أعلن رئيس جمعية الاصلاح الاجتماعي حمود الرومي عن اعتماد الجمعية حملة موسعة لجعل عام 2010 عام الاسرة في الكويت تحت شعار «أسرة مستقرة»، سيتم خلالها توظيف كل الانشطة ومناشط المؤسسات التابعة لجمعية الاصلاح بالتعاون مع جهات حكومية وجمعيات نفع عام ومؤسسات المجتمع المدني وبعض رجال الاعمال، وسيتم الكشف عنها خلال الايام المقبلة في مؤتمر صحافي موسع.
وقال الرومي: ان حملة «أسرة مستقرة» تسعى لتعزيز جملة من القيم والمفاهيم المجتمعية لدعم استقرار الاسرة الكويتية التي تعتبر نواة الانجاز والتنمية الشاملة والهدف الاساسي لجميع الخطط، لأن سلامتها من سلامة المجتمع والوطن، والعمل نحو العودة لحضانة الاسرة وذلك بالعمل على تجميع الجهود نحو نشر ثقافة التربية والتأهيل لأفراد الاسرة الكويتية بتوضيح الادوار وخلق آليات تحقيقها لمواجهة التحديات المعاصرة والمستقبلية.
وحول دواعي تبني «الاصلاح» لتلك الحملة، اشار الرومي الى ان الاسرة في الكويت تعيش تحديات الهوية والاغتراب الاسري وضمور الوعي بالحقوق الواجبة تجاه مكوناتها «الاسرة» الى حد التلاشي احيانا، مشيرا الى ان لجنة التوعية الاجتماعية بالاصلاح قامت بالاطلاع على العديد من الدراسات حول واقع الاسرة الكويتية، حيث اكدت ان الاسرة الكويتية تتعرض لصعوبات تعترض استقرارها وتهدد ادوارها المستقبلية نحو بناء الوطن، ومن ثم ارتأت الاصلاح ان الاسهام بتعزيز استقرار الاسرة الكويتية الذي ينعكس حتما على بناء المجتمع ونمائه.
واكد الرومي ان الواقع الاجتماعي للاسرة يتطلب وقفة جادة من جميع مؤسسات الدولة لتأثير ذلك الواقع على استقرار الاسرة الكويتية التي باتت مهددة بفعل حالة «الاغتراب الاسري»، بجانب الغياب اللافت لبعض الآباء والامهات عن البيوت، وشيوع ظواهر سلبية كالتدخين والجنوس والبويات وارتفاع معدلات المخدرات، بجانب الخلل في ميزانية الاسرة التي أدت لدخول 85% في دائرة الاقتراض وما ينتج عنها من ارباكات في الحالة الاقتصادية وانعكاساتها الاجتماعية.
وأوضح الرومي ان باب المشاركة في تلك الحملة المجتمعية مفتوح للجميع وفق استراتيجية التواصل الاجتماعي التي تعتمدها جمعية الاصلاح والعمل على تفعيل دور المؤسسات والهيئات ومنظمات المجتمع المدني في العمل على تفعيل مناشطها وأدوارها لتعزيز استقرار الاسرة بتصحيح مسارها والحفاظ عليها من الاخطار التي تهدد عناصرها، وذلك من خلال تقديم نماذج أسرية ناجحة وابرازها للمجتمع لتكون رموزا تدفع نحو المزيد من التكامل والتماسك الاسري، ومواجهة الانحرافات التي يكون التفكك الاسري العامل الحاسم فيها، وتعميق مفهوم الاسرة وأهميتها وفقا للرؤية الشرعية.
وأشار الرومي الى ان برامج وانشطة الحملة ستشمل جميع مناطق الكويت وستتضمن انشطة ثقافية وورش عمل وبرامج تدريبية حول أسس تكوين الاسرة السليمة، وبيان الوظائف والادوار داخل الاسرة الملامح وآليات تفعيل الاستقرار، وكيفية تعميق العلاقات الاسرية لمواجهة مشكلة الاغتراب الاسري وانحرافات الابناء من خلال وسائل علمية متخصصة بإشراف تربوي، وتعميق بعض المفاهيم التي قد تغيب عن البعض مثل حق الابناء على الآباء وحق الآباء على الابناء، وكيفية التعامل مع المراهقين.
ودعا الرومي في ختام تصريحه الجهات والمؤسسات الاهلية والرسمية والجمعيات الاهلية والخيرية ووزارات الشؤون الاجتماعية والعمل والاوقاف والتربية والتعليم والاعلام للمساهمة في إنجاح حملة «أسرة مستقرة»، والتي تستمر طوال العام 2010، وتختتم أنشطتها بصياغة وثيقة «الاسرة المستقرة» ودعوة الاسر لاتخاذها منهجا في علاقتها وأساسا لاستقرارها مع مختلف مكوناتها.