بشرى الزين
لاتزال حدود حرية الإعلام بين قيود ليست مطلقة بالكامل وقوانين لا يمكن تجاوزها وفق المسؤولية الإعلامية والأخلاقية والتي يمكن أن تواكب التطور التكنولوجي الذي تشهده وسائل الاعلام المختلفة، والذي جعل المعلومات متاحة في كل مكان وزمان مع ما رافق ذلك من تنافسية مفرطة.
رئيسة كلية الإعلام في جامعة كنساس سيتي الأميركية د.انجيلا باورز اشارت في محاضرة «حول سلوكيات الاعلام المسؤول في أميركا» أقيمت ظهر امس في جمعية الصحافيين بالتعاون مع مكتب العلاقات العامة في السفارة الأميركية الى التعقيد المستمر الذي يواجهه الصحافي نظرا لانتشار وتوسع وسائل الإعلام الرقمية في العالم كله.
وأضافت باورز ان هذا التطور يزداد عبر التكنولوجيا التي تساهم في هذا التغير لافتة الى انه يمكن اعتبار هذه الأزمة واقعية لكنها وبغض النظر عن مصادرها التي توفر مختلف البرمجيات ووسائل الاتصال تساعد على تعزيز التواصل مثلا من خلال المؤتمرات المصورة اضافة الى وسائل أخرى (كمبيوتر، كاميرا... الخ) وكذلك عبر المعلومات المتاحة في كل الأماكن والموجودة في العربات المتنقلة. وذكرت بالخيارات المحدودة سابقا من جرائد ومحطات اذاعية وتلفزيونية موضحة ان المشكلة التي تواجه الإعلامي حاليا في ظل هذه الثورة التكنولوجية هي «الوقت» المتاح الذي يتطلب بذل مزيد من الجهود وسط هذا التزايد في وسائل الإعلام وتحدياتها المرافقة، مبينة ان ذلك يدفع الى تحديد الجمهور المستهدف من خلال التوسع في وسائل الاعلام.
وتساءلت باورز حول الدور الذي يمكن ان تلعبه الصحف بين وسائل الإعلام الحديثة والمتنوعة، مشيرة الى ان الخيار يظل هو الحصول على كل وسائل الإعلام حتى الكلاسيكية منها التي يمكن ان تتكيف مع المتغيرات.
وتابعت أن التلفاز يقدم التوعية والكمبيوتر يسهل الحياة، مؤكدة ان التغيرات التكنولوجية تدفع لخلق مجتمعات يمكن التكيف معها موضحة ان الكمبيوتر يتيح جمع القصص المثيرة واعدادها.
في ملفات مختلفة وترجمتها لنقلها الى الشريحة المستهدفة، ما يمنح امكانية اشراك الجمهور بشكل تفاعلي ضاربا المثال بما استخدمه الرئيس الأميركي باراك أوباما في التواصل مع ناخبيه الشباب عبر الإنترنت.
وقالت ان ما يتطلب من الإعلامي هو تطوير المهارات للفت انتباه الجمهور، مشيرة الى ان ما تقدمه الصحيفة الآن لا يعني انه عمل سيتقادم بفعل الزمن لكن ما هو جديد هو تجميع هذه المعلومات وفتحها على الشبكة او ما تقوم به قناة خاصة من خلال إعادة عرض هذه المعلومات على الصحيفة. وذكرت ان كل شيء جوهره المحتوى الذي يقدم في الإعلام.
موضحة ان ما يواجه أولياء الأمور من تطور إعلامي ومعلوماتي الذي يرتبط بالبرنامج الرقمي وما فرضته التكنولوجيا من تجاوز للحدود وتأثير على الأطفال في المجتمع الإسلامي، هو قلق يعم كل المجتمعات ومنها الأميركية، مشيرة الى ان النقاش حول هذا الموضوع يتجه نحو نقطتين تتعلق الأولى بتجديد المعرفة وإمكانية توفير الحماية.
وأوضحت ان سلوكيات الإعلام المسؤول في الولايات المتحدة تعتمد على عدة مقاربات، منها الكلاسيكية التي تعتمد المعيار الأخلاقي، وكذلك الاعتماد على اتخاذ القرار العقلاني الذي سيعتمده الطلبة الصحافيون في الجامعات الأميركية.