لميس بلال
رأت الأستاذة في الأدب المقارن وحقوق المرأة السياسية د.العنود الشارخ أن التحول والتقدم الإيجابي للمرأة لابد أن يأتي ببطء وعبر المطالبة الداخلية وليس بضغوط خارجية، فالموروث الغربي لا يصلح كأسلوب معالجة، لافتة إلى «أن مفهوم الديموقراطية يختلف حسب طبيعة البلد، فالحلول التي تصلح في الدول الغربية لا تصلح في مجتمعات تقودها العلاقات العائلية، كقضية العنف الأسري فإن لم يفهموا نظامنا الاجتماعي فسيستعصي عليهم فهم وضعنا» حديثها جاء خلال لقاء تعريفي مع طلاب زائرين من جامعتي كلورادو وتفتس بالولايات المتحدة الأميركية في مقر الجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية.
قدوم الطلبة كان خلال الاجازة الشتوية للتعرف على الحركة الديموقراطية في الكويت وللتعرف على سياسة الكويت والخليج، وبدأ اللقاء بتعريف رئيسة اللجنة الاعلامية في الجمعية الثقافية النسائية شمايل الشارخ الوفد على نشاطات الجمعية كجمعية نفع عام والتي تكلمت خلال اللقاء عن التحديات القانونية التي تواجه المرأة في الوضع الحالي، وأشارت إلى «أن المرأة الكويتية حققت ما لم تحققه أي امرأة وذلك بنجاحها في دخول مجلس الأمة عبر التصويت دون الحاجة لنظام الكوتة»، لافتة إلى «أن المجتمع الكويتي في الوقت الراهن أصبح لديه قبول بوجود المرأة في المراكز القيادية السياسية، وقد جاء هذا نتاج حصاد عمل وجهد كبير بذلته المرأة الكويتية لإثبات وجودها كجزء لا يتجزأ من نسيج المجتمع»، متابعة «علما بأن المناطق المحظورة عن المرأة الكويتية ستنتهي، فأصبح مفهوم الديوانية لدينا مختلف وأصبح بمقدور النساء أن يشاركن في الديوانيات والتي كانت عبارة عن مجلس يضم الرجال فقط، يقومون من خلاله بالحوار حول كل المواضيع سواء السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية».
إلغاء القانون الجنائي
وطالبت بإلغاء القانون الجنائي لجرائم الشرف، مشيرة إلى أنه مجحف في حق المرأة ومخالف للمنطق والدستور، مؤكدة أنه قانون يعتمد على العادات والتقاليد القبلية التقليدية، ولا علاقة له بالقوانين الإسلامية.
وقالت «نحن نعتز ونفخر بالكويت كونها دولة قيادية خاصة في منطقة الخليج من جانب الممارسات الديموقراطية والمطالبة بالحقوق»، مشيرة إلى «أننا لن نكتفي بوصول المرأة إلى قبة البرلمان بل لابد من أن نكسر الحاجز الزجاجي الذي يحول دون تولي المرأة لمنصب القضاء أو المدعي العام، خاصة أنه لا يوجد مبرر دستوري لذلك». من جهته عبر الطالب في جامعة كولورادو جيريس جورد عن استحسانه للحرية التي تتمتع بها المرأة الكويتية في مجال العمل السياسي مقارنة بدول الشرق الأوسط الاخرى، مشيدا بالنشاط الذي تقوم به المرأة الكويتية على مستوى العمل السياسي، كما أثنى على عمل الجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية وكيف ان عضوات مجلس ادارتها قادرات على التعبير عن آرائهن والتطرق الى المشكلات المجتمعية وطرق التعامل معها وحلها.
وأشار الى ان زيارتهم الى الكويت شملت زيارات عديدة الى اكثر من جهة حكومية وخاصة وعامة ومنها الديوانية، معبرا عن اعجابه بوجود الديوانيات في الكويت حيث انها فاعلة وتعد احدى وسائل التعبير عن الأفكار المتعددة على جميع المستويات الاجتماعية الاقتصادية والسياسية وعما اذا كانت الولايات المتحدة تتمتع بمكان مقارب للديوانية اوضح جورد ان ما يشبه الديوانية الى حد ما في الولايات المتحدة هو النادي المتخصص اما في السياسة أو الاقتصاد او غيرهما من الاهتمامات الا انه في الوقت ذاته أكد ان الديوانيه تختلف تماما فهي أفضل وتتمتع ببيئة هادئة تمكن كل روادها من التعبير عن آرائهم والاستماع الى التعليقات او الانتقادات او الاضافات للموضوع المطروح.
وعن زيارتهم لمجلس الامة وانطباعهم عقب حضورهم لاحدى الجلسات بيّن جورد انه لم يسبق له ان قام بزيارة الى البرلمان الأميركي وانه استمتع لدى زيارته قاعة عبدالله السالم الا انه كان مستاء ومستغربا لعدم استماع اعضاء المجلس لبعضهم البعض وللمناقشات التي تطرح من قبل نائب او آخر واكتفائهم بالسير حول الممرات قائلا: «لو كنت انا عضو مجلس الامة المتحدث لكنت افضل ان اجد من يستمع الي».
الدفاع عن حقوق المرأة
وبدورها بينت الطالبة في جامعة كولورادو باميلا ويليامسون ان ما تقوم به الجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية في مجال الدفاع عن حقوق المرأه هو امر مهم للغاية، مشيرة الى ان المرأة في الولايات المتحدة تواجه ذات المواضيع والحقوق الضائعة حيث مازالت تكافح من اجل تمثيلها في المجتمع والاعتراف بقدراتها.
وعن زيارتهم الى مجلس الامة قالت انه مكان مذهل وان ما أعجبها فيه هو القدرة على الحديث مع رئيس مجلس الوزراء وباقي القياديين والاعضاء بكل اريحية مما يضيف نقطه مهمة لمجال النظام السياسي في الكويت بعكس ما هو حاصل في الولايات المتحدة الأميركية حيث لا يمكن التحدث مباشرة وفقا للنظام السياسي مع القياديين سواء على مستوى ممثلي الولايات او الدوائر لدرجة انه في بعض الاحيان من الصعب التحدث اليهم ومقابلتهم واحدا تلو الآخر والحصول على المعلومات منهم، ناهيك عن الصعوبات التي يواجهها المواطنون في الولايات المتحدة في التجمع والحديث عن مواضيع «خارج الطيف»، مشيرة الى ان الديوانيات في الكويت تعد منفذا للتقابل وتبادل الحديث مع القياديين في الدولة، متمنية وجود اماكن مشابهة لها في الولايات المتحدة الأميركية قائله: «بالفعل سعدنا برؤيتنا مدى ارتباط الناس في الكويت بالنظام السياسي ومدى فخرهم به».
وتمنت ويليامسون لو ان الفرصة سمحت لهم بالالتقاء بإحدى عضوات مجلس الامة الا ان مجرد رؤية نساء الكويت عضوات في مجلس الامة يتفاعلن في القاعة كان امرا رائعا، قائلة: «لأننا بالفعل نتفهم نوعية الصراع الذي واجهته المرأة الكويتية في سبيل الوصول الى البرلمان والحصول على حقها السياسي وان رؤيتهن في المجلس هو التاريخ بعينه».