اقامت سفارتنا لدى الولايات المتحدة الليلة قبل الماضية بالتعاون مع «مؤسسة الكويت ـ أميركا» حفلها الخيري السنوي بعنوان «رحلة للسلام» جمعت خلاله مبلغ 2.1 مليون دولار لصالح «مؤسسة آسيا الوسطى» لبناء مدارس في المناطق النائية في باكستان وافغانستان.
وقال سفيرنا في الولايات المتحدة الشيخ سالم العبدالله في تصريح لـ «كونا» ان «جهود السفارة الكويتية الخيرية استكمال لخيرات الكويت حكومة وشعبا الممتدة الى جميع انحاء العالم لاسيما ان المساعدات الكويتية الرسمية والشعبية وصلت الى مجمل انحاء العالم وفي الكثير من المجالات منها الصحية والتنموية وبالأخص التعليمية».
وبين الشيخ سالم العبدالله «أن حرص كبرى الشركات الاميركية على المشاركة والمساهمة في حفل السفارة الخيري السنوي انما يأتي نتيجة لما يحظى به هذا الحفل من سمعة طيبة بين الاوساط الاميركية وذلك لما تم جمعه في الحفلات السابقة من مبالغ قيمة شكلت مساعدات مهمة وساهمت في رفع المعاناة عن العديد من الاشخاص في مختلف أنحاء العالم».
واعتبر ان «مشاركة العديد من الشخصيات الاميركية السياسية والاقتصادية والاعلامية والفنية في هذا الحفل تؤكد على ما تحظى به الجهود الكويتية الانسانية والخيرية من مصداقية واهمية كبرى بين الاوساط الأميركية المتعددة». وذكر «ان مشاركة العديد من المسؤولين من ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما وعلى رأسهم اربعة من الوزراء ونخبة من نواب الوزراء ورئيس هيئة القيادة العامة للقوات العسكرية الأميركية ورؤساء كبرى الشركات الأميركية في هذا الحفل يوضح بشكل جلي المكانة المهمة التي تحظى بها دولة الكويت لدى الولايات المتحدة الأميركية لاسيما وان البلدين يتمتعان بعلاقات استراتيجية مهمة ومتشعبة تسهم في ترسيخ الامن والسلم في المنطقة».
وتطرق الشيخ سالم العبدالله الى العلاقات الكويتية ـ الاميركية حيث اوضح ان الجانبين الكويتي والأميركي يعملان على التشاور والتنسيق المستمر بينهما حول مجمل القضايا الامنية والدولية الحيوية.
وألقى كلمة في هذا الحفل أشار فيها الى متانة العلاقات الكويتية - الأميركية التاريخية والى الجهود الكبيرة التي تبذلها الحكومة الكويتية لتقديم مساعدات انسانية للعديد من الدول وفي كل أنحاء العالم والى الأهمية الكبرى التي توليها القيادة السياسية في الكويت لتطوير التعليم بشكل مستمر ومتزامن مع التطور العالمي.
من جهته ألقى عريف الحفل الاعلامي الاميركي الشهير فريد زكريا من قناة «سي ان ان» الأميركية كلمة اشاد فيها بقيام «مؤسسة الكويت ـ اميركا» بالتعاون مع السفارة الكويتية بتنظيم هذا الحفل الخيري.
وتقدم زكريا بالشكر الى الشركات التي تبرعت لهذا الهدف الذي وصفه بأنه نبيل ويخدم الامن والاستقرار المستقبلي لافغانستان وأشاد بجهود «مؤسسة آسيا الوسطى» واصفا اياها بأنها جهود حقيقية وملموسة على ارض الواقع نحو تعليم الاطفال في قارة آسيا.
وقالت حرم سفيرنا الشيخة ريما الصباح ان «السفارة في واشنطن تبذل جهودا كبيرة لتحقيق هدفين رئيسيين اولهما ترتيب حفلات خيرية تجمع بها مبالغ لصالح اهداف انسانية وخيرية وتخدم اكبر عدد ممكن من البشر، اما الهدف الثاني فهو توضيح الصورة الحقيقية للجهود الخيرية للكويت وشعبها الذي جبل على مساعد الدول وتخفيف المعاناة عنها منذ اكتشاف النفط في الكويت وقبل ذلك».
وبينت الشيخة ريما ان «جمع مبلغ 2.1 مليون دولار أميركي يعتبر الاكبر منذ بدأت السفارة في تنظيم الحفلات الخيرية منذ ست سنوات كما انني اشعر بالفخر والاعتزاز لقيام السفارة الكويتية في واشنطن بالمساهمة بشكل رئيسي في جمع هذا المبلغ».
واضافت «ان أسمى مشاعر الفرح والسرور يلازماني حين يتم جني ثمار الجهود المبذولة لجمع المساعدات الخيرية وحين تسهم هذه الاموال بشكل مباشر في رفع المعاناة او تعليم او علاج مجموعة من الناس الذين هم في أمس الحاجة لهذه المساعدة».
ووجهت الشيخة ريما في كلمة لها خلال الحفل الشكر والعرفان للشركات التي تبرعت لهذا الحفل الخيري وأكدت ان «العديد من الاولاد والبنات في افغانستان ستتغير حياتهم الى الافضل بسبب هذا التبرع السخي».
وتحدث رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ السيناتور جون كيري خلال الحفل مشيدا بجهود «مؤسسة آسيا الوسطى» وبجهود رئيسها غريغ مورتنسن الخيرية تجاه السعي نحو تعليم العديد من الاطفال المحرومين في افغانستان.
وشدد كيري على ان «قوة التعليم هي السلاح للسلام» وغالبا اذا ما «علمت فتاة فانك تعلم قرية» واضاف «عمل غريغ يذكرنا ان الانجاز الاهم الذي يمكننا فعله هو تعليم الفتيات».
وتم خلال الحفل تكريم رئيس «مؤسسة آسيا الوسطى» غريغ مورتنسن الذي كان مرشحا لجائزة نوبل للسلام لعام 2009 لكتابه الذي كان الاكثر مبيعا على مستوى دول العالم «ثلاثة اكواب من الشاي» من قبل الممثل الأميركي الشهير مايكل دوغلاس الذي ألقى كلمة شكر فيها السفير الكويتي وحرمه و«مؤسسة الكويت ـ أميركا» على ما يبذلونه من جهود خيرية بشكل سنوي.
وأعرب الممثل العالمي مايكل دوغلاس عن سعادته للمشاركة للمرة الثانية في الحفل الخيري السنوي الذي تقيمه السفارة الكويتية في واشنطن واشاد ايضا برئيس «مؤسسة آسيا الوسطى» وأثنى على جهوده بالنسبة الى السعي نحو تعليم وتثقيف العديد من الاطفال في أفغانستان.
وألقى مورتنسن الذي أسهم في بناء أكثر من 135 مؤسسة تربوية لأكثر من 38 ألف طفل في منطقة آسيا الوسطى كلمة أعرب فيها عن تقديره لخطاب السفير الشيخ سالم وحرمه قائلا انه «تأثر بالدعم» الذي قدموه لقضيته التي تبناها قبل 17 سنة.
وقال مورتنسن في تصريح لـ «كونا» «مهم جدا ان تكون لدينا مدارسنا» في باكستان وافغانستان وأن نحضر مواضيع مختلفة يتعلمها اولئك الاطفال اضافة الى تعليمهم خمس لغات بما فيها الإنجليزية والعربية.
وأشاد مورتنسن بالجهود الكبيرة التي يقوم بها سفيرنا لدى الولايات المتحدة وبين ان عمله يظهر «انه يفهم بناء العلاقة» وقدرته على جمع «مثل هذه المجموعة المتنوعة» في واشنطن حيث «يحتفل الجميع هنا اليوم بالتعليم».
وأوضح مورتنسن ان مبلغ 2.1 مليون دولار الذي تم جمعه سيسهم في بناء 60 مدرسة تستقبل 20 ألف طالب تقريبا.
وحضر الحفل العديد من الشخصيات الأميركية الرسمية والبرلمانية والاعلامية والفنية ابرزها وزير التجارة الأميركي غيري لوك ووزير المواصلات راي لحود ووزير الاسكان شان دانيفين ووزير العدل اريك هولدر ومستشار الرئيس الأميركي لشؤون الامن القومي الجنرال جيمس جونز ورئيس هيئة الاركان المشتركة للقوات العسكرية الأميركية الجنرال مايكل مولن. والقاضي في المحكمة العليا أنثوني كينيدي ورئيس لجنة الشؤون المالية في مجلس النواب هاورد بيرمان وعمدة مدينة واشنطن ادريان فينتي بالاضافة الى العديد من المسؤولين في الادارة الأميركية واعضاء مجلسي النواب والشيوخ والقضاة في المحكمة العليا الأميركية وعدد من رؤساء الشركات الأميركية.