حكاية دخول الكويت كتاب «غينيس» للارقام القياسية قد تكون مرت امام الكثيرين مرور الكرام ولكنها في حقيقة الامر تجربة رائدة تتطلب اكثر من وقفة وذلك لاهمية التجربة ونوعية الجهد المبذول والذي تطلب كثيرا من الاعداد والتحضير وايضا العمل في زمن قياسي وفي ظروف استثنائية.
وفي تصريح خاص حول هذا الموضوع اشار م.جاسم البناي من مركز البناي للاستشارات الهندسية الى انطلاقة الفكرة بقوله: الفكرة تعود الى مجلس ادارة جمعية المعلمين التي رأت ان يكون احتفال هذا العام في ذكرى تكريم المعلم الكويتي، وهو الاحتفال الذي يقام سنويا برعاية صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد، ذا بعد عالمي يتجاوز كل التجارب السابقة ذات البعد المحلي من اجل توجيه رسالة عالمية لشكر المعلم والدور الكبير الذي يقوم به من اجل خدمة المجتمع في انحاء العالم.
واستطرد: تم اقتراح فكرة استخدام اقلام الرصاص من اجل انجاز هذه الفكرة التي تحمل الشكر للمعلم وتم الاتصال بالجهة المنظمة والمشرفة على المواصفات والمقاييس في كتاب «غينيس» للارقام القياسية والذين بدورهم رحبوا بالفكرة واشترطوا استخدام مليون قلم رصاص وضمن مواصفات خاصة في التصميم بحيث لا تكون هناك فراغات واعتماد فكرة جديدة في مضامينها ومعطياتها، ولهذا وضعنا هذا التصميم الذي يعتمد على ترسيخ شعار الاحتفال وهو توجيه الشكر للمعلم في كل مكان في العالم. وفي ذات الاطار تحدث المنسق العام للمشروع سالم البناي فقال: الفكرة جاءت من قبل جمعية المعلمين وبدعم من «ڤيڤا» للاتصالات وقد تم اختيار مجمع (360) ليكون موقعا لاستضافة هذا الصرح وهذه التحفة التي ساهمت في ايصال اسم الكويت الى كتاب «غينيس» للارقام القياسية.
وتابع: تم خلال هذه التجربة استخدام 1025000 قلم رصاص، وهو اول الارقام القياسية لعام 2010 وسجل باسم الكويت، وقد استغرق اعداد الفكرة والحصول على الموافقات اكثر من ثلاثة اشهر بينما تم انجاز العمل خلال زمن قياسي وهو اربعة ايام فقط.
وعن الظروف التي انجز بها العمل يعود م.جاسم البناي ليقول: لقد كان علينا انجاز العمل خلال زمن قياسي، حيث كنا نعمل اعتبارا من الواحدة بعد منتصف الليل وبعد انصراف زبائن مول 360 ويتواصل عملنا حتى التاسعة صباحا مع افتتاح المجمع لابوابه من جديد وهو وقت ضيق جدا ولهذا استعنا بكم كبير من العاملين بلغو 63 عاملا واكثر من 767 طالبا من جميع المراحل الدراسية بذلوا جهودا كبيرة من اجل انجاز العمل في زمن قياسي، من اجل اللحاق بيوم الافتتاح الذي حضرته وزيرة التربية ووزيرة التعليم العالي د.موضي الحمود، والتي ابدت اعجابها بالفكرة وشددت على اهميتها والمعاني الكبيرة التي تحملها والبعد العالمي لمثل تجربة كهذه.
وعن دور السوق المحلية في تلبية احتياجات مثل هذا المشروع الجبار قال سالم البناي: فور الاعلان عن رغبتنا في الحصول على اكثر من مليون قلم سرت شائعات كبيرة بين المكتبات في انحاء الكويت عن شخص يريد مليون قلم وقد استهلكنا اكثر من 90% من الاقلام الرصاص المتوافرة في الاسواق والمكتبات المحلية التي اخرجت كل مخزونها القديم والجديد، علما بأننا استخدمنا انواعا متعددة من الاقلام ومن مصادر مختلفة وبلغت القيمة الخاصة بالاقلام فقط 13 الف دينار كويتي هذا عدا المجسمات والحديد والاخشاب واشير الى ثقل الكتلة حيث يتجاوز السبعة اطنان من الخشب والمعدن واقلام الرصاص.
وفي ختام تصريحه عبر م.جاسم البناي عن شكره الكبير لادارة جمعية المعلمين وعلى ثقتها الكبيرة بالمهندس والمبدع الكويتي وايضا برعاية «ڤيڤا» للاتصالات وايضا التعاون الكبير من قبل مجمع 360 الذين سخروا جميع الامكانيات من اجل انجاح هذه التجربة التي ساهمت في ايصال رسالة عالمية الى المعلم جاءت من الكويت ودخلت في موسوعة «غينيس» للارقام القياسية، ولا يسعني الا ان اوجه الدعوة للجمهور الكريم وابنائهم من اجل مشاهدة هذا الصرح الهام والذي يعبر عن كل معاني ومفردات الشكر والتقدير للمعلم.