الشثري: تعاطي المخدرات والسرقة إضاعة للنفس البشرية
في ختام انشطة المخيم الربيعي الثاني الذي تقيمه لجان الدعوة والارشاد في محافظة الفروانية التابعة لجمعية احياء التراث الاسلامي تحت شعار قوله تعالى: (صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة)، تم تنظيم محاضرة شارك فيها كل من الداعية عبدالمحسن العباد (السعودية)، والداعية د.عبدالله الشثري ـ وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الاسلامية بالرياض، والداعية حاي الحاي ـ الإمام والخطيب بوزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية في الكويت.
بدأت المحاضرة بكلمة مسجلة لفضيلة الداعية عبدالمحسن العباد بين فيها معنى الآية الكريمة (صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة)، حيث قال: انه من المعروف ان صبغة الله جاء تفسيرها بالإسلام وجاء تفسيرها بالفطرة التي فطر الله الناس عليها، ولا تنافي بين التفسيرين، لأن فطرة الله التي فطر الناس عليها هي اخلاص العبادة لله عز وجل.
وأوضح ان المسلم الحق هو الذي يلتزم بشرع الله، ويستقيم على دين الله ملتزما بأحكام الإسلام، وأن يكون داعيا الى الله عز وجل بقوله وفعله كما قال الله تعالى (قل هذه سبيلي أدعو الى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني)، فالبصيرة هي معرفة الحق الذي يدعو اليه وان يكون على بينة منه، ولا يدعو لشيء وهو يجهله، ويعلم انه شرع الله.
وأكد ان القدوة الحسنة لها شأن عظيم والرسول صلى الله عليه وسلم هو القدوة، والأسوة كما قال الله (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة)، مشيرا الى ان تأثير العلماء الموجودين الآن وسابقا كان نتيجة جمعهم بين العلم والعمل والقدوة الحسنة أمثال الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمة الله عليه، فإنه كان داعيا بأفعاله وأقواله، وكان قدوة حسنة للعلماء، وكذلك ابن عثيمين رحمه الله، ومن المعلوم ان الذي يدعو على بصيرة له أجر سواء عمل الناس بدعوته ام لا.
بعد ذلك تحدث الداعية د.عبدالله الشثري ـ وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض: ان المتأمل في كتاب الله عز وجل يجد ان منهج القرآن في محاربة الفساد واضح، وقد دلت عليه آيات كثيرة، وان الله أنزل القرآن لإخلاص التوحيد لله ولهداية الناس الى العبادة الخالصة لله تعالى.
وأوضح ان الفساد خروج الشيء عن الاعتدال، وقد جاء بمعنى العصيان والهلاك والقتل والتدمير والسحر والخراب، وكل معنى من هذه المعاني قد دلت عليه آيات كثيرة، مشيرا الى ان المتأمل في القرآن الكريم يجد ان الفساد مقرون بالفساد في الأرض (وإذ قال ربك للملائكة اني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء)، فالله تعالى عليم بعباده وخلقه وبما يعملون.
وبين انواع النهج السليم في القرآن الكريم، مشيرا الى ان الفساد العقدي المقصود منه ما كان من الأعمال مفسدا لمعتقد صاحبه، وان الايمان يزيد وينقص، يزيد بالتقوى وينقص بالمعصية.
وقال: ان الشرك بعبادته هو من أعظم أنواع الفساد في الأرض على الناس، ولهذا بين الله عز وجل عاقبة المفسدين في الأرض، فمن عبد غير الله او من أشرك مع الله شيئا بمعنى ان يساوي هذا الشيء مع الله في العبادة فقد أفسد في الأرض.
وقال: ان الكفر هو اشد انواع الفساد في الأرض، وان النفاق من أعظم أنواع الفساد، لأن أهل النفاق فاقوا اهل الكفر في العالم، وان من خطورتهم الكفر بالله، وهذا واضح في قوله تعالى: (ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون لإخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب لئن أخرجتم لنخرجن معكم ولا نطيع فيكم أحدا أبدا وإن قوتلتم لننصرنكم والله يشهد إنهم لكاذبون).
وأوضح اهل العلم خطورة النفاق بأنه اشد خطرا من الكفر، لأن عداوة المنافقين متمكنة في صفوف المسلمين، أما اهل الكفر فهم معروفون بكفرهم، ولهذا فإن النفاق لم يظهر الا بعد الهجرة، والحديث عن الفساد واضح في القرآن الكريم: (وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون).
وعدد الشيخ أنواع الفساد مؤكدا ان السحر يعد من أعظم الفساد، ولهذا نفى الله تعالى الفلاح عن أهل السحر في قوله تعالى: (ولا يفلح الساحر حيث أتى).
وزاد ان هناك فسادا آخر يسمى الفساد العملي وهو القتل والاعتداء على الأرواح (ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق)، والاعتداء على النفس مثل الانتحار، او تعاطي المخدرات والفواحش والزنا واللواط والسرقة بأنواعها حتى سرقة عقول الأمة يعد فسادا لضياع النفس، مشيرا الى ان فكرة الانتحار انتقلت الينا من الغرب، وهذا يعد فسادا، ويرجع الى ضعف الايمان والتوحيد، لأن المؤمن يرضى بما قسم الله له.
بدوره قال الداعية الاسلامي الشيخ حاي الحاي ان الذي يخالف هدي السلف الصالح في التوحيد والعقيدة لاشك انه قد أفسد في الأرض فسادا عظيما، مشيرا الى ان الرجوع عن هذه الأشياء، والرجوع الى عهد السلف الصالح يعد من أعظم الأمور.
وقال: ان الفساد العقدي هو الذي يهدد الأمة ويحتاج منا جميعا الى تبجيل السنة الغراء، وندرس كيف عالج الصحابة والتابعون هذه الأمور من البدع مثل التمسح بالقبور وزيارة الأضرحة وخلاف ذلك من الشركيات، مشيرا الى ان اهل البدع قد قويت شوكتهم هذه الايام، وهذا يعد اهمالا وتكاسلا في الدفاع عن السنة.