ضمن الموسم الثقافي لدار الآثار الإسلامية ألقت د.إيرينا كوشوريتز محاضرة بالإنجليزية تحت عنوان «العلاقات الثقافية الصفوية، القاجارية، الجورجية» بمركز الميدان الثقافي مقر منطقة حولي التعليمية قدم المحاضرة وأدار حولها النقاش رئيس اللجنة التأسيسية لأصدقاء الدار بدر احمد البعيجان.
واستهلت المحاضرة حديثها مستعينة بالعرض الكمبيوتري شارحة الجانب التاريخي من الموضوع قائلة: من الموضوعات التي لم تنل حظا من البحث والدراسة الوافية من الفن الإسلامي، مسألة العلاقة بين فن التصوير الزيتي الفارسي في المرحلة المتأخرة ومدرسة التصوير في جورجيا وقد كتب في هذا الموضوع أساتذة مشهورون كانت لهم آراء متباينة في هذا الصدد، ويرتبط الأمر بصعود نجم الجورجيين في البلاط الصفوي، الذي بدأ بشاه طهماسب حين جلب الى البلاد آلاف الجورجيين الذين كان لهم دور كبير في الجيش وفي الإدارة، ما سبب تغيرات في المجتمع الصفوي، وواصل من خلف الشاه طهماسب نفس النهج، خاصة الشاه عباس الأول، عندما تكون ما أطلق عليه القوى الثالثة، (التي تألفت من أهل جورجيا والشركس وأهل أرمينيا) التي كانت تقيم التوازن بين الفرس وأرستقراطية التركمان القدماء.
وتابعت: كانت القوى السياسية مدخلا الى تبادل العلاقات الثقافية بين البلدين التي ظلت قائمة لوقت طويل، فقد كان أهل جورجيا حلفاء مخلصين لنادر شاه افشار في حملته على الهند، فقد شارك معه الأمير اركل حاكم مملكة جورجيا الشرقية، وكان له مكانة عالية في بلاط الشاه، وكانت ذروة هذه العلاقات هي السماح من جانب الشاه لوالد الأمير اركل بأن يعتلي عرش جورجيا طبقا للتقاليد المسيحية الجورجية القديمة، وكان ذلك يعد إنجازا كبيرا لمملكة جورجيا الشرقية بعد مرور 300 عام على الحكم الإسلامي في المنطقة.
وعن بدء تبادل التأثير بين الجانبين أوضحت المحاضرة انه منذ هذه الفترة بدأ يظهر على المستوى الثقافي كثير من التقارب، فعلى سبيل المثال كانت الحلي المرصعة بالياقوت والزمرد والتي كانت تنتشر في جورجيا في تلك الفترة تشبه كثيرا ما كان شائعا في بلاط نادر شاه، واستمرت العلاقات الوثيقة حتى بعد استقلال جورجيا الفعلي.
وفي الجزء الأخير من محاضرة د.ايرينا ركزت في شرحها على المباني والقطع الفنية التي تعكس تقاليد قرون طويلة من العلاقات بين البلدين، وتناولتها في التتابع الزمني التالي: 1 ـ القطع الفنية الصفوية والقاجارية في جورجيا، ومعظمها مودع بالمتحف الوطني في جورجيا والمؤسسات الثقافية الأخرى وهي نماذج من فن التصوير باستخدام الحامل والمنمنمات والقطع التي استخدم فيها طلاء اللاكيه، مع مناقشة أيضا ارتباط العمائر الجورجية بمدرسة اصفهان في التصوير. 2 ـ القطع الفنية الجورجية التي تحمل اتجاها شرقيا مع المحافظة على هويتها وهي منمنمات ولوحات حائطية ثم لوحات نفذت باستخدام الحامل. 3 ـ قصور وبيوت روسية تحمل الطابع الشرقي بنيت في روسيا بين عامي 1870 ـ 1890.