دعت جمعية بيئية امس الى سن وتشريع قانون لتنظيم الرعي في البيئة البرية الكويتية بحيث يراعي الجوانب البيئية بما فيها مصلحة الأرض والحيوان والانسان.
وقال رئيس جمعية الطيور الكويتية م.عبدالرحمن السرحان لـ «كونا» ان البيئة البرية الكويتية تعاني من تدمير يتمثل بقطع النباتات والرعي الجائر وتغيير المعالم الطبيعية لأرضنا «ولا نزال نتأخر يوما بعد يوم في حماية هذه البيئة ان لم تسن المؤسسة التشريعية القوانين اللازمة والمناسبة لحمايتها».
وأوضح ان هناك فئة استغلت ضعف القوانين والمراقبة فدأبت اخيرا على قلع النباتات من البيئة البرية من جذورها بواسطة آلات الحفر وبيعها في سوق العلف والبعض يسقط اشجار التحريج من اجل ان يجمع أغصانها علفا لحيواناته «وهذه الممارسات السلبية مشاهدة وموجودة لكن يجب أن تتوقف».
وضرب مثالا في المنطقة المسموح بها للرعي وهي شمال طريق السالمي من الجهراء حتى مركز حدود السالمي وايضا غرب طريق العبدلي من الجهراء لمركز حدود العبدلي قائلا انها «تتعرض لرعي جائر من غير حسيب ولا رقيب طوال العام والآن بعد سقوط الامطار يتزايد عدد جواخير الأغنام والابل فيها التي تنتظر بدورها بزوغ النباتات لتنال منها قبل ان تكبر ويحين وقت رعيها».
وقال السرحان ان النباتات الدائمة (الاشجار) انتهت من البراري «ولم يبق منه الا القليل في المحميات كما ان هذا القليل الباقي يتعرض للخلع من جذوره لإطعام الحيوانات وهذا الفعل يدل على عدم معرفة بأهمية المصلحة العامة فتنظيم الرعي هو من مصلحة الجميع وترك الحبل على الغارب مهلكة للأرض والحيوان والانسان».
ورأى ان الحل يتم بسن قانون للرعي بحيث ينص على تنظيم الرعي وذلك بوقفه لمدة محددة كافية لتنمو النباتات الى مستوى محدد ثم يسمح بالرعي لمدة وعدد محددين مسبقا أي ان الرعي يكون بتصريح وبعدد محدد من الحيوانات ووقت محدد حسب تحمل الأرض وهذا من شأنه ان يعود بالنفع العام على الحيوان والانسان والارض وما عليها من كائنات حية.
وأضاف ان في باقي أوقات السنة تحبس الحيوانات في الجواخير ولا تبقى في البر ترعى كل شيء ولو طبق هذا الأمر قبل 50 سنة لأصبح الحال افضل، مشيرا الى ان هذا النظام معمول به في الدول المتقدمة.
وقال السرحان ان من المقترحات لهذا القانون ان يمنع الرعي في الأرض المجهدة لسنة او اكثر حتى تعود لحالها الطبيعي وهذه الأماكن والمراعي عموما يجب ان تمنع السيارات من الدخول اليها لما لها من سلبيات كثيرة فتفكك التربة بسبب مرور السيارات يضعفها ويقلل من حيويتها وخصوبتها. وأكد اهمية التوعية في هذا الشأن، مضيفا انه يجب ان تكون هناك نظرة مستقبلية للبيئة في الكويت يتطرق لها برنامج تلفزيوني واذاعي وكذلك القاء المحاضرات والتوعية عن طريق طبع المطويات والوسائل وتوزيعها في الاماكن العامة ومدارس وزارة التربية والتعليم العالي وكذلك استخدام تلفزيون الدولة الرسمي للتحذير من مخالفة قانون الرعي والتوعية به بشكل عام.
ودعا الى التوسع في انشاء المحميات الطبيعية والاكثار منها فهي تساعد في الحفاظ على الكائنات الحية الباقية في بيئتنا فهي تراث نورثه للأجيال القادمة ونحمي الأرض ومن عليها فتعود الكائنات الحية تعيش بها بأمان مع ملاحظة ان تتبع المحميات هيئة رسمية واحدة لها نظام موحد لادارتها وهذه المحميات ستكون مفيدة للجميع فلا مانع من ان يدخلها الناس للتجول والتمتع بطبيعتها وجوها بحيث يدخلونها راجلين ولا يتركون بها شيئا مما ادخلوه بها ولا يبيتون بها ومن ضمنهم المهتمون بالرصد البيئي.