-
تمر بسلسلة نشاطات مختلفة لابد أن تُبنى على معايير سليمة لحماية المجتمع والبيئة
-
بعض المخلفات المعدية يتم فرزها خطأ فتوضع في أكياس زرقاء أو سوداء وتحول لحاويات البلدية التي تشكل خطراً أكبر
-
غسل حاويات تجميع النفايات الخطرة والمعدية في أماكن مفتوحة يؤدي إلى التلوث
-
دراسات علمية أثبتت ارتباط استخدام المحارق والإصابة بالتلوث السام الحاد وانبعاث المواد المسرطنة
-
الديوكسين مدمر ووجوده يرتبط بمستقبلات الهرمونات والخلايا مما يغير من الميكانيكية الوراثية والوظيفية للخلايا
حنان عبد المعبود
المخلفات الصحية هي كل المواد المستخدمة للتشخيص أو للعناية بالمرضى داخل المرافق الصحية أو خارجها، وفي حال تلوث هذه المواد بدم وسوائل جسم المريض بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، وسواء كان المريض مصابا بمرض معد أو غير مصاب، فان من الطبيعي التخلص منها، فيتم رميها كالنفايات وتعتبر من ضمن المخلفات الطبية الخطرة ويجب التخلص منها بالطرق السليمة، وتستثنى من ذلك الأطعمة والأوراق التي يستهلكها المرضى خلال فترات العناية بهم. فكيف يتم التعامل معها؟ إليكم الاجابة في الموضوع التالي، والذي رصدنا فيه بعض أساليب التعامل مع النفايات الخطرة، على المرضى والعاملين على حد سواء، وهي أمور سلبية نلفت نظر وزارة الصحة اليها، على أمل أن ننعم ببيئة صحية.
إدارة النفايات الصحية في الكويت
ان ادارة النفايات الصحية تعني كيفية التعرف على النفايات الصحية منذ تولدها حتى التخلص منها، والتي لابد أن تمر بسلسلة من النشاطات المختلفة، ومن الأهمية بمكان أن تكون هذه الأمور مبنية على معايير سليمة تحمي المريض، والعامل في المؤسسة الصحية، والمجتمع والبيئة في الوقت نفسه، ولهذا فان المؤسسات الصحية لابد أن تضع سياسات تتبنى فرز النفايات الصحية منذ تولدها وجمعها ونقلها، وحتى طرق التخلص منها.
كما ينبغي ربط سياسات الأجل الطويل والإرشادات والتشريعات بالضرورات الفورية لفرز ومعالجة النفايات الصحية من المصدر، وينبغي أن يشتمل هذا الربط على تكنولوجيا ملائمة، لتأمين الحماية المستدامة للبيئة والصحة العامة.
تعريف النفايات الصحية
دعونا في البداية نعرف ماهي النفايات الصحية؟
إن النفايات الصحية تنقسم الى عدة أنواع وهي:
-
أولا: النفايات الطبية الخطرة، وهي جزء من النفايات الطبية، يمكنها أن تسبب مخاطر صحية لاحتوائها على مواد لها واحد أو أكثر من الخصائص التالية: العدوى، تسمم الجينات، التسمم الكيميائي، الاشعاع، الوخز أو القطع بجسم الانسان.
-
ثانيا: النفايات المعدية وهي النفايات التي تحتوي على مسببات الأمراض المعدية مثل البكتيريا، الطفيليات، الفيروسات، الفطريات.
-
ثالثا: النفايات التشريحية، والتي لها علاقة بجسم المريض أو مكوناته، من أنسجة، أو أعضاء مريضة، تم استئصالها، أو أطراف أو أجزاء مبتورة أو أجنة ميتة، أو سوائل الجسم مثل الدم والافرازات الأخرى، أو الأنسجة التي يتم ارسالها للفحص المخبري.
-
رابعا: النفايات الحادة، وهي الأدوات التي تسبب قطع أو وخز في الجسم البشري، مثل الإبر، المحاقن، المشارط، الشفرات، المستخدمة في العمليات الجراحية.
-
خامسا: النفايات الكيماوية، وهي تلك المخلفات الصلبة أو السائلة أو الغازية الناتجة عن الأعمال التشخيصية، أو العلاجية، أو التعقيم، أو التطهير، أو التنظيف، وتتميز بصفة أو أكثر من الصفات التالية: مسرطنة، مسببة للتآكل، سريعة الاشتعال، سامة للجينات.
-
سادسا: نفايات أدوية العلاج الكيماوي، وهي تلك النفايات الناتجة عن عمليات تصنيع أو تحضير أو إعداد أو إعطاء العلاج الكيماوي وتشمل الأدوية المتبقية من عمليات التحضير واعطاء المريض العلاج، وافرازات المريض، الذي يتلقى العلاج الكيماوي كالبول والبراز، والقيء، خلال الفترة اللاحقة لآخر جرعة، والتي يحددها نوع العلاج المعطى للمريض.
-
سابعا: النفايات المشعة، وهي النفايات الصلبة أو السائلة أو الغازية الملوثة بالنظائر المشعة الناتجة عن الاستعمالات التشخيصية، العلاجية، والبحوث الطبية في المستشفيات.
أما السياسة المتبعة لادارة النفايات الطبية في المستشفيات في دولة الكويت فهي كالتالي:
-
1 – الفرز، حيث يتم فرز النفايات الطبية الخطرة من مصدرها وتقسم الى أقسام العمليات، والمختبرات، وأجنحة توليد، وغيرها من الأجنحة في المستشفى أو المؤسسة العلاجية، وذلك بوضعها في أكياس صفراء حتى يتم نقلها الى المحرقة، ولكن نظرا الى عدم وعي العمالة الموجودة في المستشفيات، لسياسات منع العدوى وغياب الاشراف عليهم. فان بعض النفايات الطبية الخطرة يتم فرزها خطأ ووضعها بأكياس زرقاء أو سوداء، وبالتالي تذهب الى حاويات البلدية الأمر الذي يؤدي الى انتشار العدوى في المجتمع.
-
2 – الجمع: يتم جمع النفايات الطبية الخطرة في حاويات كبيرة صفراء ذات عجلات، ونظرا لغياب الوعي الصحي، لدى العمالة وغياب الاشراف عليهم يتم في بعض الأحيان حمل الأكياس الصفراء باليد والقائها الى جانب الحاويات الصفراء على الأرض مباشرة، الأمر الذي يشكل خطرا يتمثل في امكانية فتح الأكياس وتناثر ما بها من نفايات طبية خطرة من مزارع بكتيرية وشاش ملوث وأدوات جراحية حادة مما يهدد بانتشار العدوى.
-
3 – التخزين: يتم تخزين النفايات الطبية الخطرة والمعدية في حاويات في منطقة مفتوحة خارج المستشفى، في أي مكان حيث لا يوجد مكان مخصص للتجميع النهائي للنفايات، حسب المواصفات العالمية المطلوبة، وربما تكون المنطقة المستخدمة قريبة من مناطق الحوادث، أو مواقف السيارات، وتبقى الحاويات في هذا المكان المفتوح مما يؤدي الى تكاثر البكتيريا، الى أعداد هائلة ويؤدي للتلوث ونشر العدوى بين المراجعين والمرضى والزوار والعاملين، وهذا مخالف تماما لسياسات منع العدوى، حيث يجب أن يتم حفظ هذه النفايات الطبية الخطرة والمعدية في غرف معزولة ومغلقة ومبردة وبعيدة عن مرور المراجعين والزوار من أجل الحفاظ على صحة وسلامة المجتمع.
وهناك أمر أشد خطورة في نقل العدوى وهو غسل الحاويات الخاصة بتجميع النفايات الطبية الخطرة والنفايات المعدية والملوثة بالدماء في أماكن مفتوحة الأمر الذي يؤدي الى تلوث المكان ونشر الأمراض المعدية.
-
4 – النقل: يتم نقل الحاويات الصفراء في سيارات خاصة مبردة، ولكن نظرا لغياب الاشراف من قبل المسؤولين، فانه يتم وضع الأكياس الصفراء في بعض الأحيان مباشرة في السيارة، التي قد تكون غير مجهزة بنظام التبريد، وغالبا غير نظيفة، مما يؤدي الى تلوث السيارة، فتكون مصدرا لنشر العدوى، كما أنه يتم وضع الأكياس الصفراء في حاويات سوداء بدلا من الحاويات الصفراء، كما أن بعض الشركات تقوم برمي الأكياس الصفراء في الطريق أو في أي مكان متسببة بذلك في نشر العدوى.
والجدير بالذكر ان نفايات المستشفيات المعدية والملوثة بحاجة الى عناية خاصة واتباع سياسات منع العدوى، وذلك عبر تجميعها وتخزينها، ونقلها حيث ان الدراسات العلمية قد أثبتت، أن هناك أمراضا كثيرة يمكن أن تنتقل من خلال التعامل غير الصحيح مع النفايات الطبية، مثل مرض الالتهاب الكبدي الوبائي، c، b والايدز والسل الرئوي.
المعالجة
معالجة النفايات الطبية الخطرة والمعدية في الدول المتقدمة بالعالم تتم باستخدام التقنيات الحديثة في الدول المتحضرة مثل الولايات المتحدة، واليابان، ودول أوروبا، لأن الدراسات العلمية التي قامت بها أغلب هذه الدول أثبتت أن هناك ارتباطا بين استخدام المحارق لحرق النفايات الطبية والاصابة بالتلوث السام الحاد، وانبعاث مادة الديوكسين المسرطنة.
ومعالجة النفايات الطبية في الكويت تتم عبر استخدام محارق حيث توجد محرقتان رئيسيتان في منطقة الشعيبة، كما توجد محرقة في كل مستشفى بالكويت.
واذا ما تم تقييم المحارق الرئيسية سيكون التقييم كالآتي:
-
- المحرقة الأولى متهالكة ولا تطابق أدنى المواصفات المطلوبة للأمن وسلامة العمل، حيث انه حدث انفجار في الطوب الحراري لغرفة الحرق الأساسية عند بداية تشغيلها.
-
- المحرقة الثانية والتي تم تركيبها عام 2005 وهي عبارة عن أجزاء مستعملة تم تجميعها لتكون في مجملها محرقة غير متكاملة لعدم وجود الوصلات التنسيقية interface components الأمر الذي جعلها غير آمنة للاستخدام وعملها غير متكامل بالرغم من القدرة على تشغيلها مما يؤدي إلى عدم تحقيق معدلات درجات الحرارة اللازمة لحرق مادة الديوكسين الناتجة عن الحرق غير التام للنفايات الطبية.
إلى جانب إنتاج المواد السامة الصلبة والغازية والتي يبلغ عددها 73 مادة، والتي لا يتم التخلص منها بالطريقة السليمة، مسببة آثارا ضارة جدا على البيئة والصحة العامة، ويشكل حرق النفايات الطبية مصدرا أساسيا للديوكسين والزئبق وغيرهما من الملوثات الخطرة.
ويأتي تسويق المحارق الخاصة بحرق النفايات الطبية في دول العالم الثالث، بينما يتراجع استخدام هذه التكنولوجيا شيئا فشيئا في الدول الغربية لاسيما الولايات المتحدة حيث تستخدم بدائل أكثر أمانا واقتصادا، ويشكل ازدواجية التقييم منح سكان دول الشمال مستوى أرقى من خلال حماية الصحة العامة والبيئة بالمقارنة مع مواطني العالم الثالث.
ولهذا فان هناك العديد من التساؤلات حول نشر المحارق في هذه الدول، فيما يتولى برنامج الأمم المتحدة البيئي رعاية المفاوضات المتعلقة باتفاقية دولية لوقف تدريجي لانتاج واستخدام الملوثات العضوية ذات الأثر المدمر الدائم، ومن بين المواد ذات الأولوية التي تذكرها الاتفاقية الجديدة يبرز الديوكسين، والفوران اللذان ينتجان عن حرق النفايات الطبية.
ويسمى الديوكسين المدمر الحقيقي للصحة فمن مجمل ما رصد عن هذه المادة الكيميائية الفتاكة أنه عندما تصل مستوياته في دهون جسم الإنسان إلى قيم ضئيلة أقل من أجزاء من التريليون يصبح مادة شديدة الفتك عن طريق الارتباط بمستقبلات الهرمونات والخلايا الحية مما يغير من الميكانيكية الوراثية والوظيفية للخلية.وبالتالي يسبب كما كبيرا من الآثار المفجعة والتي تتراوح بين السرطان وضعف المناعة واعتلال الجهاز العصبي واجهاض المواليد وتشوههم.
وما يزيد من المشكلة تعقيدا أنه لا توجد حدود دنيا للكمية التي تحدث هذه الآثار، كما لا يوجد بجسم الانسان دفاعات مناعية ضده.
وينتج الديوكسين أثناء حرق القمامة والمخلفات خاصة النفايات الطبية، وتنتقل هذه المادة شديدة السمية من خلال تلوث التربة الزراعية والهواء الى الأسماك والحيوانات والماشية والطيور ومنتجات الألبان، وتختزن هذه المادة السامة في دهون هذه الكائنات، وعندما يأكلها الانسان تنتقل اليه وتترسب في الدهون المختزنة في جسمه.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا، هو أين تكمن خطورة هذه المادة؟ والاجابة أنها تكمن في كونها غير قابلة للتكسير أو الذوبان، بأي شكل من الأشكال، ولا تتغذى عليها أي من البكتيريا الموجودة في الطبيعة، وبالتالي فبمجرد تواجدها فانها تبقى في البيئة وتنتقل من كائن الى آخر، ومن وسط لآخر حتى تصل الى الانسان، وتحدث تأثيراتها المدمرة فيه على مر السنوات الطويلة بصورة تدريجية. أما الآثار المفجعة للديوكسين على الصحة فتتمثل في: الاصابة بسرطان الثدي والخصية والرحم، وانخفاض هرمونات الذكورة، وتضاعف حالات سرطان البروستاتا، إجهاض المواليد والتشوهات الخلقية، العظم الشوكي المشقوق، كما انه يؤثر في الهرمونات البشرية والكرومسومات، ويضعف الغدد الصماء مسببا العديد من الأمراض الخطيرة، وضعف المناعة، ويسبب أيضا آثارا سلوكية غير طبيعية وعللا تعليمية. وهذه الأمراض بالفعل ازدادت انتشارا في الآونة الأخيرة، إضافة الى التأثير المدمر على البيئة والشبكة الغذائية، والذي يصل الى مسافات كبيرة عن طريق الماء والغلاف الجوي ويتراكم في التربة والنباتات والحيوانات، ومن ثم ينتقل الى الإنسان في الكويت ودول الخليج ودول الجوار.
وبالرغم من أن جميع الاثباتات تربط بين حرق النفايات الطبية والتلوث، السام الحاد، اضافة الى كون هذه التقنية باهظة التكاليف وكذلك وجود تقنيات بديلة آمنة وسهلة الاستخدام والصيانة كما أنها أقل كلفة، فان وزارة الصحة تصر على استخدام المحارق.
وقد وصفت المحارق بأنها «مطامر في السماء «نظرا لكونها تنفث ابنعاثات سامة في السماء، والأمر الأشد أسفا هو أن هذه المطامر تحتاج الى مطامر أخرى في الأرض، لأن الرماد الناتج عن محارق النفايات والتي اعتبرت نفايات خطرة من قبل المحكمة العليا في الولايات المتحدة الأميركية، تلوث التربة والمياه الجوفية، لأن العوازل الخاصة بالمطامر سيصيبها التشقق في النهاية، مما يتيح للسائل السام التسرب الى كل شيء في البيئة، ولهذا فان محارق النفايات الخطرة تماثل قنابل موقوتة نتركها لأبنائنا.
معهد الأبحاث والمنظمات العالمية يدقان ناقوس الخطر
أوصت المنظمات والهيئات العالمية بضرورة إجراء الفحوصات الدورية لرصد كمية انبعاث مادة الديوكسين من المحارق من خلال مختبرات عالمية متخصصة عالية التقنية والدقة في هذا المجال، وقد أعلنت منظمة الصحة العالمية في عام 1996 أن الديوكسين مادة سرطانية قاتلة وأوصت بالحد من معدلات انبعاثه كما حظرت تعرض الإنسان لهذه المادة على اعتبار أنه لا توجد نسب مأمونة لانبعاثاتها لخطورتها الشديدة.
نبهت العديد من المنظمات والهيئات العالمية بخطورة حرق المخلفات وعلى وجه الخصوص المخلفات الطبية ودعت الى التحول لطرق معالجة بديلة أكثر أمنا بالتخلص من النفايات الطبية بدلا من حرقها، فقد دعت هذه المنظمات للحد والتقليل منذ البداية وعند انتاج المخلفات الطبية من المواد المحتوية على مادة (pvc) حيث ان مادة الديوكسين تنتج حتى من المحارق العالية التقنية، وكمثال على المواد التي تحتوي على pvc: المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد والعلبة الصفراء المستخدمة للتخلص من الإبر والمواد الحادة الملوثة.
دراسة سرية عن الديوكسين
علمت «الأنباء» من مصادر موثوقة أن هناك دراسة علمية سرية تمت بالتعاون بين وزارة الصحة ومعهد الكويت للأبحاث العلمية والتي أثبتت انبعاث مادة الديوكسين والمخلفات السامة الأخرى نتيجة لعدم مطابقة المحارق الحالية للمواصفات العالمية وقد تم التحفظ على هذه الدراسة، وإخفاء نتائجها.
واقرأ ايضاً:
وكيل الصحة يصدر لائحة لتنظيم إقامة المؤتمرات
حياتي: تنسيق كويتي ـ أميركي لافتتاح مركز طبي مختص بزراعة الكبد والبنكرياس في الكويت
الدوسري: قفزة نوعية في الخدمات الصحية
مستشفى الراشد يستقبل الطبيب الزائر د.راينر لانج طبيب تجميل الوجه والفكين
الخباز: مؤامرة حلت «نقابة الأطباء»
العميري: توجه لإعادة تعريف المعاق
العنزي: التدخل الجراحي من أفضل علاجات السمنة
وفد أرجنتيني يشيد بدور «الهلال الأحمر»