- عدم توقيع واشنطن على اتفاقيات ريودي جانيرو وكيوتو لا يرتبط بهيمنة أميركية على المنظمات الدوليةمهامنا بعيدة عن «السياسة» ونهدف للتخفيف من تلوث البيئة عبر تقنيات جديدة متخصصة
بشرى الزين
لم يعد العمل من اجل مصادر بديلة للطاقة هدفا عابرا لحماة البيئة فقط بل ان الاهتمام بهذا الامر تجاوز حدود الدولة القطرية وعبرها الى الاعتماد الدولي الذي تضطلع به منظمات الأمم المتحدة المتخصصة والتي لا تألو جهدا في دعم جهود البلدان الراغبة في حماية محيطها الايكولوجي والبحث عن مصادر بديلة للطاقة ايمانا بحماية كوكب الارض من الانبعاثات الحرارية والملوثات الصناعية. والكويت تتجه الى الاهتمام بهذا المجال الحيوي ولم تعد بمنأى عن هذه المتغيرات، فكان اختيار الناشطة في مجال البيئة غدير الصقعبي سفيرة لمنظمة الطاقة التابعة للامم المتحدة اشارة لمدى الاهتمام الذي توليه المنظمة والكويت لحماية البيئة.
وفي حديثه لـ «الأنباء» اكد سكرتير عام منظمة الطاقة البديلة روبسن ميلو استعداد المنظمة لتقديم جميع الحلول المناسبة للكويت في هذا المجال وتعزيز التعاون مع الحكومة الكويتية والقطاع الخاص وكذلك المنظمات غير الحكومية للتخفيف من التلوث البيئي عبر ممثليها في عدة دول، مشيرا الى انهم يعتبرون احدى القنوات لتحقيق هذه الاهداف. واذ نفى ميلو ان تكون مهام المنظمة مرتبطة بأي امور تتعلق بالسياسة، فإنه رأى ان دول الخليج التي تتجه الى انشاء محطات لانتاج الطاقة النووية لا يمكن الحصول على هذه الطاقة إلا بمدى تطبيق هذه المشاريع بما لا يتعارض مع المحيط البيئي.
وفيما رأى ان الولايات المتحدة تتحمل مسؤولياتها في عدم التوقيع على عدة اتفاقيات تتعلق بحماية البيئة لفت الى ان ذلك يرتبط بسياستها، نافيا القول بوجود هيمنة اميركية على المنظمات الدولية، لافتا الى انها دولة قوية وعندما تعتزم القيام بشيء فإنها تصل الى النتائج بسرعة، وفيما يلي تفاصيل الحوار:
إلى ماذا تهدف زيارتكم إلى الكويت؟
اتيت للكويت لتشجيع ودعم ممثلة منظمة الطاقة البديلة في الكويت غدير الصقعبي، والبحث عن فرص ومبادرات لتعزيز التعاون مع الحكومة الكويتية ومساعدتها في اطار مشاريع جديدة لحماية البيئة من خلال ايجاد حلول تساعد الشعب الكويتي في التخفيف من تلوث البيئة.
كيف تم اختيار غدير الصقعبي سفيرة لمنظمة الطاقة لدى الأمم المتحدة؟
شخصيا لدي تعليق تستحقه الصقعبي التي كانت لها تجربة للعمل مع المنظمة وساعدتنا في هذا المجال وقامت بجهود كبيرة وعملت بروح المثابرة في عدة انشطة عالمية تهتم بالبيئة فوقع اختيارنا عليها كامرأة كويتية تستحق هذا المنصب.
حماية البيئة
من خلال تجربتكم في هذه المنظمة ما جهودها في مجال حماية البيئة والتخفيف من تلوثها؟
منظمة الطاقة البديلة هي منظمة حديثة الإنشاء. ومرت سنتان على بدء اعمالها، وفي سنتها الثانية تعمل على اختيار اطارها الاداري وممثليها المتخصصين في عدد من دول العالم، وتم اختيارهم من ذوي المعرفة والمستوى العلمي العالي، يعملون الى جانب المؤسسات المحلية الحكومية وغير الحكومية لايجاد حلول مناسبة لتلوث البيئة.
وهذا ما تأسست عليه اهداف المنظمة والتي تعتبر ممثليها إحدى القنوات لتحقيقها عبر مساندة الجانب الحكومي وكذلك القطاع الخاص لتجاوز المشاكل البيئية.
هذا ما ستعمل عليه مع سفيرة الطاقة لدى الأمم المتحدة غدير الصقعبي والحكومة الكويتية.
كما تعلمون فإن مصادر الطاقة في طريقها إلى النضوب هل ستبحثون خططا جديدة لطاقة بديلة في الكويت مثلا؟
الحكومة الكويتية تتلقى مساندة ودعما من منظمة الطاقة البديلة، وتستفيد من ذلك، لأن مهامنا ليست ترتبط بوضع سياسات، لكن ترتكز على التخفيف من مشاكل التلوث عبر وضع تقنيات متخصصة واستخدامها في هذا المجال.
عدد من دول الشرق الأوسط والخليج العربي تتجه إلى إنشاء محطات نووية للاستفادة من هذه الطاقة كيف تقيمون هذا التوجه؟
يجب النظر إلى هذا التوجه إلى مجالات تطبيق هذه الطاقة وسلامتها. فهناك تقنيات جديدة للمحافظة على البيئة من أي تلوث أو إشاعات نووية وما يجب التأكيد عليه هو ليس الحصول على تقنية جديدة لكن وضع حلول والالتزام بها لمواجهة المشاكل الموجودة. وهذا التوجه جديد لكن الحصول على طاقة نووية هو امر متاح ويجب استشارة متخصصين وعلماء وباحثين ومهندسين يدركون مجالات تطبيق وإنشاء مثل هذه المشاريع دون التأثير على المحيط البيئي لاتخاذ القرار الصحيح بهذه التقنية.
هل هناك أي تنسيق مع هذه الدول للاستفادة من هذه الطاقة ومساعدتها في مثل هذه المشاريع؟
هذه زيارتي الأولى الى منطقة الخليج، ولي الشرف أن اكون في الكويت، وقد أنهيت مشاركتي في مؤتمر في سلطنة عمان، وسمعت بمدى اهتمام وفود دول مختلفة بدعمنا، ونتطلع الى دعم وتعاون مماثل في الكويت.
اتفاقيات
كثير من الدول التي تلقي باللوم على الولايات المتحدة لعدم توقيعها على عدة اتفاقيات تتعلق بالتغيير المناخي والاحتباس الحراري وغيرها. كمنظمة للطاقة كيف تنظرون الى هذا الموقف من دولة عظمى في العالم؟
أي حكومة في العالم تتحمل مسؤوليتها تجاه الاتفاقيات المتعلقة بالبيئة، فالولايات المتحدة عليها ضغط قوي وهي تقوم بما تراه مناسبا وضروريا بالنسبة لها وعشت في الولايات المتحدة ورأيت كم هي الضغوط والمؤثرات على الحكومة، والإدارة الأميركية برئاسة باراك أوباما تقوم بمهام جيدة وقدمت عدة توصيات الى كثير من الخبراء والمتخصصين للبحث عن حلول وقاموا بذلك من جانب واحد، لكن لم يدركوا ان الحلول ونتائجها لا تأتي بين يوم وآخر لكن يبدو انهم أبدوا تعاونا، ومحزن جدا ان تقول ان الولايات المتحدة لم توقع على هذه الاتفاقيات، وهذا شيء مرتبط بسياستها، وعلينا ان نحترم قرارها كما بالنسبة لباقي كل الدول، لكن في الوقت نفسه علينا مساعدتها للوصول الى حلول مناسبة.
ألا تعتقدون أن هذا الرفض يرتبط بهيمنة الولايات المتحدة على المنظمات الدولية؟
لا أعتقد ذلك، لأن كثيرا من الدول هي أطراف في تلك المنظمات، فتطبيق القرارات يحتاج الى سنوات والمسألة ليست مرتبطة بهيمنة ولكن ان تكون الدول جاهزة للاستجابة للقرارات، فالولايات المتحدة دولة قوية، ولذلك عندما تعزم على شيء فإنها تصل الى النتائج بسرعة، وبالتالي فإن قول سيطرتها ليس دائما المشكلة التي يمكن الحديث بشأنها.
ألا يعني ذلك ان المنظمة عجزت عن تفعيل قراراتها تجاه الولايات المتحدة؟
منظمة الطاقة البديلة لا تصدر قرارات، بل تقدم المساعدة، ولا نعمل بالسياسة فهي ليست مهمتنا، ولدينا اتفاقية بعيدة عن أهداف السياسية، وتستجيب لتقديم الحلول.
إيرينا
تأسست منظمة الطاقة المتجددة في 26 أكتوبر 2009 بـ 141 دولة عضوا من بينها 47 من افريقيا و34 من اوروبا و33 من آسيا و15 أميركية و9 من أستراليا.
وتهدف المنظمة الى تعزيز الاعتماد على نطاق واسع بزيادة الاستعمال المستدام للطاقة البديلة وتعمل المنظمة على تسهيل الاستفادة من البيانات التقنية والاقتصادية ومشاريع بناء القدرات وكذلك آليات التمويل المتاحة.
وتلعب المنظمة دورا مهما من اجل دفع حلول شاملة لمواجهة التحديات المناخية والنظر في مختلف الطاقات المتجددة على الاصعدة المحلية والاقليمية والوطنية في اطار التعاون مع الاوساط الاكاديمية والمجتمع المدني والمؤسسات الاخرى والتشاور مع المنظمات والشبكات التي تشارك في الطاقة المتجددة وحماية البيئة.
وتعتبر «ايرينا» منظمة الطاقة المتجددة منظمة حكومية دولية تعمل على توفير الخبرة للتطبيقات والسياسات المرتبطة بهذا المجال.
تقديم الحلول
في رده حول مدى معرفته بتلوث البيئة الكويتية قال روبسن ميلو لم يكن لدي متسع من وقت لعمل دراسة والآن خـــــلال زيارتي أحتاج الى تكوين معلــــومات، وزيارتي منـــــاسبة للحــــديث الى مختـــــلف المسؤولين والمهتمين بالمجال البيئي، لنتمكن من تقـــديـــم الاستشارة والاستماع اليهم والتعرف على ما يحتاجونه ولدى عودتي سأقدم كل ما لدي الى خبرائنا ومستشارينا لوضع الحلول المناسبة وهذه هي مهمتنا.
زمن الكلام ولّى
في تعليق على ما أسفرت عنه قمة كوبنهاغن التي عقدت بشأن ظاهرة الاحتباس الحراري، قال سكرتير عام منظمة الطاقة البديلة روبسن ميلو: ليس لدي أي تعليق، وكان محزنا جدا ما حدث، ولا أريد ان انخرط في هذه المسألة وفيما تعيقه السياسة، ونرغب في التوجه لإيجاد حلول، زمن كثرة الكلام ولّى، وما نريده هو العمل، وان تكون فائدة للإنسانية وحماية كوكبنا، والعمل بتعاون مع الحكومات والقطاع الخاص ومنظمات غير حكومية وإنشاء ملف لتبادل المعرفة والخبرة عبر العالم
دعم بيئي
وحول أي اجتماعات مرتقبة بين سكرتير عام منظمة الطاقة البديلة روبسن ميلو مع لجنة البيئة في مجلس الأمة قال ان هناك تنسيقا للعمل مع اللجنة، مشيرا الى ان الدعم لمهام المنظمة في الكويت يمكن ان تقدمه الحكومة والقطاع الخاص أو مجلس الأمة وذلك من أجل المساعدة في تطبيق الأفكار والحلول المقترحة وكذلك المشاريع البيئية التي تحتاجها الكويت.
واقرأ ايضاً:
فريحة الأحمد: الكويت تفتح ذراعيها للجميع على اختلاف دياناتهم وجنسياتهم
الصقعبي لـ «الأنباء»: أولوياتي تفعيل المشاريع القائمة لحلّ المشاكل البيئية ولديّ حلول مقترحة لوضع حدّ لتلوث «أم الهيمان»