- فرحات: المسيح قدوة ومثال للبشرية ومصر ستظل بمساجدها وكنائسها ومسلميها ومسيحييها تقدم مثالاً سامياً وصورة رائعة للإخاء
- الوسيمي: المسلمون لا يكتمل إيمانهم إلا بالإيمان بالسيد المسيح وأمه العذراء البتول واحتفالنا بالميلاد احتفال بالوحدة الوطنية وحب مصر
أسامة أبوالسعود
بعث الرئيس المصري محمد حسني مبارك ببرقية تهنئة لأقباط مصر في الكويت والخارج بمناسبة عيد ميلاد السيد المسيح عيسى بن مريم عليه السلام.
وقال مبارك في البرقية التي تلاها نيابة عن سيادته سفير مصر لدى الكويت طاهر فرحات خلال قداس عيد الميلاد المجيد والذي اقيم مساء امس الاول بالكنيسة المصرية بحولي بحضور عدد من السفراء والديبلوماسيين وحشد من اقباط مصر في الكويت: «يسعدني ان ابعث اليكم بخالص التهاني بمناسبة الاحتفال بعيد الميلاد المجيد متمنيا لكم ولعائلاتكم المزيد من النجاح والتوفيق ولمصرنا الغالية دوام العزة والتقدم».
وألقى السفير فرحات كلمة هنأ فيها الاقباط وقال في بدايتها: انتهز هذه المناسبة الجليلة لاتوجه ـ من خلالكم ـ الى قداسة البابا شنودة الثالث بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقصية وجميع اقباط مصر العزيزة بصادق التهاني واطيب الامنيات وموفور الصحة.
وتابع السفير المصري «في هذا المقام اود ان اتقدم لكم بخالص الشكر لدعوتي وزملائي اعضاء السفارة بجميع مكاتبها الفنية، كي نشارككم الفرحة باستقبال عيد ميلاد المسيح عليه السلام، واتقدم لكم بأصدق مشاعر الحب والاخاء الذي يربط بين ابناء شعبنا الواحد ابناء مصر الكنانة».
واضاف: اليوم نحتفل بعيد ميلاد السيد المسيح الذي كان وسيظل قدوة ومثالا للبشرية عبر الزمان، لما اوحي اليه من رسالة محبة وسلام، نحن في اشد الحاجة اليها في عالمنا المعاصر وبصفة خاصة في منطقتنا مهد الحضارات والديانات السماوية، فعالمنا ـ بما يواجهه من تحديات ـ في امس الحاجة الى المبادئ السامية التي نادى بها السيد المسيح، من قيم المحبة والسلام والاخاء والتسامح والتعاون، حتى يستطيع التعامل مع وتجاوز هذه التحديات.
وشدد فرحات ان مصر ـ كانت ومازالت وستظل ـ بمساجدها وكنائسها، ومسلميها ومسيحييها، تقدم مثالا ساميا وصورة رائعة للتناغم والاخاء، ولعلكم تتفقون معي في ان هذا التلاحم كان السبب الرئيسي في سطوع شمس الحضارة من مصر منذ آلاف السنين، فلا فرق بين ابناء مصر، فالكل متكاتف ومتكامل داخل النسيج المصري من اجل رفعة وطننا واعلاء شأنه، ومصر دائما تفخر وتعتز بأبنائها الذين تشرف بهم في جميع ارجاء المعمورة.
وتابع قائلا: اسمحوا لي في هذه المناسبة بأن اتوجه نيابة عنكم بكل الشكر والتقدير والامتنان للكويت التي طالما فتحت ذراعيها للجميع بلا تفرقة او تمييز، ولاسيما من ابناء الجالية المصرية، واخص بالشكر صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد وسمو ولي عهده الامين الشيخ نواف الاحمد وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد والشعب الكويتي الشقيق لما يبدونه من رعاية واهتمام بالجالية المصرية على ارض الكويت الشقيقة، كما انتهز هذه الفرصة وزملائي اعضاء البعثة الديبلوماسية المصرية لتهنئتكم على ما تم انجازه من تقدم في بناء المقر الجديد للكنيسة المصرية بالكويت التي تعتبر بمنزلة منارة جديدة لكل من مصر والكويت معا، وانني واثق من ان هذا المبنى الجديد سيلعب ـ كما تعودنا دائما ـ دورا قويا في توثيق ودعم العلاقات الدينية والاجتماعية، والثقافية بين الشعبين والبلدين الشقيقين، ولا يفوتني في هذا المجال ان اعرب عن خالص تقديري واعتزازي بكم انتم ابناء الجالية المصرية على ارض الكويت، وان اشيد بأدائكم المتميز الذي يتشرف به وطنكم مصر وبدوركم البناء في دعم العلاقات على المستوى الشعبي بين البلدين الشقيقين، متمنيا لكم دوام التوفيق والنجاح.
عيد للمصريين
ومن جهته القى القنصل العام السفير صلاح الوسيمي كلمة قال فيها: يسعدني ويشرفني ان اكون بينكم اشارككم احتفالكم بالعام الجديد عام 2010، وعيد الميلاد المجيد، راجيا ان يكون عام خير وعطاء وسلام يعم العالم أجمع.
واكد الوسيمي ان ميلاد السيد المسيح هو عيد للمصريين كلهم مسيحيين ومسلمين، فالاخوة المسيحيون وهم يحتفلون بميلاد السيد المسيح عليه السلام، يشاركهم اخوانهم المسلمون الاحتفال فالمسلمون لا يكتمل ايمانهم الا بالايمان بالسيد المسيح عليه السلام وبأمه العذراء البتول، ومعجزاته البينات الخالدات، والانجيل الذي اتاه ربه، وقد قال الله تعالى في كتابه الكريم (آمن الرسول بما أنزل اليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين احد من رسله وقالوا سمعنا واطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير).
وتابع قائلا: ونحن نقرأ القرآن الكريم تطالعنا تلك السور التي تحمل اسماء آل عمران، المائدة، ومريم عليها السلام وتقص علينا احسن القصص في اخبارهم وتاريخهم.
واضاف الوسيمي: يمثل لنا احتفال عيد الميلاد المجيد علاوة على انه احتفال بالمحبة والسلام فهو كذلك احتفال بالوحدة الوطنية وحب مصر ويحضرني هنا قول قداسة البابا شنودة «مصر ليست وطنا نعيش فيه ولكنها وطن يعيش فينا» ولقد لمست تجسيدا حيا لمقولة قداسته بين ابناء مصر بالكويت مسيحيين ومسلمين وما يربطهم من اخوة وترابط وتكافل محل اعجاب الجميع، فحق لمصر التي «تعيش فينا» ونعيش معها ولها، ان تفخر بكم ابناء مصر في الكويت.
واردف القنصل العام: اهنئ اخواني الاقباط بالكويت ومصر بالعيد المجيد اعاده الله علينا جميعا بكل الخير والمحبة، ولا يفوتني في هذا المقام ان اذكر بكل الود والتقدير جميع الاخوة الاقباط الذين لاقوني منذ وصولي الكويت بكل الحب والمودة وعلى رأسهم الاب بيجول وما يمثله من نموذج رائع للانسان المصري الاصيل الذي يشرف وطنه اينما حل، راجين له ولزملائه الآباء الاجلاء دوام التوفيق في خدمة شعبنا المصري بالكويت.