بشرى الزين
أوضح السفير الأميركي الاسبق ادوارد غنيم ان الولايات المتحدة لا تفرض «ديموقراطية» على أي دولة.
وأضاف غنيم في محاضرة «حول معرفة أكبر بالشرق الاوسط» أقيمت مساء أول من أمس في جمعية الخريجين ان بلاده تتطلع ودول الخليج الى تحقيق الاستقرار للعراق ولا تريد خلق مزيد من المشاكل، مؤكدا قناعته ان الرئيس جورج بوش يعمل على ارساء مبادئ الديموقراطية والتنمية في المنطقة.
واذ أشار السفير الاميركي الى انه لا يدرك الطريقة التي تسعى الولايات المتحدة الى الخروج بها من العراق، الا انه أوضح ان أي انسحاب أميركي من هذا البلد سينتهي عند الحدود الكويتية ـ العراقية، مذكرا ان الاهتمام الاميركي بمنطقة الخليج نابع من أهميتها الاستراتيجية لدى الولايات المتحدة.
وأشار الى ان النصر الذي حققته الولايات المتحدة ابان حرب تحرير الكويت أعطى قيمة اضافية ودفعة قوية للرئيس الاميركي ولبلاده التي حققت تخوفا باعتبارها قوة عظمى مذكرا بأن التطورات الاخيرة التي مرت بها المنطقة منذ بداية سبعينيات القرن الماضي دفعت بها الى وضع غير مستقر نتيجة الحروب التي عاشتها كالحرب العراقية ـ الايرانية وغزو الكويت ما كان له الاثر السلبي على قضاياها السياسية والاقتصادية. وقال غنيم: على الرغم من أنني شغلت مناصب حكومية، الا أنه يمكنني معارضة كثير من سياسات الادارة الاميركية التي وقعت في أخطاء نتيجة حسابات خاطئة.
وأضاف: على الرغم من كون الولايات المتحدة قوة عظمى قادرة على انجاز أي شيء، لا يمكن لأحد حتى بدايته، الا اننا لا نريد ارسال شبابنا الى الرمال والرماد والى مناطق لها عادات وتقاليد ولغة ودين مختلف لا يفهمه هؤلاء ولا يستطيعون فهم تلك الشعوب.
لافتا إلى ان الكثير من الطلبة العرب الذين يلتقيهم لديهم انطباع سيئ عن الديموقراطية. ويعتبرونها مفهوما يريد فصل الدين الاسلامي عن حياتهم مستطردا ان هذه الرؤية غير صحيحة.
واضاف ان سوء الاوضاع الامنية في العراق يشكل أزمة اساسية، مبينا ان ذلك يكمن في دعم وجود حكومة قادرة على الامساك بزمام الأمور والسيطرة على الميليشيات الارهابية التي تعبث بأمن العراق.
وذكر ان تدخل الولايات المتحدة في ازمات الشرق الاوسط ارتبط بتحرير الكويت وبأهمية منطقة الخليج الجيوسياسية ونتيجة لعدم الاطاحة برئيس النظام العراقي البائد بعد تحرير الكويت، موضحا ان اهتمام الولايات المتحدة بالمنطقة نابع من محاولة ايجاد توازن للقوى ومعادلة لضمان الاستقرار فيها.
ومن جانبه قال عميد جامعة جورج تاون د.مايكل براون ان زيارته الى الكويت تهدف الى التعريف ببرنامج «ماجستير دراسات الشرق الاوسط» وتأهل الاجيال المقبلة واشراكها في صنع القرار من خلال البحث في الشؤون الدولية والمتعلقة بالشرق الأوسط، مشيرا الى ان هذا البرنامج سيفتح المجال امام الطلبة في جامعة جورج واشنطن وغيرها للتعرف على تاريخ وعادات شعوب الشرق الأوسط مبينا ان الطالب بعد تخرجه سيلتحق بوظيفة حكومية أو غيرها تمكنه من رسم سياسات البلاد من خلال المعرفة العامة بالأمور الحيوية في هذه المنطقة.
وذكر براون بالتحديات الكبرى التي تواجه العالم خلال الـ 50 سنة المقبلة خاصة ان عدد السكان في ازدياد ما يخلق مشاكل وأزمات ترتبط بالسكن والرعاية الصحية وتأمين موارد التغذية، لافتا الى ان المشاكل العرقية والصراعات الطائفية والمذهبية يمكن تجاوزها عبر تثقيف الاجيال بشكل سليم.
وقال براون ان سياسة الولايات المتحدة في المنطقة تغيرت من قبل الادارة الحالية وذلك باعتراف الرئيس جورج بوش بضرورة حل الازمات بشكل غير معقد خاصة المتعلقة بالازمة العراقية والملف النووي الايراني والكوري الشمالي. ومن جهته، أوضح استاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة جورج تاون د.ناثان بروان ان الاهتمام بمنطقة الشرق الأوسط ازداد بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر ومهاجمة الولايات المتحدة على أراضيها مبينا ان سياسة الادارة الأميركية تغيرت عن العام 2002 الى العام 2006 التي اخفقت في كثير من القضايا الدولية، مشيرا الى انه على الرغم من بطئها اليوم الا انها شهدت تغييرا كبيرا، موضحا ان اغلب المشاكل التي تواجهها منطقة الشرق الأوسط ترتبط بعدم القدرة على الحوار لحل القضايا محل النزاع، مشيرا الى انه لا يعتقد ان تكون هناك تسوية للملفات العالقة خلال السنوات المقبلة.