مؤمن المصري
اكد وكيل محكمة الاستئناف ورئيس الدائرة الجزائية الثالثة بمحكمة الاستئناف المستشار فيصل خريبط ان شباب اليوم هم رجال المستقبل الذين تعتمد عليهم الدول في كل شؤونها، مضيفا ان الشباب يجب ان يتحلوا بالشعور بالمسؤولية وحب الوطن الذي اعطاهم كل شيء ولم يبخل عليهم بشيء.
جاء هذا خلال المحاضرة التي ألقاها المستشار خريبط بالقاعة رقم 1 بقصر العدل امس الاول بناء على طلب مقدم من نادي المصابيح التابع لمبرة المصباح المنير كجزء من دورة تأهيلية لبعض الفتيان البالغ اعمارهم ما بين 12 و14 سنة.
وقال المستشار خريبط: لقد جاءت جميع الديانات اليهودية والمسيحية والاسلامية من رب العالمين وجاء الرسل والأنبياء والصالحون والأتقياء من قبل كما جاءت الكتب السماوية الثلاثة كمبادئ قانونية وأخلاقية باعتبارها عبرا ونصحا وارشادا، ونفهم من ذلك ان الكلمة الطيبة هي الثمرة الاساسية في التعامل بدلا من القوانين والعقاب المنتظر، وفي جميع مناحي الحياة سواء الاسرية او غيرها نجد دور الاخلاق والتربية والعلم ليصبح هذا الكائن العقلي صالحا او طالحا يرجى منه الخير أو لا فائدة مرجوة منه وإلا اصبح كالأنعام بل أضل سبيلا.
وأضاف: هذا الارتقاء الانساني العاقل لا يكون بالجمود والنقل دون تفكير والا لم يكن هناك تطور في الارتقاء الانساني ولا يمكن ان نلجأ الى العنف والتشويه في تطبيق القوانين فقط بل يتعين علينا ان نعرف السلوك وننظمه، وتنظيم مثل هذه الأمور لا يتأتى كما قلنا بتطبيق القوانين فهي جزء بسيط من الحل ونعلم علم اليقين ان هناك قانون الجزاء وقانون الأحداث وقانون اساءة استعمال الهاتف واساءة استعمال الأجهزة الاخرى كالانترنت فمثل هذه القوانين تطبق على من يخالفها اشد العقوبات سواء الحبس او الغرامة الا انه ومن جانب آخر الى متى نقوم بتقويم الآخرين بالشدة والغلظة ولا نلجأ الى شيء أهم من ذلك الا وهو الوقاية من آفات المجتمع والتي تهدر كيان الانسان ـ وذلك يقينا من العقوبة ونجعل لهذا الكائن الخارق ان يحترم ويجل القانون بدلا من يخافه وينفر منه ـ ان الوقاية كما يقال خير من العلاج، نعلمه كيف يحترم الآخرين ويحترم نفسه نعلمه كيف يقدر المعروف ويعيد المعروف لأهله نجعله يقتدي بالآخرين حتى يقتدوا به، نعلمه ان هناك آخرين يشاركونه الحياة في تطوره وارتقائه نحاول ان نعلمه ان مجالسة الاشرار امر غير طبيعي ومجالسة الصالحين أهدى وأبقى ـ يقول الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله) وفي الحديث الشريف قال الرسول صلى الله عليه وسلم «انما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق»، هنا نرى الوقاية وأثرها بالاقتداء بالآخرين الصالحين من رسل وأنبياء والصالحين والمتقين لا الأشرار والمنافقين، وشدد على ان الاقتداء يشكل الثمرة الأولى لبنيان الانسان فكل منا له من يقتدي به فهناك من يقتدي بالصالحين وهناك من يقتدي بالطالحين والأشرار، ولنا في أسرتنا هدف الاقتداء باعتبار ان الاسرة تمثل بكل مقوماتها نواة الاخلاق والتربية والحب والمودة والألفة وحب الآخرين ودون هذا الاقتداء لا يكون لنا الا انسان دون عقل او عاطفة مجردا من الاخلاق والحياء دائب الانحدار، ونعني بمفهوم الاسرة هو العناية بالطفل من والديه (الأب والأم) والطفل أيا كان مفهومه فيدخل في تعريف هذا الكائن الحي من يوم مولده من ذكر او أثنى، فالبداية اذن تواجد هذا الطفل في مكان يسمى البيت او المنزل او الدار ويقضي الطفل حياته او معظمها في المنزل حتى ينضج بما يعرف بمرحلة الرجال ويتأثر الطفل في هذه المرحلة من سنوات عمره في التعامل بوالديه واخوته واخوانه بحيث يعيش حياة سلوكهم من حيث التعامل والأكل والنوم واللباس ويتأثر بكل حدث يشاهده اثناء حياته وهنا يتحدد سلوكه الايجابي او السلبي.