اكد رئيس لجنة الحكام ومصمم السيارات الايطالي ليوناردو فيورافانتي الاهمية الثقافية والحضارية العالمية لمعرض ومسابقة (كونكور.دي.اليجانس) المقامة في الكويت من 20 يناير وانتهت أنشطته أمس.
وقال فيورافانتي الذي صمم 11 سيارة فيراري منها الدايتونا والدينو و365 ج ت والس ب 1 وأدار تصميم 20 سيارة فيراري آخرها ال ف 40 خلال تعاونه مع المصنع لمدة 46 عاما ان السيارات لسنوات عديدة «تعد اكثر الالات التي استخدمها الانسان وتعبر عن تقدمه ولها تأثير مباشر على النظام الاقتصادي والاجتماعي».
واضاف «اذا أردنا ان نقيس القيمة الثقافية والحضارية للمعرض فسنجد رسالة مهمة» مبينا ان السيارات المتعددة الاصل والمصنع المتواجدة في المعرض «توضح قيمة ومعنى السيارة في الماضي والحاضر والمستقبل».
وعن اقامة المعرض لاول مرة في الكويت قال فيورافانتي الذي عبر عن عشقه للسيارات انه «مندهش أولا بالشغف الحقيقي الذي لمسه في الكويتيين لجميع انواع السيارات كالرياضية والتاريخية وغيرها وثانيا ان نسبة السيارات في الكويت عالية جدا».
وأوضح ان الشغف والحب للسيارة الذي يلمسه ويراه من جانب ملاكها هو العامل الرئيسي في تصويته للفائزين في الفئات الاربع التي أعلن عنها في حفل الختام أمس مضيفا «لا علاقة لقيمة السيارة المادية في الاختيار فقد تبين ارخص السيارات ثمنا الشغف وعلاقة الحب بينها وبين صاحبها وهذا هو الأهم».
وأعرب فيورافانتي عن امتنانه لدعوته الى الكويت مشيدا بالعمران الحضاري وبعض المباني الحكومية التي وصف بعضها بأنها «تحفا فنية» كما وصف ذهابه الى مخيم في بر الكويت للغداء بأنها «تجربة فريدة في عادات وتقاليد الكويت من طريقة الجلوس الى الاكل باليد».
وقال ان القاعدة والعوامل متوافرة لاقامة المعرض بشكل سنوي في الكويت متمنيا حضوره في السنوات المقبلة.
وقال أحد أعضاء متحف السيارات التاريخية وعضو اللجنة التنظيمية لمعرض الكويت العالمي للسيارات الفارهة احمد العنزي لـ«كونا» ان فكرة المعرض اتت قبل عام «لوضع الكويت في الخارطة العالمية» لهواية السيارات الثمينة والتاريخية.
واضاف العنزي ان المناقشات وطرح الافكار بدأت في معرض (طوكيو كونكور دي اليجانس) في شهر مارس 2009.
وأوضح انه رغم تعاون جميع الجهات والشركات المشاركة الا ان التحدي كان يكمن في ابقاء المعرض في مستواه العالمي بوجود حكام دوليين متخصصين اضافة الى وجود خبراء في نقل مثل هذه السيارات الفارهة لتكون في مستوى المسابقة التي لا تقام الا في دول قليلة مثل فرنسا والمانيا واليابان والولايات المتحدة التي حظيت باستضافة معظم المعارض في ابل بيش.
وأكد ان مستوى المشاركين في معرض الكويت لا يقل عن المستويات العالمية حيث يشارك تسعة حكام دوليون من ايطاليا واليابان ولبنان والولايات المتحدة وفرنسا والمانيا وبريطانيا «مما أوصل المعرض الى العالمية».
وقال «ان المعرض سيحدث ردة فعل قوية ايجابية» موضحا «بدأنا برصد اخبار المعرض واظهاره اعلاميا في جميع الدول التي لها باع في هذه المسابقة وحتى تجهيزاتها».
واشار الى ان لجنة التنظيم قامت بمراسلة المسؤولين عن هذا المعرض منذ فترة طويلة لتوضيح شغف الكويت بهذه الهواية وارسال صور السيارات التاريخية الموجودة في الكويت لاقناعهم بعزم الكويت على احتضان المسابقة حاضرا ومستقبلا.
وأكد العنزي ان المشاركين والحكام والمسؤولين عبروا عن «انبهارهم ودهشتهم» لما رأوه في الكويت من حب وشغف بهذه السيارات التاريخية.
وذكر انه اضافة الى وضع الكويت على الخارطة العالمية يهدف المعرض الى توضيح الامكانيات السياحية اضافة الى تعريف الشعب الكويتي بهذا الحدث مشيدا بالاهتمام البالغ من جميع عناصر المجتمع وحضورهم الذي يستمر حتى منتصف الليل.
واضاف العنزي ان الحكام أعلنوا عن السيارات الفائزة في الفئات الاربع المقسمة حسب اعمارها (أ-1910-1930 ب-1931-1945 ج-1946-1960 د- 1961-1975).
وأوضح ان المحكمين نظروا اولا في تقييم حالة الشكل الخارجي ثم المحرك وما اذا كانت السيارة على حالتها الاصلية «ولا بأس اذا كانت قد مرت بتعديلات تجميلية كالصبغ والتنجيد».
وبيّن انه خلال التحكيم تم تشغيل جميع السيارات المشاركة لتقوم بالمرور امام اللجنة قبل تحديد السيارة الفائزة في كل فئة في اجتماع سري.
وقال ان عدد السيارات المشاركة بلغ 54 سيارة يعود تاريخها من عام 1910 الى 1975 منها 13 سيارة من دول اجنبية وعربية والباقي مشاركات محلية.
ولاحظ ان عدد السيارات التي لم تشارك فاق الـ500 سيارة من جهات عدة مثل المتحف الملكي الاردني وهواة في الكويت «مما يبرهن وجود قاعدة كبيرة للمعارض المقبلة».
وعن بعض ما واجه المعرض من صعوبات لفت العنزي الى سيارة يسميها مالكها المصري صبحي الخضري (سارة) وهي من طراز (بويك دينافلو - 1949) قائلا كانت الصعوبة في نقلها برا كونها تحفة فنية نادرة «كالعائلة عند بعض الهواة» الا أن مالكها «أبى الا ان يشارك رغم تأخر وصول السيارة عن الافتتاح».
واشار الى حرص بعض الدول كفرنسا على مثل هذه النوعية من السيارات التي تعد من المقتنيات الاثرية التاريخية والتراثية المهمة مبينا ان موافقة فرنسا على نقل السيارات المشاركة من هناك احتاج الى ثلاثة أشهر رغم موافقة ملاكها.
وقال ان ممثل المتحف الملكي الاردني خالد السبول حضر المعرض وعرض افكارا للتعاون بشكل موسع مستقبلا كما انه «نقل الينا دعوة رسمية من (طوكيو كونكور دي اليجانس) للمشاركة في المعرض المقرر اقامته في اليابان في شهر يوليو المقبل».
واشاد العنزي بوزارتي الداخلية والصحة لتنسيقهما ودعمهما وتعاونهما لانجاح هذا الحدث العالمي والتاريخي في الكويت موجها في الختام شكره الى كل المنظمين والمشاركين.
9 حكام عالميين في لجنة تحكيم «كويت كونكور دي اليجانس»
تتكون لجنة تحكيم «كويت. كونكور. دي. اليجانس» المقامة في الكويت من تسعة حكام عالميين ذوي خبرة في تصميم واعلام السيارات.
ويترأس الطاقم المصمم الايطالي ليوناردو فيورافانتي الذي ولد في ايطاليا عام 1938 ودرس الهندسة الميكانيكية بتخصص الديناميكية الهوائية وتصميم جسم السيارات وساهم بتصميم نحو 31 سيارة فيراري مثل ألف 40 وغيرها.
كما يتكون طاقم التحكيم من نائب رئيس ومدير قسم الابداع في مصنع نيسان الياباني شيرو ناكامورا الذي عمل في الشركة منذ عام 1999 وتعد الفئات التالية مورانو 370 زد وجي تي ـ ار وانفينيتي ام واف اكس من التصميمات التي رأت الحياة تحت اشرافه.
ويعتبر الحكم الاميركي كريستوفر بانجل المسؤول عن نقل تصاميم بي ام دبليو وميني كوبر ورولس رويس الى القرن الحالي حيث يعتبر اول اميركي ترأس قسم الابداع في الشركة الألمانية منذ عام 1992 الى 2009.
والحكم والناشط في عالم السيارات الاسباني خواكيز برانيري الذي نظم 15 معرضا ومسابقة «كونكور. دي. اليجانس» في اسبانيا وفرنسا واعاد الحياة الى 42 سيارة كلاسيكية.
كما تتكون قائمة التحكيم من الياباني كن اوكوياما الذي بدأ حياته العملية ككبير المصممين في مشروع شركة هوندا المسمى ان اس تكس كما عمل في تصميم سيارات عالمية كالفيراري انزو وال 599 وماساراتي بيردكيج والميتسوبيشي كولت سي زد س والياباني الآخر هيديو كوداما الذي عمل في شركة اوبل للسيارات منذ عام 1966 لحين استقالته في 2009 ككبير المصممين.
ويشارك من ألمانيا الاعلامي وسائق سيارات الرالي ابرهارد كتلر الذي يعمل حاليا رئيسا لقسم السيارات الكلاسيكية في شركة فولكس واجن.
ويشارك من بريطانيا مؤسس ورئيس مهرجان «طوكيو. كونكور. دي. اليجانس» بول جولدسمث ومن لبنان الحكم فرسان حداد الذي مثل شركة ميشلن في الكويت والعراق بالاضافة الى نشاطه في عالم السيارات.