Note: English translation is not 100% accurate
الكويت تفقد العم عبدالله المطوع رمز الخير والوطنية
الاثنين
2006/9/4
المصدر : الانباء
انتقل الى رحمة الله تعالى عبدالله المطوع رئيس جمعية الاصلاح الاجتماعي في الثانية عشرة والنصف ظهر أمس بعد ان مارس عمله اليومي بجد ونشاط في مكتبه بشركة علي عبدالوهاب وشركاه وأولاده، وبعد حوار طويل مع ادارة تحرير مجلة المجتمع راجع خلاله موضوعات العدد الجديد، وناقش معها العديد من قضايا المسلمين الراهنة، وسيكون الدفن والعزاء الساعة التاسعة صباح اليوم بمقبرة الصليبخات. ولد العم عبدالله العلي المطوع عام 1345هـ الموافق 1926م، ونشأ في أجواء عائلية ملتزمة، وكان التدين هو الطابع الذي يغلب على أسرته، وحرص والده على تربيته على الأخلاق الحميدة والقيم الاسلامية العظيمة، كما كان يغرس فيه معنى الالتزام وحب الطاعة وكان يصطحبه الى صلاة الفجر.
وعند بلوغه سن الـ 14 عاما اشتغل في مجال الآباء والأجداد وهو العمل التجاري وتنمية الموارد في ظل ثقة الوالدين، ولم يكن في الكويت آنذاك بنوك أو مصارف لايداع الأموال فيها، فكان الآباء يعتمدون على أبنائهم في حفظ هذه الأموال والاشراف عليها.
وكان والده يسافر لمدة شهرين متتاليين احيانا للعلاج معتمدا على الله ثم على الفقيد في تدبير أمواله وادارة ثروته، ولعل هذا ما مكنه من اتقان واحتراف العمل في مجال التجارة منذ كان تلميذا، وحتى وفاته.
تلقى تعليمه مع ابناء جيله في مدرسة ملا عثمان نسبة لعائلة عبداللطيف العثمان الطيبة، ومدرستي المباركية والأحمدية.
وكان العم عبدالله يتمتع بصلات قوية مع الجميع في داخل الكويت وخارجها، خاصة المنتمين الى الحركات الاسلامية وفي مقدمتها حركة الاخوان المسلمين، ونظرا لعمل والده في مجال التجارة كان يتعرف على التجار الذين يقصدون والده من كل حدب وصوب خاصة الذين كانوا يأتون من البادية وبعض البلاد كالسعودية والعراق وغيرهما، اذ كان يمنح هؤلاء التجار في أحايين كثيرة فسحة من الوقت لتأجيل الدفع حتى بيع البضاعة حيث كانت قيم الأمانة والصدق من شيم هذه المجتمعات.
ولما كان شقيقه الأكبر المرحوم عبدالعزيز المطوع له صلة وطيدة بالحركات الاسلامية والعمل الاسلامي، خاصة حركة الاخوان المسلمين، فقد تأثر العم عبدالله بهذا التوجه، وتشكلت لديه الخلفية الاسلامية من خلال هذا الفكر الاسلامي الصحيح، حيث كانت الأمة تعيش في عهود الذل والاحتلال الغربي الجاثم عليها.
ومنذ ذلك الحين انخرط العم عبدالله في النشاط الاسلامي وتنميته من خلال استضافة العلماء والمحاضرين، وأسهم في اصدار مجلة الارشاد الاسلامي. التقى العم عبدالله المطوع وشقيقه المرحوم عبدالعزيز الإمام الشهيد حسن البنا عام 1365هـ الموافق 1946م في مكة المكرمة والمدينة، وحضرا له محاضرة في المدينة المنورة، وأهدى لهما الامام البنا كتابين، الأول:
كتاب «حضارة العرب» للمؤلف الفرنسي غوستاف لوبون، وهو كتاب جيد يشيد بالحضارة العربية والاسلامية ومزود بالرسوم وكان من نصيب أخيه عبدالعزيز، والثاني كتاب «الرحلة الحجازية» وهو كتاب قيم نادر الوجود، وكان من نصيب الفقيد، وكان هذا الكتاب يتحدث عن القبائل العربية التي كانت موجودة في الساحة وتعداد الحجيج والمحمل الذي كانت ترسل به كسوة الكعبة من مصر وبعض الصور القديمة، وكتب الامام البنا بخط يده ذكرى طيبة تحث على الاخوة في الله وتذكر بهذا اللقاء المبارك في الحرمين الشريفين ووقعه بتوقيعه.
أسهم الراحل في تأسيس جمعية الارشاد الاسلامي في عام 1370هـ الموافق 1950م كأول عمل اسلامي منظم ومؤسسي بالكويت، كما أسس جمعية الاصلاح الاجتماعي في مطلع الستينيات وقد سارت جمعية الاصلاح على نفس أهداف ومبادئ جمعية الارشاد، وظل رئيسا لجمعية الاصلاح حتى وفاته.
وكان رحمه الله، من أبرز رجالات العمل الخيري، محبا له ومنفقا سخيا على جميع أوجه البر والخير، وكان يستقبل بمكتبه اصحاب الحاجات، ويسعى جاهدا الى تلبية احتياجاتهم، هذا وأفنى حياته في العمل الخيري والدعوي وكان لا يكف عن المطالبة بتطبيق الشريعة الاسلامية، ومحاربة المفاسد والشرور الدخيلة على قيم المجتمع.
كان الراحل رحمه الله، له دور كبير في انجاح مؤتمر جدة الشعبي بعد ان كاد يفشل بسبب اختلاف وجهات النظر، حيث تدخل في الوقت المناسب وأعاد الأمور الى نصابها من خلال تأكيده على النظر للأمور بشمولية.
يتبع...
اقرأ أيضاً