ضاري المطيري
أكد الداعية حمد الأمير على أهمية أن يحتسب الداعية إلى الله ما أعده الله له من أجر، وأن يستشعر النية الخالصة لله في أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر، مشيرا إلى ضرورة أن يتحلى الدعاة بالرفق واللين والحكمة والجدال بالتي هي أحسن حتى مع أعدائهم.
وأوضح في محاضرته التي كانت بعنوان «قل هذه سبيلي»، التي أقيمت مساء أمس الأول ضمن أنشطة المخيم الربيعي الثامن عشر لجمعية إحياء التراث الإسلامي فرع الجهراء في أسبوعه السادس، أن إنكار المنكر مراتب، فالجميع يشارك بإنكار المنكر بحسب قدرته والسلطة التي منحها الله له وسيسائله عنها يوم القيامة، كالسلطان في رعيته، والوالد في أسرته والمدرس في فصله.
وقال ان حقيقة الدعوة إلى الله عز وجل هي دعوة الأنبياء والرسل، وهي دعوة لا يمكن أن تسير الأمة بها، لافتا إلى أن مواقف الجهاد في سبيل الله في ساحات القتال أيضا فإنها لا تخلو من الدعوة إلى الله، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في فتح خيبر «إذا كنت بساحتهم فادعهم للاسلام»، ولم يقل ابتدئهم بالقتال.
وأضاف الأمير أنه بفضل الله تعالى نمت الدعوة إلى الله واتسعت رقعة الإسلام في حياة النبي صلى الله عليه وسلم خاصة بعد صلح الحديبية، حيث بلغ عدد المسلمين ألفا وستمائة مسلم، ثم بلغ عددهم عشرة آلاف صحابي وذلك بعد فتح مكة، مؤكدا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان حريصا على الدعوة بكل ما أوتي من قدرة وجهد. وتابع أنه يجب على المسلم أن يستن بسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، فيحرص على هذه الدعوة المباركة ولو بالقليل، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «بلغوا عني ولو آية».
وبين الأمير أن المسلم في هذه الحياة الدنيا إما ان يكون داعية إلى الله أو مدعوا إلى ملة أخرى، فعلى الإنسان أن يختار الطريق السوي، مشيرا إلى أن أبرز ما يميز الدعوة إلى الله إحياء شعيرة الأمر بالمعروف لكل ما عرف من طاعة الله ورسوله والإحسان لعباده، والنهي عن المنكر لكل اعتقاد أو قول أو عمل أنكره الله ورسوله كالشرك بالله وقطيعة الأرحام.
وأوضح أن الميزان في الدعوة إلى الله هو الكتاب والسنة وما عليه سلف الأمة، وليس كما هو عليه الناس من أعراف وتقاليد قد تكون مخالفة لهدي الإسلام، محذرا من أن يكون مقصد الداعية من دعوته وعمله أن ينال منصبا أو مالا من الأعراض الزائلة، وإنما يقصد بها وجه الله وما أعده للمؤمنين من جنان عرضها السموات والأرض، وفي الحديث النبوي «من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من اتبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا».
وذكر الأمير مراتب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مستشهدا بقول المصطفى صلى الله عليه وسلم «من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان»، مشيرا إلى أن الإنكار يجب بحسب استطاعة كل منا، فالسلطان يغير ما تحت يديه من منكر، ومن لم يكن صاحب سلطة أنكر بلسانه، ومن خشي الفتنة أو خاف أن يقع عليه الأذى أنكر بقلبه وخرج من مجلس المنكر.
وأضاف أن الغضب لله والغيرة في أن تنتهك محارمه من أحد دوافع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأى ما يكرهه يرى في وجهه الغضب، كحينما استشفع أسامة بن زيد عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في المرأة المخزومية السارقة، فتلون وجه النبي صلى الله عليه وسلم ، وقال «إنما أهلك الذين قبلكم، أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد».
وشدد الأمير على أهمية التزام الداعية إلى الله بالرفق والوعظ والحكمة والمجادلة بالتي هي أحسن، والله أوصى نبييه موسى وهارون بالرفق في دعوتهما لفرعون (فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى)، وقال أيضا (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين).