دانيا شومان
هناك أحلام بسيطة وأفكار صغيرة سرعان ما تتحول الى حقيقة وواقع ملموس، بل مؤثر، فكرة صغيرة قد تبدأ بمختبر صغير تتحول الى حقيقة عالمية تماما كمصباح المخترع الأميركي توماس أديسون، وكثيرة هي الأفكار التي انتقلت من كونها فكرة في رأس صاحبها لتتحول الى حقيقة تدور في العالم أجمع، ومن هنا كان حديثنا عن مسابقة الشيخة فادية السعد العبدالله التي انطلقت قبل 10 سنوات كفكرة قامت بعرضها الشيخة فادية السعد العبدالله وتحولت من مسابقة مدرسية محلية الى مسابقة خليجية ثم هذا العام، وخلال المسابقات الـ 9 الماضية والتي حظيت برعاية كاملة وشاملة واهتمام شخصي من الشيخة فادية السعد استطاعت المسابقة ان تتحول الى اسم مهم في سماء عالم المسابقات العلمية والمدرسية في الكويت وترسخ اسمها بين أذهان كثير من الطالبات والمدارس الحكومية وغير الحكومية التي تزداد سنة بعد سنة مشاركتهن في المسابقة ويزداد إقبالهن عليها حتى أصبحت المسابقة مدرجة على جداول أعمال كثير من المدارس التي ترغب إداراتها في المشاركة في المسابقة العلمية الأولى من نوعها والمخصصة للفتيات.
ومن خلال هذا التحقيق حول مسابقة فادية السعد العلمية للفتيات سنحاول ان نرصد المسابقة منذ فكرتها الأولى، وكيف تحولت من محلية الى خليجية وتجدد الحلم في ان تتحول الى مسابقة عالمية بحلول العام 2012 وماذا قال عنها القائمون عليها بدءا من صاحبة المسابقة والتي تحمل المسابقة اسمها مرورا بمسؤولي النادي العلمي الذين احتضنوا المسابقة وجعلوها جزءا من جدولهم السنوي وانتهاء بآراء القائمين على المسابقة.
فقد انطلقت المسابقة هذا العام بمشاركة خليجية كما أوضحت رئيسة اللجنة المنظمة مديرة ادارة علماء المستقبل نرجس النامي في اللقاء التنويري الأول للمدارس المشاركة في المسابقة الذي عقد الشهر الماضي عندما قالت: «ان المسابقة توسعت لأول مرة الى الخليجية بناء على رغبة صادقة من صاحبة الفكرة الشيخة فادية السعد».
وكشفت النامي خلال اللقاء التنويري الذي عقد في مقر النادي العلمي نهاية الشهر الماضي بحضور 52 مدرسة ان المسابقة ستنطلق الى العالمية عام 2012 وهو الأمر الذي جعل الجميع يتساءل عن حقيقة هذه المسابقة التي بدأت بفكرة محلية واحتضنها النادي العلمي ثم تطورت وبدأت تعمق جذورها على الساحة المحلية لمدة 9 سنوات متواصلة قبل ان تتحول في سنتها العاشرة الى الخليجية مع حلم تحولها الى العالمية، خاصة انها مسابقة لا مثيل لها على مستوى العالم خاصة لفكرتها اذ انها تختص بطالبات الصفين الحادي عشر والثاني عشر بجانبين بحثي وتطبيقي.
لماذا مسابقة علمية للفتيات؟
لعل هذا السؤال الذي يطرحه الكثيرون عن سبب تخصيص مثل هذه المسابقة العلمية للفتيات فقط هو ما تجيب عنه صاحبة الفكرة وراعية الجائزة الشيخة فادية السعد العبدالله والتي أوضحت ذلك صراحة في مؤتمر صحافي على هامش المسابقة السابعة قائلة: «السبب في تخصيص المسابقة للفتيات ما لمسته من حرمان للمرأة من ممارسة الحق السياسي وكذلك شعورها بأن حق المرأة مهضوم رياضيا وعلميا واجتماعيا، وكون ان هناك طاقة كبيرة لدى المرأة والفتاة الكويتية لا يمكن الحجر عليها ففكرت في مخاطبة النادي لمعرفة ماذا يمكن ان نقدم للفتاة فتولدت هذه المسابقة لتشجيع فتاة اليوم وأم المستقبل والتأكيد على دورها المتميز في العطاء في المجال الأسري، خاصة بعد ان ثبت علميا ان المرأة تؤثر في 100 شخص من حولها، ونحن لا نستغني عن دور الرجل الذي يدفعنا دائما وينير لنا الطريق ويكفي دور أعضاء اللجنة العلمية في إعداد الفتيات وتقديم المادة العلمية التي تؤهلهن لدخول المسابقة وتشجيعهن على البحث العلمي ووضع الشروط الواجب توافرها للحصول على الجائزة.
وحول فكرة ربط الفتيات بمسابقة علمية كهذه كانت الشيخة فادية السعد أوضحت في مؤتمرها الصحافي على هامش انطلاق النسخة التاسعة من المسابقة العام الماضي ان المسابقة محاولة علمية جادة للوصول الى اكتشاف فتيات مفكرات مبدعات على أسس علمية تطلق طاقاتهن.
بيئة وطاقة وحضارة
وكانت المسابقة خلال السنوات الخمس الاخيرة من عمرها قد طرحت البيئة هاجسا رئيسيا وشعارا ترفعه المسابقة والطاقة وطريقة الاستفادة من كل ما لدينا وتحويل الافكار الى امور فاعلة تصب في مصلحة الانسان فقد انطلقت المسابقة بسيطة في نسختها الأولى ولكنها في النسخ اللاحقة بدأت تتخذ خطا واضحا ومحددا وهدفا ساميا واصبحت المسابقة من ضمن المسابقات الدائمة في النادي العلمي بالاضافة الى مسابقات الميكانيكا الخاصة بالفتيان واصبحت المسابقة توضع على جدول النادي العلمي سنويا ويتم الاهتمام بها على مستوى كبير.
مسابقة لا مثيل لها في العالم
فكرة المسابقة بحد ذاتها غير مسبوقة حيث انها تعنى وتركز على طالبات المرحلتين الحادية عشرة والثانية عشرة وهي وكما وصفها رئيس اللجنة العلمية في النادي العلمي د.فوزان الفارس بان المسابقة لا يوجد لها مثيل عالميا موضحا ان هناك مسابقة عالمية وحيدة وهي مسابقة انتل الاميركية التي تختص بهذه الفئة العمرية وهي مختلطة ولكنها تركز على الجانب البحثي فقط غير ان مسابقة فادية السعد تركز على الشقين البحثي والتطبيقي.
النادي العلمي سباق في الرعاية
ومنذ انطلاقة المسابقة والنادي العلمي ممثلا في رئيس مجلس إدارة النادي اياد الخرافي يحتضن المسابقة وقد كان العام الماضي بداية فكرة التحول في المسابقة من المحلية الى الخليجية عندما تمت استضافة ممثلين ديبلوماسيين من السفارات الخليجية لحضور المؤتمر الصحافي الذي سبق انطلاق النسخة التاسعة من المسابقة والذين وعدوا بأن يقوموا بعرض امر مشاركة بلدانهم في المسابقة على المسؤولين كل في بلده، وكانت هذه الانطلاقة الحقيقية للفكرة، ولم يفكر احد في ان تنطلق المسابقة الى الخليجية في بداياتها الأولى وهو ما اوضحه امين عام النادي العلمي م.احمد المنفوحي قائلا في البداية لم يكن لدينا اي فكرة عن تحول المسابقة من المحلية الى الخليجية ولكن نجاحات المسابقة المتلاحقة عاما بعد عام جعلنا نفكر في هذا الامر جديا منذ العام الماضي اثناء اقامة المسابقة في نسختها التاسعة ونحن الآن في طور الاعداد لأن تتحول الى العالمية بحلول العام 2012.
الخرافي: المنافسة ليست تنافسية فقط
وتحدث لـ «الأنباء» رئيس مجلس إدارة النادي العلمي إياد الخرافي حول السنوات العشر للمسابقة قائلا: كما سبق ان أوضحت ان الفكرة بدأت محلية خالصة ولم نتوقع ابدا ان تحول الى الاقليمية ثم الى العالمية في خطوة لاحقة سنحرص على تحقيقها، وحول مدى استفادة الطالبات من هذه المسابقة قال الخرافي: لا شك ان المسابقة اصبحت جزءا مهما من جدول انشطتنا السنوي كمسابقات الميكانيكا والمسابقات الأخرى ونعمل على إنجاحها في كل عام، وقد تحققت المسابقة بنجاحاتها المتلاحقة فكل عام نجاح اكبر من الذي سبقه وهو ما شجعنا في النادي العلمي ومنذ السنوات الثلاث الأولى على ان نوليها اكبر اهتمام ممكن، ولا شك انها ساهمت في خلق جو تنافسي جميل بين طلبة المدارس ومنحت كثيرا منهم فرصة لإطلاق ابداعاتهن وافكارهن ورؤاهن وساهمت في تحفيز عدد كبير من المدارس على المشاركة والمنافسة وان كانت المسابقة بحد ذاتها ليست للتنافس فقط، بل من اجل تحفيز بناتنا من المبدعات على الخوض في مجال علمي كمسابقة فادية السعد.
المنفوحي: إثبات لنجاح المرأة
من جهته قال امين عام النادي العلمي م.احمد المنفوحي: قلت سابقا خلال مؤتمرات النسخ السابقة من المسابقة ان هذه المسابقة هي مجال لإثبات ان المرأة في الكويت نجحت في خوض غمار كثير من المجالات وليس المجال العلمي سوى مجال آخر وجديد ونحن نشجع ومن خلال هذه المسابقة على ان تقتحمه الفتيات، وقد حققن نجاحا باهرا خلال السنوات الماضية وها نحن نقدم على العام العاشر من عمر المسابقة ونأمل في حصد مزيد من النجاحات للفتيات عبر هذه المسابقة المخصصة لهن.