دراسة أعدها مركز اتجاهات للدراسات والبحوث
4 سنـــوات مضت من ولاية عهد حكيم الأمة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، وعلى الرغم من أنها قصيرة في تاريخ الأمم فإنها حبلى بالأحداث المهمة والفارقة في تاريخ الكويت، من تكريس الشرعية الدستورية واقعا الى وضع خارطة طريق ونهج عمل، وصولا الى وضع الخطة الإنمائية الخمسية لأول مرة منذ ربع قرن في عهدة مجلس الأمة.
في هذا السياق، تدور دراسة مركز اتجاهات للدراسات والبحوث الذي يرأسه عضو غرفة تجارة وصناعة الكويت خالد عبدالرحمن المضاحكة لتبحر في قراءة خطب وكلمات صاحب السمو الأمير.
وإذا كان في تاريخ الأمم والشعوب رجال يصنعون تاريخ بلدانهم، ينسجون حاضرها ويرسمون مستقبلها، فالكويت حباها الله برجل من هؤلاء، انه صاحب السمو الامير الشيخ صباح الأحمد الذي تلاقت الكويت على حبه ومحبته حكومة وشعبا، جزاء وفاقا لما قدمه من عطاء على مدى أربعة عقود.
كلماته إلى المواطنين
خلال 4 سنوات منذ تولي سموه مسند الإمارة في 29 يناير 2006 تحدث الى المواطنين 7 مرات في مناسبات مختلفة، تناول سموه خلالها قضايا عديدة.
الوحدة الوطنية
من أهم القضايا التي حرص سموه على التطرق إليها هي وحدة الصف، فقد شدد سموه على قضية الوحدة الوطنية ووحدة الصف والكلمة، والعمل بروح الفريق الواحد، وترجمة معنى المواطنة الصالحة الى واقع عملي، ففي التاسع والعشرين من يناير 2006 ألقى صاحب السمو الامير كلمة بمناسبة تولي سموه مسند الإمارة، أشار فيها الى التمسك بالوحدة الوطنية «..يحسب للشعب الكويتي الأبي ما أبداه من مشاعر الولاء والاخلاص والوفاء لوطنه ورموزه الوطنية، وتجسيده التلقائي للوحدة الوطنية»، وشدد سموه على نبذ الطائفية والفئوية فقال «تغليب الصالح العام، ونبذ التحزب والأهواء الطائفية والقبلية والفئوية الضيقة لتبقى الكويت دائما هي الرابح الأول والأكبر».
وفي الخامس والعشرين من فبراير من العام نفسه، ألقى سموه كلمة للمواطنين بمناسبة انتهاء فترة الحداد على وفاة الأمير الراحل سمو الشيخ جابر الاحمد والعيدين الوطني والتحرير، أكد فيها على ضرورة تعزيز الوحدة الوطنية، فقال «وليس من شك في أن مفتاح الأمر مرهون بتماسك جبهتنا الداخلية وتعزيز وحدتنا الوطنية وتوحدها صفا قويا يظله قانون يحترمه الجميع».
وتأكيدا من سموه على أن يصبح الكويتيون يدا واحدة وجبهة متماسكة، وإيمانا من سموه بأن ذلك لن يتحقق الا بتماسك نسيج الوحدة الوطنية قال سموه بمناسبة مرور عام على تولي سموه مسند الإمارة في التاسع والعشرين من يناير عام 2007 «ليست الوحدة الوطنية شعارا تردده الأفواه أو تكتبه الأقلام، بل هي مبدأ شديد الوضوح، وجهد شديد الاخلاص ومشاركة ايجابية واعية، تنبذ كل خلاف يهدد وحدتنا، أو يعرقل مسيرتنا، أو يزعزع أمننا». وقد دعا سموه «فإنني ادعوكم من أجل الكويت، ومستقبل أبنائها، الى نبذ خلافاتكم، والكف عن توجيه الاتهام الى أحد دون بينة، لأن التعميم في التهمة ينتج آثارا خطيرة، ويشغل جهد الناس، ويصرفهم عن النهوض ببلادهم».
ولأنه قائد محنك من طراز فريد فقد عرف سموه السبيل لتحقيق تلك النهضة فقال «ليس من سبيل الى حماية وطننا، الا أن نعمل بروح الفريق الواحد الذي لا يعرف الفرقة، وأن نستثمر الوقت ونسابق الأحداث، محافظين أشد المحافظة على الكويت أسرة واحدة».
وفي التاسع والعشرين من يناير عام 2009 ألقى سموه كلمة الى المواطنين بمناسبة مرور عامين على تولي سموه مقاليد الحكم، أكد فيها على ضرورة التمسك بالوحدة الوطنية ونبذ الخلافات ووحدة الصف «ان الكويت هي الوطن والوجود، وليس لنا من سبيل للنهوض بها، الا العمل بروح الفريق الواحد، والأسرة المترابطة والمتحابة التي تحرص كل الحرص على التضحية والتفاني في خدمة الوطن ورقيه، نابذة وراءها كل خلاف يهدد دعائم وحدتنا الوطنية، ويصرفنا عن مسيرة نهضتنا المباركة. وبعين ثاقبة وحكمة قائد استشعر ان نيران الفتنة الطائفية بدأت تستعر في نسيج المجتمع، فأطل سموه على المواطنين في ليل التاسع والعشرين من ديسمبر عام 2009 ليلقي كلمته التي نزلت كالبلسم على جراح التراشق الطائفي وخدش النسيج الاجتماعي، وتساءل سموه في استنكار لما يحدث على الساحة الداخلية «هل بات مقبولا أن نرى من الممارسات ونسمع من العبارات ما يمس ثوابتنا الوطنية ويسيء الى نسيجنا الاجتماعي ومكوناته؟ وهل أصبح التهديد والتشكيك والشحن والاثارة وتعبئة الجماهير واستخدام الأساليب الغريبة وانتهاج الفوضى والانفلات بديلا عن الاحتكام للقانون وتأكيد سلطته والحفاظ على هيبته؟».
بكل الأسى والألم جاءت كلمات سموه معبرة عما شهدته الساحة من تجاذبات واختلافات فقال سموه «لقد هالني وأحزنني أن تشهد الساحة الكويتية مثل هذه الأجواء القاتمة وما انطوت عليه من مظاهر وممارسات وأصداء انفعالية غير محسوبة التداعيات والعواقب مشحونة بالنزعات والنعرات المقيتة بما تحمله من بذور الفتنة التي تهدد ركائز ومقومات مجتمعنا في أمنه واستقراره ومجمل نواحي حياته وتهدد بالخطر الشديد أعز ما نملك من مكتسباتنا وثوابتنا الوطنية».
ورسم سموه خارطة طريق للخروج من هذه المحنة التي تكاد تعصف بالوطن وتهز ثوابته الوطنية ولحمتها فقال «إن أشرف الصدق الانتماء لهذه الأرض الطاهرة فهو ميزان تفاضلنا ورسالتنا السامية في ترسيخ وحدتنا الوطنية وإذكاء روحها وتأصيل مفهومها فهي حق الوطن في أعناقنا وقدرنا المشترك»، وأضاف سموه «عاهدنا الله على الذود عن الوطن وحمايته من شرور المصالح الشخصية والمكاسب السياسية ومهالك العصبية والقبلية والطائفية وحسراتها، وهو ما يدعو الى المزيد من التآخي والإيثار والتفاني والحس الواعي في ترسيخ هذه الوحدة وإعلائها فوق كل اعتبار لتبقى سر المجد والاقتدار لشعب مؤمن بلحمته وإرادته الجامعة في صنع حياة حرة كريمة على تراب وطن آمن حافل بأسباب التقدم والارتقاء».
وتأكيدا من سموه على المحافظة على الوحدة الوطنية وأنها طوق النجاة للوطن فقد حرص سموه على أن يذكر بها في مناسبات العشر الأواخر من رمضان منذ تولي سموه مسند الإمارة في 4 كلمات خاطب من خلالها المواطنين من أبنائه، ففي أكتوبر 2006 أكد سموه على المحافظة عليها وصونها وإحاطتها بسياج منيع، فقال سموه «شاكرين لله سبحانه وتعالى ما أنعم به علينا من إيمان في قلوبنا، وخير في أرضنا، ومودة جمعت بيننا، لتكون هذه الدار، دار أمن وأمان، معتزة بوحدتها الوطنية التي هي معدن وجودنا وتاريخ أسلافنا».
ودعا سموه الى المحافظة عليها فقال «وعلينا أمانة المحافظة عليها وصونها من كل عابث، وإحاطتها بسياج منيع من أبنائها، يجمع بينهم العدل والانصاف».
وعندما افتتح سموه 7 ادوار انعقاد بداية من الدور الاول للفصل التشريعي الحادي عشر وحتى افتتاح الدور الثاني للفصل التشريعي الثالث عشر، لم تغب الوحدة الوطنية عن منطوقاته السامية السبعة، ففي افتتاح دور الانعقاد الثاني من الفصل التشريعي الحادي عشر في الثلاثين من اكتوبر عام 2006 دعا سموه الى نبذ الممارسات التي تؤدي الى التفرقة والتعصب فقال «الكويت هي وطننا الخالد، ومهمة الحفاظ على امنها واستقرارها ورخائها مهمة تاريخية قام بها الاجداد، نجسد من خلالها وحدتنا الوطنية، فالكويت ليست لفئة دون اخرى، ولا لطائفة دون غيرها، انها للجميع». وشدد سموه على «عظم المسؤولية وأهمية حمايتها من خلال الايمان بالنظام الديموقراطي، ونبذ الممارسات التي تقود الى التفرقة والتفكك، والترفع عن التحزب والتعصب، والتزام الحكمة وتغليب المصلحة العامة، فذلك كله سياج حصين لامن واستقرار هذا الوطن».
وفي اول يونيو 2008 وجه سموه تحذيرا شديد اللهجة الى كل من تسول له نفسه العبث بوحدة الكويت الوطنية، فقال سموه «اننا، ومن منطلق المسؤولية، نؤكد اننا لن نسمح لكائن من كان وتحت اي ذريعة او مبرر، ان يمس وحدتنا الوطنية، في اي من مكامنها الامنية، او السياسية، او الاجتماعية او الاقتصادية، لتبقى الكويت محصنة ضد اي فوضى او فتنة او خراب».
في افتتاح دور الانعقاد الحالي الثاني من الفصل الـ 13 في الـ 27 من أكتوبر 2009 حذر سموه من اي تصنيف او تقسيم يمس نسيجه الاجتماعي، فقال ان «الوحدة الوطنية، الجامعة المانعة الحاضنة لأبناء هذه الأرض الطيبة هي الركن الأساسي في تماسكهم وحرصهم على ثوابتهم الوطنية، وتراثهم الاصيل، وعلى تكريس انتمائهم لوطن لا يعرف التفرقة بين ابنائه، او اي تصنيف وتقسيم يمس نسيجه الاجتماعي، ليبقى وطنا للجميع، يسود بين ابنائه صفاء النفوس وحسن النوايا، وحب العمل».
حتى في حالات حل مجلس الأمة الثلاث التي اتخذ سموه خلالها القرار «الصعب» بحل المجلس، فالأول كان في 21 مايو عام 2006 والثاني في 19 مارس 2008 والثالث في 18 مارس 2009 لم ينس سموه ان يدعو الى وقفة جادة لاسترجاع ما تم عمله وما يجب عمله من اجل الوحدة الوطنية، فقال في الحل الثاني في التاسع عشر من مارس 2008 «حري بكل مواطن غيور على وطنه ان تكون تلك الأوضاع دافعا للعمل الوطني الجاد ونبذ الخلافات، وان تتوحد صفوفنا حتى نكون كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا، فنحن في هذا الوطن اخوة متحابون، لا مكان فيه للتعصب لطائفة او قبيلة او لفئة ما على حساب الوطن»، واوضح سموه ان «الولاء بيننا لله ثم الى الوطن الذي نعيش على ارضه نحميه بوحدتنا الوطنية ونبني اسواره بتعاضد ابنائه».
التعاون بين السلطتين
من أهم مرتكزات حكم سموه دعوته المتكررة الى التعاون الايجابي بين مجلس الأمة والحكومة، مذكرا في كل مناسبة بمبدأ الفصل بين السلطات وأهمية احترام أحكام الدستور.
ففي التاسع والعشرين من يناير 2006 خاطب سموه المواطنين من مجلس الأمة عندما تولى مسند الإمارة، مركزا سموه على طموحات وآمال المواطنين في ظل عالم يموج بالتطورات والمتغيرات ومظاهر التوتر وعدم الاستقرار.
وبين انه لن تتحقق هذه الطموحات الا بتعاون السلطتين فقال «وعلينا أن ندرك أن التعاون الايجابي المثمر بين السلطتين التشريعية والتنفيذية قدر حتمي لتحقيق النقلة النوعية نحو التغيير والإصلاح، ودفع مسيرة البناء والتنمية الى الأمام، وأن الارادة الوطنية الواعية سبيلنا الى الإمساك بكافة مقومات النجاح والإبداع والتميز والتحلي بالمزيد من رحابة الصدر وتقبل الرأي الآخر».
ويؤمن سموه بأن التعاون بين السلطتين يؤدي الى الارتقاء بالوطن وتأمين بناء شراكة حقيقية للنهوض بالكويت، ففي التاسع والعشرين من يناير عام 2008 ألقى سموه كلمته بمناسبة مرور عامين على توليه مسند الامارة، فقال ان «النهضة لن تتحقق الا بتعاون السلطتين»، فقال «اننا على ثقة بتحقيق ذلك بإذن الله تعالى في ظل التعاون بين السلطتين التشريعية والتنفيذية ووضع المصلحة العليا للوطن فوق كل اعتبار».
وفي التاسع والعشرين من ديسمبر عام 2009 وعندما استشعر سموه الخطر على الوطن والمواطنين وعندما أحس سموه بأن تأزم العلاقة بين السلطتين قد يقوض المكتسبات والانجازات وقد يؤدي في الوقت نفسه الى المساس بالثوابت الوطنية ألقى سموه كلمة وجه اللوم فيها الى السلطتين، وحثهما على التعاون البناء للنهوض بالوطن، فقال سموه «ان ما أخشاه اليوم أن تتعرض الممارسة الديموقراطية لخطر انتكاسة مفصلية بفعل الإفراط في تسييس الأمور والخروج على الضوابط التي رسمها الدستور، لاسيما ان حالة الخلل السياسي والعلاقة غير الصحيحة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية أصبحت حملا ثقيلا يقوض المكتسبات والانجازات ويمس الثوابت الوطنية، وهو ما يحمل المجلس والحكومة معا مسؤولية التوصل الى تأمين مقومات راسخة تكفل بناء شراكة حقيقية وتعاونا ايجابيا بين السلطتين التزاما بالأطر الدستورية وحدودها الفاصلة بين السلطات والاحتكام الى قرار الحوار الراقي الرصين القائم على سعة الأفق ورحابة الصدر والحرص على المصلحة العامة في النقاش واحترام الرأي الآخر».
ولم تخل مناسبة يتحدث فيها سموه عن التركيز على ضرورة التعاون بين السلطتين، وإيمانا من سموه بأن ذك التعاون يساهم في رفعة شأن الوطن وتقدمه بين الشعوب والأمم، ففي كلمته بمناسبة العشر الأواخر في الثالث من أكتوبر عام 2007 قال سموه «دعونا دائما الى أهمية تعزيز التعاون بين السلطتين التشريعية والتنفيذية وتحويل هذا التعاون بينهما الى ممارسة تنهض بالعمل البرلماني والعملية السياسية والديموقراطية في بلدنا» وذلك من أجل «تكاتف الجهود لأداء المسؤوليات الدستورية التي عاهدنا الله ثم الوطن ثم الشعب على القيام بها من أجل خدمة مصالح الكويت وشعبها الكريم».
والتعاون بين السلطتين من أهم أولويات سموه ولطالما حث عليه ولذلك فقد رسم سموه خارطة طريق لتحقيق ذلك التعاون في قوله «على ثقة تامة بأن التعاون بين السلطتين التشريعية والتنفيذية ممكن وميسور إذا ما ابتعدنا بأنفسنا عن الطروحات المسيئة والتشكيك في النوايا والقدرات وتصيد الأخطاء بعضنا البعض، وتأزيم المواقف لمصلحة منافع ذاتية ضيقة ونقل اختلافات الرأي والرؤية الى خارج قبة البرلمان لتكون حديثا للناس والصحافة على حد سواء».
وأكمل سموه رسم هذه الخارطة في خطابه في العشر الأواخر من عام 2008 بدعوته السلطتين الى «التآزر والتعاون وتوحيد الرؤى، والحرص على عدم المساس بالعلاقات الطيبة التي تربط الكويت بالدول الشقيقة والصديقة».
حلم المركز المالي
حلم سموه أن يحول الكويت الى مركز مالي وتجاري عالمي، وآمن سموه أن ذلك لن يتحقق الا من خلال اصلاح الاقتصاد الكويتي وتوجيه الطاقات نحو البناء والتنمية المستدامة، فلطالما دعا سموه الى توحيد وتضافر الجهود لتنفيذ المشاريع الاقتصادية الكبرى، وتأكيدا لهذه الرغبة فقد أطلقها في كل مناسبة لدرجة ان سموه دعا من اسطنبول، حيث المنتدى الاقتصادي الكويتي ـ التركي الى اقرار التشريعات الاقتصادية التي ستساهم في تحويل الكويت الى مركز مالي وتجاري.
ولم تخل كلمة من كلمات سموه في أي مناسبة على الاطلاق من التطرق الى هذا الحلم بشكل مباشر أو غير مباشر وعلى جميع الأصعدة الاجتماعية أو السياسية أو الاقتصادية أو التنمية البشرية، فيرى سموه أن الارتقاء في كل هذه المناحي يخدم حلمه الرئيسي، فمنذ اليوم الأول على تولي سموه مقاليد الحكم ظل يحث أبناء وطنه على العمل الجاد والإنتاج والاخلاص للنهوض بالوطن ولتعود الكويت الى سابق عهدها درة للخليج.
وفي الثلاثين من يناير عام 2006 وفي كلمته الى المواطنين قال سموه «ان الكويت تنتظر منا الكثير، فلقد سبقتنا شعوب وبلدان ليس لها من الامكانات ما لدينا، وعلينا ألا نظل كما نحن، واجبنا ان نحول الكويت الى بؤرة من العمل الجاد، فلننطلق أيها الإخوة الى العمل، الى كويت جديدة تخطو بثقة وعزم واقتدار الى الأمام».
واعتبر سموه ان تنويع مصادر الدخل من أهم أساسيات تحقيق حلمه بتحويل الكويت الى مركز مالي عالمي، فقال سموه في كلمته التي ألقاها على المواطنين في ذكرى مرور عام على تولي سموه مقاليد الحكم في 29 يناير 2007 «إن احدى أهم أولوياتنا تنويع مصادر الدخل الكويتي، حتى نؤمن مستقبل أجيالنا، لأن النفط بطبيعته مصدر قابل للنضوب، وتحويل الكويت الى مركز مالي اقليمي مرموق أصبح حلا لا بديل عنه، إذ هو يساعدنا على توفير المزيد من فرص العمل المنتجة».
وتفاعل النطق السامي لسموه في افتتاح الدور الثاني للفصل التشريعي الـ 12 في الحادي والعشرين من أكتوبر عام 2008 مع الأزمة الاقتصادية العالمية، فحث سموه على تضافر الجهود لتفادي الآثار السلبية لهذه الأزمة الا أن سموه أبدى ثقته في الاقتصاد الكويتي، مشددا على ضرورة إعطاء «الخاص» دورا اكبر للمساهمة في التنمية، وفي ذلك قال سموه «ان الظروف الصعبة التي يمر بها الاقتصاد العالمي بشكل عام، والقطاع المالي بشكل خاص، تستدعي منا تضافر الجهود لتفادي الآثار السلبية لهذه الأزمة، فالاقتصاد الكويتي ليس بمنأى عن هذه الأخطار، بالرغم من ثقتنا بمتانة اقتصادنا، وقدرته على التعامل مع تداعيات هذه الأزمة وتجاوزها بأقل قدر من الخسائر نتيجة تجاربنا السابقة مع أزمات مالية مماثلة مر بها اقتصادنا»، ودعا سموه الى «التفكير في قرارات وتشريعات ونظم فعالة تحمي وتحصن اقتصادنا من أي هزات مماثلة مستقبلا»، وأولى سموه القطاع الخاص أهمية كبيرة فدعا الى «تنويع مصادر دخلنا، والتوجه نحو إعطاء القطاع الخاص دورا أكبر للمساهمة في نهضة وطننا، وعدم وضع العقبات وإثارة الشبهات دون دليل أمام تنفيذ مشاريعنا التنموية الكبرى، كي لا تتضاعف تكلفة تنفيذها».
وجدد سموه دعوته الى الاستفادة من فرص ارتفاع أسعار النفط فقال «ولقد كررت مرارا أهمية الاستفادة من فرص ارتفاع أسعار النفط لبناء اقتصاد متين ومتنوع، وتطوير نشاطات اقتصادية جديدة منتجة، تعتمد على كفاءة الانسان الكويتي وانتاجيته، في إطار انطلاقة تنموية مستدامة، لأننا تأخرنا كثيرا عن ركب قطار التنمية والتطور».
ولإيمانه بدور القطاع الخاص فقد استقبل سموه في 27 مايو 2009 رئيس مجلس ادارة طيران الجزيرة وأكد سموه على «دور القطاع الخاص في تعزيز روافد الاقتصاد الوطني، كما انه بلا شك يسهم في دفع عجلة التنمية الاقتصادية».
وفي 15 أغسطس عام 2009 ترأس سموه اجتماع مجلس الوزراء واحتل المجال الاقتصادي نصيبا كبيرا من الاجتماع، إذ دعا سموه وزارتي المالية والتجارة الى إنجاز المشروعات الاقتصادية بسرعة، وكسر الروتين وتنفيذ الخطة الخمسية وبرنامج عمل الحكومة وفق اطار سليم.
وفي دلالة على اهتمام سموه بالقطاع الخاص فقد رعى وحضر سموه في العاشر من ابريل عام 2007 افتتاح مجمع الأ?نيوز في منطقة الري.
وفي الحادي عشر من نوفمبر 2009 كرم سموه 12 عضوا من رجالات غرفة تجارة وصناعة الكويت في الاحتفال بيوبيلها الذهبي وفي التاسع عشر من يونيو 2009 دشن سموه المطار الاميري الجديد في دلالة على اهتمام سموه بالمشاريع التنموية والانجازات والصروح المعمارية.
وافتتح سموه في السابع عشر من ديسمبر عام 2009 مدينة صباح الاحمد البحرية ضمن المشروعات التنموية الكبرى، واشاد سموه بمبادرات القطاع الخاص واسهاماته في النهضة والتنمية.
واقرأ ايضاً:
عام رابع من الحكمة
الدعيج: الوحدة الوطنية صمام أمان دولتنا
محافظة العاصمة دشّنت احتفالاتها بالذكرى الرابعة لتولي صاحب السمو مقاليد الحكم
اقتصاديون: الأمير ذو رؤية اقتصادية تنموية متقدمة ستجعل من الكويت مركزاً مالياً وتجارياً عالمياً
الحمود هنأ الأمير: أيادي سموكم بيضاء وأكثر من أن تحصى
الجامعة المفتوحة: سنبقى حافظين للأمير مواقفه العظيمة في دعم مسيرتنا التعليمية
الرفاعي: الأمير أحد أعمدة الديبلوماسية العربية وحكمائها
جمعية أعضاء هيئة التدريس: صاحب السمو دفع عجلة التقدم إلى الأمام في شتى المجالات
بن حلي: صاحب السمو أحدث نقلة نوعية في العمل العربي المشترك خاصة بالمجال الاقتصادي
الداهوم: صاحب السمو قاد البلاد إلى بر الأمان