يصل الى البلاد اليوم الرئيس د.دانيلو توريك رئيس جمهورية سلو?ينيا الصديقة والوفد الرسمي المرافق له في زيارة رسمية تستغرق يومين يجري خلالها مباحثات رسمية مع صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد.
وقال الرئيس السلو?يني د.دانيلو توريك ان العلاقات القائمة بين بلاده والكويت حققت وعلى مر السنين تطورا ملموسا في مختلف المجالات.
واضاف الرئيس السلو?يني، في لقاء مع «كونا»، ان البلدين وضعا اسسا لعلاقات جيدة منذ ان اصبحت بلاده دولة مستقلة عن يوغوسلا?يا السابق. وبين ان زيارته على رأس وفد رفيع تعكس مدى الاهمية التي توليها سلو?ينيا لتعزيز التعاون مع الكويت كما انها تشكل فرصة مناسبة لتعزيز العلاقات الثنائية.
وقال الرئيس السلو?يني الذي يقوم بجولة خليجية تشمل كلا من قطر والكويت ان هناك هدفين رئيسيين من وراء زيارته للكويت الاول تطوير التعاون الثنائي والآخر تعزيز الحوار السياسي.
واضاف انه سيناقش خلال زيارته مع كبار المسؤولين الكويتيين جملة من القضايا ذات الاهتمام المشترك الى جانب حرصه على معرفة وجهات نظر الكويت بشأن القضايا السياسية المختلفة في منطقة الشرق الاوسط.
وذكر انه سيطلع المسؤولين في الكويت على الوضع في اوروبا، خاصة فيما يتعلق باقامة المؤسسات الاوروبية الجديدة المنصوص عليها في معاهدة لشبونة مضيفا ان هناك قضايا سياسية متنوعة سيناقشها في الكويت بما فيها ضرورة تعزيز التعاون الاقتصادي وغيره بين البلدين. وحول التعاون الاقتصادي، قال ان الجانب السلو?يني يقدر عاليا ما تقوم به غرفة التجارة والصناعة في الكويت فيما يتعلق بتطوير مستوى هذه العلاقات.
واشار الرئيس السلو?يني الى وجود الكثير من الامكانات التي هي في حاجة الى المزيد من التطوير خاصة في المجالات السياحية والمالية والخدمات والصحة.
وردا على سؤال حول ما يمكن ان تساهم به سلو?ينيا في مجال التعاون الاقتصادي والتجارة مع الدول العربية بشكل عام والدول الخليجية بشكل خاص، قال الرئيس د.توريك «ان العالم يقترب من نقطة تلتقي فيها استراتيجيات الخروج من الانكماش الحالي ما يحتم علينا التفكير في اشكال جديدة للتعاون الاقتصادي وخاصة التعاون في مجال الاستثمار الذي يمكن ان نطوره بشكل اوسع، فضلا عن مجالات تطوير الطاقة في المستقبل».
وقال ان بلاده باتت مركزا يستضيف وكالة اوروبية جديدة لتنظيم الطاقة (ايسر)، مبديا تطلعه الى تبادل الآراء حول هذا الموضوع مع المسؤولين في الكويت حول مستقبل الطاقة على المستوى العالمي.
وتابع ان الاتحاد الاوروبي سيصوغ سياسته حول هذه القضايا بدقة وسيولي عناية خاصة لآراء شركائنا الاساسيين بما فيهم الدول الخليجية.
وحول فرص امكانية تعزيز العلاقات مع العالمين العربي والاسلامي بما فيها الدول الخليجية في مجالات الاستثمار والسياحة والتأشيرات والرسوم وغيرها، قال الرئيس السلو?يني «بكل تأكيد هناك أشياء يمكن ان نسرع في انجازها مثل الاستثمارات التي يمكن ان نوسعها بالنظر الى الامكانات المتاحة حاليا في ضوء الخروج من الازمة المالية العالمية».
ودعا الى ضرورة تعزيز السياحة بين البلدين واجراء اصلاحات على نظام منح التأشيرة.
وفيما يتعلق ببرامج زيارته للمنطقة العربية، ذكر الرئيس د.توريك ان جولته الخليجية الحالية ستشمل قطر بالاضافة الى الكويت، لافتا الى انه زار مؤخرا الاردن ويعتزم زيارة بلاد اخرى في المنطقة، مذكرا في الوقت ذاته بأن رئيس الوزراء السلو?يني زار بدوره مصر قبل فترة بعد الزيارة التي قام بها الرئيس المصري حسني مبارك الى سلو?ينيا في شهر نوفمبر الماضي.
وقال ان مثل هذه الزيارات الى العالم العربي تعد دليلا على اننا جادون في تطوير العلاقات الثنائية وغيرها من علاقات التعاون مع العديد من الدول في العالم العربي ونتطلع الى تحقيق المزيد من هذا التعاون.
وحول الوضع في منطقة الشرق الاوسط والجهود التي يمكن ان تبذلها بلاده في عملية السلام قال ان بلاده كعضو فعال في الاتحاد الاوروبي تؤيد بقوة حل الدولتين الفلسطينية والاسرائيلية على اساس حدود عام 1967 وتطالب بضرورة تجميد بناء المستوطنات في الاراضي المحتلة في الضفة الغربية لكي تتمكن عملية السلام من الاستئناف قريبا.
واعرب عن اعتقاده بأن استئناف المحادثات بين الفلسطينيين والاسرائيليين مرهون بشكل كبير بمسألة تجميد الاستيطان، مشددا على انه لهذا السبب تؤكد بلاده وباقي دول الاتحاد الاوروبي ضرورة تنفيذ هذا التجميد.
وحول التعاون بين سلو?ينيا والدول العربية في مجال الحرب على الارهاب، قال د.توريك ان سلو?ينيا تنسق كل تحركاتها في هذا المجال على نطاق الاتحاد الاوروبي الذي له برنامج متطور جدا في نطاقي العدالة والامن وغيرهما من النشاطات المشابهة.
واضاف «اعتقد اننا في هذا المجال في حاجة الى تعاون اوسع فيما يتعلق بتبادل المعلومات والتعاون بين مختلف الاجهزة الامنية لانجاح الاجراءات الوقائية».
وعن واقع ومستقبل الاقليات المسلمة التي تعيش في سلو?ينيا قال الرئيس السلو?يني انه توجد اقلية مسلمة في بلاده تنحدر بشكل خاص من البوسنة والهرسك وهي مندمجة بشكل جيد في النسيج الاجتماعي السلو?يني، معربا عن الامل بأن تواصل الجالية الاسلامية مساهمتها البناءة في التنمية الشاملة الثقافية والاجتماعية والاقتصادية لسلو?ينيا.
وكانت الكويت من اوائل الدول العربية التي اعترفت بجمهورية سلو?ينيا في يونيو 1992 ايمانا منها بحق الشعوب في تقرير مصيرها وانطلاقا من ميثاق الامم المتحدة وسعيا لبناء علاقات التعاون مع سلو?ينيا التي اعلنت استقلالها عن يوغسلافيا السابقة في يونيو عام 1991.
وترتبط الكويت مع سلو?ينيا منذ عام 1998 باتفاقية للتعاون في مجال الخدمات الصحية تتضمن جلب زوار من مختلف التخصصات الطبية التي تحتاج اليها الكويت من سلو?ينيا وخاصة جراحة الاعصاب والعناية المركزة للاطفال والطب الطبيعي وجراحة التجميل اضافة الى ارسال طلبة كويتيين لدراسة الطب واطباء لاستكمال دراساتهم الطبية العليا ومرضى كويتيين لعلاجهم هناك. كما وقع البلدان في عام 2006 اتفاقية لانشاء لجنة عليا مشتركة بينهما اضافة الى مذكرة تفاهم بين وزارتي خارجيتي البلدين بشأن المشاورات الثنائية كما قدمت الكويت تبرعا بقيمة مليون يورو لانشاء الجامعة الاورومتوسطية ومقرها سلو?ينيا والتي تعد خطوة مهمة في مجال تفعيل الحوار بين مجموعة الدول الاوروبية والمتوسطية المطلة على البحر المتوسط.