-
الكويت ستنفق 85 مليار جنيه إسترليني على مدى السنوات الـ 4 المقبلة لتنفيذ الخطة التنموية
أكد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ د.محمد الصباح ان بريطانيا يمكنها أن تعتمد تماما على أن الكويت «شريك وحليف يعتمد عليه وجدير بالثقة» دائما. وأشاد الشيخ د.محمد الصباح خلال حفل عشاء استضافته جمعية الصداقة الكويتية ـ البريطانية الليلة قبل الماضية بالعلاقات التاريخية بين الكويت والمملكة المتحدة والتي تتطور في المجالات السياسية والاقتصادية وجميع المجالات الأخرى. وكان الشيخ د.محمد الصباح المتحدث الرئيسي في هذا الحدث الذي أقيم في فندق كونوت وسط لندن بمشاركة أعضاء بارزين في جمعية الصداقة الكويتية ـ البريطانية وشخصيات عامة ونواب برلمانيين وممثلي وسائل الاعلام. ويتزامن الحدث مع احتفالات الكويت بالأعياد الوطنية. واستعرض الشيخ د.محمد الصباح التطور المستمر في العلاقات بين الكويت وبريطانيا عبر السنوات قائلا ان الروابط بين البلدين بدأت في منتصف القرن الثامن عشر. وأشار في هذا الصدد الى أهمية «المعاهدة الشهيرة» للتعاون والصداقة الموقعة في عام 1899 بين الكويت والمملكة المتحدة. وأضاف ان الكويت قررت منذ استقلالها في عام 1961 اعتماد الحياد الايجابي في الانقسام الايديولوجي بين الشرق والغرب. ومضى قائلا ان الكويت كانت أول دولة خليجية تقيم علاقات ديبلوماسية مع الاتحاد السوفييتي السابق في أوائل الستينيات ولعبت ايضا دورا بناء للغاية في الحوار بين الشمال والجنوب الذي عرف باسم «لجنة براندت». وتابع «لكن مع سقوط جدار برلين وانهيار العالم ثنائي القطب لم تخسر الكويت مواقفها لكنها في الواقع أعادت تنسيق سياستها الخارجية لترتكز بشكل جيد على الشرعية والقانون الدولي». ولفت الى العدوان العراقي على الكويت في عام 1990 قائلا انه «عزز التعهد والالتزام الشامل والقاطع بسيادة القانون وسلوك المواطنة عالميا». وتطرق الشيخ د.محمد الصباح الى عملية السلام في الشرق الأوسط قائلا ان الكويت «تبنت بايمان كامل مبادرة السلام العربية وخطة خارطة الطريق» التي طرحتها اللجنة الرباعية المعنية بعملية السلام في المنطقة. وأشار الشيخ د.محمد الصباح في هذا الصدد الى أن إسرائيل تواصل عدوانها وتحديها للقانون الدولي.
وأوضح أن الكويت تدين بشدة «السياسة الإسرائيلية للاستيلاء على الأراضي والأنشطة الاستيطانية غير القانونية والأسوأ من ذلك جميعا الاغتيالات الأخيرة التي لا تستهدف الأفراد فحسب وانما أيضا اغتيال التراث التاريخي والثقافي للشعب الفلسطيني كما نرى من خلال قضية الخليل».
وبشأن الملف الايراني أوضح وزير الخارجية ان الكويت تؤيد تماما حق طهران في السعي لامتلاك تكنولوجيا نووية سلمية. وأضاف أن الكويت في الوقت نفسه «تشجع بقوة ايران على الامتثال الكامل لقرارات مجلس الأمن الدولي وإبداء الشفافية والتعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية». وأكد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي ان «من مصلحتنا تجنب فرض عقوبات على ايران بقدر ما هو من مصلحة ايران لنقل رسالة من الطمأنينة والنوايا السلمية للعالم بأسره».
وعلى الجبهة الاقتصادية أشار الى أن «إحدى الاستراتيجيات الأساسية والجوهرية لمرحلة ما بعد استقلال الكويت هي تكوين مواطن عالمي وأنجع وسيلة لدعم هذه الاستراتيجية كانت من خلال انشاء الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية في ديسمبر عام 1961 بعد ستة أشهر فقط من استقلالنا». وأضاف أن أمير البلاد في ذلك الوقت الشيخ عبدالله السالم الصباح «أراد توجيه رسالة من الشعب الكويتي لبقية العالم: ها نحن مقبلون على موجة من التغيير لكننا لن ننسى أصدقاءنا في الشدة». كما أشار الشيخ د.محمد الى أن رئيس البنك الدولي في ذلك الوقت روبرت ماكنمارا أشاد بالتدابير الانسانية السخية للكويت قائلا ان «الكويت تعلن استعدادها لتقاسم ثرواتها وتابع أنه «بعد نصف قرن وبفضل الدعم الحقيقي من أمراء الكويت المتعاقبين والشعب الكويتي وسع الصندوق الكويتي نطاق عملياته لأكثر من 100 دولة حول العالم ما يجعله أكبر مؤسسة لمساعدات التنمية بعد البنك الدولي». وأكد ان هذه الحقيقة دفعت الكويت لتكون واحدة من أنشط اللاعبين في مجال التنمية ومحاربا قويا ضد الجوع والفقر والتخلف. وأضاف نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ د.محمد الصباح ان سمو الأمير الراحل الشيخ عبدالله السالم قرر في أوائل حقبة الخمسينيات توظيف ثروة الكويت بشكل أكبر من أجل زيادة الثروات المالية.
وأوضح أنه أنشأ من أجل هذا الغرض أول صندوق ثروة سيادي في العالم في منتصف حقبة الخمسينيات في لندن تحت اسم مكتب الاستثمار الكويتي.
وأضاف أنه في عام 1976 وقع الأمير الراحل الشيخ صباح السالم الصباح قانونا لانشاء صندوق للأجيال المقبلة يشمل عملية مكتب الاستثمار الكويتي بأكملها.
وتابع ان هذه الفكرة الثورية بفرض ضرائب على أبناء الجيل الحالي لصالح أطفالهم الذين لم يولدوا بعد «شهادة على بعد نظر قيادة الكويت وخصوصا لسمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد».
وقال ان الكويت شرعت للتو في تنفيذ «خطة تنموية طموح للغاية من بنات أفكار صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد». وأضاف أن الكويت تخطط لإنفاق ما يعادل 85 مليار جنيه استرليني على مدى السنوات الـ 4 المقبلة في إطار هذه الخطة.
وقدم نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية دعوة الى أصدقاء الكويت البريطانيين للمشاركة في مشاريع التنمية بالكويت. وشدد في هذا الصدد على أن الكويت لديها مدونة قانونية أثبتت مرونتها وفاعليتها في اقامة العدل والانصاف. وأضاف «بالاضافة الى ذلك فإن سجل الكويت كشريك ومستثمر عالمي يتحدث عن نفسه».
ميليباند: استخدام جوازات سفر بريطانية في اغتيال المبحوح أمر محرج لنا
لندن ـ كونا: أكدت الكويت وبريطانيا أمس عمق العلاقات الوطيدة التي تربط بين الدولتين في اليوم الذي تحتفل فيه الكويت بعيد استقلالها الـ 49.
جاء ذلك خلال اللقاء الذي عقده نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ د.محمد الصباح مع نظيره البريطاني ديفيد ميليباند في مقر وزارة الخارجية البريطانية وسط لندن.
وقال الشيخ د.محمد الصباح في تصريح مشترك لـ «كونا» وتلفزيون الكويت انه شرح لميليباند الدور الذي تقوم به الكويت خلال رئاستها الحالية لمجلس التعاون الخليجي وكذلك رئاستها للقمة العربية الاقتصادية.
وأوضح أن المحادثات التي استغرقت نحو ساعة تطرقت إلى موضوع الانتخابات العراقية الشهر المقبل وأهمية توفير الدعم الكامل للعراق حتى تؤكد هذه الانتخابات ضرورة توفير الأمن والاستقرار في هذا البلد وكذلك المحافظة على ترابه الوطني ودعم الأمن والاستقرار في المنطقة.
وبالنسبة لإيران أوضح الشيخ د.محمد الصباح انه أكد لميليباند أهمية انتهاج الخيار الديبلوماسي وتعزيزه بالنسبة للتعامل مع الملف النووي الإيراني وإعطاء ضمانات حول حق طهران في امتلاك التقنية النووية السلمية وتعاون السلطات الإيرانية على نحو جدي وكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وشملت المناقشات كما أشار الشيخ د.محمد الصباح العمل الإجرامي الذي قامت به إسرائيل الاغتيال المسؤول الفلسطيني محمود المبحوح وكذلك استخدام جوازات سفر بريطانية للقيام بهذا العمل الدنيء الذي يضع بريطانيا في موقف حرج كما أن هذا الإحراج يمتد لأي شخص يحمل جوازا بريطانيا.
وأشار الشيخ د.محمد الصباح إلى أن ميليباند قال خلال اللقاء إن بريطانيا تأخذ هذا الأمر على محمل جدي للغاية لأن ذلك العمل يشكل انتهاكا ليس فقط لسيادة دولة الإمارات العربية المتحدة ولكن أيضا لبريطانيا. وأضاف ميليباند أن بلاده ستعالج هذا الأمر باستخدام علامات أمنية متطورة وتقنية حديثة لمنع أي شخص من استخدام جوازات سفر بريطانية لأغراض إجرامية.
وردا على سؤال قال الشيخ د.محمد الصباح إن ميليباند وعد بأن استخدام جوازات السفر البريطانية لأي أغراض إجرامية لن يتكرر حتى لا تستغل جماعات إرهابية هذا الأمر من جديد.
وحول اليمن قال الشيخ د.محمد الصباح انه بحث مع ميليباند الأوضاع في اليمن بعد انعقاد المؤتمر المهم الخاص بالأزمة اليمنية وأهمية دعم وقف إطلاق النار هناك. وذكر أن اللقاء تطرق أيضا إلى دور مجلس التعاون الخليجي مع المجتمع الدولي للمشاركة في التنمية الاقتصادية في اليمن. |
واقرأ ايضاً:نائب الأمير يطمئن على صحة أمير قطراحتفالات المواطنين بالأعياد.. أعلام وفرح ومسيرات شعبيةسفاراتنا حول العالم واصلت احتفالاتها بالعيد الوطني وذكرى التحرير:اسم الكويت أصبح مقروناً بالعطاء والخير والأيادي البيضاء واحترام الجميعالحربي يهنئ القيادة السياسية بالأعياد