انطلقت أنشطة ورش عمل مؤسسات المجتمع المدني لصياغة رؤيتها وبرامج عملها إزاء خطة التنمية الحكومية مساء أمس الأول بمقر جمعية المهندسين لعرضها في مؤتمر «موقع الطبقة الوسطى من برنامج عمل الحكومة والانعكاس المهني عليها ودور المجتمع المدني في تفعيلها» والذي بادرت بفكرته مجموعة نورية السداني للطبقة الوسطى وتنظمه جمعية المهندسين «وينعقد 22 الجاري برعاية نائب رئيس الوزراء ووزير الدولة للتنمية ووزير الإسكان الشيخ أحمد الفهد، وقد خصصت الورشة الأولى للمهنيين وشارك فيها مجموعة كبيرة من المهنيين كالأطباء والمحامين والمعلمين والاقتصاديين والمهندسين والمحاسبين وغيرهم وقد قدم المهنيون مقترحاتهم حول خطة التنمية 15 الجاري.
فقد أكدت المشرف العام على المؤتمر نورية السداني على أن برنامج عمل الحكومة والمرصود له نحو 37 مليار دينار سينعكس بشكل إيجابي على المهنيين وجميع أفراد الطبقة الوسطى بالمجتمع الكويتي، وقالت السداني في كلمة لها خلال افتتاح برنامج عمل الورشة الأولى أن المبلغ الذي رصدته الحكومة لبرنامج عملها والمشاريع التنموية يشكل رقما كبيرا جدا وسيكون له انعكاس اقتصادي على الطبقة الوسطى، لافتة إلى أن المجتمع المدني يشارك لأول مرة في هذا البرنامج وتعتبر سابقة متميزة وفريدة بالنسبة للدول العربية.
ومن جهته أكد عضو مجلس الأمة ونائب رئيس جمعية المهندسين م.ناجي العبد الهادي ان موقع الطبقة الوسطى مهم جدا، لأنها أكبر فئة في الشعب الكويتي، متمنيا ان تشارك في خطة التنمية وأن يكون للمجتمع المدني دورا فعالا فيها ويحقق الاستفادة منها، وشدد على الدور المهم للمهنيين في البرنامج الحكومي مطالبا الطبقة الوسطى بأن تقدم من خلال مؤسسات المجتمع المدني والمهنيين آليات لمشاركتها في برنامج عمل الحكومة من خلال ورش العمل التي تعقد ضمن أنشطة مؤتمر الطبقة الوسطى متمنيا الخروج من المؤتمر وورش العمل بتوصيات تستفيد منها الحكومة.
ومن جانبه دعا رئيس جمعية المهندسين م.طلال القحطاني الى ان يكون الجميع على قدر مسؤولية إشراك الطبقة الوسطى في برنامج عمل الحكومة وأن ينهضوا ليقوموا بمسؤولياتهم تجاه الوطن، مؤكدا على أهمية الاستفادة من جميع الخبرات والكفاءات في هذا البرنامج وعدم تكرار تجربة أكبر 3 مشاريع مرت في تاريخ الكويت ولم يستفد منها أحد وهي المصفاة الرابعة والداو كيميكال والتي تعدت ميزانيتها الـ 447 مليون دينار ولم يستفد منها أحد مما يحز في النفس أننا كمهنيين مازلنا ننتظر من يستأنس بآرائنا كمهنيين، وتمنى القحطاني من جميع المشاركين الشفافية في الطرح وتبادل الرأي وترجمة الآراء لحلول يمكن أن تساعد أصحاب الرأي.
وقال ركزنا من خلال هذه الورشة على الجانب المهني والاقتصادي وعنصر الشباب داعيا إلى تحقيق الحلم إلى حقيقة من خلال المجتمعات المدنية، مضيفا أنه ربما يطلق على هذا المؤتمر أنه تسويقي لبرنامج عمل الحكومة ولكن ذلك لا يهم المهم هو التركيز على البرنامج وملاحظاتهم عليه متمنيا إيصالها بالشكل المهني.
ومن جانبه رحب مدير الورشة م.عبدالله العتيبي بالحضور وقال ان الهدف من المؤتمر هو تعزيز استفادة الطبقة الوسطى من خطط ومشاريع الدولة وخلق وعي مجتمعي بأهمية المشاركة في التحولات التنموية وأشار إلى أن المؤتمر يناقش 4 محاور وهي: تفعيل دور مؤسسات المجتمع المدني في ترسيخ استفادة الطبقة الوسطى من خطط وبرامج التنمية والاستثمار الإيجابي لبرنامج عمل الحكومة بما يعزز وضع الطبقة الوسطى لمزيد من الرفاه وتحقيق التوازن الوطني الروحي المالي الصحي الفكري لتفعيل برنامج عمل الحكومة وتفعيل دور الشباب في هذا البرنامج، وأكد العتيبي على أن برنامج عمل الحكومة هو خطة شعب بأكمله.
وشهدت ورشة العمل مداخلات ومقترحات قدمها الكثير من المهنيين، واتفقوا على أن يقدموا رؤيتهم وأوراق عملهم إلى المؤتمر ليتم إدراجها ضمن توصياته والآليات التي يقترحها ويتم عرضها على الحكومة في موعد أقصاه منتصف الشهر الجاري.
فقد قدم رئيس جمعية المعلمين عايض السهلي مقترحا بإنشاء مجلس أعلى لمؤسسات المجتمع المدني يتابع سبل تعزيز مواقع الطبقة الوسطى في برنامج عمل الحكومة، وتحديد المواضيع التي يمكن أن تستفيد منها الطبقة الوسطى في الخطة الحكومية، كما عرض م.حمود الزعبي من جمعية المهندسين التجربة التي مرت بها الجمعية مع مؤسسات المجتمع المدني والنقابات لدعم العمل الحكومي.
أما د.صالح الياسين فدعا إلى إضافة محور خامس للمؤتمر عن تأهيل الكوادر البشرية من أبناء الطبقة الوسطى ليكون لها دور قيادي في المجتمع والدولة وبالتالي خطة التنمية.
كما دعا د.أحمد الفضلي نائب رئيس الجمعية الطبية إلى العمل من خلال المؤتمر إلى صياغة مشروع لتفعيل دور المهنيين في برنامج العمل الحكومي، على أن تكون مساهمة الطبقة الوسطى ممكنة من خلال مشاركة القطاع الخاص الضرورية لدعم برنامج عمل الحكومة، وقدم جاسم التوتيان من الجمعية الكويتية لتقنية المعلومات مقترحا لتوزيع الأدوار بين مؤسسات المجتمع المدني والمهنيين كل حسب اختصاصه للمساهمة في هذا البرنامج، وقدم أنس الفلاح من الجمعية الاقتصادية مقترحا بتضمين التوصيات آلية لحث الشركات التي ترسو عليها مشاريع التنمية لدعم عمل الشباب في القطاع الخاص من خلال وضع ذلك ضمن شروط العطاءات والمناقصات.
وقدمت لطيفة الكندري من نقابة بلدية الكويت مقترحا لمتابعة الجهات التي ستنفذ الخطة من شركات وغيرها لاشراك الطبقة الوسطى وتحقيق نتائج أفضل للحكومة والمجتمع معا، وعرض خالد الطراح ضرورة خلق وعي ومشاركة شعبية في المشاريع التنموية وعدم إبعاد الشارع من هذه البرامج.
وتحدث الاقتصادي عامر التميمي عن الخطة وقال إنها صعبة التطبيق وأنها تحتاج إلى كوادر بشرية غير متوافرة ولهذا لابد من تضمينها خططا وبرامج للتنمية البشرية، أما الدكتورة فاطمة العبدلي فقد تحدثت عن ضرورة تضمين الخطة خطط التنمية المستدامة التي ستعزز دور الطبقة الوسطى في المجتمع، وقدم علي العدواني من شركة ايكويت مقترحا بضرورة الاستفادة من المؤهلات المتوافرة وإعادة تقييم هذه المؤهلات.
واختتمت الورشة بتوجيه الدعوة إلى المشاركة في ورش العمل التي ستعقد تباعا وهي: «جمعيات ومواطنون»، «الاقتصاديون»، «الشباب وبرنامج عمل الحكومي»، والورش التي سيعلن عنها لاحقا وستعقد تباعا حتى منتصف الشهر الجاري قبيل انعقاد المؤتمر لصياغة المبادرات والاقتراحات والأفكار وتقديم إلى الحكومة في المؤتمر.
السداني: المؤتمر نقلة نوعية في تاريخ الكويت
قالت نورية السداني ان هذا المؤتمر نقلة نوعية في تاريخ الكويت المعاصر، وبرنامج عمل الحكومة يستحق التسويق من قبل كل أفراد المجتمع لأن عائده لصالح الجميع، فهذا شيء جيد خصوصا انه يؤكد ضرورة مشاركة الكويتيين في البرنامج وهذا يتطلب التسويق كما يحدث في الدول المتقدمة التي يعتبر عندها التسويق لمثل هذه البرامج شيئا مهما جدا، لافتة الى ان رعاية الشيخ احمد الفهد للمؤتمر مؤشر جيد وإيجابي.