- رئيس تحرير الأخبار محمد لطيف: السياسة الكويتية والمجتمع الكويتي حصلا على موقع متقدم في حق التعبير
- رئيس مجلس الصحافة والمطبوعات علي شمو: تطور كبير شهدته الصحافة الكويتية مقارنة بمثيلاتها
- رئيس اتحاد الصحافيين محيي الدين تيتاوي: الصحافة السودانية تتمتع بهوامش كبيرة من الحرية
الخرطوم - كونا - منى ششتر وحسين حسن
تأثر الإعلام السوداني بشكل كبير بالحرب الأهلية التي استمرت 21 عاما وانتهت في عام 2005 بتوقيع اتفاقية سلام بين الجزأين الشمالي والجنوبي من السودان كما تأثر بالأزمة التي تدور رحاها حتى اليوم في إقليم دارفور.
ويحظى الإعلام المكتوب (الصحافة) بالسودان بهامش حركة اكبر من الإعلام المرئي والمسموع الذي تسيطر عليه الدولة ويوجد عدد من الصحف اليومية ومجموعة كبيرة من المنشورات بالعربية والانجليزية أهمها «السوداني» و«آخر لحظة» و«الرأي العام» و«الوفاق» و«الوطن و«خرطوم مونيتر» الصادرة باللغة الانجليزية اضافة الى وكالة الأنباء الوحيدة هي وكالة الأنباء السودانية (سونا) التي تخضع لسيطرة وزارة الإعلام.
وتقول تقارير صحافية سودانية ان هناك توجيهات اصدرها الرئيس السوداني المشير عمر حسن البشير في الـ 27 من شهر سبتمبر الماضي قضت بإيقاف الرقابة القبلية على الصحف من قبل جهاز الأمن السوداني وذلك بعد اجتماع البشير مع فريق تم تشكيله لمتابعة آلية تنفيذ ميثاق شرف صحافي جرى اعتماده وسط جدل بين الصحافيين حوله.
وتضيف التقارير ان الصحف السودانية صدرت لأول مرة يوم الـ 28 من سبتمبر 2009 بمواد منشورة دون أن تتعرض للرقابة القبلية من جهاز الأمن وذلك بعد 15 شهرا من الرقابة التي فرضت أعقاب هجوم حركة العدل والمساواة المتمردة في دارفور على العاصمة السودانية ورحب الصحافيون بانتهاء ايام صعبة مع الرقيب الأمني وكانت الصحافة السودانية تعمل تحت الرقابة الأمنية على ما ينشر فيها من موضوعات منذ أواخر عام 1999 فيما رجح المراقبون حينذاك اتجاه الحكومة الى رفض الرقابة نتيجة لاحتدام الصراع بين الرئيس البشير وزعيم الإسلاميين د.حسن الترابي الذي عرف بصراع «البشير الترابي» وانتهى بإقصاء الأخير من مناصبه.
إلا أن الرقابة الأمنية على الصحافة ظلت منذئذ في مد وجزر وحالة صعود وهبوط فتارة تفرض وتارة أخرى ترفع تم تعاد غير أنها عادت واستمرت بتشدد بعد هجوم نفذته حركة العدل والمساواة المسلحة في دارفور على العاصمة السودانية في مايو (2008).
وأشاد الرئيس البشير أكثر من مرة بالدور الذي تقوم به الصحافة واصفا إياها بأنها «المؤثر الأول على الرأي العام وأداة مهمة لاصلاح المجتمع وتطوير العمل في كل مناحيه».
وعن الصحافة السودانية قال رئيس اتحاد الصحافيين السودانيين الدكتور محيي الدين تيتاوي في حديث لوفد جمعية الصحافيين الكويتية ان الصحافة بصفتها سلطة رابعة في البلاد يجب ان يكون هدفها الأول كشف الحقائق ونشرها.
واضاف ان الصحافة السودانية تتمتع بهوامش كبيرة من الحرية في الاعداد الصحافي «ومعظم الصحف الموجودة هي صحف خاصة (مستقلة)» مبينا انه ليس لدى الحكومة صحيفة ولا تتلقى الصحف دعما من الدولة بل يأتي التمويل بكامله من الناشر والحكومة لا تساعد إلا بالإعلان في بعض الأحيان.
ويتكون الوفد من زملاء من جمعية الصحافيين الكويتية ووكالة الانباء الكويتية (كونا) وهم عدنان الراشد رئيسا وسامي النصف والدكتورة هيلة المكيمي ومنى ششتر وخالد معرفي ودينا الطراح.
واشار تيتاوي في هذا السياق الى ميثاق الشرف الصحافي الذي أصدره الاتحاد وما نصت عليه قوانين الصحافة في السودان بشأن التعهد بالدفاع عن الوطن ووحدته وسلامته والنأي عن خيانة الوطن واحترام حقوق الإنسان الأساسية في مجالات الحياة المدنية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية.
واوضح ان الميثاق التزم باحترام وحماية الآداب العامة والقيم الدينية كافة وعدم الاساءة اليها وحماية الأعراض والاسرار والابتعاد عن اي عمل صحافي من شأنه التأثير على مجرى العدالة او التحيز لأي من الأطراف المتخاصمة أمام القضاء.
ودعا الميثاق الى تجنب الاثارة الضارة بمصلحة المجتمع والابتعاد عن نوازع المجتمع المادي ومغريات الربح الاقتصادي عند معالجة العمل المهني وادارة المؤسسات الصحافية، كما أكد على ضرورة التضامن مع قيم الحق محليا واقليميا وعالميا.
ورحب تيتاوي بالوفد الصحافي الكويتي مشيدا بالصحافة الكويتية «المتقدمة» وبالحرية التي تتمتع بها مبينا ان الشعب السوداني يتابع ما تنشره صحف الكويت في كل المجالات.
وقال «نريد من الاخوة الكويتيين الاطلاع على تجربة الصحافة السودانية وتبادل الخبرات والمعلومات حول قضايا عامة وكلية تختص بها الامة العربية وتطلعات شعوبها فهناك فجوة كبيرة تفصلنا عن العالم الصناعي ومسبباته كثيرة».
واضاف «نحن كصحافيين مطلوب منا ان نقبل التحدي وان نقود الشعوب والقيادات السياسية في اتجاه النهوض بالأمة
التجربة الكويتية
أما رئيس مجلس الصحافة والمطبوعات الدكتور علي شمو فقد أشاد بالتطور الكبير الذي شهدته الصحافة الكويتية مقارنة بمثيلاتها في الوطن العربي قائلا: «اننا في السودان نعمل للاستفادة من التجربة الكويتية في مجال الصحافة لاسيما في مجال اقامة مؤسسات صحافية كبيرة تسهم بفاعلية في تطور مهنة الصحافي الأمر الذي يسهم بدوره في تطور البلاد ونهضتها بشكل عام».
واستعرض شمو أمام الوفد الصحافي الكويتي نبذة تاريخية عن نشأة الصحافة في بلاده وتطورها وقال «بدأت الصحافة منذ عام 1903 ولم يصدر أي تشريع لتنظيمها حتى عام 1930 وظل ذلك التشريع مستمرا الى عام 1973 حيث صدر قانون خاص للصحافة بيد انه كان قانونا ذا طبيعة سلطوية بحكم ان النظام الذي كان يحكم البلاد حينها نظاما عسكريا».
وتابع قائلا «وحينما جاءت حكومة البشير للسلطة أصدرت قانونا جديدا للصحافة في عام 1993 أعقبته بآخر أكثر تطورا عام 1999 وعدلته للأفضل عامي 2000 و2004 وفي العام 2009 صدر آخر قانون للصحافة ويعد من افضل القوانين في المنطقة».
وأشار شمو الى ان بالسودان حاليا نحو 55 صحيفة يومية تغطي المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والرياضية والفنية من بينها صحيفتان حزبيتان والأخرى مستقلة وجميعها مملوكة للقطاع الخاص. وبين شمو ان مجلس الصحافة الذي يرأسه عبارة عن جهاز مستقل لا يتبع وزارة الإعلام وانما لرئيس الجمهورية مباشرة ومهمته مراقبة الصحف والعمل على تطوير المهنة والصناعة الصحافية. وكشف عن ان الصحافة السودانية «تعاني بشدة بسبب انعدام ثقافة تنمية صناعة الصحافة فضلا عن ضعف الإعلان» مشيرا الى مساع تجري حاليا لإنشاء مؤسسات صحافية كبيرة من خلال دمج عدد من المؤسسات الصحافية مع بعضها.
وعن الصحافة الالكترونية قال شمو ان ذلك النوع من الصحافة لا يخضع للمجلس بسبب وجود صعوبات تقنية تجعل من الصعب السيطرة عليها مشيرا في هذا السياق الى ان ميثاق الشرف الذي وقع عليه رؤساء تحرير الصحف يعد انطلاقة لمرحلة التحول الديموقراطي «وهو موجود لكن لا أحد يتذكره». وعن تمويل الصحف السودانية قال شمو ان التمويل الأجنبي «غير مسموح به بنص القانون بيد اننا نخشى حاليا ان يأتي تمويل من الخارج لاسيما ان أميركا على سبيل المثال خصصت أموالا للصحافة في مرحلة الانتخابات التي ستجري في ابريل المقبل».
تبادل الزيارات
من جانبه رحب رئيس تحرير جريدة الأخبار السودانية محمد لطيف بزيارة الوفد الصحافي الكويتي داعيا الى ضرورة تبادل الزيارات بين الصحافيين العرب.
وقال ان السودان يحتاج الى زيارة الإعلاميين العرب وصحافته حريصة دائما على التواصل مع العالم بشكل عام ومع الوطن العربي بشكل خاص.
وأعرب لطيف عن تقديره الكبير للصحافة الكويتية «لأنها سبقت الكثير من وسائل الإعلام العربية في حجز مكان متقدم في الأداء المهني والتحريري والحصول على حق التعبير مقارنة بالكثير من وسائل الإعلام العربي بشكل عام».
وأشاد بالسياسة الكويتية والمجتمع الكويتي الذي استطاع ان يتعالى على كل ما مر به من جراح وازمات «واستطاع الإعلام ان يحصل على موقع متقدم في حق التعبير وحق تداول المعلومات».
وقال ان «المشهد السياسي الكويتي مشهد متميز لاسيما من ناحية التماسك الاجتماعي وعلى مستوى الخريطة العربية فالكويت دولة فريدة لا نستطيع ان ندخلها في مقارنات مع غيرها من الدول سواء على المستوى العربي أو الخليجي». وذكر ان مجلتي العربي وعالم الثقافة «من أميز السفارات الثقافية الكويتية في دول العالم العربي كافة وعبرتا في كثير من الأحايين عن تناول الحياة في العالم العربي وسلطتا الاضواء عليها» مبينا ان العربي «كانت وستظل المجلة الأولى على مستوى العالم العربي».
وأوضح ان صحيفته تصدر بشكل يومي وتأسست في عام 1955 «لكن مثلها مثل وسائل الإعلام الأخرى تعرضت لما تعرض له المشهد الإعلامي والسياسي السوداني» مبينا ان الصحيفة «مستقلة وإن كنا لا ندعي الحياد لكن ننشر الموضوعات التي تنحاز للمصلحة العامة للسودان».
وبعيدا عن الإعلام وأجوائه كان للوفد الصحافي الكويتي لقاء مع والي الخرطوم د.عبدالرحمن الخضر الذي أشاد بدوره بالعلاقات العريقة والمتميزة التي تربط السودان بالكويت «وان اعتراها في بعض السنوات بعض الشوائب القاصمة للظهر».
واستذكر الحقب التاريخية التي مر بها السودان منذ استعماره في عام 1889 من قبل الانجليز مرورا بنشوء الدولة المهدية وعاصمتها ام درمان وانتهاء بما وصلت اليه البلاد حاليا.
وقال ان ولاية الخرطوم (21 ألف كيلومتر مربع) تسمى العاصمة المثلثة لوجود مناطقها الثلاث وهي «الخرطوم والخرطوم بحري وام درمان» على جوانب ضفاف النيلين الأبيض والأزرق والنيل الرئيسي.
وذكر ان هناك ثلاثة مستويات للحكومة في السودان اولها المستوى المحلي الذي يرأسه المحافظ (المحافظة) ثم الوالي (الولاية) وأخيرا المستوى الاتحادي (يرأسه رئيس الدولة).
واستعرض الوالي البرنامج التنموي لتطوير الخرطوم مستعينا بخريطة جوية حيث قال «نريد ان ننشئ مكتبا خاصا للاستثمار في الخرطوم وان نقر قانونا للاستثمار خاصا بالولاية بما لا يتعارض مع القوانين الاستثمارية الاتحادية».
وقال ان ولاية الخرطوم متقدمة صناعيا واستقطبت الكثير جدا من الصناعات العالمية حتى وصلت الى مرحلة تجميع السيارات «ويمكن ان تؤدي دورا مهما في الصادرات الزراعية لاسيما مع وجود مطارين كبيرين فيها».
واضاف ان باب الاستثمار في الخرطوم مفتوح أمام جميع المستثمرين داعيا كل من يرغب في الاستثمار الى اكتشاف الفرص الاستثمارية التي تتمتع بها ولايته ومنها الاستثمار النهري (النيلي).