أسامة دياب
برعاية سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد وبحضور نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ د.محمد الصباح بالنيابة عنه، أقامت جمعية أهالي الشهداء الأسرى والمفقودين الكويتيين بالتعاون مع الاتحاد العربي للمحاربين القدماء وضحايا الحرب حفلا عنوانه الوفاء لتكريم أول 10 من شهدائنا الأبرار تم الإعلان عن استشهادهم بعد العثور على رفاتهم في المقابر الجماعية في العراق، بالاضافة الى 4 من الشخصيات البارزة التي دعمت قضية الأسرى بحضور لفيف من أهالي الشهداء الأسرى وعدد من النواب الحاليين والسابقين.
صورة مشرقة
وأكد ممثل راعي الحفل نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ د.محمد الصباح ان الوفاء من الشيم التي جبل عليها أهل الكويت ونوع مميز من التواصل مع من ضحوا بأرواحهم فداء للوطن، لافتا الى ان هذا الحفل ليس لزراعة الأحقاد والكراهية ولكن لإعطاء صورة مشرقة وذكية عن أهل الكويت، وتجسيد لمعنى «الوفاء» لمن خدم بلده.
وأضاف الشيخ د.محمد الصباح انه بالرغم من مرور 20 عاما على مأساة الغزو العراقي التي يعاني منها جميع أهل الكويت وكل من يؤمن بمبادئ العدالة والحرية وليس ذوو الشهداء فقط، إلا اننا لا يمكن ان ننساها ومازلنا نستذكرها بمزيد من الأسى حتى ونحن نحتفل بتكريم من ضحوا بأرواحهم من أجل بلدهم، مشيرا الى اننا لم ننس الجهود التي بذلت على مدار 20 عاما لمعرفة مصير الأسرى ومحاولة إعادة الرفات لدفنهم في أرض الكويت، مشددا على جهود المغفور له بإذن الله الشيخ سالم صباح السالم والتي بذلها على مدار سنوات عديدة حتى عندما كان في أشد مراحل مرضه حينما قال: «والله لأطرق كل باب من الممكن ان يؤدي الى الإفراج عن أسرى الكويت حتى لو اضطررت لأن أزحف الى هذا الباب زحفا»، لافتا الى ان هذه الشيمة ليست شيمة الشيخ سالم الصباح وحده وإنما شيم أهل الكويت التي جبلنا عليها، وقيمة تمسكنا بها عبر السنين والأجيال، متقدما بالشكر لأعضاء جمعية أهالي الشهداء الأسرى والمفقودين، معربا عن أمله في ان تعاد هذه الاحتفالات سنويا لنستذكر بالكثير من الفخر والاعتزاز ما قدمه أبناء الكويت، مباركا لأهالي الشهداء الشهادة والتكريم.
شجرة الاستقلال
وبدوره أكد رئيس اتحاد المحاربين القدماء وضحايا الحرب اللواء أركان حرب أمين حسين أحمد ان شهداء الكويت كتبوا أسمى آيات التضحية والفداء، مشيرا الى ان تضحيات شهداء الكويت لا تقتصر على مأساة الغزو العراقي فقط ولكن هذا الشعب الأبي روى شجرة استقلاله وحريته منذ قرون بدماء الشهداء حتى تمكن من إنشاء الكويت عام 1613 ميلادية.
وأضاف رئيس اتحاد المحاربين القدماء وضحايا الحرب ان شهداء الكويت وذويهم هم كوكبة من الأخيار، وكيف لا والمقاومة الكويتية قدمت لنا معركة القرين الخالدة، التي هي ملحمة الأبطال الذين آمنوا بربهم وبحرية وطنهم، هذه الفئة القليلة التي صمدت بأسلحتها الخفيفة أمام فئة من الطغاة مدججين بالأسلحة الثقيلة حتى سقطوا شهداء بأجسادهم رافعين رايات العزة والشرف، مؤكدا ان هذه الأسماء من كبيرهم وقائدهم «سيد هادي العلوي» وأصغرهم «عامر فرج العنزي» وإخوانهم مقاتلي بيت القرين سيظلون رموزا لمقاومة العدوان.
وأشاد بمواقف سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الذي أمر بتحويل بيت القرين الى متحف وطني رمزا لوفاء الشعب الكويتي نحو شهدائه، مستذكرا ايضا شهداء الكويت الذين سقطوا أثناء المقاومة المتنوعة وفي الطرقات والشوارع والميادين من الرجال والنساء ومنهم الفهد البطل المغفور له بإذن الله الشيخ فهد الأحمد الصباح.
وذكر ان الاتحاد العربي للمحاربين القدماء والتابع لجامعة الدول العربية هو اكبر الاتحادات العالمية، حيث يمثل ملايين المحاربين القدماء ومنهم الشهداء والأسرى من المحيط الى الخليج، لافتا الى ان الحرية العربية مازالت ناقصة حتى يعود القدس والمسجد الأقصى الى أحضاننا، فلن يضيع دم شهدائنا سدى ولن يضيع ما ضحى به المحاربون العرب القدماء من جهد ودم وحرمان.
ومن جهته، قال رئيس جمعية أهالي الشهداء الأسرى والمفقودين فايز العنزي «ان جمعية أهالي الشهداء انضمت الى الاتحاد العربي للمحاربين القدماء عام 2008 وشاركت للمرة الأولى في المؤتمر السنوي للاتحاد الذي أقيم في مدينة طرابلس الليبية عام 2009 وطبقا للوائحها تمنح 10 أوسمة شرف لشهداء الدولة العضو و4 من الشخصيات التي خدمت قضايا الشهداء والأسرى، قامت الجمعية ايمانا منها بحق شهداء الكويت بالحصول على هذه الأوسمة من هذا الاتحاد الهام الذي يمثل جامعة الدول العربية.
فخر واعتزاز
وأشار الى ان الجمعية ستستمر في ترشيح أسماء الشهداء والشخصيات التي قدمت الدعم لقضايا الأسرى الشهداء وفاء منها لهذه الشخصيات الكريمة، لافتا الى ان الشخصيات المكرمة، قد تم اختيارها بعناية بناء على ما قدموه من جهد جهيد ودعم كبير لقضية الأسرى والشهداء منذ بروزها.
وأخيرا خاطب العنزي أهالي الشهداء قائلا: «لقد سطر شهداؤكم أروع أمثلة الصمود والتحدي والبطولة، فحق لنا ولكم الفخر والاعتزاز بأن منكم من امتزج دمه بأرض الكويت الطاهرة ورواها ثمنا للاستقلال والحرية، فالكويت هي الباقية وشهداؤنا الى الجنة ان شاء الله.
وفي نهاية الحفل قام ممثل راعي الحفل نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ د.محمد الصباح ورئيس اتحاد المحاربين القدماء وضحايا الحرب اللواء أركان حرب أمين حسين احمد ورئيس مجلس ادارة جمعية أهالي الشهداء الأسرى والمفقودين الكويتية فايز العنزي بتكريم أسر الشهداء الـ 10 والشخصيات المختارة.
أسماء الشهداء العشرة المكرمين
الشهيد سعد مشعل اسود العنزي
الشهيد احمد عبدالله عبدالرسول القلاف
الشهيد صالح علي سعود الحيان
الشهيد ناصر حسين العمران العنزي (أبوصالح)
الشهيدة انعام سيد احمد سيد اسماعيل العيدان
الشهيد محمود سيد رضا سيد حسن (أبوفراس)
الشهيد عبداللطيف ناصر حسين الوهيب
الشهيد ناصر شريف فهد الخالدي (أبومشعل)
الشهيد فيحان محمد ليلي المطيري (أبولافي)
الشهيد جاسم حميد عبدالله السماك
الشخصيات المكرمة
*المغفور له بإذن الله تعالى رئيس اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى والمفقودين الشيخ سالم صباح السالم الصباح.
* النائب أحمد السعدون.
* النائب السابق صالح الفضالة.
* النائب د.وليد الطبطبائي.
من أجواء الحفل
* عرض أثناء الحفل فيلم وثائقي يستذكر بطولات الشهداء العشرة المكرمين، وكذلك مواقف الراحل سمو الشيخ سالم صباح السالم نال استحسان الحضور.
* أقيم حفل التكريم في أجواء حميمية ومشاعر جياشة بصورة جعلت رئيس مجلس ادارة جمعية اهالي الشهداء الاسرى والمفقودين فايز العنزي لا يتمالك نفسه وتخنقه العبرة أثناء إلقاء كلمته مخاطبا أهالي الشهداء وتعرض للموقف نفسه مقدم الحفل الاعلامي المميز يوسف مصطفى.