عاطف رمضان
في ظل صرخات التحذير التي اطلقها عدد من المسؤولين والخبراء البيئيين والصحيين لوزارة التجارة والصناعة للعمل على منع استخدام علب «الفوم» أو «الرغوة» التي يتم استخدامها في الأعياد الوطنية، حذر المتخصصون من مخاطر استخدام «الفوم» مؤكدين انها تحوي مواد كيماوية «خطرة جدا» معظمها يؤدي الى أمراض مختلفة وان من مخاطرها اصابة الأطفال اثناء استنشاق غازات العبوة أثناء الرش بالتهابات رئوية وقد تتسبب في تليف بالكبد، خصوصا اثناء اندماجها بحبيبات الغبار.
وتأكيدا لذلك ما أعلن عنه مؤخرا ان مركز البحر للعلوم استقبل 1542 حالة خلال عطلة الأعياد الوطنية منهم 30% راجعوا المركز بسبب اصابتهم بحروق في العيون جراء رشهم بالرغوة.
العجيب ان وزارة التجارة والصناعة لم تتفاعل مع هذه «المصائب» وتفاعلت مع خبر نشرته «الأنباء» أمس بعنوان «النزهان»: «التجارة» أول من أثار مخاطر رغوة «الفوم» منذ عام وحذرت من وجود عمليات غش تجاري» وان مدير حماية المستهلك بالوزارة أول من أثار هذا الموضوع «منذ عام».
وكنا ننتظر ان رد الوزارة يحوي ردوداً تتضمن انها قامت بدورها او اعدت محاضر ضبطيات عن بيع هذه المادة المضرة بصحة الانسان او انها اصدرت قرارات وزارية بمنع بيع هذه السلعة التي تحوي المادة الخطرة في الاسواق المحلية.
ولكن كان تعليق الوزارة ان الخبر احتوى مسمى وظيفيا غير صحيح وهذا الامر لا يعني القارئ بشيء.
علما أن الخبر يحوي تعليقا عن خبر قديم نشر منذ عام على لسان مدير ادارة حماية المستهلك آنذاك انه حذر من مخاطر «الفوم» وكشف عن اخفاقات الوزارة منذ عام وانها لم تتفاعل حتى هذه اللحظة مع «الفوم» ولم تبرئ موقفها ان كانت هي المعنية او غيرها.
ولنفترض ان الخبر نشر على لسان موظف وليس مديرا فهل الخبر يبرئ الوزارة من اخفاقها؟ وهل الموظف ليس ضمن الكوادر البشرية للوزارة؟ وهل عنوان الخبر سوف يتغير معناه ولم يتم ذكر التجارة في مضمونه؟
انه لشيء كبير وعظيم ان تهتز التجارة لذكر مسمى وظيفي لمسؤول في الوزارة ولم تتفاعل للجوهر او المضمون وهو صحة مئات البشر من المواطنين.
هل تعرض مئات المواطنين لمخاطر «الفوم» وتعرضهم لأذى ليس مهما بقدر مسمى وظيفي لا يقدم او يؤخر او يفسد للود قضية.
وحسب تقارير طبية نشرت اخيرا فإن «الفوم» له خطورة حيث يحوي مواد كيماوية تحدث تهيجا في العين واصابات بالغة في القرنية ما يطلق عليه «انفجار في العين»، ومن ثم أضرار بالغة في الشبكية واحداث خلل مؤقت في الرؤية قد يؤدي في بعض الحالات إلى الاصابة بالعمى الدائم.
ومع كل ذلك وزارة التجارة والصناعة لم تنظر بعين الاعتبار الا على مسمى وظيفي.
«الأنباء» تفاعلت مع الخبر نظرا لخطورة هذه المنتجات المضرة بصحة الانسان ولم تتطرق إلى «حسابات شخصية» بالوزارة فهذه الامور لا تعنيها.
واقرأ ايضاً:
«الأشغال» توقّع عقد اتفاقية توسيع مطار الكويت الدولي غداً
البلدية أقرت تعديل نظام البناء في مبنى شؤون القصر بالجهراء