الجدار الفولاذي غصة في الحلق وشيء مؤلم لأبناء شعبنا حتى أجد أن المصريين الذين ألقاهم في أماكن عديدة أحس بالاعتذار على ألسنتهم وفي عيونهم لأن الشعب المصري دائماً يحتضن القضية الفلسطينية
الحدود بين إسرائيل وسيناء هي أكثر من 260 كيلومتراً والخطر يأتي من هذه الحدود وليس من 14 كيلومترا فقط بين غزة ومصر
مــسـتعد للقاء مع محمود عـبـاس في أي مكـان وزمـان فـالـخـلافات نعالجها بالحوار والتفاهم وليس بالـقطـيـعة
الخطر الذي سيأتي إلى مصر لن يأتي من أهل غزة بل من الإسرائيليين فرغم «كامب ديفيد» الذي أدخل البذور الفاسدة للزراعة المصرية والذي أدخل المخدرات إلى مصر هو الإسرائيليون
الرواية السائدة أنه لم تطلق نار من الطرف الفلسطيني والرواية التي سمعتها منهم أن هذا الجندي سقط خطأ
حماس حركة فلسطينية عربية وإسلامية منتمية لأمتها وفي خدمتها وليست في حضن ولا جيب أحد ولا ورقة بيد أحد
لا نفرق بين الدم الفلسطيني والدم المصري والدم العربي كله عزيز علينا وينبغي ألا يراق إلا في وجه العدو
أسامة أبوالسعود
دعا رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل وزير الخارجية المصري احمد أبوالغيط لكشف ما لديه من اسماء متورطة في قتل الجندي المصري احمد شعبان الذي استشهد برصاص على الحدود بين مصر وغزة قبل ايام. وقال مشعل في لقاء مطول مع «الأنباء» على هامش زيارته للكويت أمس «الرواية في غزة ان اطلاق الرصاص جاء من الناحية المصرية وليس من غزة»، مضيفا في الوقت ذاته «هذا الجندي المصري روحه ودمه عزيزة علينا كدم الفلسطيني، ونحن لا نفرق بين الدم الفلسطيني والدم المصري والدم العربي كله عزيز علينا، وينبغي الا يراق الا في وجه العدو فقط ونحن متألمون لسقوط هذا الجندي». وأعلن مشعل انه على استعداد للقاء رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في اي زمان ومكان، مؤكدا انه لا توجد مشكلة بين مصر وحماس ووصف الجدار الفولاذي بانه غصة في الحلق وشيء مؤلم لابناء شعبنا متسائلا: هناك اسوار فولاذية فوق الارض او في باطن الارض، هذا نمط غير موجود وشدد على ان الحدود محترمة بين الدول ونحن نحترم حدود مصر وحدود جميع الدول العربية، ولكن هذا لا يتحقق ببناء الجدار. وقال مشعل لمن يتهمون الفلسطينيين بنقل المخدرات والسلاح عبر الانفاق «رغم كامب ديفيد من الذي ادخل البذور الفاسدة للزراعة المصرية ومن الذي ادخل المخدرات والعملة المزيفة الى مصر، انهم عدونا جميعا الاسرائيليون». وأعلن مشعل عن استعداده لزيارة مصر فورا اذا رحب به الاخوة في مصر فسيكون هناك في لحظة حماس حركة فلسطينية عربية واسلامية منتمية لأمتها وتخدم امتها وليست في حضن ولا جيب احد ولا ورقة بيد احد. وأكد ان للكويت مكانة خاصة عندنا بحكم تاريخ هذا البلد ودوره في دعم القضية الفلسطينية ونحن حريصون على التواصل مع صاحب السمو الأمير والمسؤولين الكويتيين في كل ما يهم الشأن الفلسطيني والعربي. وفيما يتعلق بالمصالحة الفلسطينية والدور الكويتي في هذا الاطار قال «هذا ـ بلاشك ـ هم يشغل الفلسطينيين والعرب جميعا، خاصة ان حالة الانقسام عمليا هي حالة غير طبيعية وحالة استثناء تضعفنا ويستغلها العدو، ولذلك فنحن حريصون على ان يكون هناك تطور ايجابي باتجاه المصالحة، ومـا سمـعناه من صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد كان ايجابيا وحرصا كبيرا على ضرورة اتمام المصالحة بأسرع ما يمكن، وهذا كله في سياق الدفع باتجاه المصالحة وتعزيزا للجهد المصري في رعاية المصالحة وليس بديلا عن الجهد المـصري، وكـل الـدول العـربيـة حريصة على ان تسهم ايجابا في دفع المصالحة لانجاحها وانجاح الجهود المصرية بشأنها.
نبدأ من زيارتكم الحالية للكويت، وهل هناك وساطة كويتية لحلحلة الوضع الفلسطيني خاصة ان زيارتكم تأتي بعد ايام من زيارة محمود عباس للكويت؟
نحن سعداء بوجودنا وهذه الزيارة تأتي في سياق جولتنا العربية والاسلامية والدولية للتشاور والتواصل مع هذه الدول والعواصم حول الهم الفلسطيني وتطورات الصراع العربي ـ الاسرائيلي وايضا الهم الفلسطيني الداخلي موضوع المصالحة ووضع الناس في صورة كل هذه المستجدات.
والكويت لها مكانة خاصة عندنا بحكم تاريخ هذا البلد ودوره في دعم القضية الفلسطينية ونحن حريصون على التواصل مع صاحب السمو الأمير والمسؤولين الكويتيين في كل ما يهم الشأن الفلسطيني والعربي.
وفيما يتعلق بالمصالحة الفلسطينية فهذا ـ بلاشك ـ هم يشغل الفلسطينيين والعرب جميعا، خاصة ان حالة الانقسام عمليا هي حالة غير طبيعية وحالة استثناء تضعفنا ويستغلها العدو، ولذلك فنحن حريصون على ان يكون هناك تطور ايجابي باتجاه المصالحة.
وما سمعناه من صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد كان ايجابيا وحرصا كبيرا على ضرورة اتمام المصالحة بأسرع ما يمكن، وهذا كله في سياق الدفع باتجاه المصالحة وتعزيزا للجهد المصري في رعاية المصالحة وليس بديلا عن الجهد المصري.
وكل الدول العربية حريصة ان تسهم ايجابا في دفع المصالحة لانجاحها وانجاح الجهود المصرية بشأنها.
الوساطة المصرية
ولكن ما يثار بأنكم أفشلتم جهود الوساطة المصرية وأنكم ضربتم بها عرض الحائط وان حماس هي السبب المعرقل للمصالحة الفلسطينية ـ الفلسطينية بم تردون على ذلك؟
هذا استنتاج ظالم ومخالف للحقيقية، فنحن تجاوبنا مع الجهود المصرية منذ ما قبل حرب غزة وما بعد حرب غزة، والاخوة في مصر يعلمون المرونة والايجابية الكبيرة التي تحركت بها حماس تجاه المصالحة، لكن الذي جرى ان الورقة المصرية النهائية كان لدينا ملاحظات عليها، وهي ليست ملاحظات مستجدة وانما هي تدقيق للورقة المصرية النهائية مع ما اتفقنا عليه مع الاخوة في حركة فتح وبقية الفصائل، فهذا مطلب موضوعي منطقي.
فأنا دائما اقول: اذا أردت ان تعقد عقد زواج او عقد بيع وشراء فحينما تكتب النسخة النهائية فيجب ان تدققها مع المسودات، وهذا شيء طبيعي، ونحن لا نطلب او نريد بدء النقاش من نقطة الصفر او العودة الى الوراء، ولكن ما نريده فقط هو ان ندقق الورقة النهائية لتكون معبرة عما اتفقنا عليه.
وهذا مطلب في غاية الموضوعية وحق لنا جميعا، وهذا ليس تعطيلا للجهود المصرية وليست مناكفة لها، ولكن للاسف فإن بعض الاخوة تعامل معها كأن حماس تريد احراج مصر، وهذا غير صحيح أبدا.
فحماس تريد ان تنجح الجهود المصرية وتريد الخير لامتها وتحترم الامة جميعا وعلى رأسها مصر، وحاشا لله ان تفكر حماس في احراج احد ولكن الراعي دائما ييسر الامور على الفرقاء، فإذا اتفق الفرقاء في مسودات او اوراق تفصيلية على قضايا فالراعي مهمته ان يسهل ذلك ويجعل الورقة معبرة عن التفاهمات التفصيلية.
فنحن ومنذ أواخر شهر يناير 2009 الى شهر سبتمبر 2009 عقدنا 6 جولات من الحوار في القاهرة بين حماس وفتح وبقية القوى الفلسطينية، وهذه الجهود نريد ان تترجم من خلال الورقة النهائية وهذا جرى في كل جهود المصالحة في القضايا المختلفة.
ما اوجه الخلاف العميقة تحديدا ولماذا لم تتم المصالحة حتى الآن؟
لا اريد الدخول في التفاصيل، ولكن اعطيك مثلا، فنحن في تفاهماتنا خلال الجولات الست للحوار اتفقنا مع الاخوة في فتح وبقية القوى على النص التالي فيما يتعلق بلجنة الانتخابات، وانتم تعرفون ان موضوع الانتخابات هو موضوع مهم ورئيسي وسيكون الحكم بين القوى الفلسطينية.
فنحن حاليا في حالة انقسام وحينما نخطو اي خطوة نريد ان نتفاهم عليها لابد ان تكون هناك حالة من التوافق العام، فاتفقنا على ان تتشكل لجنة الانتخابات بالتوافق الوطني بين جميع القوى الفلسطينية وعلى اساس هذا التوافق يصدر رئيس السلطة مرسوما بتشكيل لجنة الانتخابات.
والورقة المصرية النهائية فيها نص مختلف حيث ذكرت ان رئيس السلطة يصدر مرسوما بتشكيل لجنة الانتخابات بعد التشاور والتنسيق، فالتشاور والتنسيق غير ملزم بينما التوافق هو امر ملزم للجميع، وهذا نموذج.
فحينما نقول للراعي المصري: يا اخي الكريم نحن نحترم جهودكم ونريد منكم ان نعود الى النص الذي وافقت عليه فتح ووافقت عليه حماس وبقية القوى، وهذا مطلب موضوعي وحقنا الطبيعي ولا نفتئت على احد او نحرج احدا.
ونفس الشيء ينطبق على اللجنة القضائية التي تبت في الانتخابات، وايضا ينطبق على نص يتعلق بمنظمة التحرير الفلسطينية والاجهزة الامنية وغيرها، اذن فهناك مجموعة من القضايا بكل بساطة.
ولذلك قلت للمسؤولين العرب الذين التقيناهم: والله لو سهلنا الامور ولو قام الاخوة في مصر والاخوة العرب بجمعنا نحن حماس وفتح ثم بقية القوى فأنا اقول: سنتفق خلال ساعات، فالمسائل واضحة، فقط سنعود الى الاوراق التفصيلية التي تناقشنا فيها.
لكن المهم ان المصالحة تحتاج الى هذه الخطوة البسيطة بعيدا عن اي «زعل او غضب» من هنا او هناك، فنحن لا نطلب المستحيل ولا نطلب العودة الى الوراء، فنحن نطلب شيئا منطقيا في كل المصالحات الناس تحرص عليه، كما جرت المصالحة اللبنانية وكما جرى اتفاق مكة واتفاقنا في القاهرة 2005، فما اتفقنا عليه كفصائل فان مصر باركته في عام 2005، وهذا هو المطلب الطبيعي ولا نطلب مستحيلا.
الحوار مع عباس
هل انتم مستعدون للجلوس فورا مع محمود عباس برعاية مصر؟
نعم نعم، طبعا، وانا اؤكد لكم ان اللقاء بيننا وبين السيد محمود عباس هو احد مفاتيح الحل الطبيعية، لانه عندما نتفاهم نحن والسيد محمود عباس، وبالتالي تصبح هناك ارضية لتفاهم فلسطيني عام، فعند ذلك فالأخوة العرب سيباركون ذلك.
لكن مع الاسف: اسألوا هذا السؤال للسيد محمود عباس هذا السؤال، اما بالنسبة لنا فأنا مستعد للقاء مع السيد محمود عباس في اي مكان وزمان لان الضرورة والمصلحة الوطنية تقتضي ذلك، ونعم نحن مختلفون سياسيا، لكن الناس تلتقي حينما تختلف حتى تتفاهم.
فإذا كان السيد محمود عباس والمفاوض الفلسطيني يلتقون باستمرار مع الاسرائيليين وهم اعداؤنا وليس هناك تقدم في المفاوضات، ومع ذلك تحدث لقاءات، فهل من المعقول ان نتساهل في اللقاء مع اسرائيل ولا نتساهل مع بعضنا البعض، نحن ابناء شعب واحد واخوة.
نعم مختلفون سياسيا، نعالج الخلاف باللقاء حتى نتفق على القواسم المشتركة وهي كثيرة، فعدونا واحد وقضيتنا واحدة وارضنا واحدة ومتفقون على برامج سياسية عديدة منها اتفاق القاهرة 2005 واتفاق مكة 2007 وعلى وثيقة الوفاق الوطني لعام 2006 وبرنامج حكومة الوحدة الوطنية الذي نشأ بعد اتفاق مكة عام 2007، هذه كلها قواسم مشتركة عديدة، فلماذا لا نبني عليها؟ نعم كانت هناك خلافات، ولكن يجب ان نعالجها بالحوار والتفاهم وليس بالقطيعة، فالقطيعة في السياسة منهج خاطئ.
ولكن القطيعة بدأت من جانبكم انتم؟
لا، بالطبع من الاخوة في حركة فتح، فنحن نرحب باللقاء وهم يرفضون وبالذات السيد محمود عباس يرفض اللقاء، فهذا شأنه.
لأنه ربما جلس معكم في مكة والقاهرة وغيرها واتفقتم امام الكعبة المشرفة وهي اقدس بيت على وجه الارض ولم يحدث شئ، ونقضت جميع العهود؟
وهل هذا يعني ان حماس هي التي نقضت العهود حتى يتصرف هذا التصرف، فهذا اختزال ظالم ومعاكس للحقيقة، والساحة الفلسطينية تعلم من الذي نقض الاتفاقات السابقة.
وفي النهاية هناك خلاف فلسطيني كيف نعالجه، اكيد بالحوار، فإذا كان المفاوض الفلسطيني يصبر على الطرف الاسرائيلي ويدخل معه «ماراثون» من جولات حوار عقيمة نتيجتها صفر، فهل يعقل ان نتحمل العدو ولا يتحمل بعضنا بعضا مهما كانت اوجه الخلاف بيننا؟
تأزيم أخير
ما رسالتكم الحالية لمصر خاصة بعد ما يمكن وصفه بالقطيعة بينكم وبين مصر خاصة بعد التأزيم الاخير؟
العرب هم اهلنا وعمقنا ومصر في مقدمة العرب، فمصر هي الشقيقة الكبرى فلا احد يقاطع مصر ولا احد يدير ظهره لمصر، ولا احد يريد مناكفة مصر، ولكننا نطالب الشقيقة الكبرى بتعامل الشقيق الكبير مع اخوانه ونحن مازلنا وسنبقى على علاقة جيدة مع الاخوة في مصر، ولكننا لا نريد صراحة ان يبقى هذا الوضع بهذه الصورة، بان يبقى موضوع المصالحة مجمدا ومحشورا في الزاوية والمخرج له بسيط ـ كما شرحت ـ وتصبح وكأن المشكلة بيننا وبين مصر.
المشكلة ليست بيننا وبين مصر، فالمشكلة فقط بيننا وبين اسرائيل، اما مصر فهم اهلنا فالشعب المصري شعب عزيز ومصر ضحت من اجل قضية فلسطين وقدمت عشرات الآلاف من الشهداء وحروب مصر خاضتها كلها من اجل فلسطين وهذا موضع تقدير لدينا ونقدر للاخوة في مصر على المستوى الرسمي والشعبي، لكن لنا ملاحظات، فقصة الجدار الفولاذي هو عبارة عن غصة في الحلق وشيء مؤلم لأبناء شعبنا حتى اجد ان المصريين الذين ألقاهم في اماكن عديدة احس بالاعتذار على ألسنتهم وفي عيونهم، لان الشعب المصري دائما يحتضن القضية الفلسطينية.
وانا اقول انه ان كانت هناك حاجة للجدار فيجب ان يكون بين مصر والعدو الصهيوني، لان اسرائيل هي الخطر الحقيقي على مصر وعلى الامة جميعا، اما اهل غزة واهل فلسطين فهم سند لمصر وللامة كما ان مصر هي سند لفلسطين، فنحن الذين ندافع عن الامن القومي العربي.
فالشعب الفلسطيني من خلال صموده على ارضه وانتفاضته الاولى والثانية ومقاومته الباسلة وتمسكه بحقه وارضه هو خط الدفاع الاول عن الامة، فنحن ومصر والامة جميعا في خندق واحد في مواجهة العدو المشترك وهو اسرائيل، فاسرائيل هي التي لاتريد خيرا لمصر وهي التي تحاول اضعاف الدور الاقليمي لمصر، ولذلك فمازال في الجيش المصري العقيدة الثابتة بأن اسرائيل هي العدو وهذه هي الحقيقة. فنحن لا نريد ان يبدو المشهد بخلاف الحقيقة ـ كما هو الآن ـ مع الاسف.
ولكن مصر تقول ان هذا الجدار يأتي للحفاظ على امنها القومي خاصة من المتسللين عبر الانفاق الذين قبض على بعضهم في صعيد مصر ومنهم من يتاجر في المخدرات والسلاح وغيرها، وهذا ضد الامن القومي المصري فلا يمكن لدولة في العالم على ان تكون حدودها مفتوحة بهذا الشكل، ما ردكم على ذلك؟
اعطني مثالا واحدا بين دول العالم على ان هناك اسوارا فولاذية فوق الارض او في باطن الارض، هذا نمط غير موجود، نعم الحدود محترمة بين الدول ونحن نحترم حدود مصر وحدود جميع الدول العربية، ولكن هذا لا يتحقق ببناء الجدار.
فالخطر الذي سيأتي الى مصر لن يأتي من اهل غزة بل سيأتي من الاسرائيليين، فأنتم تعلمون انه بالرغم من اتفاقية كامب ديفيد من الذي ادخل البذور الفاسدة للزراعة المصرية ومن الذي ادخل المخدرات الى مصر ومن الذي ادخل العملة المزيفة الى مصر، انهم الاسرائيليون.
فالحدود بين اسرائيل وسيناء هي اكثر من 260 كيلومترا، والخطر يأتي من هذه الحدود وليس من 14 كيلومترا فقط بين غزة ومصر.
ولذلك ينبغي الا نعكس المفاهيم والحقائق، فالعربي مع العربي اخوة والفلسطيني مع العربي اخوة والعربي مع المسلم الاصل اخوة، فنحن نتعاون ونتكامل ويحمي بعضنا بعضا، وينبغي الا نختلف على من هو العدو، فاسرائيل كانت ومازالت هي العدو الاول لكل الامة سواء من صالحها وعقد معها اتفاقيات ومن لم يصالحها.. فهذه قضية في غاية الوضوح.
وللعلم فان الامن القومي المصري على مر التاريخ، منذ عهد صلاح الدين بل من ايام الفراعنة لايكون بوضع جدار واسوار فولاذية وانما الدول الكبيرة مثل مصر يكون امنها القومي من شمال فلسطين، ولذلك ففلسطين هي خط دفاع متقدم عن مصر، وهذه الاسوار تدمر نظرية الامن القومي المصري ولا تخدمها.
النيران أتت من مصر
بالأمس اعلن وزير الخارجية المصري احمد ابوالغيط ان السلطات المصرية تعرف اسماء من استهدف الجندي المصري الشهيد احمد شعبان الذي سقط على الحدود بين مصر وغزة قبل ايام برصاص من غزة، هل ستسلمون مصر تلك الاسماء؟
فليعطنا الاسماء السيد ابوالغيط، وان كان ما يقوله صحيحا سنتحقق منه، واقولها بكل صراحة: هذا الجندي المصري روحه ودمه عزيزة علينا كدم الفلسطيني، ونحن لا نفرق بين الدم الفلسطيني والدم المصري والدم العربي كله عزيز علينا، وينبغي الا يراق الا في وجه العدو فقط ونحن متألمون لسقوط هذا الجندي. ولمعلوماتك ان الرواية السائدة في غزة انه لم تطلق نار من الطرف الفلسطيني على الطرف المصري والرواية التي سمعتها منهم ان هذا الجندي سقط خطأ.
ممن؟
من نيران اتت من مصر، وهذه هي الرواية التي سمعتها من غزة، ومع ذلك نستطيع ان ندقق ونحقق، فهذا حق طبيعي ولا احد يستهدف مصر والجندي المصري الذي قاتل الاسرائيليين لا احد يستهدفه بل نحميه، وواجبه ايضا ان يحمينا، ولكن مع الاسف عندما تفرض اجواء التوتر وعندما يحاصر اهل غزة ولا تفتح المعابر ثم يأتي موضوع الجدار فانه يخلق حالة من التوتر نحن لا نريد ان تنشأ. وفي هذا التوتر هناك اكثر من 35 جريحا منهم 3 حالات اشبه بالموت السريري موجودة في غزة، وباختصار فان الشعب الفلسطيني حينما يتألم من حالة ما من اهله العرب فانه يعبر عن غضبه وألمه وعتبه سلميا، فالسلاح لانرفعه في وجه مصر والعرب، سلاحنا نرفعه فقط في وجه المحتل الاسرائيلي.
لذلك نحن نريد ان نخرج من حالة التوتر الراهنة ولا نريد ان يصور الاعلام ان المعركة بين حماس ومصر ـ حاشا لله ـ هذا التجييش الخاطئ للمشاعر الوطنية لشعبنا في مصر لا يخدم احدا، فنحن نبقى نقول لشعبنا الفلسطيني: مصر ستبقى هي مصر التي نحبها ونحترمها، فالشعب المصري والفلسطيني على مدى التاريخ بينهم مصاهرة وجوار وتاريخ مشترك وتضحيات مشتركة ولا يعقل في لحظة ان نحرق البوصلة وكأن الازمة اصبحت بين حماس ومصر او بين الشعب الفلسطيني في غزة ومصر.
ولذلك لابد ان نخرج بسرعة من تلك الحالة، فنحن ومصر والعرب ضد المشروع الصهيوني وضد المحتل الصهيوني الذي يستهدفنا جميعا.
ألا تعتبر ان ارتماء حماس في الحضن الايراني هو ما ساهم في هذا التوتر، خاصة ان التغلغل الايراني في المنطقة من دعم حماس وحزب الله وحتى ـ كما يثار ـ للحوثيين ومن حق مصر والدول العربية ان تحافظ على امنها القومي من هذا الدور الايراني؟
حماس حركة فلسطينية عربية واسلامية تنتمي لأمتها وتخدمها وليست في حضن ولا جيب احد ولا ورقة بيد احد، ولا يمكن ان تكون حماس مع اي طرف في المنطقة ضد امتها، فنحن لسنا مع دولة اسلامية ضد دولة اسلامية ولا مع دولة عربية ضد دولة عربية، فنحن مع امتنا امام العدو المشترك.
نحن كحركة مقاومة وحركة تحرر وطني من حقنا ان نبحث عمن يدعمنا، فحينما اتلقى دعما عربيا فهذا حقي وهذا شرف لي، وحينما اتلقى دعما من دولة اسلامية سواء كانت ايران او غير ايران، وحينما يدعم الاتراك اهل غزة ويدعمون الصمود الفلسطيني فهذا حق الشعب الفلسطيني وواجب الامة، وهذا ايضا موضع تقديرنا واحترامنا والشكر لكل امتنا التي ما بخلت علينا طوال تاريخها، وهذه حالة طبيعية.
وهذا ما قلته امام المسؤولين العرب: لو ان اي دولة في العالم سواء في الغرب او الشرق قدمت لشعبنا او قدمت لحماس دعما فسأقبله بشرط الا يكون مشروطا، فنحن نقبل اي دعم لشعبنا او لقضيتنا او لمقاومتنا، ولكن لا نقبله مشروطا، فهذه سياستنا، ونحن لاندفع ثمنا لمن يدعمنا لاننا نعتبر ان هذا واجب الامة تجاهنا.
غيرة على العرب
ولكن منذ بداية القضية منذ اكثر من 70 سنة اين كانت ايران وتركيا وغيرهما، انتم الان تسحبون السجادة من تحت اقدام مصر التي حملت القضية على مدى هذه السنين لتضعونها تحت قدم ايران وتركيا وغيرهما؟
نحن لا نسحب السجادة من تحت اقدام مصر، ولكن عليكم ان تسألوا لماذا هذا الغياب العربي، فمن حق كل دولة سواء ايران او تركيا ان يكون لها دور ولكن ليس على حساب الدول العربية، بل بالعكس، فنحن لا نعتبر دورا ما على حساب دور ما، فالمسلمون لهم دور في القضية ولكن ليس على حساب الدور العربي.
فحتى في استراتيجيتنا فلسطين ثم الحلقة العربية ثم الحلقة الاسلامية، وهذه دعوة للعرب ان يستعيدوا دورهم الحقيقي، فالان انتم ترون من هم اللاعبون الرئيسيون في المنطقة، اين العرب من هؤلاء اللاعبين، فاسرائيل وهي عدو لاعب، تركيا وايران وهما دولتان مسلمتان لاعبتان مهمتان، لكن مع الاسف هناك غياب عربي.
نحن لدينا غيرة على العرب وعلى الدور العربي، نحن نحب للعرب ان يستعيدوا دورهم، فحماس ستكون مع امتها جميعا ولا نقبل ان يكون لأي دولة في المنطقة سواء كانت مسلمة او غير مسلمة على حساب المصلحة العربية والامن القومي العربي وهذا بالنسبة لنا خط احمر وانا اوضحت هذا في لقائنا مع الامير سعود الفيصل خلال زيارتنا الاخيرة وهذه هي الحقيقة.
العرب قدموا مبادرة السلام مع اسرائيل ورفضتها وقدموا الدعم على مدى عشرات السنين سواء دعم مادي او حتى تضحيات بعشرات الالاف من ابناء العرب وفي مقدمتهم مصر، والسؤال الان هل تركيا وايران يمكن ان تحلا القضية الفلسطينية مع اسرائيل؟
القضية الفلسطينية يحلها ابناؤها الفلسطينيون بدعم الامة، فالقضية الفلسطينية ليست مهمة توكل لهذا الطرف او ذاك، فالقضية الفلسطينية يحلها ابناء فلسطين ولكن بدعم من الامة العربية والاسلامية، وهذه نظريتنا باختصار، فالامة العربية لم تقصر معنا وانا قلت قبل قليل ان تاريخ الامة العربية طويل في دعم القضية الفلسطينية.
فهنا في الكويت تاريخ طويل في دعم القضية الفلسطينية وفي دول الخليج وشمال افريقيا والدول العربية من مصر والاردن وسورية ولبنان كل الدول العربية ضحت من اجل فلسطين، والدول الاسلامية ـ بدرجة ثانية ـ ضحت من اجل فلسطين، والسؤال اليوم، اننا نريد ان نستعيد هذا الدور، فحينما نقدم مبادرات سلام امام الاسرائيلين، ينبغي ان نعيد استراتيجيتنا حتى نعيد هيبتنا على العدو والعالم، فباختصار: نحن ابناء فلسطين احرص الناس على استعادة الدور الفاعل والمؤثر الذي يفرض نفسه على القاصي والداني، فنحن لدينا غيرة عليهم، ولكن هذا لا يتم بالكلام بل بالفعل.
اسرائيل اعلنت نيتها ايضا بناء جدار عازل داخل اراضيها، كيف تنظرون لذلك؟
اسرائيل عدوة فهي بنت الجدار في الضفة وتريد الان ان تبني الجدار مع مصر، هذا عدو، وانا لا استغرب من العدو ان يفعل ما يشاء فهو عدو يخطط وانا علي ان اخطط وهو يدبر وانا على ان ادبر، هو عدو يقاتلني ويتآمر علي وانا اقاتله وادير المعركة معه.
فهذا عدونا الذي احتل الارض وشرد الشعب ودمر الارض وصادرها ويهود القدس ويهجر اهلها ويهدم المنازل ويقتل الاطفال ويرتكب المجازر ضد الفلسطينيين والعرب، فهذا عدونا اللدود، وهذه هي اسرائيل وليست كما تحاول ان تصور نفسها على انها تريد السلام مع العرب او مع محيط المنطقة.
فاسرائيل مع حرب غزة الاخيرة انكشف وجهها القبيح اكثر من اي وقت مضى وهذه من النتائج المهمة لمعركة غزة التي صمد فيه شعبنا في غزة وصمدت فيها المقاومة وصمدت فيها حماس.
هل تعتقدون انه في ظل هذا الانقسام الفلسطيني الفلسطيني يمكن ان تحل القضية الفلسطينية، وغيابكم عن مصر بم تفسرونه؟
نحن الذين نطرق الابواب العربية ونريد زيارة العرب، فحماس لم تدر ظهرها يوما ولن تدير ظهرها للعرب، ونحن سنكون سعداء حينما نزور كل العواصم العربية وفي مقدمتها القاهرة، ودائما كنا نطرق الباب المصري والعربي، فالعرب هم اهلنا وعمقنا، وبالتأكيد فالانقسام هو مرحلة استثنائية لابد ان نتجاوزها، ولابد من خطوة سريعة بالمصالحة الفلسطينية وترتيب البيت الفلسطيني وتعزيز الجبهة الفلسطينية الداخلية ثم التفاهم الفلسطيني العربي على استراتيجية ادارة الصراع.
فهذا ما يقربنا من النصر ومن انتزاع حقوقنا الفلسطينية والعربية من الكيان الصهيوني.
اخيرا هل تنوي زيارة مصر قريبا؟
يسعدني ذلك، فحينما يرحب الاخوة في مصر بنا فسنكون في لحظات عند مصر.
تاريخ مشرف
وبالنسبنة لدور الكويت قال مشعل «الكويت لها تاريخ طويل ومشرف في دعم القضية الفلسطينية والصمود الفلسطيني ودعم قوى الشعب الفلسطيني بشكل عام وهذا تاريخ نحن شاهدون عليه ونعرفه جيدا، وانا عشت سنوات طويلة في الكويت ومطلع عن كثب على هذا الدعم. فللكويت بصمة في التاريخ الفلسطيني ـ ليس فقط بالدعم ـ وانما بخاصية ليست فقط الا للكويت، فعلى ارض الكويت نشأت حركة فتح وعلى ارض الكويت نشأ جزء من حركة حماس.
الدور التركي
سألت مشعل خلال اللقاء عن تنامي الدور التركي فقال «الدور التركي هو متنام ومحترم وهو موضع تقديرنا واتمنى ان يتنامى الدور العربي حتى يفرض هيبته ومكانته في المنطقة لان العالم اليوم لا يعيش فيه الا الاقوياء.
اختيار المرشد العام
اكد مشعل اثناء اللقاء ان اختيار المرشد العام للاخوان في مصر هو شأن داخلي مصري لا نتدخل فيه.
خليفة للشيخ أحمد ياسين
اثناء الحديث سألت مشعل عن اختيار خليفة للشيخ احمد ياسين فأجابني قائلا «حماس لها نظام، والشيخ احمد ياسين هو شيخ الحركة ومؤسسها الاول، فحماس حركة تمارس الديموقراطية في ذاتها، كما تمارسها في الحياة الفلسطينية العامة.