منى آتش: لا فرق بين الزوجين ليصبح الزواج ناجحاً
نعمة عبدالحميد: التفاهم أساس نجاح الحياة الزوجية
بثينة الشيباني: المشاركة ترجع لحرية الزوجة واختيارها
أمل عيادة: غلاء المعيشة ومتطلبات الحياة تستلزم المشاركة
ليلى حمزة: لا أؤيد إنفاق الزوجة مع زوجها لأنه ليس دورها
هدى الهزيم: الإنفاق داخل المنزل حرية شخصية وليس إجباريا
معصومة صالح: وراء كل رجل عظيم امرأة ولابد من المشاركة
ندى أبونصر
اختلفت نظرة الشاب في اختيار شريكة حياته وفتاة احلامه ولم تبق نظرته للفتاة التي يحلم بان يرتبط بها مجرد الصفات التي كان يطلبها الشاب في الماضي كالقوام الجميل والاخلاق الحميدة والحسب والنسب بل زاد على هذه الصفات واصبح اهمها ان تكون الفتاة موظفة. وأصبح اغلب الشباب يرى في هذا الموضوع ضرورة لا يمكن الاستغناء عنها عند تفكيرهم في الزواج وتكوين اسرة، ربما يرجع ذلك للظروف الاقتصادية والصعوبات المادية التي تواجه كل شاب مقبل على الزواج، ولم تقف الامور عند هذا الحد بل اصبحت مسألة الانفاق على المنزل بعد الزواج مشكلة حقيقية بين الزوج والزوجة، وخصوصا اذا كانت الزوجة عاملة او موظفة وتنوعت القضايا والحوادث في هذه المسألة بين ازواج وزوجات في مختلف المجتمعات العربية والاسلامية. بين ازواج يطالبون الزوجات العاملات بضرورة الاسهام في نفقات المنزل بحجة انها مقصرة في واجباتها الزوجية وزوجات يطالبن الازواج بضرورة المساعدة في اعمال المنزل المختلفة وتدبير شؤون الاولاد الصغار نتيجة اسهامها في الانفاق في مصروف المنزل والاولاد، يبقى السؤال هو سيد الموقف: هل الانفاق يظل مسؤولية الزوج ام يختلف الامر في ظل الاوضاع الاجتماعية الحالية وخروج المرأة للعمل نظرا لمتطلبات الحياة المعاصرة؟ وهل تصبح المرأة مطالبة ايضا بالاسهام في الانفاق مع الزوج نتيجة بعض التقصير في حقوق وواجبات الزوج والابناء، وفيما يتعلق بشؤونهم الحياتية ام يجب ان تكون هناك مساعدة بينهما في هذا الموضوع؟ قامت «الأنباء» بجولة لاستطلاع آراء المواطنين في هذا الموضوع وكانت الآراء الآتية:
في البداية أكدت معصومة صالح انه من الضروري مشاركة الزوجة زوجها في جميع الامور وبالاخص في ظل الظروف القاسية والصعبة التي نعيشها وقالت «وراء كل رجل عظيم امرأة» ولهذا يجب ان تقف الزوجة الى جانب زوجها في السراء والضراء لكي يكونوا يدا واحدة تواجه جميع المصاعب ليكونوا اسرة متماسكة اساسها الحب والمودة.
واضافت انه ليس من الخطأ ان تنفق الزوجة مع زوجها وتشاركه في مصاريف المنزل لانه كما يقال «يد واحدة لا تصفق» والمال شيء ثانوي عند وجود المحبة بين الزوجين.
اما نعمة عبدالحميد فترى ان انفاق الزوجة مع زوجها في المنزل ليس واجبا ولكنه مشاركة منها في ظل ضغوط الحياة وصعوباتها ومساهمتها شيء جميل بالاخص عندما يكون هناك تفاهم بينهما لان التفاهم هو اساس نجاح الحياة الزوجية وعندما يكون الزوجان متفاهمين تصبح جميع الامور بسيطة وغير معقدة ويصبح لا فرق بين مالها وماله في صالح سعادة الاسرة بمن فيها الزوجان والاطفال.
اما امل عيادة فتؤكد ان مساهمة الزوجة ضروري وهو من مبدأ التعاون بين المرأة والرجل لاستمرار الحياة الزوجية ونجاحها وبالاخص في ظل غلاء المعيشة ومتطلبات الحياة الكثيرة، وقالت مشاركة المرأة يجب ان تكون عن رضا نفس وطيب خاطر لمصلحة الابناء وسعادتهم في تأمين جميع ما يطلبونه من مستلزمات لا يستطيع الاب وحده ان يقوم بتأمينها.
ايدتها في الرأي منى آتش التي قالت انه من الضروري المشاركة والتعاون بين الزوجين واذا لم تساعد الزوجة زوجها فمن تساعد؟! فيجب الا يكون هناك فرق بين الزوجين لكي يكون الزواج ناجحا، وتتابع قائلة: «انا انصح ابنتي المتزوجة بمساعدة زوجها ومشاركته في مصاريف المنزل لان مساعدة الزوجة لزوجها ضروري لحياة افضل ولخير افراد الاسرة وسعادتهم.
وتزيد ان مساهمة المرأة حرية شخصية تعود لكل امرأة وطريقة تفكيرها ولكن مصاعب الحياة اصبحت تتطلب هذا الشيء وتجعله ضرورة ملحة.
اما ليلى حمزة فكان رأيها مخالفا وقالت: أنا لا أؤيد الزوجة التي تنفق مع زوجها فالمرأة ليس دورها الانفاق مع زوجها لأن الانفاق هو مسؤولية الرجل وحده والزوجة في عصرنا اصبحت تقوم بجميع المهام التي يجب ان يقوم بها الرجل.
وأضافت ان الزوجة يكفيها ان تقوم بمهامها داخل المنزل كتدريس الأولاد واخذهم الى المدرسة والاهتمام بهم وبشؤون المنزل وان دور الرجل الشرعي والاجتماعي يحتم عليه أن ينفق على أسرته.
وقالت حمزة انه في عصرنا الحالي أصبحت المرأة من واجبها ان تقوم بجميع المسؤوليات وأصبح ملقى على عاتقها الكثير من الأمور وتتحمل فوق طاقتها سواء ان كان داخل المنزل أو خارجه وأصبح الكثير من الأزواج يتكلون على زوجاتهم في القيام بكل شيء وهذا ظلم، بينما بثينة الشيباني أكدت انه من الضروري ان تنفق الزوجة مع زوجها في المنزل وانه من دون مشاركة الزوجة لزوجها في أمور الحياة ومتطلباتها لا يكون هناك انسجام في الحياة الزوجية.
وزادت: ان مشاركة الزوجة لزوجها في الانفاق يرجع للزوجة وحريتها واختيارها وهذا يعود على حسب التفاهم بين الزوجين ومحبة الزوجة لزوجها لبناء حياة سعيدة أساسها المودة والمشاركة.
من جانبها، أكدت ليلى العدواني ان الزواج مشاركة ويجب ان يتقاسم الزوجان جميع أمور الحياة بأفراحها وأحزانها وعلى الزوجة ان تساعد زوجها في المحن والمصاعب التي يمر بها ولكن في نفس الوقت يجب على الزوج ان يعاملها بالمثل ويقدر لها تضحياتها ووقوفها الى جانبه ومساعدتها له في الكثير من الالتزامات ولا يستغني عن خدماتها حتى ان تحسنت ظروفه المالية وينسى ما قامت به لأن أصعب شيء على الزوجة هو عدم تقدير الزوج لتضحياتها وتجاهله انها كانت له الزوجة والصديقة والاخت في مشوار حياته وبالأخص ان الزوجة المخلصة والوفية والصبورة، وكما يقال «بنت أصل» جوهرة نفيسة في هذه الأيام التي اصبحت المصلحة الشخصية تطغى حتى على العلاقة الزوجية التي يجب ان تكون منزهة عن هذه الأمور، ويكون الحب والاخلاص هما ركيزتها الأساسية.
من جانبها تقول هدى الهزيم ان انفاق الزوجة داخل المنزل حرية شخصية وليس شيئا اجباريا، ولكن الزوجة التي تعمل وتستطيع مساعدة زوجها يجب ألا تقصر لأن ضغوط ومتطلبات الحياة تستدعي ذلك لأن مهما كان دخل الرجل فلا يكفي لأن ينفق وحده على الأسرة.
ولكن في الوقت نفسه يجب ألا يحدد لها أو يلزمها بمبلغ معين بل يجب ان تكون مساهمتها في المصروف بحسب الحاجة والضرورة.
من جهتها، تقول سمية شعبان ان الرجل الشرقي لا يفضل أن تنفق الزوجة في المنزل حتى ولو انه بحاجة لهذا الانفاق أو المساعدة لأنه يشعر أن هذا ينتقص من رجولته ومن كبريائه.
المشعان: المشاركة مطلب أساسي دون إجبار الزوجة
أكد أستاذ علم النفس في جامعة الكويت د.عويد المشعان أن المشاركة في الزواج مطلب أساسي ولكنه ضد مبدأ إجبار الزوج زوجته على الانفاق على الأسرة لأن هذا تعد على حقوق المرأة، والرجل هو المسؤول عن الانفاق والاهتمام بمتطلبات الزوجة والأولاد.
وزاد ان مشاركة الزوجة زوجها من تلقاء نفسها أمر جيد ولكن دون أي ضغط من الزوج لأن الزوج الذي يهدد زوجته أو يجبرها على مشاركته في الانفاق لا يريد استمرار العلاقة الزوجية.
وأوضح المشعان انه يجب على الزوجين دراسة ميزانيتهما ومقدرتهما ولا يهتمان بالمظاهر لكي لا يضطرا الى أن يصرفوا أكثر من طاقتهما ويجب اقتطاع جزء من الراتب ليوم الحاجة وأضاف انه يجب على الزوج أن يعرف واجباته وأن يقوم بدوره على أكمل وجه ومسألة الانفاق من مسؤولياته فالرجل هو القوام ومشاركة المرأة له حرية شخصية وبإرادتها وليس بالمساومة.
كما انه يجب على الأسرة أن تكون مبنية على التفاهم لانه هو اساس الزواج الناجح.
أزواج: الإنفاق شرعاً وقانوناً مسؤولية الرجل
الأزواج أيضا كان لهم رأي خاص في مسألة الإنفاق على الأسرة، حيث أكدوا رفضهم مشاركة زوجاتهم لهم في الأمور الحياتية الأساسية، مؤكدين ان الرجل هو المسؤول الأول عن الأسرة.
أكد محمد زيدان انه من أنصار جلوس المرأة في المنزل، حتى لا تثار قضية راتب الزوجة ويقول ان عمل الزوجة أحد أهم أسباب مشكلات الأسرة العصرية. وقال انه يفضل ان تكتفي زوجته بتحمل مسؤوليات البيت والأولاد فقط، وانه في حال قررت الزوجة الخروج الى العمل فإنه لن يقبل ان تسهم في الانفاق على المنزل، لأن الإنفاق شرعا وقانونا من مسؤولية الرجل.
اما أحمد رمضان فقال انه لا يرى عيبا في انفاق الزوجة مع زوجها ومساعدته في مسؤوليات الحياة، ولكن في الكماليات لأنه يخشى من الاحساس بالضعف الذي قد تسببه مشاركة الزوجة زوجها مصاريف المنزل يدا بيد.
ويضيف ان بعض النساء اللواتي يسهمن في المصروف يتوهمن انهن لسن بحاجة الى الرجل وانهن يستطعن القيام بدوره فيشعرنه بالتهميش وهذا ما يؤدي الى كثير من المشكلات. ويتابع ان انفاق الزوج على بيته يجعله هو الربان لذلك المنزل، مشيرا الى ان توزيع الأدوار والمهمات بين الزوجين يتيح لمركبهما ان يسير بهدوء بعيدا عن الغرق.
من ناحيته، وفي موقف مخالف يؤكد أيمن العبدلي ان الظروف الاقتصادية وازدياد أعباء الحياة يحتمان ان يكون للزوجة العاملة دور في تخفيف هذه الأعباء، وليس بالضرورة في المصاريف الأساسية مثل ايجار المنزل أو مصاريف مدارس الأولاد بل يكفي ان تساهم في الالتزام باحتياجاتها الخاصة، وبهذا تكون قد أسهمت بشكل كبير في التخفيف من المصاريف.