراك ضد الحكومة القانونية».
واوضح انه بعد احداث عام 1963 اصبح القبارصة الاتراك يعيشون في جيوب محاطة باللاجئين في ظروف بائسة تحت الحصار والعزلة. وفي العام 1964 وصلت أول قوات حفظ سلام للامم المتحدة في العام 1968، بدأ الجانبان بإجراء محادثات من أجل التوصل الى حل سلمي. وفي العام 1974 حتى الإغريق لم يكونوا راضين عن أسلوب مكاريوس وبمساعدة من المجلس العسكري الحاكم في اثينا اطيح به واعلن اتحاد قبرص مع اليونان وفي العام 1975 توصل الجانبان الى اتفاق في ڤيينا لتبادل السكان، لكن مصير القبارصة الاتراك بسبب العزل والحصار المتواصل.
وعلى الرغم من الحظر المستمر والعزلة تمكن شمال قبرص التركية من اقامة المؤسسات من اجل العيش في مجتمع حديث. وهي تشكل جميع المؤسسات اللازمة لإقامة دولة واعلنت الدولة الاتحادية في عام 1975، ولكن على الجانب الآخر اعتمادا على اللقب المغتصب من جمهورية قبرص استمر رفض مقترحات الحل. وبعد سنوات من المحادثات اليائسة والتسويف لم تترك أي وسيلة أخرى للقبارصة التركية لإعلان الدولة المستقلة في الجمهورية التركية لشمال قبرص في عام 1983.
وذكر أنه بعد أن قال القبارصة اليونانيون لا للاستفتاء اصر الجانب التركي على جدول زمني للعمل بكفاءة للوصول الى حل نهائي على أساس معايير الأمم المتحدة لتحقيق المساواة السياسية والمساواة في المركز، فضلا عن اقامة شراكة جديدة، لكن الجانب اليوناني لم يقبل اي جدول زمني باعتباره حكومة معترفا بها دوليا، وبوصفه عضوا في الاتحاد الاوروبي. لينتهي الوقت، وعزلة الشطر الشمالي لا يستطيع التكهن بالمدة الزمنية التي امام الشعب في شمال قبرص من أجل التوصل الى حل عادل في العمل الجماعي مع جيرانه في الجنوب.