أسامة أبو السعود
أعلن الوكيل المساعد لقطاع التخطيط والتطوير في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية إبراهيم الصالح انعقاد مؤتمر تطوير رأس المال الفكري والذي يبدأ انشطته في 18 الجاري برعاية سمو رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد.
وقال الصالح في تصريح صحافي امس إن الاهتمام برأس المال الفكري ضرورة حضارية تفرضها جميع التطورات العلمية والمعرفية والتكنولوجية التي يشهدها العالم، والتي تؤثر في جميع جوانب الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية والتربوية، كما أن التركيز علي هذا العنصر في مجتمعنا الإسلامي إنما هو نابع من الاهمية والمكانة التي منحها الله سبحانه وتعالى للإنسان في هذا الكون وبما منحه من القدرات العقلية التي يستطيع من خلالها إقامة حياة كريمة في ضوء النهج الإلهي.
واكد الصالح أن المؤتمر سيناقش العديد من المحاور والموضوعات التي تتطرق إلي كيفية إدارة المعرفة والإجراءات التي تساعد في الحصول عليها واختيارها وتنظيمها واستخدامها ونشرها، وتحويل المعلومات والخبرات والمهارات التي يمتلكها الأفراد إلى منظومة جماعية تمثل الأمة، حيث تكون الاساس الذي يبنى عليه الإبداع الفردي والجماعي اللازم لصنع التقدم في شتى مجالات الحياة.
وذكر الصالح أنه تم تحديد أربعة محاور سيناقشها المؤتمر:
المحور الأول: رأس المال الفكري وعلاقته بإدارة المعرفة ويتضمن عدة عناصر منها استعراض المفاهيم الأساسية لرأس المال الفكري وأهميته باعتباره أكثر الموجودات قيمة في القرن الحالي في ظل الاقتصاد المعرفي، ونظم قياسه التي أصبحت ابرز المؤشرات التي تعكس تطور الفكر الإداري.
أما العنصر الثاني: فيدور حول استراتيجيات نقل المعرفة والحفاظ على الأصول الفكرية، وهي تعني الأدوات والآليات التي يتم من خلالها نقل المعرفة وتوثيقها من الموارد البشرية بحيث تصبح مكتوبة ومقروءة ومطبقة ومتاحة لجميع الأفراد، فضلا عن توفير آليات للحفاظ على مصادر هذه المعرفة من خلال الدورات التدريبية أو التحفيز المادي والمعنوي أو نظام تشجيع الابتكار والإبداع في مجالات العمل المختلفة.
وعن المحور الثالث: ذكر انه يتعلق بربط إدارة المعرفة برأس المال الفكري لتحقيق التميز واستثمار معطياته وتطبيقها مباشرة لكسب الريادة والتفوق.
أما العنصر الرابع فيتعلق بإدارة المعرفة كمدخل لبناء مؤسسات المستقبل وتحديد النوعية التي تسهم في إحداث نقلة نوعية في كل مجالات العمل ومن ثم تحويل الأنشطة إلى إسهامات ايجابية تعمل على تطوير الكيان المؤسسي.
ثم تحدث الصالح عن المحور الثاني في المؤتمر فذكر أنه يتعلق بالإدارة العصرية لرأس المال الفكري ويحتوي على عدة بنود منها مراحل بناء وتصميم إستراتيجية الموارد البشرية كأحد روافد إستراتيجية المؤسسة ومواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين مثل تأثير التكنولوجيا وتوسع المجتمعات وارتفاع مستويات المعيشة.
كذلك ويتعلق هذا المحور بتخطيط الموارد البشرية فيركز على تحليل احتياجات المنظمة من معرفة ومهارة والاتجاهات المطلوبة منها وطرق تحسين قيمة المخزون البشري فيها.
كما يركز على تقييم العملية التدريبية كمدخل حديث في تقييم الاستثمار البشري. ويناقش البند الأخير مستقبل إدارة الموارد البشرية في ظل العولمة وضرورة تحقيق التكامل الداخلي والخارجي، ومصادر الحصول على الأفراد وسياسات التعيين واستقطاب قوة عمل ذات مهارات عالية المستوى وخبرات وقدرات منفردة.
واشار الى أن المحور الثالث: يناقش ثقافة المؤسسات ونشرها وما تتضمنه من مفاهيم وأعراف وقوانين تؤثر في سلوكيات العاملين، بالإضافة إلى تنمية الولاء المؤسسي للموارد البشرية ومدى اقتناع الأفراد بالدور الذي يقومون به والرغبة الأكيدة في البقاء في هذه المنظمة، كما يناقش دور التدريب في خلق هذا الولاء. اما المحور الرابع والأخير فقال الصالح انه يهتم بقياس العائد على الاستثمار في رأس المال الفكري، ويستعرض المداخل المستخدمة للقياس وكيفية تطبيق كل مدخل منها، ويناقش مجموعة المعايير التي تبين مدى جاهزية المؤسسة لتطبيق عملية العائد على الاستثمار، ومدي الرغبة في تحقيق الريادة، بالإضافة إلى عرض فوائد تطبيق قياس العائد على الاستثمار ومعوقات التطبيق ومتطلبات مواجهتها، وأخيرا دور المديرينفي تفعيل نتائج العملية التدريبية والارتقاء بمهاراتهم ليكونوا علي درجة عالية من الكفاءة والإلمام بالنواحي الفنية للعمل. واختتم الصالح تصريحه قائلا: إن المحافظة على رأس المال الفكري في أي مؤسسة له أهمية بالغة لأنه يشكل ثورة كبيرة في السعي نحو الإبداع والتجديد، وهي ميزة تنافسية بين مختلف المؤسسات، كما أن الحصول عليها يضع على عاتق تلك المؤسسات أعباء إضافية من خلال التدريب والاستقطاب والإنفاق مما يتطلب العمل للمحافظة عليها داخل المؤسسة.