إعداد: محمد ناصر
للعلم الوطني في أي دولة من دول العالم رمزية وتقدير كبيرين فعلم الكويت رمز الوطن الغالي في نفوس الجميع والشاهد على تكاتف ابناء الكويت وتلاحمهم والذي يعتبر رمزا لاستقلال الوطن وكبريائه، عاد ليرفرف مجددا في مثل هذه الايام بعد انزاله قسرا لمدة سبعة اشهر أثناء الاحتلال العراقي الآثم.
ونحن نعيش في اجواء عيد التحرير الذي استرجعنا فيه بلدنا وحريتنا نتذكر معا رجالا ابطالا قاوموا فانتصروا وجاهدوا فأبلوا البلاء الحسن ووضعوا عزة بلدهم ونصرته في قلوبهم وعقولهم فكان لهم ما ارادوا بمشيئة الله وبسواعد أبطال كبار فنستذكر قصة رفع علم الكويت لأول مرة في ساحة العلم بعدما دنسها المحتل العراقي ولنعود بالذاكرة الى ايام خالدة في تاريخ وطننا. ولحادثة رفع العلم روايات متعددة منها من اشخاص وجنود وقيادات عايشت الحادثة وروت تفاصيلها ومنها لشهود عيان رووا احداثها وسنتعرض لاهم الروايات.
كتاب الدويلة
يشرح المقدم الركن ناصر الدويلة القائد السابق لكتيبة الدبابات السابقة بشكل دقيق المعارك التي دارت بين الجيش الكويتي والجيش العراقي في مرحلة الاحتلال الآثم والتحرير وذلك ضمن كتابه «ردة الفرسان تفاصيل معارك الغزو والتحرير» والذي صدر عام 2007، ومن ضمن ما يذكره الكتاب قصة التحرير ورفع العلم لأول مرة.
رفع العلم الكويتي في ساحة العلم
يقول الدويلة في معرض كتابه: الساعة 16.30 تحرك المقدم حمد الرشيدي تحيط به مجموعة من الضباط والاهالي من ضاحية كيفان نحو ساحة العلم، وكان العديد من الناس ووكالات الانباء وبعض جنود كتيبة المشاة الآلية الثانية تنتظره في ساحة العلم، وتقدم المقدم حمد الرشيدي والنقيب حامد السنافي بخطوات المنتصرين يمثلون الحكومة الكويتية وقوات الجيش الكويتي المقاتلة وزملاءهم في لواء الشهيد البطل ورفعوا علم الكويت في ساحة العلم، وهو اول من رفع العلم في ساحة العلم في تحرير الكويت.
انني اؤكد أنه لم يدخل مدينة الكويت اي قوات قبل قوات المقدم حمد الرشيدي (كتيبة المشاة الآلية الثانية) وهذا يناقض ما ورد في كتاب تاريخ الجيش الكويتي ص460 تأليف د.ضافر العجمي وصابر السويدان الطبعة الثانية من ان قوات لواء التحرير دخلت الكويت يوم 25 فبراير وان قوات لواء الشهيد لم تدخل الا بعد دخول قوات لواء التحرير، وهذا غير صحيح على الاطلاق فلم تكن قوات لواء التحرير المحمولة على الوانيتات اصلح من لواء الشهيد المدرع 35 الذي خاض غمار الحرب وسط موانع العدو وحقول الغامه وسحق دفاعاته واسر فيالقه، ولكن قبل دخول مقدمة اللواء بقيادة المقدم حمد الرشيدي كانت مدينة الكويت قد سقطت بيد المقاومة الكويتية وسقطت من دون معركة رئيسية، وتم تأخير دخول الدبابات الثقيلة لمدة 36 ساعة الى مدينة الجهراء كاجراء تنسيقي بين القوات التي اتت من الخلف كقوات تابعة لقوة الاقتحام وبعد دخول مقدمة لواء الشهيد مدرع 35 دخلت قوات لواء التحرير في الوقت الذي بقي الجسم الرئيسي للواء في السادة.
وبعد ان رفع المقدم حمد حسن جبجوب الرشيدي والنقيب حامد السنافي العازمي علم الكويت في ساحة العلم عصر يوم الاربعاء رفعت عدة اعلام بعد ذلك في عدة اماكن، ولكن الاكيد انه لم يرفع العلم الكويتي في ساحة العلم من وحدات الجيش اي انسان قبل المقدم حمد الرشيدي والنقيب حامد السنافي وقد نقلتها محطات التلفزة في وقتها ونقلها عنها تلفزيون الكويت مرة واحدة، ومع الاسف لم يعد تلفزيون الكويت يظهر تلك اللقطة ابدا، واكتفى بلقطة رفع العلم في مركز النويصيب صباح يوم الخميس من قبل اللواء الشيخ جابر الخالد ومعه القادة العسكريون، وهو احتفال رسمي بدخول القيادة العسكرية الى الكويت التي أعلنت أنها مدينة مفتوحة منذ مساء الثلاثاء، وهو عمل بروتوكولي ايذانا بتسلم مهمة قيادة القوات في الكويت لقيادة الجيش الكويتي، وهذا لا يلغي دورهم فلكل دوره البطولي ولكل مهمة انجزها بشرف واقتدار.
التقى المقدم حمد والنقيب حامد بالعديد من الشيوخ والضباط الذين توافدوا للتهنئة بالتحرير، والتقى بالشيخ عذبي الفهد في بيت في سلوى وهناك اتصل بأهله للمرة الاولى وابلغوه أنهم شاهدوه على cnn يرفع العلم، ويقول للمرة الاولى شعرت بالفخر والمجد نعم انه مجد الفرسان.
دراسة العجمي
بدوره ذكر عقيد ركن طيران د.ظافر محمد العجمي في دراسة له نشرتها الصحف المحلية عن تفاصيل ايام 24 و25 و26 و27 ومن ضمنها موضوع رفع علم الكويت في ساحة العلم وجاء فيها:
لقد قيل «الهزيمة يتيمة وللنصر ألف أب» وحتى لا نتجاوز خط الموضوعية في شأن من رفع بيرق الكويت في ساحة العلم نشير الى ان القوة البحرية الكويتية قد نجحت في رفع علم الكويت على جزيرة قاروه منذ منتصف فبراير 1991، كما رفع قائد القوات الكويتية اللواء جابر الخالد الصباح علم الكويت على مخفر النويصيب قبل الحرب البرية بيومين، حين استطاعت احدى وحدات القوات المشتركة احتلال المركز وهي في مهمة استطلاع بالقوة 30 لذا سوف نورد جميع الروايات المكتوبة حيال موضوع رفع العلم، حيث يقول الهاشم في كتابه «31» الصادر في اكتوبر 1991 «تقدمت القوات الكويتية الى داخل المدينة لترفع العلم الكويتي على ساريته في قلب العاصمة بعد مضي 72 ساعة على بدء مرحلة الحسم في حرب تحرير الكويت في الساعة التاسعة يوم الثلاثاء 26 فبراير 1991».
اما سالم مسعود آمر اللواء 35 فلا يشير في كتابه الصادر 2007م «32»، الى قضية رفع العلم لكنه يقول في مقابلة له مع صابر السويدان وظافر العجمي في تاريخ الجيش الكويتي 1999م «33» طلب تشكيل قوة واجب بحجم سرية برئاسة المقدم حمد الرشيدي للالتحاق بالوحدات الاخرى من الجيش الكويتي للمشاركة في الامن الداخلي.
اما ناصر فهد الدويلة والكلام للعجمي: فيقول في كتابه الصادر 2007 في عصر ذلك اليوم حضر المقدم علي الفارسي وابلغ المقدم حمد بالاجتماع مع قيادة المقاومة في الداخل، وحضر اللقاء معه النقيب حامد السنافي وقد اتصل اللواء خالد بودي بواسطة جهاز عبر الاقمار الصناعية بالشيخ سعد في الطائف وابلغه بوصول اول ضابط كويتي يدخل مدينة من لواء الشهيد المدرع 35 بكتيبة المشاة الآلية الثانية، وقال خالد بودي للشيخ سعد «في هذه اللحظة التقت المقاومة والجيش» بعدها تحرك المقدم حمد الرشيدي والنقيب حامد السنافي تحيط به مجموعة من الضباط والاهالي من ضاحية كيفان نحو ساحة العلم وتقدموا بخطوات المنتصر ليرفعوا علم الكويت في ساحة العلم يوم الاربعاء 27 فبراير 1991م «34». على الحدود الفاصلة بين تاريخين مختلفين نقف لنقول ان تحرير الكويت قد تم في يوم 26 فبراير 1991 اي قبل رفع العلم بـ 22 ساعة حيث قال صدام حسين ليلة 25/26 فبراير وبالحرف الواحد «لقد حان الوقت لاعادة الكويت الى حالتها الاولى» حيث بدأ الهروب الكبير للقوات العراقية من داخل الاراضي الكويتية تاركة اسلحتها ومعداتها «35».
القوات المسلحة
ونأتي لرواية عديد القوات المسلحة والتي نشرتها «الأنباء» في الذكرى الثانية لتحرير الكويت حيث اجرت الصحف في تلك الفترة لقاءات عدة مع جنود شاركوا في ألوية الجيش تحدثوا عن يوم النصر العظيم الذي انفك فيه القيد الكويتي الذي سيجه المحتل العراقي الآثم.
وروى عدد من الشباب الكويتيين وهم فتيان الفصيل الأول في لواء الفتح الكويتي المشارك في حرب تحرير الكويت قصة معركة اول مجموعة رفعت العلم الكويتي في ساحة العلم حيث قالوا: «كان الفصيل اغلبه من المتطوعين الكويتيين من اجل تحرير الكويت وانهم جميعا كانوا يحسون بأن لهم يوما سيلتقون به في الكويت، ولكن أحلامهم لم تكن ترقى الى ان يقوموا برفع العلم الكويتي في ساحة العلم ليكونوا بذلك من ينال هذا الشرف».
وأضافوا ان هدف التطوع كان الجهاد في سبيل الله لإعلاء كلمة الحق وتحرير الكويت التي قام العراقيون باحتلالها حتى لا نفقد العزة في الدنيا والشهادة في الآخرة، حيث نسأل الله ان ننالها جميعا في سبيله. وقالوا: انه بعد ان قاموا بالتطوع في السعودية أمضوا فترة الشهر وهم في التدريب والتعلم على مهارات القتال، وذلك في الفترة من أواخر أكتوبر الى اوائل ديسمبر، حيث تم بعد ذلك ابتعاث الفصيل الى دولة مصر الشقيقة لمدة شهر ونصف الشهر ليصل المتدربون الى السعودية ليلة الهجوم الجوي. واستطردوا بأنهم بقوا في السعودية مرابطين على الجبهة طوال فترة الحرب الجوية مجهزين بآلياتهم وأسلحتهم حتى جاء يوم الهجوم البري في 23 فبراير يوم الاستنفار ليدخل الفصيل الاول الكويتي في يوم 24 فبراير الحدود الكويتية، وذلك في تمام العاشرة صباحا. ولم تكن هناك اي مقاومة تذكر بسبب قصف التحالف المواقع العراقية بالطائرات والمدفعية.
ويرابط الفصيل بعد دخوله الكويت عند منطقة الخيران، وذلك بعد دخوله من بين مركز الرافعية ومركز الفوارس، حيث بات الفصيل عند مفرق الخيران.
رفع العلم
وقالوا انهم بعد ان باتوا الليلة في الخيران جاء امر للفصيل يوم 25 فبراير بتطهير محطة الزور حيث قامت الكتيبة 90 التي يعتبر الفصيل الاول احد فصائلها، قامت بتحويط المحطة بالكامل.
وهنا تبدأ قصة رفع العلم الكويتي في ساحة العلم، وذلك مساء يوم 25 فبراير، حيث توجه الفصيل مباشرة نحو ساحة العلم وهم يقودون 3 مدرعات و4 جيبات وسيارة جمس ليصلوا الى جسر ميناء الأحمدي، ليأخذ الفصيل الكويتي الدائري الخامس ثم طريق المغرب السريع ليصل الى ساحة العلم في صباح يوم 26 فبراير.
وقبل رفع العلم كان الجميع في جو نسوا فيه انفسهم حيث تمت قراءة سورة النصر ثم الدعاء لمدة 7 دقائق والجميع يبكون ويجهشون بالبكاء حتى انهم كانوا لا يستطيعون التنفس من كثرة البكاء. بعد ذلك تم رفع العلم على السارية حيث قام مصور محطة «سي.ان.ان» بتصوير جميع الحقائق بفيلم فيديو عرضت بعض لقطات منه في فترة بداية تحرير الكويت، ثم اخذت المجموعة في الغناء والقفز من الفرح حينما رفعوا العلم ليجدوا اهالي المنطقة وهم يأتون إليهم يأخذونهم بالاحضان حينما عرفوا انهم الجيش الكويتي وانهم قاموا برفع العلم الكويتي. وتابعوا انه لا يمكن لأحد ان ينسى بعض المواطنين الذين كانوا ينظرون اليهم وهم يبكون ويقولون إنهم لم يكونوا يتوقعون ان يأتي اليوم الذي سيعود فيه علم الكويت ليرفرف من جديد في سمائها. بعد ذلك قامت القوة الكويتية بالرمي في الهواء وذلك تعبيرا عن الفرح بتحرير الكويت وكان المواطنون يملأون ساحة العلم حيث وصلت بعد ذلك القوات السعودية والقطرية في الصباح تلتها القوات المصرية عصرا. وروى العديد من المواطنين لحظات التحرير الخالدة حيث قال احدهم: انه أثناء فرحة المواطنين بتحرير الكويت تواجهت اختان كويتيتان واخذتا تتعانقان، وكانتا تلتقيان لاول مرة بعد الاسر من قبل العراقيين وعادتا الى الكويت دون ان تلتقيا. واعتبر آخر ان اكثر اللحظات التي جعلته يبكي هي حينما كان الجنود يهللون ويكبرون ويرد عليهم المواطنون.
وذكر آخر انه لن ينسى لحظة وصوله الى الحدود الكويتية في ذلك الوقت الذي احس فيه انه ولد من جديد وانه لو تم قتله في ذلك الوقت لما احس بالآلم.
التحرير.. من الضربة الجوية حتى رفع العلم
يناير 1991
17: بدأت قوات التحالف شن حرب عاصفة الصحراء لتحرير الكويت في الساعة الثالثة فجرا بالتوقيت المحلي بموجة من القصف الجوي.
18: انهيار مفاجئ للقوات العراقية وتدمير قواعد عسكرية عديدة ومبنى وزارة الدفاع والتلفزيون ومقر المقبور صدام.
19: غارات بمعدل 2000 طلعة لتدمير منشآت الاتصالات والرادارات.
20: هنأ سمو أمير البلاد الراحل الشيخ جابر الأحمد أبناء شعبه ببزوغ فجر نصرهم وعودتهم الى وطنهم بعد تحريره القريب.
21: تقدم قوات التحالف صوب الكويت واطلاق العراق نحو 10 صواريخ سكود صوب مدينتي الرياض والظهران.
22: 8100 طلعة جوية لقوات التحالف واستسلام الآلاف من القوات العراقية.
23: العراق يبدأ في تدمير ونسف المنشآت البترولية الكويتية وقوات التحالف تدمر مرابط قوات الحرس الجمهوري.
24: قصف مباشر للقوات العراقية بدلا من الأهداف الاستراتيجية.
25: مشاة البحرية الأميركية تشن هجوما بريا على أهداف عراقية لمدة 15 ساعة.
فبراير 1991
1: إعلان تحرير مدينة الخفجي بعد معركة استمرت 30 ساعة متصلة دون توقف.
2: بدء الاستعداد لشن الهجوم البري.
3: القاذفة العملاقة b52 تقصف بغداد.
4: سلاح الجو الكويتي ينفذ 8 طلعات جوية استهدفت قوات عراقية جنوب الكويت.
5: الإعلان عن تدمير نحو 30% من قوات وآليات الحرس الجمهوري العراقي.
6: سمو أمير البلاد الراحل الشيخ جابر الأحمد (رحمه الله) يوجه رسائل لعدد من زعماء الدول العربية والأجنبية عن تطورات حرب التحرير.
7: مصر تقطع علاقاتها الديبلوماسية مع العراق وتطلب من السفير مغادرة القاهرة.
8: مناوشات برية مستمرة بين قوات التحالف والقوات العراقية.
9: الإعلان عن تشكيل حكومة طوارئ برئاسة سمو الأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله (رحمه الله) لتكون أول من يدخل الكويت المحررة.
10: قوات مشاة البحرية الأميركية تواصل احتشادها على طول الحدود السعودية ـ الكويتية.
11: مصادر عسكرية تؤكد دخول «عاصفة الصحراء» مرحلة جديدة تتسم بالمفاجآت التكتيكية.
12: تكثيف الهجمات على القوات العراقية في الكويت.
13: معلومات عن بناء النظام العراقي مخبأ عسكريا أسفل فندق الرشيد.
15: إعدام القوات العراقية 8 كويتيين بينهم سيدتان من أبطال المقاومة.
16: بوش يؤكد مجددا عزمه على انهاء معاناة الشعب الكويتي.
17: بوش يرفض خطة السلام التي اقترحها الرئيس السوفييتي غورباتشوف.
18: خادم الحرمين الشريفين الملك فهد (رحمه الله) يؤكد على ضرورة دفع العراق التعويضات للكويت والسعودية.
19: بوش يعلن عن مهلة للنظام العراقي للانسحاب من الكويت تنتهي ظهر 23 فبراير 1991.
20: انتهاء مهلة الإنذار الأميركي الساعة الثامنة مساء بتوقيت الكويت.
21: بدء الهجوم البري لتحرير الكويت في الساعة الرابعة فجرا بالتوقيت المحلي.
22: اختراق القوات المتحالفة الحصون العراقية من 5 محاور ودخول عمق الأراضي الكويتية.
23: قوات التحالف تحكم قبضتها على الكويت وتحاصر القوات العراقية وتأسر عشرات الآلاف من العراقيين.
24: بوش يرفض خطاب صدام بإعلان الانسحاب والفرحة تغمر الكويتيين بالتحرير.
25: رفع علم الكويت الحرة المستقلة في احتفال أقيم وسط العاصمة بمشاركة قواتنا المسلحة والمواطنين وبوش يعلن تحرير الكويت.
وطني الكويت سلمت للمجد
لم تنقطع حناجر الكويتيين عن ترديد نشيدنا الوطني حتى في احلك الظروف اثناء الاحتلال العراقي الآثم الذي حاول طمس النشيد بالقوة.
ففي اثناء محنة الاحتلال العراقي البغيض لأرض الكويت الطاهرة اشتاق الكويتيون لسماع نشيدهم الوطني وكان حنينهم يزداد يوما بعد آخر كلما ردد الاطفال على لسانهم كلمات النشيد في كل تظاهرة شعبية تندد بالاحتلال الغاشم، الى ان من الله على الكويت بنعمة التحرير في 26 فبرير 1991 وعاد اطفال الكويت من جديد يرددون نشيدهم الوطني صباح كل يوم جديد ويقصد بالنشيد الوطني او القومي اغنية وطنية رسمية لدولة ما تهدف الى اثارة روح الوطنية والولاء بين اوساط مواطني البلاد، وتؤدى في المناسبات العامة الرسمية او الشعائرية والاجتماعات الدولية والتظاهرات الرياضية كما تعزف تشريفا لرئيس دولة ما وعادة ما تؤلف الاناشيد الوطنية على شكل ألحان عسكرية وترانيم واناشيد.
ولم تعرف الكويت في تاريخها الطويل النشيد الوطني إلا في السنوات القليلة التي سبقت الاستقلال حيث كان يعزف السلام الاميري منذ عام 1951 والذي استمر العمل به حتى عام 1978، وكان من تلحين يوسف عديس وتم اعتماد ذلك النشيد بعد حصول الكويت على استقلالها في 19 يونيو 1961، حيث نصت المادة الخامسة من الدستور الكويتي على ان يكون للدولة علمها وشعارها وشاراتها وأوسمتها ونشيدها الوطني، وكما حدد القانون رقم 26 لسنة 1961 الصادر في 7 سبتمبر 1961 في مادته الأولى شكل علم الدولة الرسمي وألوانه الأربعة المستقاة من قول الشاعر العربي صفي الدين الحلي:
بيض صنائعنا سود وقائعنا
خضر مرابعنا حمر مواضينا
وفي عام 1978 تم تغيير السلام الاميري بنشيد وطني وضع كلماته الشاعر الكويتي احمد العدواني وقام الفنان ابراهيم الصولة بوضع موسيقاه التي وزعها احمد علي حيث تم اختيار اللحن ضمن مسابقة لعدد كبير من الملحنين.
وأذيع النشيد الوطني لأول مرة في ذكرى العيد الوطني السابع عشر والمصادف الخامس والعشرين من فبراير عام 1978 وجاء النشيد الوطني معبرا عن مشاعر ابناء هذا الشعب حين انطلق الجميع في ترديده في المناسبات الوطنية والقومية الشعبية والرسمية والى جانب ترديد الاناشيد الوطنية والهاتفات فإن مفهوم الولاء والانتماء للوطن يعني العمل الجاد والبذل والعطاء.
وعندما يردد المواطنون «وطني الكويت سلمت للمجد وعلى جبينك طالع السعد»، فإن الفرحة تتجلى في أحلى صورها ومعانيها، ومن أغلى من الوطن وراعيه يمكن ان تقدم له الاناشيد وتردد له الأغاني؟