- حجيج: نحتاج إلى حكومة مغتربين وفتح سفارات وقنصليات في كل مواقع الانتشار والاغتراب وخطوط جوية وطنية
بشرى الزين
بعيون يملؤها الحزن وقلوب يعتصرها الألم على فراق الاحبة من أبناء الوطن هب اللبنانيون مساء أول من امس لتأبين ضحايا الطائرة الاثيوبية التي سقطت قبالة الشواطئ اللبنانية قبل نحو شهر في مشهد يعيد إلى الذاكرة احزان بلد الارز التي لا تنتهي.
حفل التأبين الذي اقيم في السفارة اللبنانية جمع ابناء الجالية من مختلف الطوائف والاتجاهات وحّدهم حب الوطن، ومصير المغتربين.
مناسبة تذكّر فيها المتحدثون ماهية الحياة والموت واستذكروا عبر القضاء والقدر وضعف الانسان وهوانه أمام مشيئة رب العالمين.
السفير اللبناني د.بسام النعماني قال «الطائرة سقطت ولم ينج منها امرأة او طفل او عجوز والموت رفيقنا الدائم منذ الازل لكننا نرضى بقدر الله وقضائه ورحمته، مضيفا «ندعو الله تعالى أن يتغمد ارواح الضحايا بلطفه ومغفرته ويلهم ذويهم الصبر والسلوان».
كما تقدم النعماني بتعازيه إلى رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان وإلى رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الوزراء سعد الدين الحريري معربا عن شكره للكويت اميرا وحكومة وشعبا في عزائهم للبنان في هذا المصاب الأليم ولرعايتها واحتوائها الجالية اللبنانية ودعمها المستمر للبنان.
اما رجل الاعمال اللبناني حسن حجيج فقد اعاد إلى الاذهان تاريخ الاغتراب اللبناني في مجاهل العالم قائلا «نحن جناح لبنان المغترب الذين التهمتنا الامواج بعضنا في«التايتنك» ونحن الذين حملنا «الكشة» في الارجنتين والبرازيل ونزفنا حبرنا في الرابطة العلمية في نيويورك ونحن الذين نعيش على مرمى الجسر والكلمة من استراليا إلى نيوزيلندا وكندا وكوبا.
وتابع حجيج في كلمة تأثرت بها مسامع الحاضرين «نحن هذا الجناح الذي نتشظى ونتناثر عبر العالم، ونستحيل اشلاء مشدودة إلى شهوة الماء ونعود مملحين إلى خبز الوطن.. ونحن كل فقيد حبيب كان على متن الطائرة الاثيوبية ودع الأهل وثرى الوطن ويحمل احلامها بأن يعود إلى أمه وزوجته واطفاله لكي يوسع عليهم ويمكنهم من العيش الكريم.
كما استعاد حجيج في كلمته مطلب المغتربين بوجود وزارة لهم، حيث كان انشاؤها قرارا تاريخيا وشكل الغاؤها تراجعا واضحا عن مشاركة المغتربين في كل ما يصنع حياة المجتمع والدولة في لبنان.
واضاف: اننا هنا نردد مع رئيس مجلس النواب نبيه بري اننا في لبنان نحتاج الى حكومة مغتربين تقوم بمسح شامل لمواقع انتشارهم في العالم وتقوم بحشد طاقاتهم وامكانياتهم.
واشار: نحن ابناء الجالية اللبنانية في الكويت نضم صوتنا الى اصوات جالياتنا بضرورة افتتاح سفارات وقنصليات في كل امكنة الانتشار والاغتراب وبافتتاح خطوط جوية لشركة الطيران الوطنية (الشرق الاوسط).
ودعا حجيج الى تعزيز الروابط مع لبنان المغترب، موضحا انه لا يجوز استمرار لبنان مصدرا للموارد البشرية التي تحمل شهادات عالية ولا يجوز استمرار استنزاف الاجيال على النحو الجاري، وانه آن الاوان للبحث مع دول مجلس التعاون الخليجي على سبيل المثال في حاجات اسواق العمل لديها وامكانية تشغيل نتاج التعليم العالي في لبنان، لافتا الى ان الوجود اللبناني لدى الدول الشقيقة ليس غربة بل فرصة.
وختم بالقول: نحن ابناء الجالية اللبنانية في الكويت نرفع خالص العزاء الى اهلنا في كل لبنان، سائلين الله سبحانه وتعالى لمن فقدهم لبنان المغترب والمقيم الرحمة والمغفرة.
من جهته، بين استاذ الحضارة الاسلامية صلاح الدين ارقدان ان الله سبحانه وتعالى جعل الموت بداية متجددة وبابا للتواصل مع الولادة، فأحدهما ندخل منه عراة وآخر نخرج منه كالأول بلا حول ولا قوة، مشيرا الى المأساة الوطنية التي خلفها سقوط الطائرة الاثيوبية وراح ضحيتها شهداء الاغتراب الذين خرجوا للبحث على لقمة العيش الشريف، لافتا الى ان لبنان وطن يتمدد قوة لتاريخ 10 آلاف سنة من الحضارة يريح رأسه عند النهر الكبير ويضع رجليه في جنوب يرصد به العدو ويلقي بوجهه الى البحر غير مقيد بحدود وظهره الى بعد عربي قوي امين، فكان مهدا لاهل السماء يتعايش فيه الرسل والانبياء وتعانق فيه المسجد والناقوس، مبينا ان الارواح التي عرجت الى باريها في هذا الحادث مناسبة للتذكر في حكمة الله في الحياة والموت والبعث والنشور وقوة الانسان وضعفه ودنياه ودينه.
عظة دينية
كان لرجال الدين من الرعية المسيحية الارثوذكسية والمارونية كلمة في حفل التأبين، حيث تلا الارشمندريت بطرس غريب والبطريرك يوسف فخري نصوصا من الانجيل اوضحا فيها اهمية اليقظة الدائمة والتأهب المستمر للقاء الله.
وذكرا انه باستقامة الضمير والصدق بصفة دائمة تستقيم الحياة والمجتمع والعالم بأسره تبعا للاستقامة والاستعداد للرحيل والايمان بالموت وقدره المحتوم.