بشرى شعبان
أكد وزير الشؤون الاجتماعية والعمل د. محمد العفاسي التعاون المشترك بين الحكومة ومجلس الأمة وقال في تصريح صحافي خلال افتتاح مؤتمر «الأسرة والعولمة – فرص وتحديات» ممثلا سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد انني لا أرى أي تصعيد بين السلطتين ولكن هناك أولويات لكل منهما فالحكومة لديها أولوياتها والمجلس لديه أولوياته، ونحن نسعى الى التوفيق بينهما لما فيه صالح البلد.
وفيما يخص قطاع العمل قال ان إقرار قانون العمل كان حلما والحمد لله قد تحقق وهو كفيل بمعالجة جميع القضايا والمشاكل التي كان يعاني منها سوق العمل خلال الفترة الماضية، وهو يكفل تنظيم العلاقة بين أصحاب الأعمال والعمال وفق أسس جديدة، كما انه يتضمن إنشاء هيئة مستقلة لقطاع العمل بجميع إداراته لها مديرها العام وهي ستشكل نقلة نوعية في علاقات سوق العمل.
وحول تأخر بعض الشركات في تسديد رواتب عمالتها قال العفاسي صحيح ان هناك بعض الشركات تتأخر في تسديد رواتب عمالتها الا اننا في الوزارة عالجنا الموضوع وحاليا أعطينا أوامر بأن يتم استقطاع رواتب العمالة من المؤسسات الحكومية قبل ان يتم صرفها الى الشركات وبذلك نكون قد قضينا على أساس المشكلة، علما ان الوزارة منذ فترة لم تتلق أي شكوى عمالية بشأن تأخير الرواتب هذا واعتبر العفاسي في كلمة ألقاها ان الأسرة هي اللبنة الأولى والركيزة الأساسية التي يبنى عليها المجتمع، وان الواجب يدعونا الى تكثيف العمل الاجتماعي وبذل الجهود الإيجابية المشتركة عبر المؤسسات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية لدعم مشروعات التنمية الأسرية. وأضاف، وبما ان الأسرة تضطلع بمسؤولية التربية والتكوين والتثقيف فإنه ينبغي ان توفر لها الحماية من المجتمع والدولة على حد سواء، لافتا الى ان الإسلام اهتم بالأسرة أيما اهتمام، لافتا الى ان الدستور الكويتي نص في مادته التاسعة على ان الأسرة أساس المجتمع قوامها الدين والأخلاق وحب الوطن يحفظ القانون كيانها ويقوي أواصرها ويحمي في ظلها الأمومة والطفولة.
ودعا العفاسي الوفود المشاركة الى ضرورة إدراك المخاطر والدعوات التي تتبناها بعض الجهات الخارجية المشبوهة التي تدعو الى تقويض دعائم الأسرة من خلال التنفير من الزواج وسلب ولاية الآباء عن الأبناء وإلغاء قوامة الرجل عن المرأة، وضرورة التمسك بثوابتنا وقيمنا العربية والإسلامية الأصيلة. وبين ان الكويت تولي للأسرة اهتماما خاصا من خلال ما تقدمه من دعم ومساعدات في جميع الأوقات بهدف التيسير عليها واتاحة المجال لها لرعاية أبنائها على نهج سليم، مشيدا بالجهود الأصيلة والمخلصة التي تبذلها بعض الأقطار العربية في مجال التنمية الأسرية ولعل من المفيد في هذا المؤتمر الهام الذي يأتي في هذه المرحلة الزمنية من مراحل نهضة أمتنا العربية، ان نقوم بمراجعة هذه الجهود والتشديد على مواطن القوة والنجاح واستبعاد مواطن الخلل والضعف والإخفاق، ولابد في هذا السياق من ابراز عوامل تحقيق التنمية الأسرية الناجحة لتفعيل هذه العوامل وتقويتها في سبيل تحقيق تنمية أسرية متوازنة.
ومن جانبها قالت مديرة ادارة تنمية المجتمع في وزارة الشؤون الاجتماعية شيخة العدواني اننا في الادارة آلينا على أنفسنا ان نولي جل اهتمامنا ورعايتنا للأسرة وذلك بدعم ترابطها وتعزيز علاقاتها والحفاظ عليها لأنها كيان المجتمع وعنوان وحدته، وبالرغم مما تتعرض له الأسرة من تحديات قد تنال أحيانا من مكانتها وتنتقص من قيمتها.
كلمة اللجنة المنظمة
واضافت: لقد أدركنا دور الأسرة ووظيفتها فهي المحضن الأول لتحقيق الإشباع الفطري للحاجات الجسدية والعاطفية، وهي التي تلبي المطالب الروحية وتعزز الأمان النفسي وتساعد على بث الطمأنينة وتبقى الأسرة مؤسسة للتدريب الأولي على تحمل المسؤوليات وابراز الطاقات ومصدرا لخلق أجيال ناضجة وواعية تنهض بنفسها نحو بناء مجتمع متكامل. وأوضح ان المؤتمر سيناقش من خلال الأوراق المقدمة التغيرات الاقتصادية والأنماط الاستهلاكية وأثرها على استقرار الأسرة والتأثيرات الثقافية العابرة للقارات ومدى انعكاسها على تحولات الأسرة، كما سيتم بحث فرص وتحديات الفضائيات والإعلام وما هي الصور الذهنية التي باتت تكونها وتنعكس على بيئة الأسرة وسيكون للتشريعات والقوانين جانب من جلسات المؤتمر، متمنية ان يخلص المؤتمر الى توصيات عملية يتم نشرها ومتابعتها لدى جهات الاختصاص في الكويت ودول مجلس التعاون الخليجي. ومن جانبها أشارت النائبة د.سلوى الجسار الى ان البعض يعيد عدم الترابط الأسري الى العولمة والتكنولوجيا أو الإعلام في حين ان المعول الأساسي هو قيام وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل بتبني مشروع وطني لتأكيد مفهوم الأسرة والقيمة الاجتماعية والحضارية خاصة اننا في مجتمع إسلامي محافظ.
وأضافت البعض يكيل الاتهامات الى الأسرة في حين انها ليست في قفص الاتهام وحدها فهي لا تعيش في معزل عما يحيط بها بل تحتاج الى برامج توعية ووقاية في ظل حالة الخلل في ثقافة الأجيال.
وشددت الجسار على ان المجتمع مقبل على كارثة ما لم يكن هناك مشروع وطني متكامل ينطلق من مجلس الوزراء وتتبناه وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل لافتة الى عدم وجود برامج متكاملة سواء على مستوى الأسر أو مؤسسات المجتمع المدني أو حتى وسائل الإعلام مما أوجد العديد من المشاكل داخل المجتمع. وفي نهاية حفل الافتتاح تم تكريم كل من راعي الحفل سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد ووزير الشؤون د.محمد العفاسي ووكيل وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل محمد الكندري والوكيل المساعد للشؤون المالية والادارية والوكيل المساعد للتنمية الاجتماعية بالإنابة أحمد الصواغ والوكيل المساعد لقطاع العمل منصور المنصور، ثم انطلقت أعمال الجلس`ات التي تقام لمدة 3 أيام على فترتين صباحية ومسائية.