أعلن وزير الصحة د.هلال الساير ان منطقة ام الهيمان تتأثر من حين إلى آخر بالملوثات الغازية، مؤكدا ان وجود روائح لا يعني ان المنطقة ملوثة أو أن نسب قياس الغازات قد تعدت الحدود القياسية المسترشد بها في المناطق السكنية.
جاء ذلك في رد وزير الصحة على سؤال للنائب وليد الطبطبائي حول التلوث البيئي في ضاحية أم الهيمان، وفيما يلي نص اسئلة النائب الطبطبائي وردود وزير الصحة عليها:
هل اتخذت الحكومة أي إجراءات وقرارات للمحافظة على البيئة في هذه المنطقة وحل مشكلة التلوث؟ إذا كانت الإجابة بالإيجاب يرجى بيان ذلك.
دأبت الهيئة العامة للبيئة من خلال تواجدها بالمنطقة منذ عام 1995 على تقييم وضع المنطقة بيئيا من ناحية جودة الهواء الجوي ودراسة سلوك الغازات المنبعثة من المصادر المحيطة وتأثرها بالعوامل المناخية المصاحبة، ويحيط بالمنطقة العديد من مصادر التلوث، فمن الشمال الشرقي إلى الشمال الغربي توجد مصافي تكرير البترول (3 كم) ومنطقة غرب ميناء عبدالله الصناعية (2 كم) وحقول النفط بمنطقة المقوع
(8 كم)، ومن الجهة الغربية توجد حقول النفط بمنطقة برقان (9 كم)، ومن الجهة الجنوبية توجد حقول النفط بمنطقة الوفرة (30 كم)، وتأثر المنطقة بأي من هذه المصادر يعتمد على بعد المصدر عن المنطقة وكمية ونوعية الغازات المنبعثة من المصادر والظروف المناخية المصاحبة، ففي الفترة من 1995 حتى عام 2005 قامت الهيئة العامة للبيئة برصد ملوثات الهواء الاساسية ومنها: غاز كبريتيد الهيدروجين h2s ـ ثاني أكسيد الكبريت so2 ـ غاز الميثان ch4 ـ أول أكسيد النيتروجين no ـ ثاني أكسيد النيتروجين no2 ـ مجموعة الابخرة الهيدروكربونية thc ـ غاز دون الميثان n-ch4 ـ غاز الأمونيا nh3 ـ غاز الأوزون o3، بالاضافة الى العوامل المناخية المصاحبة وهي سرعة واتجاه الريح ـ الرطوبة النسبية ـ درجة الحرارة، وقد تمت مقارنة نتائج القياس في ضاحية علي صباح السالم بنتائج القياس في محطات الرصد الأخرى في المناطق السكنية مثل الرابية والمنصورية فلوحظ ان نسبة الغازات التي تعدت حدها القياسي المسترشد به في ضاحية علي صباح السالم تعتبر منخفضة مقارنة بالمحطات الأخرى إذا ما قورنت بنتائج قياس غاز دون الميثان في المنصورية أو كبريتيد الهيدروجين في منطقة الرابية (سابقا)، وقد أخذت الهيئة العامة للبيئة على عاتقها اهمية موقع ضاحية علي صباح السالم، فمع زيادة النشاط الصناعي في المنطقة المحيطة بها زادت كمية الملوثات المنبعثة، كما ظهرت نوعيات أخرى من الغازات مما دعا الهيئة العامة للبيئة في عام 2006 الى استحداث نظام جديد لقياس الملوثات الغازية يسمى (doas) differential optical absorption spectroscopy، وقد تم تركيب نظامين ثابتين لقياس ملوثات الهواء الغازية أحدهما غرب المنطقة والآخر في الشمال، وتعتبر هاتين المحطتين بمثابة خط إنذار مبكر لرصد الملوثات المنبعثة من القطاع النفطي والقطاع الخاص، كما أن النظام له القدرة على تحديد نسب التلوث الجوي بطول قد يصل الى 1 كيلومتر، بالاضافة الى قدرته على قياس ملوثات الهواء الأساسية المذكورة سابقا والملوثات الهيدروكربونية المرتبطة بالأنشطة الصناعية والتي لها تأثير صحي مثل البنزين ـ إثيل بنزين ـ إكسيلين ـ فورمالدهيد ـ أسيتالدهيد ـ فينول ـ تولوين.
ومن خلال متابعة وتحليل البيانات اتضح ان المنطقة تتأثر من حين إلى آخر بالملوثات الغازية، حيث تعتمد كمية ونوعية الملوثات على المصدر المؤثر والعوامل المناخية المصاحبة علما بأن نتائج القياس في بعض الاحيان لم تتجاوز المعايير الاسترشادية الخاصة بالهيئة العامة للبيئة في المناطق السكنية.
وزيادة على ذلك ففي عام 2007 تم استحداث مختبر متنقل بنظام الـ (doas) لعمل مسح ميداني على المناطق الصناعية المحيطة بضاحية علي صباح السالم ومعرفة ما يصدر منها من ملوثات قد تؤثر بطريقة أو بأخرى على جودة الهواء في المنطقة.
وما نود التأكيد عليه هنا أن وجود روائح لا يعني ان المنطقة ملوثة او ان نسب قياس الغازات قد تعدت الحدود القياسية المسترشد بها في المناطق السكنية.
وبمعنى آخر لا يمكننا القول ان المنطقة ملوثة ولكن نؤكد على ازدياد الحمل البيئي لمصادر التلوث المحيطة بضاحية علي صباح السالم وذلك بمقارنة نتائج القياس السابقة بالحالية مما استوجب علينا ايقاف ترخيص أي نشاط صناعي جديد أو زيادة في خطوط انتاج اي مصنع من المصانع القائمة في المناطق الصناعية المحيطة بضاحية علي صباح السالم، وتشديد الرقابة على المصانع الموجودة من خلال دراسة انبعاثاتها ومقارنتها بالمعايير الدولية ووضع الحلول الهندسية المناسبة لتقليل انبعاثاتها.
هل توجد استراتيجية بيئية واضحة المعالم والاهداف وقابلة للتطبيق على ارض الواقع؟
للهيئة استراتيجية واضحة الى جانب ما تقوم به من مشاريع وبرامج سنوية تنفذ من قبل الادارات الفنية وفقا لميزانيات توضع لهذا الغرض وبالتعاون والتنسيق مع الجهات الحكومية الأخرى.
نتائج التلوث البيئي الصحية الملحوظة على سكان المنطقة بشكل دقيق:
جار حاليا تنفيذ مشروع المسح الصحي العالمي world health survey بالكويت حسب توصيات منظمة الصحة العالمية who.
ما الحلول المقترحة لمواجهة هذه المشكلة مع بيان ما تم منها، وما يتم؟ وبيان الأسباب؟
اتخذت الهيئة العامة للبيئة العديد من الإجراءات لمواجهة هذه المشكلة، منها:
- ـ تم التنسيق مع الجهات النفطية والصناعية المسؤولة عن المنشآت القائمة بالمنطقة الجنوبية من البلاد بشأن تنفيذ بعض المشاريع البيئية للحد من انبعاث الملوثات الغازية وخاصة في الحالات الطارئة والتي قد تتعرض لها هذه المنشآت.
- ـ قامت الهيئة العامة للبيئة بتمويل عدد من الدراسات والأبحاث الخاصة بتقييم جودة الهواء في ضاحية علي صباح السالم بالتعاون مع معهد الكويت للأبحاث العلمية، حيث تم خلال هذه الدراسة عمل مسح ميداني للمنطقة السكنية والمناطق الصناعية والمجاورة لها ومن ثم تعيين مستويات تركيز الملوثات الغازية المختلفة باستخدام اجهزة قياس مختلفة.
- ـ انشاء مركز للاستجابات السريعة بمنطقة الشعيبة التابع للهيئة العامة للبيئة: ان الهيئة العامة للبيئة بصدد تجهيز المركز وسيضم مختبرات للادارات الفنية، حيث سيقوم المركز بمراقبة المنطقة الجنوبية ورصد الانبعاثات والملوثات الناتجة عن المصانع والمصادر الملوثة للبيئة.
- ـ يقوم فريق متخصص من الهيئة العامة للبيئة من مختلف الادارات بعمل زيارات ميدانية للمصانع المختلفة وتحرير مخالفات للمصانع التي لا تلتزم بتنفيذ الاشتراطات البيئية الواردة باللائحة التنفيذية لقانون إنشاء الهيئة العامة للبيئة.
- ـ الزام المصانع باستخدام التكنولوجيا الحديثة والصديقة للبيئة التي تقلل انبعاث الملوثات من مصادرها ويتم دراستها من قبل مختصي الهيئة العامة للبيئة.
- ـ الزام المصانع بتركيب وحدات معالجة للنفايات الصناعية السائلة وايقاف الصرف الى البحر دون معالجة.
- ـ الزام المصانع التي تحتوي على أفران باستخدام الكهرباء والغاز الطبيعي.
- ـ الزام المصانع والمصافي التي تحتوي على مداخن بتركيب فلاتر لهذه المداخن للحد من الملوثات الغازية والانبعاثات.
آخر تطورات التلوث البيئي في أم الهيمان بديوان الطبطبائي
يقيم د.وليد الطبطبائي في ديوانه الكائن بمنطقة كيفان قطعة 6، شارع النابغة، منزل رقم 25 وذلك في تمام الساعة الثامنة مساء يوم السبت ندوة
حول آخر تطورات التلوث البيئي في منطقة أم الهيمان.