-
صاحب السمو الأمير وولي العهد ورئيس مجلس الوزراء عزوا الرئيس المصري سائلين المولى أن يتغمد الفقيد برحمته: ترك آثاراً خالدة من علمه سيسجلها التاريخ بأحرف من نور في سجل الأزهر
ليلى الشافعي ـ أسامة أبوالسعود
نعت مشيخة الازهر الى العالم الاسلامي العالم والفقيه د.محمد سيد طنطاوي شيخ الازهر الذي وافته المنية امس بمدينة الرياض السعودية اثر ازمة قلبية مفاجئة داهمته خلال وجوده في مطار الملك خالد الدولي في الرياض للسفر عائدا للقاهرة، عقب المشاركة في حفل توزيع جوائز الملك فيصل العالمي، ونقل الفقيد رحمه الله على الفور الى المستشفى حيث فاضت روحه الى بارئها.
هذا وبعث صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد ببرقية تعزية ومواساة الى اخيه الرئيس محمد حسني مبارك رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة عبر فيها عن خالص تعازيه وصادق مواساته بوفاة المغفور له باذن الله تعالى فضيلة الشيخ د.محمد سيد طنطاوي شيخ الازهر الشريف سائلا سموه المولى تعالى ان يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جنات وان يلهم ذوي الفقيد جميل الصبر وحسن العزاء. كما بعث سمو ولي العهد الشيخ نواف الاحمد وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد ببرقيتي تعزية مماثلتين.
الفقيه والعالم
وأصدرت مشيخة الازهر بيانا نعت فيه الفقيد قائلة: (يأيتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية فإدخلي في عبادي وادخلي جنتي). فقدت الامة الاسلامية والعربية علما من أجل علمائها وفقيها من فقهائها د.محمد سيد طنطاوي شيخ الازهر في مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية صباح اليوم (أمس) الاربعاء الموافق 24 ربيع الاول لعام 1431 هجرية الموافق 10 مارس 2010 م. وكان الفقيد يرحمه الله تعالى مخلصا في عمله وفي علمه وفي كل ما من شأنه خير الاسلام والمسلمين، وظل يعمل بكل طاقته حتى آخر نفس، حيث انه كان في احدى مهامه الدعوية المخلصة لوجه الله تعالى بالسعودية حيث وافته المنية قبل صعوده الى سلم الطائرة التي كان من المفترض ان تقله الى ارض الوطن.
وللامام الراحل صولات وجولات في كل مكان لتفعيل دور ونشاط الدعوة الاسلامية في ارجاء المعمورة، وكان قبل الرحلة الاخيرة الى السعودية في رحلة لتكريم الفائزين في جائزة الامير نايف بن عبدالعزيز آل سعود للسنة النبوية والدراسات الاسلامية، كما ان الازهر بأساتذته وعلمائه وطلابه وموظفيه يعترفون بفضله في تطوره وبالعمل على الارتقاء بمستواه العلمي والديني. تغمده الله بواسع رحمته، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
مدافن البقيع
وقال وكيل الأزهر محمد واصل إن ابن شيخ الأزهر وافق على دفن جثمان والده في البقيع حيث دفن النبي محمد صلى الله عليه وسلم وآل بيته وصحابته، وسيحل واصل محل الإمام الراحل لحين تعيين شيخ جديد للأزهر بقرار يصدره رئيس الدولة طبقا للقانون، ويرأس واصل لجنة حوار الأديان في الأزهر.
وقالت مصادر في مشيخة الأزهر إن الأزمة القلبية فاجأت شيخ الأزهر في المطار لدى استعداده لصعود الطائرة للعودة إلى القاهرة وإنه نقل إلى مستشفى الملك خالد العسكري حيث فاضت روحه.
وذكر مصدر أن الجثمان سينقل اليوم إلى المدينة المنورة للصلاة عليه ودفنه، وأضاف أن شيخ الأزهر كان أوصى بدفنه في البقيع إذا توفي في السعودية خلال زيارته.
ولد طنطاوي الذي يلقب بالإمام الأكبر في محافظة سوهاج بصعيد مصر عام 1928، وحصل على درجة الدكتوراة في الحديث والتفسير عام 1966 وعمل مدرسا بكلية أصول الدين ثم انتدب للتدريس في ليبيا لمدة أربع سنوات، كما عمل في المدينة المنورة عميدا لكلية الدراسات العليا بالجامعة الإسلامية، وعين مفتيا للديار المصرية عام 1986 ثم شيخا للأزهر عام 1996.
الوئام بين المسلمين
وهناك اتفاق بين رجال الدين على سعة علمه واطلاعه الديني، ويقول محللون إنه صاحب دور بارز في الحفاظ على الوئام بين المسلمين والأقباط في مصر.
ويشيرون إلى علاقته الوطيدة بالبابا شنودة الثالث بابا الأقباط الأرثوذكس الذين يشكلون أغلبية المسيحيين في البلاد، لكن الإمام الراحل أثار الكثير من الجدل في السنوات الماضية وخاصة لمصافحته الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز في مؤتمر حوار الأديان الذي نظمته الأمم المتحدة والسعودية بجنيف عام 2008.
وفي عام 2003 أثار الجدل بقوله إن لفرنسا الحق في منع الحجاب في المدارس الحكومية، وقال ذلك بعد اجتماع في مشيخة الأزهر مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي كان يتولى منصب وزير داخلية فرنسا آنذاك.
وقبل شهور قرر طنطاوي منع النقاب في مؤسسات الأزهر ومعاهده حين لا يكون فيها رجال.
وتعرض طنطاوي لانتقادات من بينها انه مؤيد لسياسات الحكومة.
كما انتقده ليبراليون كثيرون لقرارات صدرت في عهده من الأزهر بحظر كتب قال الأزهر إن محتواها مخالف للإسلام.
وكان أيد عام 1996 حكم محكمة قضت بالتفريق بين الأستاذ الجامعي نصر حامد ابوزيد وزوجته على أساس انه مرتد عن الإسلام بسبب كتابات له، ولجأ ابوزيد وزوجته الى هولندا للإفلات من الحكم.
وقال عبدالله النجار مستشار الإمام الراحل للتلفزيون المصري ان الشيخ كان باديا في تمام صحته قبل سفره الى السعودية.
آثار خالدة
كما نعى د.أحمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب، الإمام الأكبر الشيخ د.محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر الذي وافته المنية اليوم (أمس) بالرياض. وأصدر سرور بيانا جاء فيه: «ان مجلس الشعب بمشاعر ملؤها الحزن والأسى وقلوب مفعمة بالإيمان واليقين ينعى د.محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر، رحل عن دنيانا محبوبا محمود السيرة طيب الأثر لبى نداء ربه فإنا لله وإنا إليه راجعون، ليجزيه بالإحسان إحسانا وبالسيئات عفوا وغفرانا، فقد كان فضيلته رحمه الله عالما جليلا وإماما لذا نهلت من علمه الأجيال وقف شامخا بهدوئه المعهود وببصيرة العلماء يذود عن حياض شريعتنا الغراء ويجدد فقهها ليواجه ما يستجد من قضايا العصر ومشكلاته».
كان رحمه الله طيب المحيا سمح الخلق سهل العبارة قريبا من كل الناس حوله ترك لنا آثارا خالدة من علمه سيسجلها التاريخ بأحرف من نور في سجل الأزهر الشريف.
المهري نعى شيخ الأزهر: د. جمعة الأفضل لخلافته
أصدر وكيل المراجع الشيعية السيد محمد المهري بيانا جاء فيه: ينعى السيد محمد المهري رئيس مجلس العلاقات الإسلامية ـ المسيحية الى الشعب المصري كافة والأزهر الشريف والشعوب الإسلامية والعربية والاخوة المسيحيين في مصر فقيد العلم د.محمد سيد طنطاوي تغمده الله برحمته الواسعة بعد عمر قضاه في سبيل تحصيل العلم والافتاء وتربية العلماء وتبني القضايا الاسلامية والوطنية ومحاربة الأفكار التكفيرية، كما انه لم يفرق بين اتباع المذاهب الاسلامية فقد قال رحمه الله: لا خلاف في الاصول بين السنة والشيعة وكان معتدلا في اطروحاته وفتاواه ومنسجما مع ابناء مصر من المسلمين والمسيحيين وكان محبوبا لدى جميع الشعب المصري ولذا سيطر الحزن على المسلمين والمسيحيين في مصر ونحن نقترح ان يكون د.علي جمعة مفتي الديار المصرية خليفة للمرحوم وان يحل محله في تولي رئاسة مشيخة الازهار الشريف لأنه أكفأ الموجودين على الساحة الاسلامية في مصر.
وختاما نجدد العزاء والحزن لفقيد الأمتين العربية والإسلامية وللعالمين الاسلامي والمسيحي ونعزي الرئيس المصري محمد حسني مبارك وأسرة الفقيد الراحل.
المعتوق: مواقفه لا تنسى تجاه قضايا الكويت العادلة
أسامة أبوالسعود
أعرب وزير العدل ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية الأسبق د.عبدالله المعتوق عن بالغ الحزن وعميق الأسى لرحيل شيخ الأزهر الامام الأكبر فضيلة الشيخ د.محمد سيد طنطاوي الذي وافاه الأجل أمس بالمملكة العربية السعودية.
وقال المعتوق في تصريحات لـ «الأنباء» «لا نقول إلا إنا لله وإنا اليه راجعون، فقد خسر العالم الإسلامي رمـــزا من الرموز الإسلامية وعلما من الأعلام، وثلم الإسلام بموته ثلمة عظيمة».
وتابع المعتوق قائلا: «نسأل الله العلي القدير ان يعوضنا بفقيدنا الغالي، يرحمه الله، سماحة شيخ الأزهر الشريف الأمام الأكبر د.محمد سيد طنطاوي، وإنا لله وإنا إليه راجعون».
وعن منهج شيخ الأزهر الوسطي قال المعتوق «د.محمد سيد طنطاوي كان ركنا أساسيا في الدعوة الى الوسطية في زماننا هذا».
واستذكر المعتوق مواقف شيخ الأزهر النبيلة تجاه الكويت وقضاياها العادلة حيث قال «كان د.طنطاوي، يرحمه الله، داعما لجميع قضايا الكويت وحقوقها العادلة، ولا ننسى يوما من الأيام مواقفه المشرفة تجاه الكويت في محنتها، رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله وذويه وسائر أبناء الأمة الاسلامية الصبر والسلوان بوفاة العالم الجليل شيخ الأزهر د.محمد سيد طنطاوي، يرحمه الله».
العنزي: بصماته واضحة في التدريس والاجتهادات الفقهية
ليلى الشافعي
عزى د. سعد العنزي العالم الاسلامي لوفـــاة فضيلة شيخ الازهر د.محــمد سيد طنطاوي ونسأل الله ان يتقبله بواسع رحمته.
والفقيد كان من علماء العالم الاسلامي وله بصمات حقيقية كثيرة في هذا المجــال سواء كان في التدريس او الاجتهادات الفقية، نسأل الله ان يجزيه خير الجزاء لما قام به في مسيرته الدعوية ونسأل الله ان يلهم ذويه الصبر والسلوان.
وفضيلته يرحمه الله كانت له آراء فقهية واجتهـــادات مثيرة للجدل، وقد تعرض لهذه الفتاوى كثير من الفقهاء والعلماء الا انها تبــقى في اطار الاجتهاد فالمجتهد ان اصاب فله اجران وان اخطأ فله اجر فنسأل الله تبارك وتعالى ان يتغــمد الفقيد بواسع رحمته، ومع ان الفقيد كانت له اقوال وفتاوى مختلف فيها فإنها تظل في اطار الاجتــهاد، وكثير من العلماء ردوا عليه واجابوا عن كثير من افتــائه ولكن يبقى في اطار الاجتهاد الفقــهي نسأل الله ان يمنح هذه الامة علــماء صادقين يخافون الله تعالى في عـــباده وينصحون لهذه الامة ويذودون عن حمى امة الاسلام ويدافــعون عن حقـــوقها وديــنها لان هذا هو دور العلماء ودورهم كبير ومســـؤوليتــهم عظيمة وهـــي امانة كبيرة فعلى من يخلف شـــيخ الازهــر ان يضع في اعتـــباره هذه المسؤولية الكبيرة وانه سوف يقـــف بين يـــدي الله وســـوف يسأل عن فـــتاواه وعن آرائــه فعـليه ان يتـــقي الله في نفــسه وان يدافـــع عن دين الله وعن مصالح الامة ولا يخــشى في ذلك لومــة لائــم ولا تأخذه محبة قريب او موالاة رئيس او اي شهوة من شهوات الدنيا.
الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية تنعى شيخ الأزهر د.محمد سيد طنطاوي
قال تعالى (يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي) 27-30 سورة الفجر.
ببالغ الألم تلقت الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية نبأ وفاة شيخ الأزهر د.محمد سيد طنطاوي صباح امس الأربعاء 24 ربيع الأول 1431 هـ الموافق 10 الجاري، عن عمر يناهز 82 عاما، اثر إصابته بأزمة قلبية خلال زيارته لعاصمة المملكة العربية السعودية الرياض، للمشاركة في حفل توزيع جوائز الملك فيصل العالمية.
والفقيد الشيخ طنطاوي ولد في 28 اكتوبر 1928 بمحافظة سوهاج بصعيد مصر، والتحق بالأزهر الشريف، حيث أبرز تفوقا ملحوظا مكنه من الالتحاق بكلية أصول الدين التي عمل بعد تخرجه مدرسا بها قبل انتدابه للتدريس في ليبيا لمدة 4 سنوات.
وحصل طنطاوي على الدكتوراه في الحديث والتفسير عام 1966 كما عمل في المدينة المنورة عميدا لكلية الدراسات العليا بالجامعة الإسلامية.
وعين الراحل مفتيا للديار المصرية في 28 اكتوبر 1986 ثم عين شيخا للأزهر الشريف عام 1996 وظل في منصبه حتى وفاته، وكان رحمه الله يلقب بالإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر.
ويُعد د.طنطاوي واحدا من ابرز علماء الأزهر في علم التفسير، وله تفسير للقرآن الكريم، وقد ترأس فضيلته المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة، وشارك في العديد من المؤتمرات والندوات.
والهيئة الخيرية رئيسا وأعضاء وعاملين إذ تعرب عن عميق حزنها لوفاة شيخ الأزهر، فإنها تتقدم الى أسرته وتلامذته بأحر التعازي، سائلين الله تعالى سبحانه وتعالى ان يسكنه فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، ولله ما أعطى وله ما أخذ وكل شيء عنده بقدر، فلنصبر ولنحتسب، ونسأل الله سبحانه وتعالى ان يتغمد الفقيد بواسع رحمته وان يلهم آله وذويه الصبر والسلوان، و(إنا لله وإنا إليه راجعون).